محلل سياسي: هذه عوامل نجاح الانقلاب في غينيا بيساو
تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT
ساعدت عوامل محورية عدة العسكريين على السيطرة على السلطة في غينيا بيساو، أبرزها إجهاض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل إعلان نتائجها، وحل الرئيس المعزول عمر سيسكو إمبالو البرلمان، وإقصائه حزب الاستقلال التاريخي، إضافة إلى وجود عدد كبير من الضباط الفارين من ذوي الرتب العليا بسبب اتهامهم بمحاولات انقلابية سابقة.
ووفقا للخبير في الشؤون الأفريقية إسماعيل ولد الشيخ سيديا، فإن هذه العوامل مكنت الانقلابيين من النجاح في الاستيلاء على السلطة هذه المرة.
وأشار إلى أن إلغاء "المسلسل الانتخابي" -كما وصفه قادة الانقلاب- جاء في توقيت حاسم قبل إعلان نتائج الانتخابات، مما حال دون تشكل مقاومة سياسية منظمة.
وفي سياق متصل، أوضح ولد الشيخ سيديا أن الرئيس المعزول أسهم في خلق بيئة مواتية للانقلاب من خلال حله البرلمان وإقصائه حزب الاستقلال الذي ناضل ضد الاستعمار البرتغالي وقاد البلاد لأكثر من 20 عاما.
ومثّل هذا الإقصاء تهميشا لقوة سياسية رئيسية تمتلك رصيدا تاريخيا ودعما شعبيا واسعا.
ومن جهة أخرى، سلط الخبير في الشؤون الأفريقية الضوء على العامل الثالث المتمثل في وجود عدد كبير من الضباط الفارين من ذوي الرتب العليا الذين اتُهموا بالقيام بمحاولات انقلابية سابقة.
وأوضح أن وضعهم الهش دفعهم إلى المشاركة في الانقلاب كوسيلة لوضع حد للاحتقان السياسي والعسكري الذي تمر به البلاد، ولضمان مستقبلهم العسكري والسياسي.
وعلى صعيد التاريخ السياسي، وصف ولد الشيخ سيديا غينيا بيساو بأنها مستعمرة برتغالية سابقة مرت بتجارب انقلابية معقدة، حيث أُعلن نجاح بعضها في الصباح وفشلها في المساء، في حين أُجهضت محاولات أخرى قبل أن ترى النور، وأشار إلى أن هذا يعكس التعقيدات السياسية الكبيرة التي تعاني منها البلاد.
وفي إطار السياق الإقليمي، لفت الخبير إلى أن غينيا بيساو تمثل البلد الوحيد الذي كان مستعمرة برتغالية في وسط دول كانت مستعمرات فرنسية وإنجليزية، مما يضفي على وضعها خصوصية ثقافية ولغوية وسياسية.
إعلانولفت أيضا إلى ملاحظة التكوين العرقي والديني للجماعة الانقلابية التي تعتنق الدين المسيحي، وهو عامل قد يؤثر على ديناميكيات السلطة في بلد متنوع دينيا.
استقالة متراكمة
وعلى المستوى التحليلي، أوضح إسماعيل ولد الشيخ سيديا أن الانقلابات في أفريقيا تمثل "استقالة متراكمة" تؤيدها المجتمعات المحلية للتخلص من الطبقة السياسية الفاشلة.
وأكد أن الجيوش هي جزء من المجتمع المحلي، وأن غياب السياسيين الأكفاء يجعل من العسكر "منقذا" للمشهد الديمقراطي وللدولة ككل.
وفي سياق متصل، أشار الخبير في الشؤون الأفريقية إلى أن ما سماها "العسكرتاريا السياسية" حاولت أن تبرهن على هذا الدور أكثر من مرة في القارة الأفريقية.
ونبه إلى أن التعميم خاطئ، فليس كل العسكر الانقلابيين فاشلون في أفريقيا، وليس كل السياسيين ناجحون في حكم بلدانهم، مما يتطلب تقييما حالة بحالة بعيدا عن الأحكام المسبقة.
وختم ولد الشيخ سيديا بالإشارة إلى أن التحديات التي يفرضها هذا الانقلاب على المؤسسات الأفريقية تتطلب فهما عميقا لطبيعة الأزمة السياسية في غينيا بيساو، وللعوامل المحلية والإقليمية التي تدفع نحو هذه التحولات العسكرية المتكررة في القارة الأفريقية.
وشهدت غينيا بيساو تطورات دراماتيكية الأربعاء، حيث أعلن ضباط الجيش عزل الرئيس إمبالو والسيطرة على السلطة، وذلك بعد أيام قليلة من الانتخابات العامة التي أجريت في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقد سُمعت أصوات إطلاق النار قرب القصر الرئاسي في العاصمة بيساو، في حين أكد الرئيس نفسه أنه اعتُقل على يد رئيس أركان الجيش، في خطوة وُصفت بأنها انقلاب عسكري كامل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات غینیا بیساو إلى أن
إقرأ أيضاً:
انقلاب يهزّ غينيا بيساو: عسكريون يعتقلون الرئيس ويعلّقون العملية الانتخابية
نقلت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية عن الرئيس عمر سيسوكو إمبالو قوله إنه اعتُقل في ما وصفه بانقلاب يقوده رئيس أركان الجيش، مؤكداً أنه لم يتعرض لأي عنف.
شهدت غينيا بيساو، الدولة الفقيرة الواقعة في غرب إفريقيا والتي اعتادت الاضطرابات والانقلابات، يوماً متوتراً الأربعاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر انتهى بإعلان مجموعة من الضباط سيطرتهم على السلطة واعتقال الرئيس عمر سيسوكو إمبالو، بالتزامن مع تعليق العملية الانتخابية وإغلاق الحدود.
بدأت الأحداث قرابة منتصف النهار عندما دوّى إطلاق نار كثيف قرب القصر الرئاسي في بيساو، فيما انتشرت حواجز عسكرية على الطرق المؤدية إلى المبنى.
جاء ذلك بعد ثلاثة أيام فقط على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته وخصمه المعارض فرناندو دياس دي كوستا، في حين لم تكن النتائج الرسمية قد صدرت بعد.
بعد ساعات من التوتر، ظهر الجنرال دينيس نكانها، قائد القوة العسكرية المرتبطة بالرئاسة، في مقر قيادة الأركان محاطاً بعناصر مسلحين ليعلن تولّي ما وصفه بـ"القيادة العليا لاستعادة النظام" إدارة البلاد "حتى إشعار آخر". وأوضح أنّ التحرك جاء بعد ما قالت الأجهزة الأمنية إنه "مخطط لزعزعة الاستقرار" شارك فيه سياسيون محليون وتجار مخدرات، مشيراً إلى دخول أسلحة إلى البلاد بهدف "تغيير النظام الدستوري".
ونقلت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية عن أمبالو قوله إنه اعتُقل في ما وصفه بأنه انقلاب يقوده رئيس أركان الجيش، مؤكداً أنه لم يتعرض للعنف. وقال أمبالو لقناة "فرانس 24": "لقد أُطيح بي".
كما قال موظف في بعثة المراقبين لـ"أسوشيتد برس": "الرئيس يتحدث للناس ويقول إنه محتجز لدى الجيش".
تعليق الانتخابات وإغلاق الحدودوأعلنت القيادة العسكرية تعليق العملية الانتخابية بكاملها، وإغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية، وفرض حظر تجول، داعية السكان إلى الهدوء. وبدت شوارع العاصمة شبه خالية خلال ساعات المساء، بينما فرّت مجموعات من المدنيين ظهراً من محيط القصر بعدما تجددت أصوات الرصاص.
وتعرّض مقر اللجنة الوطنية للانتخابات لهجوم من مسلحين مجهولين، وفق ما أكد مسؤول في اللجنة، في وقت كان معسكر الرئيس ومعسكر المرشح المعارض قد أعلنا كلاً على حدة الفوز بالانتخابات قبل صدور النتائج الرسمية.
ويأتي الانقلاب الجديد ليضاف إلى سلسلة طويلة من الاضطرابات التي طبعت تاريخ غينيا بيساو منذ استقلالها عام 1974. فقد شهدت البلاد أربعة انقلابات وعدداً كبيراً من المحاولات الفاشلة، وتحولت في السنوات الأخيرة إلى محطة رئيسية لتهريب المخدرات بين أميركا الجنوبية وأوروبا، على خلفية ضعف المؤسسات وانتشار الفساد.
أزمة شرعية وانتخابات مثيرة للجدلوكان إمبالو قد واجه في الأشهر الماضية أزمة شرعية بعدما اعتبرت المعارضة أنّ ولايته انتهت في شباط/فبراير الماضي، بينما قضت المحكمة العليا بأن تستمر حتى أيلول/سبتمبر. وتأجّلت الانتخابات الرئاسية مراراً قبل أن تُجرى الأحد وسط غياب الحزب المعارض الرئيسي، "الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر"، الذي أُقصي بذريعة تأخره في تقديم ملف ترشيحه، وهو ما اعتبرته المعارضة "تلاعباً".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة