بوابة الوفد:
2025-11-28@14:14:48 GMT

باحثون يكتشفون عامل جديد ومفاجئ للخرف

تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT

قام فريق بحثي من الجامعة الوطنية في سنغافورة بإجراء دراسة شاملة لتحديد العوامل الصحية التي قد تؤثر على وظائف الدماغ لدى كبار السن، خاصة على المدى الطويل.

 

 

أظهرت نتائج الدراسة أن كبار السن الذين يدخلون المستشفى بسبب عدوى خطيرة يواجهون زيادة كبيرة في احتمال الإصابة بالخرف لاحقًا، حيث يتضاعف الخطر نحو ثلاث مرات.

 

وتبيّن أن أمراضًا مثل تسمم الدم، التهابات المسالك البولية، الالتهاب الرئوي، والتهابات الأنسجة الرخوة، يمكن أن تسهم في حدوث التهابات تؤدي إلى تطور الخرف.

شملت الدراسة تحليلًا لبيانات من 16 دراسة سابقة، تضمنت ما يزيد عن 4 ملايين شخص تجاوزت أعمارهم 65 عامًا. النتائج أوضحت أن دخول المستشفى لعلاج العدوى يزيد احتمالية الإصابة بالخرف بنسبة 83%. أما بالنسبة إلى مرض ألزهايمر، فقد زاد الخطر بنسبة 60%، في حين ازدادت مخاطر الإصابة بالخرف الوعائي بنسبة 268%، مما يعادل نحو 3.68 أضعاف.

اتضح أن تسمم الدم هو الأخطر بين أنواع العدوى المرتبطة بالخرف، حيث يزيد خطر الإصابة بأي نوع من أنواع الخرف بنحو 80% خلال فترة تمتد بين عامين و25 عامًا. وبالنسبة للالتهاب الرئوي، فإنه يرفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 70% تقريبًا. بينما التهابات المسالك البولية تزيد احتمالية الإصابة بنسبة 57% والتهابات الأنسجة الرخوة بنسبة 42%.

وجدت الدراسة أن الخرف الوعائي يشكّل تهديدًا أكبر من مرض ألزهايمر على مدى ربع قرن. وعلى الرغم من أن ألزهايمر يؤثر بشكل أساسي على الذاكرة، فإن الخرف الوعائي يتسبب غالبًا في سكتات دماغية أو انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، مما يضر بخلاياه. تتجلى أعراض الخرف الوعائي، خصوصًا في مراحله الأولى، في بطء التفكير وصعوبات في التركيز وتنظيم الأفكار أو الأفعال بالإضافة إلى مشاكل في الذاكرة.

أوضح الفريق البحثي أن العدوى يمكنها إضعاف الحاجز الدموي الدماغي، مما يتيح لمسبّبات الأمراض الوصول إلى الجهاز العصبي محدثة التهابات واسعة النطاق تؤدي إلى تلف خلايا الدماغ. كما يُشتبه بانتقال العدوى عبر الحاجز المعوي إلى الدورة الدموية ثم إلى الدماغ، مسببًا التهابًا مزمنًا ذا تأثير تراكمي على صحة الدماغ.

أشار الباحثون إلى أن خطر الإصابة بالخرف يصل ذروته بعد وقت قصير من التعرض للعدوى ويمكن أن يستمر لعدة سنوات. إلا أن الدراسة أواجهت بعض التحديات المتمثلة في عدم القدرة على قياس شدة العدوى أو مدة الإقامة بالمستشفى بدقة، إضافةً إلى التباين بين فترات المتابعة في الدراسات المجمّعة، مما جعل تحديد المخاطر قصيرة الأمد أمرًا صعبًا.

ورغم ذلك، أكدت التحليلات الممتدة على مدى طويل وجود ارتباط أقوى بين العدوى الشديدة وزيادة مخاطر إصابة كبار السن بالخرف. ونبّه الباحثون العاملين في المجال الصحي إلى أهمية توخي عناية فائقة مع الحالات الحرجة لكبار السن المصابين بالعدوى الحادة التي قد تتطوّر بسرعة، مشددين على أن التدخل الطبي المبكر قد يسهم في خفض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف الوعائي.

تأتي هذه الدراسة المنشورة في مجلة Aging كأول بحث يسلط الضوء على العلاقة بين العدوى المعالَجة في المستشفيات وزيادة مخاطر الخرف.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وظائف الدماغ كبار السن الخرف الالتهاب الرئوي تطور الخرف الإصابة بالخرف خطر الإصابة

إقرأ أيضاً:

نتائج صادمة.. علماء يفسرون لماذا لا يستطيع البعض إيقاف التفكير ليلًا

تمكن باحثون في أستراليا من الوصول إلى أدلة قوية تكشف السبب وراء معاناة المصابين بالأرق من عدم قدرتهم على إيقاف التفكير خلال الليل.

أوضحت هذه الأدلة أن الخلل في الإيقاع الطبيعي للنشاط العقلي على مدار اليوم داخل الدماغ هو السبب الأساسي وراء فقدان الدماغ لقدرته الطبيعية على التحول من حالة النشاط النهاري إلى حالة الهدوء الليلي.

 

الدراسة، التي أجرتها جامعة جنوب أستراليا (UniSA)، تعتبر الأولى من نوعها في رسم خريطة لتقلبات النشاط المعرفي اليومية عند الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن مقارنةً بالأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي.

 

وتسلط الدراسة الضوء على صعوبة تنظيم النشاط العقلي أثناء الليل كإحدى السمات المميزة للأرق. حيث تم إخضاع 32 متطوعا مسنين (16 منهم يعانون من الأرق و16 من الأصحاء) للمراقبة الدقيقة على مدار 24 ساعة أثناء الراحة في السرير والبقاء في حالة يقظة. وبهذا النهج، تمكن العلماء من عزل الإيقاعات الداخلية للدماغ.

 

وقد أظهرت النتائج أن كلا المجموعتين - الأشخاص الأصحاء والمصابين بالأرق - تعرضوا لأنماط إيقاعية واضحة في النشاط العقلي، حيث بلغت ذروتها بعد الظهيرة وانخفضت لأدنى مستوياتها خلال الصباح الباكر. ومع ذلك، تم تسجيل اختلافات ملحوظة بين المجموعتين.

 

وأشار البروفيسور كورت لوشينغتون، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن الأفراد الذين يتمتعون بنوم جيد شهدوا انتقالا طبيعيا في حالتهم المعرفية من التفكير النشط خلال النهار إلى الهدوء خلال الليل. بينما عانى المصابون بالأرق من صعوبة في تحقيق هذا التغير؛ إذ ظلت أفكارهم أقرب إلى النمط النهاري حتى في ساعات الليل، وهي الفترة التي يفترض أن تكون فيها العقول أكثر هدوءا.

 

كما لوحظ تأخر في ذروة نشاطهم العقلي بنحو ست ساعات ونصف، مما يشير إلى وجود اضطراب في ساعتهم الداخلية يشجع على اليقظة والتفكير المكثف في وقت متأخر من الليل.

 

وأوضح البروفيسور لوشينغتون أن النوم يتطلب أكثر من مجرد النوم وغلق العينين؛ فهو يعتمد على الانفصال عن التفكير المستمر والمشاركة العاطفية. وتظهر الدراسة أن هذا الانفصال يكون غير مكتمل ومؤخر لدى المصابين بالأرق نتيجة الاضطرابات في الإيقاع اليومي. وهو ما يعني أن الدماغ لا يحصل على إشارات قوية تساعده على التوقف عن التفكير ليلاً.

 

وفي نفس الإطار، أكدت البروفيسورة جيل دوريان، المشاركة في إعداد الدراسة، أن النتائج تفتح آفاقا جديدة لعلاج الأرق عبر استراتيجيات تستهدف تحسين الإيقاعات الحيوية اليومية. تضمنت الاقتراحات العلاجية تنظيم التعرض للضوء خلال أوقات محددة والتركيز على الالتزام بروتين يومي منظم يعزز التوازن بين الليل والنهار في أنماط التفكير. كما أشارت إلى أن ممارسة تقنيات الوعي الذهني (mindfulness) قد تساعد أيضا في تهدئة العقل ليلا.

 

ويشير الباحثون إلى أن العلاجات الحالية تركز غالبا على تغييرات سلوكية، لكن هذه النتائج تؤكد أهمية تطوير طرق موجهة تهدف لمعالجة العوامل المرتبطة بالإيقاعات الحيوية والعقلية، مما قد يقدم حلا أكثر فعالية للمصابين بالأرق.

مقالات مشابهة

  • نتائج صادمة.. علماء يفسرون لماذا لا يستطيع البعض إيقاف التفكير ليلًا
  • باحثون: تناول الطعام في صمت يقلل مشكلات الجهاز الهضمي بنسبة 35%
  • لماذا لا يهدأ الدماغ قبل النوم؟ باحثون يحلون لغز التفكير الليلي
  • كل ما يجب معرفته عن مصل الإنفلونزا.. نصائح الصحة للحماية من العدوى
  • استشاري مناعة: الخريف أسوأ من الشتاء في الأمراض الفيروسية
  • خمس مراحل مفصلية لتطور الدماغ من الطفولة حتى الشيخوخة
  • تغيير غذائي بسيط قد يحد من خطر الإصابة بسرطان المرارة
  • بعد مرض محمد صبحي.. أعراض الإصابة بفيروس في المخ
  • علماء يكتشفون خمس مراحل لنمو الدماغ.. الرشد في هذا السن