من تركيا إلى العراق ولبنان وسوريا.. كيف انتشر فيديو مغارة الذهب؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حظي مقطع فيديو بموجة انتشار فيروسي في وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من دول المنطقة، وسط تناقل معلومات مُضللة تربطه بما سُمي "مغارة الذهب".
عاود الفيديو الظهور خلال الساعات الأخيرة، بعد ما أثير عن العثور على مغارة تحتوي الذهب خلال أعمال حفر أحد المنازل في مدينة الحارة في محافظة درعا جنوبي سوريا.
دفعت الشائعة وتداول لقطات مصورة من أعمال الحفر، العديد من المواطنين للتوجه إلى المكان ليلا، وهو ما استدعي تدخلا أمنيًا من السلطات السورية.
في بيان نشرته محافظة درعا، ليل السبت – الأحد، قال وائل الزامل، مدير منطقة الصنمين في درعا، إن ما ظهر بالمنطقة عبارة عن "فتحة صغيرة خلال أعمال الحفر، ما زالت طبيعتها مجهولة"، وأن المنطقة "لم تسجل أي مشاهدة أو دليل على وجود ذهب في الموقع".
أظهر تحقق CNN بالعربية من الفيديو زائف، وجرى إنتاجه عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع خضوعه للتحرير الرقمي بإضافة تعليق صوتي في خلفية الفيديو لشخص يقول باللهجة السورية: "مغارة مغارة مليانة من عند دار مشهور جوز اتحاد لعند محلات دار محمد العبدو".كانت بداية ظهور الفيديو في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما نشرته قناة في موقع يوتيوب اسمها "The Hunter Marcus".
تعطى مطالعة القناة الناشرة للفيديو لمحة عن مقاطع فيديو مشابهة، تستخدم نفس الخلفية الصوتية للإيحاء بأن رجلا يمشي في داخل أماكن مُظلمة تحتوي على مقتنيات الذهب.
أُنشئت القناة في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتدار القناة من المغرب. ولديها 69 مقطع فيديو ولّد أكثر من مليون مشاهدة في غضون هذه الفترة الزمنية القصيرة. وتوجد حسابات مماثلة بنفس الاسم على منصتي فيسبوك وإنستغرام.
حصد الفيديو أكثر من 19 مليون مشاهدة عبر فيسبوك وحده، مع تعليق دون توضيح لمكان محدد، كان يقول: "نحن نستكشف حجرة قديمة مليئة بالذهب البكر. يُظهر هذا الفيديو كيف يبدو اكتشاف قبو مخفي مليء بالذهب"، مع وسوم منها "#البحث_عن_الكنز #صائد_الكنوز".
وفي أدنى وصف الفيديو موضع التحليل، المنشور في قناة أخرى مرتبطة بنفس الحسابات، اسمها "Marcus - The Gold Chaser"، وضع موقع يوتيوب إشارة إلى أنه "محتوى مُعدّل أو مُركّب.. تم تعديل الصوت أو اللقطات بشكل كبير أو تم إنشاؤها رقميًا". وهو ما يعني أن الفيديو ليس حقيقيًا.
وأظهرت نتائج فحص الفيديو عبر أدوات عدة، منها Deepware و Deep Fake O Meter و Hive Moderation، أن الفيديو مُولد من خلال الذكاء الاصطناعي. إلى جانب عدم وجود تقارير موثوقة عن حول اكتشافات حقيقية مشابهة لما يحتويه المقطع.
وسبق أن نُسب فيديو "مغارة الذهب" إلى سياقات مختلفة ترتبط بتركيا والعراق ولبنان، قبل وصوله مؤخرًا إلى سوريا.
في 31 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد يومين من نشر الفيديو في قناة "The Hunter Marcus"، ظهر الفيديو في جروب ناطق بالتركية عبر فيسبوك، اسمه "ANUNNAKİ????SÜMER TANRILARI".
وكان لافتًا وجود اسم قناة "The Hunter Marcus" أسفل الفيديو المنشور في الجروب التركي.
وكُتب على الفيديو: "تستمر الاستعدادات للأنوناكي". يشير اسم المجموعة (الأنوناكي) إلى آلهة تدور حولها أساطير في الحضارات السومرية والآشورية والبابلية.
تضم المجموعة ما يزيد عن 100 ألف عضو، وتنشر معلومات غير موثوقة حول الحضارات القديمة.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني، انتقلت لقطات من الفيديو إلى العراق، مصحوبة بوصف مُضلل يقول: "دائرة الآثار: العثور على سرداب قديم فيه 176 سبيكة ذهب في قرية الخانوكة في قضاء الشرقاط" بمحافظة صلاح الدين.
