الثورة نت:
2025-12-03@02:59:42 GMT

فتنة ديسمبر.. رحم الله من أخمدها

تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT

 

33 عاماً أمضاها الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح على رأس السلطة، وهي فترة لم تتح مثلها لرئيس أو ملك يمني منذ استقلال اليمن عن الحكم العثماني عام 1918.
33 عاماً كانت كفيلة ببناء يمن قوي يعيش مواطنوه بكرامة وعزة وينعمون بخيرات بلدهم المهدرة والمنهوبة.. لا يقتصر فشل صالح على عدم تحقيق نهضة تنموية أو نقل اليمن إلى مصاف الدول العربية الأخرى، لكن فترة حكمه كانت أشبه بمن يدير عجلة الزمن إلى الوراء.


33 عاماً لم تشبع نهم صالح السلطوي، وظل متشبثاً بالكرسي، وكأن تلك العقود ليست سوى فترة رئاسته الأولى، ولولا الثورة الشبابية الشعبية التي خرجت فيها الملايين باحتجاجات سلمية على مدى عام كامل لما تخلى عن السلطة.
فقد صالح صفة “الرئيس” فاستبدله بلقب ”الزعيم” وهي صفة تتجاوز صفة الرئيس، ما يعني أنه لا يقبل إلا أن يكون الرجل الأول في اليمن، حتى وهو خارج السلطة رسمياً. وقد عملت وسائل الإعلام التابعة له على ترسيخ الصفة الجديدة في مواجهة “الرئيس المخلوع “، وكان هو قد استغل فترة حكمه جيداً وادخر لنفسه الكثير من النفوذ والمال والبنين، ما يكفل له الاستمرار في ممارسة هوايته السلطوية. وحين رفضت إدارة الرئيس باراك أوباما مطلع 2012 منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لاستكمال علاجه الذي بدأه في السعودية بعد ”حادثة النهدين” ـ باعتباره رئيساً مخلوعاً من شعبه ـ كان القرار الأمريكي صعباً على صالح، لم يكن قادراً على تحمل شماتة “أحزاب المشترك” وبات محتاجاً لترميم سمعته ومكانته أكثر من حاجته لترميم جلده.
أشهر صالح في وجه الأمريكيين إحدى أوراقه التي ادخرها خلال سلطته، وكانت الورقة ”سقطرى“.
”أمسك صالح بالأمريكيين من اليد التي تؤلمهم “، ووضعهم بين خيارين: التأشيرة مقابل استمرار “التسهيلات” للقوات الأمريكية في سقطرى.. واضطر الأمريكيون إلى التفاوض مع صالح، مع أنه خارج السلطة، التي نقلت إلى نائبه حينذاك سيئ الذكر هادي بموجب المبادرة الخليجية.. وتمت الصفقة التي عرضها صالح، مع أنها صفقة بخسة، أبخس من صفقة “أبي غبشان” الذي باع مفتاح الكعبة مقابل ”زق من الخمر وليلة قعود سامرة”.
صالح هو اليمن، واليمن هو صالح، هذه إحدى المبادئ التي كان إعلام السلطة يرسخها، ووفقاً لهذا المبدأ، يتعامل الرئيس مع الوطن، ومقابل “تأشيرة سفر” ترخص كل الجزر اليمنية.
خلال 33 عاماً، أضاع صالح الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تجعل منه زعيماً حقيقياً، لا مجال لاستعراض كل تلك الفرص هنا، ويكفي الإشارة إلى إضاعته فرصة تحقيق “الوحدة اليمنية” والتي حولها إلى مشروع شخصي يديره على طريقته، حتى تحولت الوحدة في نظر اليمنيين إلى “ورطة”، بإساءته للوحدة، لم يضر صالح بمصلحة اليمن واليمنيين فحسب، لكنه أحبط أحلام العرب جميعاً، فقد كانوا ينظرون إلى وحدة اليمن كبارقة أمل وخطوة على طريق الوحدة العربية.
انتصر صالح في 7 يوليو1994، ورغم مرارة الهزيمة التي لحقت بـ “الانفصاليين”، إلا أنه استمر في تعميق الشروخ السياسية والاجتماعية بين اليمنيين، وامتدت رأسياً وأفقياً، بعد أن كانت الخلافات محصورة في طرفي السلطة شريكي الوحدة.
اليمنيون بطبيعتهم شعب متسامح، ورغم خروجهم مطالبين برحيل صالح في 2012م، إلا أنه كان بمقدوره الرحيل عن السلطة كزعيم حقيقي..

لو أنه ترك السلطة بالفعل وتفرغ لإدارة أمواله ومشروعاته في الداخل والخارج.. هذه الفرصة أضاعها أيضاً، وأضاع بعدها أهم الفرص في حياته، وهي شرف الوقوف ضد العدوان، بغض النظر عن مدى وقوفه وفاعليته في مواجهة العدوان كان بإمكانه الاستمرار في مواقفه تلك، ولو إعلامياً.. لكن، لأن حبل الكذب قصير، ولأنها إرادة الله في رسم النهايات والخواتم العادلة. سقط قناع صالح، حين أعلن انحيازه لدول العدوان، ليس ذلك فحسب، بل دعا اليمنيين في المدن والقرى والعزل لقتال بعضهم، وهي دعوة لا يمكن أن يجهر بها حتى إبليس، فكيف بمن يرى أنه زعيم اليمنيين ؟!.
في مثل هذا اليوم من كل عام، يجدر باليمنيين، وخاصة سكان العاصمة صنعاء، أن يحمدوا الله كثيرا ويتذكروا عنايته التي جنبتهم الغرق في دمائهم، وحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي أبدى حنكة وحكمة بالغة في مواجهة الفتنة وإحباط المخطط المشؤوم، ولا ننسى تضحيات الشهداء الأبطال من الجيش واللجان الشعبية الذين أخمدوا الفتنة في زمن قياسي، وقدموا أرواحهم رخيصة لننعم بالسلام والأمن.. ولندعو جميعاً: رحم الله من أخمدها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حضرموت.. الرئيس يلتزم الصمت والبحسني يبرر لمليشيات الإنتقالي ويتهم قبائل حضرموت بالإرهاب

