مشايخ القبائل والعواقل يشكرون السيسي: أخيرا تملَّكنا أراضينا.. والتقنين فرصة لن تُعوَّض
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
وصف عدد من مشايخ قبائل وعواقل شبه جزيرة سيناء إتمام الدولة تسليم أبناء «أرض الفيروز» عقوداً مؤمّنة للأراضى الزراعية المنتفعين بها بأنه «حلم طال انتظاره منذ سنوات طويلة»، موجهين الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على دعمه ورعايته لهم.
«سالم»: حلم عشنا عمرنا نتمناه و«بشرة خير» تُحقق الأمن والأمان والاطمئنانوقال الشيخ صلاح سالم، أحد مشايخ شبه جزيرة سيناء، إن تقنين أوضاعهم على أراضيها «حلم نحلمه منذ زمن»، مشيراً إلى أن تملُّك الأراضى أصبح حقيقة، وأن أبناء شبه جزيرة سيناء وطنيون وحريصون على الدفاع عن العرض والأرض وحمايتها ضد أى مخططات دنيئة قد تستهدفها، موضحاً أن الأرض لهم، وأنها ستورث لأبنائهم جيلاً بعد جيل.
وأوضح «سالم»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن أهم ما تضمّنته عقود المنتفعين بتمليك الأراضى أنه لن تعود هناك منازعات بين المنتفع بالأرض وأى جهة إدارية فى الدولة، مضيفاً: «عشنا سنوات من القلق والخوف على أراضينا وإمكانية نزعها منا بسبب عدم تقنين أوضاعنا، لكن فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى حلم التقنين والأمن والاطمئنان يصبح حقيقة».
وأوضح الشيخ صلاح سالم أنه من أبناء محافظة جنوب سيناء، وأن تقنين أوضاع الأراضى فى «أرض الفيروز» بدأ فى الأساس لأهالى محافظة شمال سيناء وأراضيها، لكن الانطلاقة تعنى أن التنمية والتقنين سيستمران لأهالى الجنوب أيضاً، وهذه «بشرة خير» يتم الحلم بها منذ عقود طويلة.
وأشار إلى أن والده كان من مجاهدى سيناء بجانب القوات المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلى، وأن حلمه دوماً كان أن يمتلك أرضاً، لكن هذا الأمر كان حلماً فقط مع عدم وجود «تمليك آمن»، لكن الآن حلم كل مواطن سيناوى يصبح حقيقة.
وأوضح أن حرفة الزراعة هى الأساس لدى كل مواطن سيناوى، مشيراً إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى باستصلاح آلاف الأفدنة من الأراضى فى سيناء من شأنه تعميق الولاء والانتماء للوطن.
ووجَّه الشيخ صلاح سالم كل الشكر والتقدير للرئيس لرعايته أبناء شبه جزيرة سيناء بصفة مستمرة، وخصوصاً ملف العقود، موضحاً أنها خطوة طيبة من الرئيس السيسى، مشيراً إلى أن أمن وأمان المواطن هو نوع من الاطمئنان والراحة ودعمه للدولة ضد أى تهديد قد يستهدفها.
واختتم «سالم» تصريحاته لـ«الوطن» قائلاً: «المواطن لما يحس إن الدولة فى ضهره مش هيبخل عليها بكل ذرة جهد وتعب وعرق، وشهادة حق أن أحوالنا، واهتمام الدولة بنا تغيّرا كثيراً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى».
حديث الشيخ صلاح سالم توافق مع ما ذكره الشيخ سليم سليمان أبوصيام، أحد مشايخ وعواقل مدينة بئر العبد فى وسط سيناء، موضحاً أن امتلاك أرض زراعية فى سيناء كان حلماً راوده طوال سنوات، وهو الأمر الذى أصبح حقيقة اليوم بتملكه 20 ألف فدان من الأراضى الزراعية.
وأوضح «أبوصيام»، فى تصريح لـ«الوطن»، أنه تم الاتفاق مع الجهات المعنية على زراعة وتنمية الأرض المخصصة له منذ سنوات طويلة، لكن محاربة الدولة للإرهاب والإجراءات الأمنية المشددة للقضاء عليه جعلته لا يقدم على الزراعة، حتى تمكنت قوات إنفاذ القانون، من القوات المسلحة والشرطة المدنية، من تطهير سيناء من دنس الإرهاب، ليعود الأمن والأمان ليعمل على استيفاء الإجراءات التى طلبتها الجهات المعنية فى الدولة لتمليك الأرض التى ينتفع بها. وأشار إلى أنه فور الإعلان عن بدء تقنين أوضاع الأراضى الزراعية فى سيناء، حرص هو والكثير من المحيطين به على استيفاء الأوراق، واصفاً هذا الأمر بأنه «فرصة لن تُعوَّض»، مشيراً إلى أن أراضى شمال ووسط سيناء تحديداً تصلح لزراعة القمح والموالح، وتستطيع أن تغطى الطلب المحلى، والتصدير للخارج.
أما وجيه إسماعيل، أحد أبناء محافظة الغربية المنتقلين إلى منطقة «سهل الطينة» داخل شبه جزيرة سيناء، فأبدى سعادته وفرحته بتملك الأرض التى عمل على زراعتها منذ عام 2002 بعدما كانت بحق الانتفاع لمدة 11 عاماً، موجهاً الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على إتمام هذا الأمر، موضحاً أنه يمتلك 10 أفدنة فى سيناء حالياً، مزروعة بالسمسم والذرة والقمح.
«أبوحرب»: دعم للأمن القومى.. والدولة انطلقت نحو التنمية والتعمير بعد تطهير سيناء من الإرهابمن جهته، قال النائب فايز أبوحرب، وكيل لجنة الإسكان بمجلس الشيوخ، وأحد أبناء شبه جزيرة سيناء، إن تمليك المواطنين من أبناء سيناء لأراضيهم بداية خير وحلم تحققه الدولة المصرية لأبناء سيناء، بما يدعم الأمن القومى المصرى، ويعود بالخير على مصر وتوسيع رقعتها الزراعية.
وأضاف وكيل لجنة الإسكان فى مجلس الشيوخ، فى تصريح لـ«الوطن»، أن الدولة تنطلق فى العملية التنموية بعد تطهير سيناء من الإرهاب، وارتواء أراضيها بدماء المصريين، مؤكداً أن كل أبناء سيناء خلف القيادة السياسية، والقوات المسلحة، والشرطة، خصوصاً بعد عودة أبناء رفح وسيناء إلى أراضيهم لتعميرها وتنميتها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مشايخ القبائل أرض الفيروز عبدالفتاح السیسى لـ الوطن فى سیناء سیناء من إلى أن
إقرأ أيضاً:
زيارة لمهمة واحدة.. هل يملك محمود عباس فرصة فعلية لنزع سلاح حماس في لبنان؟
مع زيارة محمود عباس إلى بيروت، عاد إلى الواجهة سؤال حساس يعكس تناقضا عميقا في الرؤى الفلسطينية واللبنانية والإقليمية: هل تسعى السلطة الفلسطينية لنزع سلاح الفصائل المحسوبة على محور المقاومة، وعلى رأسها حماس؟ وهل تملك القدرة أو التغطية السياسية لذلك؟ هذا الملف الذي ظل مؤجلا لسنوات، يعود اليوم في لحظة استثنائية تفرض نفسها على الجميع. في هذا المقال، نعرض الرؤيتين المتصارعتين: بين من يرى في الزيارة مغامرة عبثية، ومن يعتقد أنها قد تكون بداية تحول استراتيجي نادر.
أولا: وجهة نظر المشكّكين.. "السلطة لا تملك اليد ولا الغطاء"
هذا التيار ينطلق من مقاربة واقعية ترى أن ميزان القوى في المخيمات الفلسطينية في لبنان لا يسمح بأي محاولة فعلية لنزع سلاح حماس أو الجهاد الإسلامي. فالسلاح داخل المخيمات لا يُدار من قبل السلطة، بل يدور في فلك محور المقاومة، وتحديدا تحت مظلة حزب الله وإيران.
لبنان الرسمي نفسه، بات أكثر تقبلا لأي مبادرة تنزع فتيل المخيمات، خصوصا أن بعض الفصائل داخلها باتت تُقلق الدولة أكثر من كونها أدوات مقاومة. وفي حال نجح عباس في تقديم نفسه كشريك في ضبط الأمن داخل المخيمات، فقد يجد غطاء دبلوماسيا غير معلن، يسمح له بفرض هيبة السلطة كـ"المرجعية الوحيدة" للفلسطينيين
بالنسبة لهؤلاء، فإن أي محاولة من محمود عباس لنزع هذا السلاح لن تكون فقط غير قابلة للتنفيذ، بل قد تكون خطرة؛ لأنها تعني دخولا في صدام مباشر مع مكونات مسلحة وقادرة على الرد، خصوصا في مخيمات مثل عين الحلوة، التي شهدت في الشهور الأخيرة اشتباكات دموية بين فتح ومجموعات إسلامية.
كما أن التوازنات اللبنانية الدقيقة، التي تمنع الدولة من الدخول للمخيمات، تجعل من أي تحرك فلسطيني داخلي لنزع السلاح مخاطرة غير محسوبة. يُضاف إلى ذلك أن المجتمع الدولي لم يمنح عباس تفويضا صريحا في هذا الملف، بل يتعامل معه كطرف محدود القدرة في الساحة الفلسطينية نفسها.
ثانيا: وجهة نظر المؤيدين.. "اللحظة مؤاتية والانحناءات تكشف الهشاشة"
على الجانب الآخر، يعتقد مؤيدو هذا المسار أن لحظة استثنائية تُشكل فرصة نادرة أمام عباس لتقويض بنية حماس المسلحة خارج غزة. فالسياق السياسي تغيّر: حزب الله يتعرض لضغوط غير مسبوقة؛ داخليا من خلال الاحتجاجات والأزمة الاقتصادية، وخارجيا من خلال العقوبات والضغط الدولي.
أما حماس، فقد سلّمت بالفعل عناصر أطلقوا صواريخ من الجنوب اللبناني، ما يُفسَّر كرسالة ضعف تكتيكي أو محاولة لتفادي التصعيد مع الدولة اللبنانية. في نظر عباس، هذا السلوك يُشكّل انحناءة قد تكون كافية للشروع في محاصرة البنية العسكرية لحماس في لبنان، بدعم سياسي لبناني وعربي وغربي ضمني.
لبنان الرسمي نفسه، بات أكثر تقبلا لأي مبادرة تنزع فتيل المخيمات، خصوصا أن بعض الفصائل داخلها باتت تُقلق الدولة أكثر من كونها أدوات مقاومة. وفي حال نجح عباس في تقديم نفسه كشريك في ضبط الأمن داخل المخيمات، فقد يجد غطاء دبلوماسيا غير معلن، يسمح له بفرض هيبة السلطة كـ"المرجعية الوحيدة" للفلسطينيين.
سيناريوهات محتملة: بين الاحتواء والانفجار
السيناريو الأول هو احتواء هادئ يبدأ بنزع محدود للسلاح أو حل مجموعات صغيرة، يتم بالتنسيق مع الدولة اللبنانية وبعض الفصائل. هذا السيناريو يتطلب ذكاء سياسيا، وتنسيقا أمنيا، وتدرجا زمنيا، لكنه يبقى ممكنا إن حافظت القوى الإقليمية على حيادها.
لذلك على مستوى الفصائل الفلسطينية، فإن موقف حماس والجهاد الإسلامي يتسم بالحذر الشديد. فرغم أن كلا الحركتين تسعيان لتجنب أي صدام مباشر مع الدولة اللبنانية أو السلطة الفلسطينية، إلا أنهما تدركان أن أي محاولة لنزع سلاحهما في لبنان قد تعني خسارة إحدى أهم ساحات العمق الاستراتيجي خارج غزة. لذا، فإنهما تميلان إلى اعتماد سياسة التهدئة والمناورة، دون التخلي الفعلي عن سلاحهما.
السيناريو الثاني هو الانفجار: أن تفسّر حماس أو الجهاد هذا التحرك كاستهداف مباشر من السلطة، فترد أمنيا، وهو ما قد يفتح اشتباكات داخلية فلسطينية داخل المخيمات، تمتد لاحقا إلى توترات لبنانية أوسع. في هذا السيناريو، يكون عباس قد أشعل شرارة حرب أهلية مصغرة لا يملك أدوات إطفائها.
دور الإقليم والمجتمع الدولي: بين التواطؤ والصمت
حتى اللحظة، لم تُصدر عواصم القرار أي مواقف علنية داعمة لمسعى نزع السلاح، لكنها لم تعترض عليه أيضا. هذا الصمت قد يُفهم كضوء أخضر لخطوة تدريجية، تبدأ بالضغط السياسي ثم الأمني على الفصائل غير المنضبطة.
أما عربيا على مستوى مصر والأردن، فقد يُفضَّل بقاء السلاح في يد السلطة، طالما أن البديل هو الفوضى أو الحركات الإسلامية المسلحة.
يقف محمود عباس على مفترق حاسم، والوقائع على الأرض ستُحدد ما إذا كان سيُحسَب له أنه أنهى فوضى السلاح في الشتات، أم أنه فتح بابا لصراع أهلي داخل المخيمات
وبخصوص المملكة العربية السعودية، التي تُعد فاعلا إقليميا مؤثرا في كل من لبنان والملف الفلسطيني، فهي تراقب هذا الملف بحذر. ورغم غياب التصريحات العلنية، إلا أن سياستها المعلنة بدعم "الشرعية الفلسطينية" وحصر السلاح بيد الدولة، تقرّب موقفها من رؤية عباس. كما أن توازناتها في لبنان، وتحضيراتها الإقليمية قد تجعلها من بين أبرز المستفيدين من أي تهدئة منضبطة في المخيمات، خاصة إذا جاءت في سياق إضعاف نفوذ حماس، وتعزيز دور السلطة كطرف تفاوضي مستقبلي.
إقليميا، تبدي طهران حرصا على بقاء السلاح الفلسطيني خارج الضفة وغزة في يد حلفائها كجزء من منظومة الردع الإقليمي. أما الدوحة وأنقرة، ورغم تراجع حضورهما العلني، فلا تزالان تراعيان التوازن مع السلطة الفلسطينية، وقد لا تعارضان خطوة تدريجية إذا تمت بسلاسة وبعيدا عن الاصطدام المباشر. ومع ذلك، فإن هذه العواصم ستراقب بعناية أي خطوة قد تؤدي إلى انقسام داخلي فلسطيني يُضعف الجبهة السياسية في مواجهة الاحتلال.
خاتمة: نقاش مفتوح.. وبذور صراع
بين الواقعية السياسية والطموح النادر، يقف محمود عباس على مفترق حاسم، والوقائع على الأرض ستُحدد ما إذا كان سيُحسَب له أنه أنهى فوضى السلاح في الشتات، أم أنه فتح بابا لصراع أهلي داخل المخيمات.
وإن غادر بيروت، فقد ترك خلفه بذورا سياسية وأمنية في تربة مشبعة بالتوتر، فهل يكون الحصاد نزع سلاح منضبط، أم انفجارا فلسطينيا لبنانيا لا يمكن احتواؤه؟