في غضون ذلك، قال سالم عبد الله، مدير موقع "آشور" الأثري في محافظة صلاح الدين، إن الصور المتداولة لا "تتوافق مع طبيعة الكنوز القديمة، التي تدفن عادة بطريقة عشوائية أو داخل أوان محكمة الإغلاق بعيدًا عن الضوء والهواء"، حسبما جاء في تصريحات له.
وأشار سالم إلى وجود "خيوط عنكبوت كثيفة ومتناظرة بصورة مبالغ فيها" من شأنه خداع البعض، إضافة إلى تباين لمعان السبائك مع التراب والغبار في المكان، معتبرًا أن الادعاء غير واقعي.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول عبر فیسبوک
إقرأ أيضاً:
المرجع الاعلى السيد السيستاني ومشكلة المياه مع تركيا
27 نونبر، 2025
بغداد/المسلة:
حامد الخفاف
ماذا قال سماحة السيد السيستاني (دام ظله) لأردوغان وداود أوغلو عن مشكلة المياه في العراق؟
في يوم الثلاثاء 29/3/2011، استقبل سماحة السيد السيستاني رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، وطرحت مسائل عديدة في هذا اللقاء، منها مشكلة قلة المياه في العراق حيث طرحها سماحة السيد على ضيفه التركي وطلب منه ان تمتنع تركيا عن اتخاذ الاجراءات التي تتسبب في تقليل حصة العراق من المياه.
فقال اردوغان: ان سوريا هي التي تتحكم بكميات المياه في نهر الفرات ونحن نطلق كميات كافية من المياه في هذا النهر، وذكر نسب مئوية في هذا المجال.
فقال سماحة السيد: المشكلة ليست في نهر الفرات فقط، وإنما في نهر دجلة أيضاً!! فانه يمر عند الحدود التركية السورية، والظاهر ان هناك تفاهمات سورية تركية لاقامة مشاريع على هذا النهر تؤثر سلباً على حصة العراق من مياهه.
وقد وعد اردوغان بمتابعة الموضوع.
وفي يوم الاثنين 11/11/2013، زار احمد داود اوغلو وزير الخارجية التركي آنذاك سماحة السيد السيستاني، وقد ذكر سماحته في هذا اللقاء ان هناك تاريخاً كبيراً بين العراق وتركيا، ففي الحرب العالمية الاولى أفتى علماء النجف بوجوب القتال في جانب العثمانيين ضد الانكليز، وجرت معارك كبيرة اختلطت فيها دماء العراقيين بدماء الاتراك.
فعلق داود اوغلو: هذا صحيح، والنجف مدينة مقدسة نعتز بها…
فقاطعه سماحة السيد قائلاً: التاريخ المشترك ليس للنجف بالخصوص وإنما لكل العراق، وانا قلت هذا مقدمة لموضوع آخر وهو : إن العراق سمّي منذ القدم بـ(بلاد ما بين النهرين) لوفرة المياه في دجلة والفرات، واليوم يخاف العراقيون الجفاف، وأن يتحول بلدهم مستقبلاً الى ارض قاحلة ويجف النهران فيها !! وذلك بسبب مشاريع السدود التي تخطط تركيا لتنفيذها ، وهذا ليس في مصلحة التاريخ المشترك بين البلدين.
وأسهب سماحة السيد (دام ظله) في هذا الموضوع وشدد على اهميته للشعب العراقي وإن كانت الحكومة العراقية لا توليه الاهتمام الكافي ، وأكد على ضرورة ان توفر تركيا للعراق ما يحتاجه من المياه و ان يتم الاتفاق على ذلك وفق آليات التعاون الثنائي واذا لزم الامر فلتعالج المشكلة بين البلدين وفق القوانين الدولية ذات العلاقة بالانهار المشتركة.
وأشار سماحة السيد إلى اعتزام تركيا استحداث سد على نهر دجلة و ما يتسببه من نقصان المياه في العراق، فقال الوزير: حسب علمي لا توجد سدود على نهر دجلة، وانما توجد على نهر الفرات فقط.
فأصرّ سماحة السيد على معلومته وأنه قد قرأ عن الموضوع منذ مدة، وهنا تدخل احد اعضاء الوفد المرافق للوزير الضيف وقال: بالفعل هناك مشروع يتم تنفيذه على نهر دجلة بالقرب من الحدود السورية التركية.
وقد وعد الوزير اوغلو بمتابعة الموضوع مع الحكومة العراقية..
وقد استغرق موضوع المياه أكثر وقت لقائه مع سماحة السيد.
وجدير بالذكر ان السد الذي أشار إليه سماحة السيد هو سد إليسو وهو سد اصطناعي ضخم على نهر دجلة كان تحت الإنشاء منذ عام ٢٠٠٦ بالقرب من قرية إليسو وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا، وقد اكتمل مؤخراً ويتوقع ان يحرم العراق من نصف حصته المائية من نهر دجلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts