قصر الباشا.. بين التشويق المزيف والإثارة الحقيقية
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
تزايد مؤخرا عدد الأفلام المصرية المعروضة خلال المواسم الرئيسية، أي عيد الفطر وعيد الأضحى، بل إن بعض الأفلام ابتعد عن إجازات المدارس أو العطلة الصيفية لتُعرض في أوقات مختلفة خلال العام، الأمر الذي يسمح للمتفرج بمشاهدة فيلم مصري جديد كل شهر على سبيل المثال. لكن هذه الكثرة لا تضمن الجودة، فنسبة كبيرة من هذه الأفلام ينساها المتفرجون ما إن يخرجوا من دار العرض، ولا يتذكرها إلا النقاد عندما يعدون قوائم نهاية العام.
فيلم "قصر الباشا" عمل درامي تشويقي من إخراج محمد بكير وتأليف محمد ناير، ويشارك في بطولته أحمد حاتم، حسين فهمي، مايان السيد، صدقي صخر، حمزة العيلي، نبيل عيسى، أحمد فهيم، محمد القس، سمية رضا، وهيثم زيدان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من "الهدية" إلى "بابا والقذافي".. مخرجات عربيات يروين تجاربهن ويكشفن تحديات الصناعةlist 2 of 2رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم "بطش الطبيعة" يبتكر لغة خوف جديدةend of listميراث ووصية وأسرار القصر القديمتقع أحداث فيلم "قصر الباشا" في أحد الفنادق العريقة بمدينة أسوان، وفيه يقيم بشكل شبه مستمر الروائي الشهير وكاتب روايات التشويق والإثارة علي نسر (أحمد حاتم)، الذي اعتاد كتابة رواياته في غرفة محددة. وتجمعه صداقة بفؤاد الباشا (حسين فهمي) صاحب الفندق رغم فارق العمر الكبير.
تدور الأيام ويتوفى فؤاد، ويترك خلفه طلبا بأن تُفتح وصيته التي تحدد المستفيدين من ميراثه في وجود علي نسر ومدير الخدم عبده (أحمد فهيم). وفي يوم فتح الوصية يكتشف الورثة -وهم ابنان وابنة- أن عبده يشاركهم في الميراث، وله حق مساوٍ لهم في الموافقة أو الرفض على بيع القصر الأثري وتحفه الثمينة.
وكما هو متوقع يبدأ نوع من الشد والجذب والخلافات بين الورثة، إذ يمتلك كل منهم مطامعه الخاصة، وكذلك عم عبده. ويترافق ذلك مع حدوث عدة جرائم، بينها جريمة قتل، ليبدأ علي نسر التحقيق في الجريمة ويتحول من كاتب عن الجريمة إلى محقق يشبه أبطال قصصه، خصوصا أن القصر يبدأ في الكشف عن المزيد من أسراره وطرقه السرية وخفاياه.
في السنوات الأخيرة ظهرت موجة من الأفلام التي تتبنى قشرة النوع السينمائي -ومنها التشويق والغموض- من دون أن تمتلك روحه الحقيقية. أعمال تعتمد على الإضاءة الخافتة، والمواقع الفاخرة، والموسيقى الموترة لتبدو كأنها تنتمي إلى المدرسة البوليسية، بينما تفتقر إلى أهم عناصرها: حبكة محكمة، وبناء منطقي للأحداث، وشخصيات ذات دوافع واضحة، وتطور سردي يراكم التوتر بدلا من أن يوزعه عشوائيا.
إعلانهذه الأفلام تُحاكي الشكل الخارجي للنوع لكنها لا تُتقن لغته، فتقدم ألغازا بلا حلول، أو حبكات تعتمد على المفاجأة من أجل المفاجأة فقط، مما يجعل التجربة أقرب إلى عرض مصمم "ليبدو" محترفا أكثر مما هو "مُحكم" فعلا. وهكذا تتحول بعض الأعمال إلى محاكاة سطحية لسينما التشويق بدل أن تكون امتدادا أصيلا لها.
"قصر الباشا" أحد هذه الأفلام، بل إنه يُحاكي الأعمال الأخرى إلى درجة كبيرة، ليس فقط من حيث الحبكة، بل حتى أماكن التصوير. وقد جرى تصويره في فندق كتراكت القديم، الذي صور فيه من قبل مسلسل "جراند أوتيل". ويجمع بين العملين أكثر من ذلك، فكلاهما يدور حول فندق تقع فيه جرائم مختلفة يتورط فيها أصحابه وخدمه، وخلال الجرائم تنكشف حقائق حول العلاقات المتشابكة بينهم، وتُوجه أصابع الاتهام إلى الجميع تقريبا. مع ملاحظة أن "جراند أوتيل" مقتبس من مسلسل مكسيكي يحمل الاسم نفسه، مما يجعل "قصر الباشا" محاكاة لاقتباس، تُبعده أكثر عن الأصل وتفقده مزيدا من الأصالة.
