الأوقاف تعلن أسماء المرشحين من داخل مصر في المسابقة العالمية الـ32 للقرآن
تاريخ النشر: 24th, November 2025 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف، أسماء المرشحين من داخل مصر للمشاركة في المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم في جميع فروعها، وذلك بعد الانتهاء من مراحل التصفية الدقيقة التي أُجريت بإشراف لجان متخصصة من أهل العلم والإقراء.
أسماء المرشحين من داخل مصر في المسابقة العالمية الـ32 للقرآنوأكدت وزارة الأوقاف في بيان لها اليوم، الإثنين، أن ترشيح هذه الكوكبة من القرّاء والحفّاظ يأتي تقديرًا لتميزهم وتفوقهم في الحفظ والأداء، وتمثيلًا مشرفًا لمصر في واحدة من أعرق المسابقات القرآنية على مستوى العالم.
وأوضحت وزارة الأوقاف أنه سيتم نشر الأسماء كاملة وفق الفروع المحددة، مع خالص دعوات وزارة الأوقاف لجميع المرشحين بالتوفيق والسداد، وأن يرفعوا اسم مصر عاليًا في هذا المحفل القرآني الدولي.
وللاطلاع على الأسماء، يرجى الدخول عبر الرابط التالي: اضغط هنا
الأوقاف تُحيي ذكرى رحيل الشيخ محمود خليل الحصرييذكر أن وزارة الأوقاف أحيت اليوم ذكرى وفاة رائد من رواد دولة التلاوة وأحد أعظم أعلام المدرسة المصرية في تلاوة القرآن الكريم، الشيخ الجليل محمود خليل الحصري –رحمه الله– الذي لا تزال بصمته حاضرة في وجدان الأمة ومعالم مشروع دولة التلاوة الذي تتبناه الوزارة لإحياء تراث القراء الروّاد وترسيخ قيم الأداء المنضبط والإتقان.
وقد وُلد الشيخ الحصري في 17 سبتمبر 1917م بمحافظة الغربية، ونشأ في بيتٍ قرآني متعبد؛ ليصبح أحد أبرز القراء الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ دولة التلاوة.
حياته
أتمّ الشيخ الحصري حفظ القرآن الكريم كاملًا قبل أن يبلغ الثامنة من عمره، فالتحق بالأزهر الشريف وتخصص في علوم القراءات، حتى أصبح مرجعًا فيها، وعُرف بدقته وإتقانه وحرصه على الأداء الصحيح للقرآن الكريم.
وقد ارتبط اسم الشيخ محمود خليل الحصري بمحطات تاريخية في خدمة كتاب الله؛ إذ كان أول من سجّل المصحف المرتل كاملًا بصوته للإذاعة المصرية، كما سجّل المصحف في أكثر من رواية مثل: حفص عن عاصم، وورش عن نافع، وقالون، والدوري عن أبي عمرو، ليصبح أول قارئ يُهدي مصر من صوته مصحفًا كاملًا يهتدي به العالم الإسلامي.
لم يتوقف عطاؤه عند حدود مصر، بل انتقل بصوته إلى العالم، حيث مثّل مصر في محافل دولية متعددة، وقرأ القرآن في أكبر مساجد العالم الإسلامي، كما تولى رئاسة اتحاد قراء العالم الإسلامي، وكان عضوًا بارزًا في لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، ليجمع بين الأمانة العلمية والمسؤولية الدينية في خدمة القرآن.
وفاة الشيخ محمود خليل الحصري
رحل الشيخ محمود خليل الحصري في 24 نوفمبر 1980م، لكن صوته العذب وتلاواته الخاشعة ما زالت تملأ بيوت المسلمين ومساجدهم حتى اليوم، شاهدة على مدرسة رائدة في التلاوة، وخالدة في الإتقان.
وإننا في وزارة الأوقاف، إذ نُحيي هذه الذكرى العطرة، لنجدد العهد على تكريم أهل القرآن والوفاء لرموز التلاوة الذين خدموا كتاب الله، سائلين الله –عز وجل– أن يتغمد الشيخ محمود خليل الحصري بواسع رحمته، وأن يجعل القرآن العظيم شفيعًا له يوم الدين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف الأوقاف المسابقة العالمية الـ32 للقرآن المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم الشیخ محمود خلیل الحصری فی المسابقة العالمیة وزارة الأوقاف مصر فی
إقرأ أيضاً:
خطيئة "دولة التلاوة"
هل من العقل أو الدين أو المنطق أن نتعامل مع المقدَّس بالطريقة نفسها التي نتعامل بها مع غير المقدَّس؟.. وهل يصح نتعامل مع الذهب بالطريقة نفسها التي نتعامل بها مع التراب ـ مثلًا؟
الإجابة البديهية: لا.
