جريدة الوطن:
2024-06-02@22:09:47 GMT

أصداف : ما بعد «الحرب الهجينة»

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

نقصد بـ»الحرب الهجينة» جانب السِّلاح المستخدم في هذا النَّوع من الحروب، فقَدْ تصدَّى خبراء ومفكِّرون واستراتيجيون لهذا المصطلح القديم ـ الجديد وتناولوه من عدَّة زوايا. لكنَّ اللافت أنَّ ثمَّة تطوُّرات واضحة في أنواع الأسلحة المستخدمة في الحروب والهجمات التي انتشرت على الأقل خلال عَقْد من الزمن. أمَّا أبرز التجارب التي يُمكِن مناقشتها في البحث في هذا الموضوع فهي «المواجهة الروسيَّة ـ الأوكرانيَّة» إذ إنَّها تختلف عن الهجمات التي تُنفِّذها الولايات المُتَّحدة ضدَّ أهداف تعدُّها مُعادية لها ويتركز نشاطها في الشرق الأوسط، لكنَّ الحرب التي ما زالت مشتعلة في منطقة القرم منذ فبراير ـ شباط 2022 تسجِّل سابقة في المزج بَيْنَ نوعَيْنِ من الأسلحة وعلى أوسع نطاق، فيتمُّ الإعلان بصورة شِبْه يومي في كييف وموسكو عن التصدِّي للطائرات المُسيَّرة التي يستخدمها الطرفان، ورغم استخدام الطرفيْنِ التقنيَّات المتطوِّرة في معالجة تلك الهجمات، إلَّا أنَّ البعض مِنْها يصل الأهداف المرسومة ويصيبها ويحدث الضرر وبدرجات متفاوتة، كما أنَّ الهجمات السيبرانيَّة لَمْ تتوقف هي الأخرى، وأنَّ غالبيَّة هذه الهجمات تُحقِّق كامل أهدافها أو جزءًا مِنْها.


إلى أين تتَّجه الحروب في العالَم؟
بعد أكثر من قرن من استخدام الأسلحة التقليديَّة التي شهدت منذ بداية القرن العشرين وفي مختلف أنواع الأسلحة تطوُّرًا كبيرًا، فقَدْ ظهرت الطائرات المقاتلة وطوَّرت الدوَل والشركات كثيرًا في أدوات القتل لهذا السِّلاح الفتَّاك، وحصل تطوير هائل للمدافع المختلفة، ومِثل ذلك حصل للدبابات وناقلات الجنود والفرقاطات والبوارج وحتَّى الزوارق الحربيَّة الصغيرة والمتوسِّطة، وجميع هذه الأسلحة عبارة عن قطعة جامدة لا فائدة مِنْها بِدُونِ العنصر البَشَري، لهذا فإنَّ الجزء الأكبر من التطوير لتلك الأسلحة يركز على جانب الحماية لمستخدمي هذه الأسلحة. رغم ذلك فقَدْ سقط عددٌ كبير من الطيارين في جميع الحروب والمعارك وحدَثَ الأمْرُ في طواقم الدبابات والدروع وفي أسلحة البحريَّة بمختلف أنواعها.
في الوقت الحالي تجري حرب هجينة من حيث استخدام الأسلحة (روسيا وأوكرانيا) فهناك الأسلحة التقليديَّة ومعها الحرب الإلكترونيَّة بجميع بوَّاباتها وأدواتها، ومنذ اندلاع الحرب وحتَّى الآن تعمل مؤسَّسات وعقول برمجيَّة والذَّكاء الاصطناعي على تطوير النَّوع الثاني من الأسلحة (الإلكترونيَّة) وعِندما تضع هذه الحرب أوزارها إن عاجلًا أم آجلًا، فإنَّ الدوَل والكثير من الحكومات ستخرج بخلاصات عميقة عن النتائج التي حققتها الحرب الإلكترونيَّة في هذه الحرب، ولأنَّ الجميع يتجهون لتقليل الخسائر البَشَريَّة بَيْنَ الجيوش، فإنَّ التوسُّع سيكُونُ في الأسلحة الجديدة، وهذا يعني أنَّ الخطط الخاصَّة بتدريب الطيَّارِين وضبَّاط المدفعيَّة والعديد من الصنوف سيخضع للدراسة والمراجعات، وينعكس ذلك على صناعات الأسلحة الأخرى؟
وستزحف الأدوات الحربيَّة الإلكترونيَّة بقوَّة لتقليص المخازن التقليديَّة من الأسلحة وقَدْ يحصل ذلك بفترة زمنيَّة قياسيَّة.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أهلنا الطيبون العالقون،،، سلام

لعنة الله على الحرب، لعنة الله على كل الحروب كافة، لقد ابتلينا بكل أنواع الحروب الأهلية، حروب المظلمة، وحروب الطمع والجشع، وحروب الفرصة القائمة، تلك التي تبدأ لأسباب سياسية واقتصادية، ولجهالة ولؤم الجنرالات والساسة تتحول لحرب هوية، تتم فيها تعبئة العنف بالاستقطاب الإثني والديني والجهوي والقبلي، ويعاد بعدها تشكيل الوطن وترسيم الحدود.
حينما يفشل الجنرالات والساسة في الحصول مبتغاهم بالمنطق وصوت الحق يعلو صوت البنادق والمدافع، ومن خلف ستار يتراهنون، كل يريد تعظيم مكاسبه وأرباحه، كل يعبئ ضحاياه بخطاب الكراهية، لا شيء سوى الموت ... الآخر عدوك، بقاؤه مماتك، وفي موته حياتك، ومن يريد أن يبقى على الحياد خائن وعميل.
أهلنا الطيبون العالقون في المعابر ومعسكرات النزوح وفي الملاجئ، الكل يقول إنه يقاتل من أجلكم، وأنتم تموتون كل يوم من أجلِ من؟!!
الموت صار لديكم عادة، دانة أخطأت هدفها وسقطت على رؤوسكم ...عادي، ... برميل متفجر تسقطه طائرة عمياء، ... عادي، مسيرات بيد طفل لا يكبر أو مجنون لا يعقل ...عادي، من عطش أو جوع ... عادي، مرض مزمن أو حتى نزلة برد ...غصة وقفت في الحلق ... عادي ... الموت صار عادي، المهم أن تموتوا أجمعين ...هم يودونكم ميتين، فحارس المقابر ينام ملء جفونه، بينما ناظر المدرسة يسهر جراها ويختصم، وبعد الموت الجماعي، صدقوني، سيجلس الجنرالات أمراء الحروب، والسادة الأفاضل الشيوخ دعاة الخطوب، فوق جماجمكم يتبسمون ويتصالحون ... يتبادلون الأنخاب والفتاوى ويوزعون تركتكم لتسديد فواتير حربهم الطائشة ... قاعدة عسكرية لروسيا، تغلغل ثقافي وأذرع على البحر الأحمر لإيران... أراضٍ خصبة وحدائق غلبا لقطر، ومدن وموانئ لتركيا، محاصيل ومواد أولية وحلايب وشلاتين لمصر ... وهكذا تقسم كيكة الوطن ولا عزاء لشهداء الثورة والثورة ولجان المقاومة.
يا صديقي ... ويا صديقتي ... ابني وبنتي ... أمي وأبي ...أخي وأختي ... العالقون في المعابر والمقابر ... في المنافي والمهاجر ... توسدوا لحودكم وناموا في هدوء، فالليل طويل، والجنرالات ما زالوا في متاهاتهم يعمهون.

عاطف عبدالله

31/05/2024

atifgassim@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ما سبب عدم انضمام سوريا لحلفائها في حرب غزة؟.. مستشرقة إسرائيلية تجيب
  • "مدائن" توقع اتفاقية مع "سداد" لتقديم خدمات الدفع الإلكتروني الذاتي
  • الأونروا تدعو لوقف الهجمات ضد منشآتها في غزة ومحاسبة مرتكبيها
  • تحذير من تزايد هجمات روسيا "الهجينة".. و"الناتو" يتوعد بالرد
  • حصار «تل أبيب» وسيناريوهات الفصل الأخير من الحرب
  • طهران تدين الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن
  • الأمم المتحدة تكشف عدد الأشخاص الذين فروا من ديارهم بالعالم جراء الحروب
  • برلين تجيز لكييف استخدام أسلحة ألمانية لضرب أهداف روسية
  • أهلنا الطيبون العالقون،،، سلام
  • منير أديب يسأل: إرهاب الحروب والصراعات أخطر أم إرهاب داعش؟