انتقد سياسيون وإعلاميون في اليمن، صمت الرئيس العليمي، ومجلس القيادة، تجاه تحركات المجلس الإنتقالي المدعوم من الإمارات، لاسقاط محافظة حضرموت.

واعتبروا في أحاديث متفرقة، هذا الصمت مشاركة في الشرعنة لانقلاب على المؤسسات الشرعية، وتكرار لما حدث في شبوة وقبلها صنعاء. 

الرئيس يكتفي بالتحذير

وفي أول تعليق للعليمي، حذر الرجل، في اتصال مع محافظ حضرموت الجديد سالم الخنبشي، من أن أي تصعيد ميداني، في حضرموت سيضر بمصالح المواطنين وخدماتهم الاساسية، وسيفتح الباب أمام مخاطر، يجب تفاديها بكل الوسائل.

 وأكد الدعم الكامل لقيادة السلطة المحلية، للقيام بواجباتها الدستورية، والدفاع عن هيبة الدولة، وسلطاتها الحصرية، ومصالح المواطنين، وتفويت الفرصة امام المليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها للعبث بأمن، واستقرار حضرموت.

وقال إن حضرموت كانت وستظل قاطرة الدولة، والتنمية، وركناً أساسياً في المشروع الوطني الجمهوري، داعيًا جميع القوى والمرجعيات القبلية والمكونات السياسية في المحافظة، إلى تغليب لغة الحكمة، وتوحيد الصف والالتفاف حول قيادة السلطة المحلية، ومؤسساتها الوطنية.

وجدد التزام الدولة بتمكين أبناء حضرموت من إدارة مواردهم وتحقيق تطلعاتهم في التنمية والتمثيل العادل في السلطة والثروة،و أن السبيل الوحيد لتحقيق هذه التطلعات يتمثل بوحدة ابناء حضرموت، وحماية المكاسب والمصالح العامة، وتعزيز الامن والاستقرار، وتحصين المحافظة من محاولات الاستقطاب، أو الفوضى.

ولفت إلى إن المجلس والحكومة سيعملان بكل مسؤولية مع قيادة السلطة المحلية من اجل تطبيع الاوضاع، ودعم اي جهود حميدة لتسوية الخلافات البينية.

البحسني ودعم انقلاب الإنتقالي

أما الموقف الأكثر تطرفا فخرج من عضو مجلس القيادة، فرج البحسني، الذي أعلن دعمه لمليشيات الانتقالي التي قال إنها دخلت حضرموت لمحاربة الإرهاب والحوثيين!.

واتهم البحسني قبائل وحلف حضرموت بالتمرد والإنقلاب على الدولة.

البحسني شنّ هجوماً غير مسبوقا على قوات المنطقة العسكرية الأولى والشيخ عمرو بن حبريش، متهماً إياه بالتمرد والإنقلاب والإرهاب.

وبرر دخول قوات الانتقالي إلى حضرموت بـ"مكافحة الإرهاب"، متهما حلف القبائل بمحاولة السيطرة على شركة بترومسيلة وعرقلة مؤسسات الدولة.

ودعا البحسني القبائل والعلماء لإدانة ما وصفه بـ"الأعمال التخريبية"، مشيرا إلى صدور أوامر بالقبض على بن حبريش ومن معه لإحالتهم للعدالة.

كما اتهم قوات المنطقة الأولى بعرقلة الحياة في الوادي، واعتبر قوات النخبة الحضرمية "صمام أمان" للمحافظة، حد قوله.

يأتي ذلك بالتزامن مع تقدم مليشيات الإنتقالي باتجاه سيئون، حيث وصلت إلى مديرية ساه بوادي حضرموت في طريقها إلى سيئون عاصمة الوادي والصحراء، وفقا لمصادر محلية.

مقالات مشابهة

  • ملحمة الحكمة في مواجهة فتنة ديسمبر… كيف أسقط اليمن أخطر مؤامرة داخلية برعاية العدوان؟
  • فتنة ديسمبر 2017م.. ووأد الخيانة في مهدها
  • وأد فتنة ديسمبر.. ميلاد عصر القوة الإقليمية وسيّد البحار
  • حضرموت.. الرئيس يلتزم الصمت والبحسني يبرر لمليشيات الإنتقالي ويتهم قبائل حضرموت بالإرهاب
  • ٨ سنوات على فتنة ديسمبر.. الخاتمة السوداء للخائن عفاش
  • فتنة ديسمبر.السقوط المخزي للعملاء
  • فتنة ديسمبر 2017.. وإطفاء الخيانة في مهدها
  • طارق صالح: التباينات السياسية طبيعية وهدفنا المشترك اليمن واستعادة الدولة
  • هل تنتقل السلطة التشريعية إلى الرئيس؟.. السيناريوهات البديلة لإلغاء انتخابات "النواب"