محمد منصور: فتنة ديسمبر كانت مخططة
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
وأوضح منصور أن تلك الفتنة كانت تهدف إلى "استنزاف جزء من قوات وجنود أنصار الله وذخيرتهم، بعيدًا عن المعركة الكبرى لمواجهة العدوان السعودي، وبالتالي السيطرة على البلد من قبل تحالف العدوان الأمريكي-السعودي-الإماراتي".
وقال إن تلك الفتنة "كشفت عن الموقف الأخلاقي والإيماني والحضاري لأنصار الله، وعلى رأسهم السيد القائد عبد الملك بن الدين الحوثي، والشهيد الكبير صالح الصماد، والرئيس مهدي المشاط، وكل القيادة التي تصدت لهذا الخطر خلال أيام قليلة"، مؤكدًا أن الشعب لم يكن جزءًا من هذا العبث ولا من هذه الفتنة.
وأضاف أن القيادات والرموز الوطنية، مثل أبو راس والشيخ يحيى الراعي والشهيد الرهوي، لعبت دورًا مهمًا في مواجهة العدوان السعودي ودرء الفتنة، بما حفظ التماسك الداخلي للوطن.
ولفت منصور إلى تدخل أطراف خارجية، أبرزها الإمارات والسعودية، مؤكدًا أن "محاولاتهم لإشعال الفتنة كانت مدروسة، خصوصًا في ظل التزامن مع اليوم الوطني لدولة الإمارات"، معتبرًا ذلك محاولة لإيهام الرأي العام بانتصار التيارات الإماراتية والسعودية والأمريكية في اليمن، لكن التاريخ كشف فشلهم.
وعرّج على المشهد في فتنة ديسمبر وما تضمنه من "استهداف سيارات وأسر بعينها في مناطق مثل المحويت وحجة، وتمزيق بعض الصور التي تخص الشهداء، إلا أن توجيهات السيد القائد بالانسحاب من المشاريع الصغيرة أحبطت هذه المحاولات"، مؤكدًا أن الفتنة لم تؤثر على استقرار اليمن بفضل القيادة الوطنية والإيمان الراسخ للشعب.
وأشار منصور إلى أن "الأصوات الخائنة من الخارج والمنافقين من الداخل حاولت استغلال الأوضاع، إلا أن وجود العناوين الكبرى والجهادية، إلى جانب ابتعاد التأثير الخارجي، ساهم في حماية اليمن وتنميته"، متابعًا حديثه: "اليمن اليوم محفوظ بفضل قيادته وشعبه ومواقفه المشرفة غير المسبوقة".
وأكد وكيل وزارة الإعلام أن "أنصار الله أثبتوا أنهم يمثلون العلامة الكاملة في مواجهة الفتن، سواء عبر المجموعات العسكرية أو الإعلامية، وأن النتائج التي تحققت جنبت اليمن أدوارًا كانت ستضر بالخيار الوطني والإيماني".
ونوه إلى أنه بعد نسف فتنة ديسمبر حققت القوى الوطنية مكاسب عديدة، موضحًا أن خطة القيادة كانت ممنهجة منذ البداية، وأسهمت في استسلام آلاف المرتزقة وإعادة تحرير المديريات والمحافظات، بما في ذلك البيضاء والجوف ومأرب، فضلاً عن توجيه رسالة مباشرة للسعودية عبر استهداف أرامكو.
وقال: "إن القيادة السياسية والعسكرية في اليمن كانت حجر الأساس لإزالة الفتنة وحماية البلاد، مؤكدًا أن الشعب اليمني بقيادة أنصاره يتمتع بعناوين مشرفة، وأن كل ما تحقق في مواجهة هذه الفتن يعكس قوة وإرادة اليمن في الحفاظ على سيادته واستقراره".
وأضاف: "في ديسمبر من كل عام، تأتي بعض الأصوات الخائنة من الخارج وبعض المنافقين من الداخل لإثارة فوضى هنا ومخطط هناك، لكن اليوم تتوارى هذه الأصوات لأن لدينا عناوين كبرى تقضي على مثل هذه السموم، وهذه الرياح التي تهدد البلد"، منوّهًا إلى أن "العناوين المقدسة والجهادية الكبرى، بالإضافة إلى ابتعاد التأثير الخارجي، تحمي البلد وتنميه".
وفي ختام حديثه للمسيرة، لفت وكيل وزارة الإعلام إلى أن حمل اليمن للقضايا الكبرى على مستوى الأمة جعله محفوظًا ويحظى بالرعاية الإلهية في كل المحطات التي يواجه فيها التحالفات العدوانية ومخططاتها التدميرية والتآمرية.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: مؤکد ا أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
٨ سنوات على فتنة ديسمبر.. الخاتمة السوداء للخائن عفاش
وفي ذلك اليوم كان اليمن يقف على حافة المجهول؛ فقد أعلن الخائن علي عبدالله صالح فكّ ارتباطه الكامل مع أنصار الله والقوى الوطنية، منهياً تحالفاً دام ثلاثة أعوام، ومتجهاً إلى أحضان تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي دمّر البلاد منذ مارس 2015، وبالأصح انكشفت ورقة الخيانة، فعفاش كان في الظاهر مع أنصار الله، لكنه في الخفاء كان يعمل مع العدوان، ويقتنص الفرصة للانقضاض عليهم.
ويمكن القول إن فتنة 2 ديسمبر في عامها الثامن لم تبدأ في ذلك اليوم، فقد كانت فصولها تتراكم بهدوء وعلى غير عجل، لأشهر طويلة من التحضير، وفشل المحاولات، والمؤامرات المؤجلة، واللقاءات السرية.
وخلال سنوات “الشراكة” بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يترأسه الخائن صالح، وأنصار الله والقوى الوطنية، كان صالح لا يتصرف كحليف، بل كمن ينتظر لحظة انقلاب ويتحين فرصة العودة من النافذة الضيقة.
ورغم ظهوره كجزء من جبهة مواجهة العدوان، كان يرسل رسائله إلى الرياض عبر شخصيات مقرّبة، وكان ينتظر إشارة أو صفقة وفرصة للعودة إلى الحكم.
لقد كانت الخيانة واضحة في سلوكه، فهو لم ينسَ من كان يراقبه، وتأخر إعلان موقفه المناهض للعدوان لما بعد أربعة أسابيع؛ حيث ظل خلالها صامتاً يبحث عن موطئ قدم لدى الرياض، رغم استهداف منزله بالطيران وصواريخ العدوان، وحين رفضه ابن سلمان، عاد ليقف مع صنعاء ومع اليمنيين، لكن دون إيمان بالتحالف مع أنصار الله والقوى الحية في الداخل.
لقد كان الرجل يرى نفسه متفردًا فوق الجميع، ولم يكن يرى في “الشراكة” سوى جسر مؤقت، كما لم يكن يرى في دماء اليمنيين غير وقود أحلام نرجسية للعودة إلى السلطة.
لم يكن 2 ديسمبر أول محاولة لإحداث الفتنة ومحاولة الانقلاب على ثورة 21 سبتمبر ومشروعها التحرري الأصيل، فالمخطط الأصلي كان مقر التنفيذ في 24 أغسطس 2017.
لقد تم تمويل حشد شعبي كبير تحت غطاء “احتفال” مزعوم بذكرى تأسيس حزب المؤتمر! فكان الهدف واضحاً من الحدث، وهو إطلاق خطاب يدعو لاحتلال المؤسسات واقتحام مراكز الدولة والانقلاب من ميدان السبعين، لكن أنصار الله كانوا قد اخترقوا الخطة بالكامل واطلعوا على تفاصيلها.
وصل التحذير مباشرة لصالح عبر الشهيد الرئيس صالح الصماد، الذي وقف أمامه ملوحاً من تبعات أي تحرك أحمق لعفاش وأتباعه، وبسبب الضغط الشعبي والاستنفار الذي أحاط بمداخل صنعاء آنذاك، واستنفار الأجهزة الأمنية، تراجع صالح في آخر لحظة عن الخطة، وفشلت خطة أغسطس لكن صداها لم يختفِ من غرف صالح المغلقة.
بعد فشل خطة أغسطس الرئيسة، لم يتوقف عفاش، فكان نشاطه التخريبي قد تحول إلى نشاط سري، حيث أعاد تفعيل مجموعات عسكرية سابقة، وفتح مراكز تدريب سرية في معسكر الشهيد "الملصي"، ومعسكر التدريب في ذمار، وفعّل “هيئة الحفاظ على القوات المسلحة والأمن” التي كانت عملياً غرفة عمليات.
وفي الوقت نفسه، تضاعفت الحملات الإعلامية ضد أنصار الله وما كان يعرف بـ"اللجان الشعبية"، وحملات التحريض ضد مؤسسات الدولة، وكان الهدف خلق مزاج شعبي ناقم يُستخدم ساعة تفجير الموقف.
وكانت ذروة التصعيد العفاشي في ذكرى المولد النبوي الشريف في 29 نوفمبر، حيث بدت أغلب القنوات المرتبطة بالخارج تبث رسائل موجهة للشارع، تصور احتفال اليمنيين بالمولد كحال من البذخ والبدعة، والهدف كان التأليب على المحتفلين؛ أنصار الله وعموم اليمنيين.
ومع طلوع شمس السبت 2 ديسمبر، بدت صنعاء مدينة على وشك التشظي، كأنها ستحترق، فقد انتشرت مجموعات صالح في الأحياء الجنوبية، وأغلقت الشوارع، وأطلقت النار في الهواء، وكانت القنوات الخارجية التابعة لتحالف العدوان مثل العربية والحدث السعودية وسكاي نيوز الإماراتية تصبغ شاشاتها كاملة باللون الأحمر، وشعارها "صنعاء تنتفض"، وتبشر بمزاعم انتصار سريع، وتتحدث عن “سقوط المطار والتلفزيون”، رغم أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وكانت قراءة العدو مفعمة بالسذاجة والجهل بالموقف حد التخمة.
كانت صنعاء تنتفض لكن ليس بطريقة التحالف، بل بطريقة الأحرار لتزيل ما تبقى من عفونة زمن طويل من العمالة والارتزاق.
وحين خرج عفاش عن الإجماع، كانت البداية في القرار الأخطر الذي لم يكن محاولته تأليب الشارع فحسب، بل كان في الجبهات، ووقتها أمر صالح بقطع خطوط الإمداد عن جبهات القتال عبر صرواح ونهم، وتوقف الإمداد بالمؤن والوقود، وتُرك المجاهدون بلا عون في اللحظة التي كانت قوات تابعة للسعودية والإمارات تتحرك باتجاه جبهات صنعاء.
أراد الخائن صالح أن يحقق انتصاراً سريعاً على أحرار الوطن، لكنه سرعان ما فرّ هارباً يجر وراءه الخزي والعار، فقُتل وهو في أعلى درجات الخيانة، لتظل خاتمته سيئة كما بدأها، وليتحرر اليمن من جبروته وطغيانه وفساده الكبير.
ويومها خرج قائد جيشه الخائن طارق عفاش هارباً من صنعاء بملابس امرأة، وبعد أن وصل إلى عدن اتضحت الصورة جيداً، وأصبح الرجل بعد أشهر رجل الاحتلال الإماراتي الأبرز في اليمن، خادماً مطيعاً لها، يقود تحركات خيانة لا تهدأ على اليمن.
المسيرة