لكن الحقيقة أن ذلك يحدث بدرجة كبيرة في برنامج "دولة التلاوة".
وقبل أن تغضب، تعالَ نناقش الأمر بالعقل.
صحيح أن البرنامج أحدث ضجة واسعة ودويًا كبيرًا ويحظى بمتابعة ضخمة بين المصريين، لكن من قال إن الانتشار السريع دليل جودة؟
ولنا في "المزرعة السعيدة" خير شاهد؛ فقد كانت اللعبة حديث مصر كلها، ومارسها الملايين من مختلف الأعمار، ووصل الأمر إلى أن من لا يلعبها كان يُعتبر عند البعض "متخلفًا" أو جامدًا وغير متطور. فأين هي "المزرعة السعيدة" اليوم؟
ولدينا دليل آخر من التريندات اليومية؛ فكم من تريند أنتشر وشاع وذاع ، صنعه أشباه الرجال وسواقط النساء وتوافه الأمور!.
وإذا تجاوزنا فكرة الانتشار، نصل إلى النقطة الأخطر، وهي أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، والنية المعلنة لبرنامج "دولة التلاوة" تبدو نبيلة: اكتشاف أصحاب الأصوات الجميلة في تلاوة القرآن، ودعمهم ليصبحوا قرّاء مشهورين.
ولا خلاف على نبل الهدف، ولكن السؤال الجوهري:
هل يجوز أن نتعامل مع القرآن بالطريقة نفسها التي تتعامل بها برامج اكتشاف الأصوات الغنائية؟
من يشاهد البرنامج سيكتشف بسهولة حجم التطابق مع برامج المواهب الغنائية:
نفس المؤثرات، نفس الإضاءة، نفس الإحراج، نفس أسلوب العرض، نفس طريقة التقديم، نفس فلسفة التقييم، نفس لغة لجنة التحكيم، نفس صياح الجمهور، حتى طريقة وضع ميكروفون مقدّمة البرنامج ووضعية المتسابق… كل شيء يشبه مسابقات الغناء، وكأننا أمام "ستار أكاديمي" بنكهة قرآنية.
وهنا مكمن الخطر: إنهم يتعاملون مع القرآن كأنه أغنية… أصوات يطربون بها ويتمايلون عليها!
يا سادة: القرآن يُتلى ليستمع الناس ويُنصتوا:
"وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا"
لا ليهتفوا ويصفّقوا ويتمايلوا.
البرنامج بصيغته الحالية سيصنع قارئًا يستعرض صوته كما يستعرض المغني موهبته، وسيمنح الجمهور إحساسًا بأن القرآن جزء من "عرض" أو "شو"… لا خطاب إلهي يحتاج خشوعًا وتوقيرًا وتدبرًا.
وليس ذلك تحذيرًا نظريًا؛ فقد حاول البعض من قبل خلط القرآن بالغناء، والموسيقار الكبير -الراحل -رياض السنباطي قال في حوار مع الكاتب –الراحل- أنيس منصور- رحمة الله عليهما- إن حلمه وأم كلثوم كان تلحين سورة الرحمن وغناءها.
وحدث أن غنّت أم كلثوم آية في "الثلاثية المقدسة" بعد إدخال تعديل طفيف عليها؛ فبدلًا من "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى"، غنّت: "والضحى والليل أما سجى".
وفي عام 1956، قالت لجنة الفتوى في الفتوى رقم 4440 قولها الفصل:لا يجوز تحويل القرآن إلى مادة طرب أو لهو، ولا تقديمه بطريقة تُخرجه عن جلاله وقدسيته.
الخلاصة: القرآن أعظم من أن يُقاس بمقاييس برامج الهواة، وأجلّ من أن يُعامل كما تُعامل الأغاني، وأرفع من أن يخضع لمنطق المنافسة والاستعراض والإبهار.
احذروا… فالخلط بين الذهب والتراب يبدأ بخطوة واحدة، ومثل هذه الخطوة هي أكبر خطيئة لدولة التلاوة.
والله أعلم