الصورة أولا.. القصة لاحقافي جعبة المخرج محمد بكير عدد من الأعمال التي قدمها في أنواع درامية مختلفة، سواء كانت مسلسلات تلفزيونية أو أفلاما سينمائية، غير أن النقطة التي تجمع بينها اهتمام المخرج بالصورة التي تخرج عليها أعماله، أو الإطار الخاص باللوحة، أكثر مما يهتم بصميم اللوحة ذاتها.
فعلى سبيل المثال، في فيلمه "عروستي" (إنتاج 2021) يقدم نسخة مألوفة من الرومانسية الكوميدية: شاب وفتاة فشل كلّ منهما في العثور على "نصفه الآخر"، ومع ضغط العائلة يلجآن إلى محاولات زواج تقليدي لا تنجح، قبل أن تجمعهما صدفة تُشعل شرارة علاقة جديدة. نتابع هنا شريف ودليلة، شابين من طبقة مرفهة يعيشان حياة مريحة وناجحة داخل أحد الكمباوندات الحديثة، لكن تجاربهما العاطفية السابقة تجعلهما يشكان في مشاعر الآخر، خاصة دليلة التي تضع شريف في سلسلة "اختبارات" للتأكد من جديته.
القصة لا تتجاوز هذا الخط البسيط، تكرار معتاد لرحلة تعارف ثم انجذاب ثم علاقة تستعرض كل الكليشيهات المعروفة. ومع اقتراب النهاية يضيف صناع الفيلم أزمة مُصطنعة تفصل الحبيبين قليلا، قبل أن يسعوا إلى اللحاق بالنهاية الرومانسية المتوقعة.
أما في مسلسل "دفعة لندن" (إنتاج 2023)، فلدينا محاكاة خيالية لحياة مجموعة من الشبان والشابات العرب في مدينة لندن خلال الثمانينيات، مع أزمات مفتعلة.
وينطبق الأمر على فيلم "قصر الباشا" الذي اهتم صُناعه بالديكورات الخاصة بالقصر، وتصوير مشاهد خارجية مبهرة لنيل أسوان، بينما افتقد الفيلم المنطق في العديد من الجوانب، على رأسها امتلاء القصر القديم بالدهاليز والممرات التي تربط جوانبه ببعضها البعض، أو قصة الابن المغضوب عليه لمدير الخدم عبده، والأهم غياب التوازن بين جانبي التشويق والكوميديا في الفيلم.
يقدّم الفيلم تعاونا جديدا بين أحمد حاتم ومحمد بكير بعد فيلم "عروستي"، لكن بينما تُعد الكوميديا عنصرا أساسيا في النوع السينمائي لـ"عروستي" (الكوميديا الرومانسية)، فإنها في "قصر الباشا" -كعمل تشويقي- ليست ضرورة، ولا يجب أن تظهر في كل مشهد تقريبا. حتى مشاهد وكيل النيابة الذي أدى دوره حمزة العيلي، والذي يمتلك حسا كوميديا يتفوق على أحمد حاتم، فجاءت مشاهده أفضل رغم كونها مقحمة تماما. وهذا يقودنا إلى النقطة التالية، وهي تواضع التمثيل وافتعاله لدى أغلب أبطال العمل.
فيلم "قصر الباشا" عمل يحاول أن يستفيد من نوع سينمائي جاذب للمتفرجين، وقد حقق نجاحا في أعمال مثل "الفيل الأزرق" أو مسلسل "جراند أوتيل"، غير أنه ضل الطريق عندما اعتمد على الشكل أكثر من المضمون، وأدخل الكوميديا بفجاجة في كل مشهد.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قصر الباشا أحمد حاتم
إقرأ أيضاً:
مدبولي: حجم التجارة بين مصر والجزائر لا يزال دون الإمكانات الحقيقية للبلدين
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال فعاليات منتدى الأعمال المصري الجزائري، والذي انعقد مساء اليوم بالعاصمة الجديدة، برئاسة مشتركة مع الدكتور سيفي غريب، الوزير الأول للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، وبحضور عدد من الوزراء، وممثلي القطاع الخاص في البلدين.
وعبر الدكتور مصطفى مدبولي، عن ترحيبه بالوزير الأول للجمهورية الجزائرية، والحضور من الجانب الجزائري في بلدهم الثاني مصر، معربًا عن بالغ سعادته لوجوده بين الأشقاء من الجزائر في إطار أعمال الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر.
وقال رئيس الوزراء: مما لا شك فيه، فإن حضوركم اليوم يحمل دلالة واضحة على عمق الروابط التي تجمع بين بلدينا، وعلى إرادتنا المشتركة لدفع هذه العلاقات إلى آفاق أرحب وأكثر اتساعًا؛ حيث إن العلاقات التاريخية التي تربط بين بلدينا هي الدافع الأساسي لتطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك خلال السنوات الأخيرة، بما يعكس رغبتنا في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لشعبينا.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: رغم ما تحقق من خطوات إيجابية خلال السنوات الماضية، فإن حجم التجارة والاستثمار بين مصر والجزائر لا يزال دون الإمكانات الكبيرة المتاحة لنا، فنحن أمام فرص غير مستغلة بالقدر الكافي، وإذا أحسنّا توظيفها فسنتمكن من الانتقال إلى شراكات اقتصادية كبرى تمتد إلى أسواق المنطقة والقارتين الأفريقية والأوروبية.
وأوضح رئيس الوزراء، أنه لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، فإننا نضع أمامنا عددًا من الأولويات المشتركة أبرزها: تعزيز التعاون في القطاعات ذات القيمة المضافة وفي مقدمتها الطاقة، والبنية التحتية، والإنشاءات، وتحلية المياه، والصرف الصحي، والزراعة، والطرق والنقل؛ لافتا إلى أن الشركات المصرية العاملة في الجزائر أثبتت قدرتها على تنفيذ مشروعات كبرى تمثل طفرة تنموية للجزائر الشقيق، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل دور مجلس الأعمال المصري الجزائري؛ ليكون منصة عملية للترويج للفرص الاستثمارية وتبادل المعلومات، فضلا عن أهمية دعم التواصل المباشر بين مجتمع الأعمال، من خلال الغرف التجارية واتحادات الصناعات، بما يسهم في بناء شراكات حقيقية، ويوفر مسارًا أسرع لتنفيذ المشروعات المشتركة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن تعزيز علاقاتنا الاقتصادية لا يعتمد فقط على التعاون الحكومي، بل يقوم في جوهره على دور القطاع الخاص وقدرته على تحويل الفرص إلى استثمارات واقعية، ولهذا نؤمن بأن نجاح هذا المنتدى يرتبط بفاعلية ما سيجري خلاله من لقاءات مباشرة بين الشركات المصرية والجزائرية، وبما سينتج عنها من مشروعات وشراكات جديدة، لاسيما في ظل ما تشهده بلدانا من تحولات إيجابية في البيئة الاستثمارية، فضلاً عن توافر الإرادة السياسية والدعم المؤسسي، وهو ما يجعل اللحظة الراهنة مناسبة تمامًا؛ لتوسيع التعاون وفتح مجالات جديدة للعمل المشترك.
وسلط رئيس الوزراء، الضوء على الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الدولة المصرية، مشيرا إلى أن مصر تمضي في تنفيذ إصلاحات اقتصادية عميقة تستهدف تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات، مع تركيز خاص على الابتكار والتكنولوجيا باعتبارهما الأساس الحقيقي للنمو المستدام، ومن هنا نؤكد التزامنا بتوفير بيئة مستقرة وآمنة تدعم توسع الشركات، وتشجع الشَّراكَات المصرية الجزائرية على طرق أبواب جديدة داخل أسواق القارة الأفريقية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة لن تدخر جهدًا في إزالة أي عقبات قد تواجه الشركات الجزائرية العاملة في مصر، كما أننا على ثقة بأن الجانب الجزائري سيواصل بدوره دعم الشركات المصرية، وتسهيل عملها وتذليل التحديات التي قد تعترض طريقها؛ فنجاح هذه الشركات هو ركيزة أساسية لتعميق التعاون بين البلدين.
كما أكد على التزام مصر بالنهوض بعلاقاتها مع الجزائر إلى شراكة استراتيجية راسخة تليق بتاريخ بلدينا وتطلعات شعبينا الشقيقين، معبرا عن تقدير مصر العميق للجزائر؛ قيادةً وحكومةً وشعبًا، على ما تبذله من جهود صادقة لتعزيز هذا التعاون، كما تؤمن الحكومة المصرية بأن هذا المنتدى سيكون بداية لمسار جديد من الشراكات والمشروعات المشتركة يمهد لمزيد من التكامل والتنمية في بلدينا.
اقرأ أيضا:
"متقلب بين البرودة والحرارة".. الأرصاد تكشف طقس الأيام المقبلة
https://www.masrawy.com/news/news_egypt/details/2025/11/26/2897158/
3 أخطاء شائعة ترفع فاتورة الكهرباء في الشتاء.. احذرها
https://www.masrawy.com/news/news_egypt/details/2025/11/26/2897165
الصحة: فحص أكثر من 6.1 مليون طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن "الأنيميا والسمنة والتقزم"
https://www.masrawy.com/news/news_egypt/details/2025/11/26/2897249
"السبكي": 94% تغطية للخدمات الصحية بمنظومة التأمين الصحي الشامل
https://www.masrawy.com/news/news_egypt/details/2025/11/26/2897281
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور مصطفى مدبولي حجم التجارة مصر والجزائر فعاليات منتدى الأعما أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
مدبولي: حجم التجارة بين مصر والجزائر لا يزال دون الإمكانات الحقيقية للبلدين
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
32 22 الرطوبة: 41% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية