سوريا تجدد انتصارها على تونس.. وفلسطين تفاجئ قطر في انطلاق كأس العرب
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
الدوحة: في حفل مميز اتّسم بالإبهار لبطولة كأس العرب لكرة القدم في نسختها الحادية عشرة والتي تستضيفها دولة قطر حتى 18 من ديسمبر الجاري. الحفل الذي أقيم في استاد البيت وأمام أكثر من 60 ألف متفرج امتلأت بهم مدرجات الاستاد، بعث برسائل عدة سواء رياضية أو سياسية تتمثل في أهمية الوحدة والسلام وروح المنافسة الرياضية.
وشهد الحفل فقرات فنية وموسيقية تحكي إبداع وفنون وتراث العرب عبر الأجيال، وتم استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا السمعية والبصرية في تناغم فريد أبهر عشرات الآلاف من الحاضرين والملايين خلف الشاشات. واستعرض الحفل الوحدة التي جمعت بين الشعوب العربية منذ قديم الأزل، والتي ما زالت قائمة وتتجسد جليا في نصرة القضية الفلسطينية، وذلك رغم فترات الاحتلال ومحاولاته على مر الزمان في نثر الفرقة والعداوة بين العرب.
واستمر نحو 15 دقيقة، وبدا بعرض بصري يجسد القدس الشريف، وفي الأجواء تحلق حمامتا سلام، في إشارة إلى الحرية التي ينتظرها المسجد الأقصى والفلسطينيون.
"تعودنا في الحكايات أن تفتح بمطلع، وأن تنساب بوسط، وأن تختم بنهاية، غير أن حكاياتنا هذه لا ختام لها، تبدأ وتنتهي من حيث بدأت، تدور كما تدور الرحى على نفسها، دائرة لا تنتهي وتبدأ بنداء"، بهذه الكلمات المعبّرة مزج راوي الحفل الفنان السوري رشيد عساف بصورة بليغة حال القضية الفلسطينية التي لا نهاية لها، بمتعة كأس العرب وكرة القدم العربية التي لا تنتهي أبدا.
العرض الفني والموسيقي ربط الماضي بالحاضر والمستقبل في دعوة إلى عودة الحضارة العربية ولمّ شمل الشعوب العربية والوحدة التي يرجوها كل عربي، مثلما يحدث بين اللاعبين على أرض الملعب في منافسات كرة القدم العربية.
بداية مثيرة
وانطلقت مباريات كأس العرب بإثارة كبيرة حيث جدد المنتخب السوري فوزه على تونس كما حدث في النسخة الماضية، وحقق المنتخب الفلسطيني فوزا تاريخيا على المنتخب القطري المستضيف ضمن منافسات المجموعة الأولى.
في المباراة الأولى غلب المنتخب السوري لكرة القدم نظيره التونسي بهدف دون رد، وأحرز هدف المباراة الوحيد عمر خربين الذي نفذ ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 48 مسجلا هدف التقدم لمنتخب بلاده، وجاءت المباراة جيدة المستوى الفني من الجانبين مع أفضلية نسبية للمنتخب التونسي الذي واجه صعوبات بالغة في اختراق الدفاع السوري من ناحيته اعتمد منتخب سوريا على التحولات السريعة ولعب بتنظيم دفاعي محكم فارضا رقابة صارمة على مفاتيح لعب المنافس.
وأعرب الإسباني خوسيه لانا مدرب المنتخب السوري عن سعادته بفوز منتخبه وقال: كنا نعرف أن المباراة ستكون صعبة وقدم لاعبونا مستوى جيدا، وتمكنا من التهديف وتحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث في أول مشوارنا بالبطولة، وهذا أمر جيد وأنا راض عن اللاعبين". وأضاف: كنا نرغب في تسجيل المزيد من الأهداف لكن منافسنا كان ندا قويا وحاول العودة في النتيجة في العديد من المناسبات، لكن لاعبينا تصدوا لهذه المحاولات بنجاح" مشيرًا إلى أن لاعبي منتخبه المخضرمين على غرار القائد عمر خربين ساهم في مساعدة زملائه الشباب الذين تنقصهم الخبرة وقدم مردودا جيدا، وبفضله تمكنا من تحقيق الفوز".
وتابع: نحن في المنتخب نتخذ القرارات بكل شفافية ونطلع اللاعبين على كل المستجدات والأفكار، كما أن اختيار التشكيلة لمختلف المباريات يتم من خلال اللاعبين المتاحين بناء على الجاهزية وحاجياتنا في المنتخب"، مبينا أن "جميع اللاعبين الشبان هم في مرحلة التطوير الذاتي، وفريقنا خاض العديد من المباريات بهذه التشكيلة لفترة مطولة، وتم الانسجام بين مختلف اللاعبين".
بدوره، أعرب قائد منتخب سوريا عمر خربين عن سعادته بالفوز على تونس بهدف دون رد في مستهل مشوارهم في البطولة. وقال: هذا الفوز مهم كثيرا بالنسبة لنا وقد حصدنا أول 3 نقاط ومدرب المنتخب ولاعبونا قدموا ما بوسعهم لتحقيق هذا الفوز، ونتطلع الآن للتفكير في مباراتنا المقبلة". في المقابل، أبدى سامي الطرابلسي مدرب المنتخب التونسي أسفه الشديد لخسارة منتخبه مؤكدًا أن منتخبه قدم أداء جيدا طيلة المباراة وسيطر على أغلب فتراتها ولم ينقصنا سوى التهديف.
وأضاف: "يجب نسيان الهزيمة والتفكير في المباريات المقبلة لأنها مهمة بالنسبة لنا، وسنسعى لاستغلال الفرص وعدم التسرع أمام المرمى ونتطلع لتقديم مستويات مميزة وتحقيق الفوز". وتابع: "لاعبونا قدموا ما بوسعهم لكننا قبلنا هدفا من كرة ثابتة وهذا لا يقلل من قيمة منتخبنا ونسعى لتصحيح الأخطاء في قادم المباريات".
مفاجأة فلسطين
وفي المباراة الثانية في المجموعة نفسها خسر المنتخب القطري لكرة القدم أمام نظيره الفلسطيني بهدف دون رد وأحرز هدف المباراة الوحيد مدافع المنتخب القطري سلطان البريك بالخطأ في الدقيقة 90+5، وفرض المنتخب القطري أفضلية واضحة منذ البداية من خلال السيطرة والاستحواذ والوصول إلى مناطق المنتخب الفلسطيني الذي تراجع للمواقع الدفاعية بغية احتواء الهبة الهجومية لرفاق النجم أكرم عفيف.
وأعرب إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني عن سعادته بنتيجة المباراة وقال: تعاملنا مع مجريات المباراة بذكاء كبير من خلال التنظيم الدفاعي الجيد والاعتماد على التحولات السريعة، لنخرج بالنتيجة المرجوة التي ستكون دافعا كبيرا ومهما في بقية المشوار بالبطولة.
وأضاف: نتعامل مع البطولة بواقعية، وهدفنا أن نسير خطوة بخطوة من خلال التركيز على كل مباراة على حدة، ونتيجة الانتصار في أول لقاء سوف تفتح لنا الباب نحو السعي للتفكير في خطف بطاقة التأهل للدور ربع النهائي". وختم المدرب تصريحه بالتأكيد على أن منتخب فلسطين تعامل مع مجريات اللقاء بمبدأ الصبر وعدم الاستعجال وبنهج تكتيكي واضح ما مكنه من الخروج بالنتيجة المنشودة.
من جانبه، أكد محمد صالح لاعب المنتخب الفلسطيني والحاصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة أنهم دخلوا لقاء الافتتاح برغبة كبيرة لتحقيق الفوز، حيث كان التركيز حاضرا بدرجة عالية لأنهم كانوا يدركون صعوبة المواجهة أمام المنتخب القطري المتطور. وأشار إلى أن نتيجة الانتصار في المباراة الأولى سيكون لها تأثير إيجابي على مستقبل مشاركة المنتخب الفلسطيني في كأس العرب الذي يطمح للذهاب بعيدا وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
إلى ذلك أبدى الإسباني جولين لوبيتيغي مدرب المنتخب القطري لكرة القدم خيبة أمله بعد نتيجة الخسارة وأوضح أن المنتخب القطري أهدر العديد من فرص التسجيل لينقاد في نهاية المطاف للخسارة مشيرًا إلى أن المنتخب الفلسطيني استحق الفوز بعد المستوى الذي قدمه، حيث قاتل على حظوظه حتى النهاية. وأكد لوبيتيغي أن غياب بعض اللاعبين الأساسيين على غرار خوخي بوعلام وبيدرو ميغيل وكريم بوضياف لم يكن سببا مباشرا للخسارة في اللقاء أمام فلسطين لافتًا إلى أن اللاعبين الذين تم اختيارهم لخوض منافسات هذه البطولة لديهم إمكانيات وجودة عالية. وأبدى مدرب المنتخب القطري ثقته في قدرة اللاعبين على الظهور بمستوى أفضل اعتبارا من المباراة القادمة أمام سوريا مضيفًا أن المنتخب سيكون قادرا على استعادة التوازن للمحافظة على حظوظه في التأهل للدور ربع النهائي.
تحديد مصير بن شرقي
لم يشارك اللاعب المغربي أشرف بن شرقي في مباراة منتخب بلاده أمام جزر القمر التي أقيمت يوم أمس وأكد طارق السكتيوي المدير الفني للمنتخب المغربي للمحليين المشارك في كأس العرب، أن حسم بقاء الجناح أشرف بن شرقي من عدمه ضمن قائمته للبطولة لم يتقرر بعد.
وبيّن السكتيوي أن القرار النهائي سيتم اتخاذه بعد مباراة منتخبنا الوطني والمغرب المرتقبة التي ستقام يوم الجمعة المقبل". وتابع: إن بن شرقي يعاني إصابة على مستوى العضلة الخلفية، تعرّض لها في آخر مباراة مع ناديه الأهلي المصري". وبيَّن المدرب المغربي: اتضح أن اللاعب لن يكون متاحا في مباراتنا ضد المنتخب العماني وبالتالي هو غياب قوي آخر يضاف لغياب يوسف المهري لاعب نهضة بركان الذي عوضناه بلاعب آخر".
واسترسل: "الحسم سيكون بعد مباراة منتخب عُمان بكل تأكيد على ضوء الفحوصات التي ستقرر وضعيته كاملة، والظروف لم تخدمنا في هذه التحضيرات، وجزر القمر تحضّر منذ أسبوعين وهم مجتمعون بينما لاعبونا بالكاد التحقوا بنا بعدما خاض 9 منهم مباريات فرقهم بالبطولات الأفريقية، ولا نبحث عن الأعذار ولكنها الحقيقة التي نحاول التغلب عليها".
هنا الدوحة
انطلقت الفعاليات الثقافية والفنية والتراثية المصاحبة لبطولة كأس العرب بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، وتتضمن الفعاليات التي تستمر حتى 18 ديسمبر الجاري، مجموعة متنوعة من المعارض الفنية، والعروض المسرحية، والأمسيات الموسيقية، والفرق الشعبية التي تعكس التنوع الثقافي لقطر والمنطقة، إلى جانب النقل المباشر لمباريات كأس العرب عبر شاشات ضخمة في ساحة الحكمة، ومنطقة خاصة أعدت لاستقبال آلاف المشجعين في أجواء حماسية تفاعلية. وشهدت الفعاليات في يومها الأول إقبالًا جماهيريًّا كبيرًا، إذ امتلأت أروقة كتارا بالزوار والعائلات ومحبي كرة القدم الذين توافدوا للاستمتاع بالعروض الحية والأنشطة المتنوعة، إلى جانب متابعة المباريات في أجواء تجمع بين الحماس الرياضي والحضور الثقافي المميز.
وتم افتتاح النسخة الثانية من معرض "لوحة من قطر"، بمشاركة 15 فنانًا من مختلف الجنسيات، قدّموا 17 لوحة و10 أعمال فنية تنوّعت في أساليبها ومدارسها. كما تم افتتاح معرض الفن التشكيلي القطري، الذي فتح نافذة للجمهور على رؤى إبداعية تعبّر عن روح المكان وخصوصيته الثقافية، وقدمت قبة الثريا الفلكية عروض أفلام متنوعة تستمر طوال فترة الفعاليات. كما تتواصل فعاليات مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الخامس عشر في الجهة الجنوبية يوميا من الثالثة عصرا حتى العاشرة مساء. وأهدت اللجنة المنظمة لكأس العرب حقائب عبارة عن هدايا تذكارية للجمهور في استاد البيت وذلك قبل انطلاق مباراة قطر وفلسطين، وشهدت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا وصل إلى 61.475 متفرجا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتخب الفلسطینی المنتخب القطری مدرب المنتخب فی المباراة لکرة القدم کأس العرب من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
خربين يقود سوريا إلى الفوز على تونس في افتتاح كأس العرب
الدوحة (د ب أ)
افتتح منتخب سوريا منافسات كأس العرب 2025 في قطر بفوز ثمين على نظيره التونسي 1-صفر، في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الأولى للبطولة.
ويدين منتخب سوريا بالفضل في هذا الفوز لعمر خربين الذي سجل هدف الحسم في الدقيقة 48 عبر ضربة حرة مباشرة.
وجرت المباراة على استاد أحمد بن علي وسط حضور جماهيري كبير بلغ حوالي 30 ألف مشجع.
وحقق منتخب سوريا فوزه الخامس في المواجهات المباشرة مع نظيره التونسي مقابل خمس هزائم وتعادلين، علماً بأنه قد فاز على نسور قرطاج بهدفين، في آخر مواجهة بينهما، والتي جرت أيضاً في قطر، في نسخة 2021 من كأس العرب.
وشهد الشوط الأول سيطرة تونسية على مجريات اللعب وظهور محاولات هجومية متكررة على المرمى السوري. بادر لاعبو تونس إلى الضغط منذ البداية، مع تحركات مميزة لمحمد علي بن رمضان وأسامة الحدادي وعلي معلول، الذين سددوا عدة كرات على المرمى السوري، كما نفذ معلول ركلات ركنية متعددة شكلت فرصاً جيدة، لكن الدفاع السوري وحارس المرمى كانوا في الموعد للتصدي لها.
على الجانب الآخر، حاول لاعبو المنتخب السوري محمد الحلاق ومحمد السالخدي وزكريا حنان اختراق الدفاع التونسي، تهديد مرمى نسور قرطاج، لكن التمريرات الأخيرة لم تصل إلى مستوى الخطورة.
وكاد إسماعيل الغربي أن يفتح التسجيل لتونس في الدقيقة 38 عبر تسديدة من على حدود منطقة الجزاء لكن الكرة مرت بمحاذاة المرمى السوري تماماً.
وشهدت الدقائق الأخيرة للشوط الأول بعض الهجمات المنظمة للفريق التونسي، أخطرها محاولتين من جانب بن رمضان وعلي معلول، لكنها لم تترجم إلى أهداف.
ولم يشن منتخب سوريا أي هجمة تذكر على المرمى التونسي طوال الشوط الأول، في ظل التحفظ الدفاعي للفريق مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي لم تسبب أي إزعاج للحارس أيمن دحمان.
وعلى عكس سير اللعب تقدم منتخب سوريا بهدف بعد مضي ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني عن طريق خربين إثر ضربة حرة مباشرة تزامنت مع إنذار أسامة الحدادي لاعب منتخب تونس.
وكاد منتخب تونس أن يدرك التعادل على الفور بعد تسديدة قوية من إسماعيل الغربي من على حدود منطقة الجزاء لكن الحارس شاهر الشاكر وقف له بالمرصاد.
وضاعت فرصتان متتاليتان لنسور قرطاج في غضون دقيقتين، الأولى جاءت عبر تسديدة من داخل منطقة الجزاء لفراس شواط، لكن شاهر أنقذ الموقف بثبات، قبل أن يتألق الحارس السوري مجدداً وينقذ مرماه من فرصة محققة، إثر تسديدة بكعب القدم من البديل سيف الدين الجزيري، بعد تمريرة من علي معلول.
وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للمباراة ضاعت فرصة محققة لتونس بعد تسديدة قوية لإسماعيل الغربي من داخل منطقة الجزاء وتصدي رائع من حارس سوريا.