لمدة 3 أيام.. لماذا يعد اجتماع كينيا للمناخ مهما لدول القارة.. خبراء: القمة تعد ركيزة أساسية لمؤتمر كوب 28 القادم في الإمارات.. روتو: أفريقيا لديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
انطلاق أعمال القمة الأفريقية الأولى حول المناخ في نيروبي مع آمال جذب للاستثمارات
تهدف كينيا إلى الحصول على طاقة متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030
يسعى الزعماء الأفارقة إلى إبراز إمكانات القارة كقوة للطاقة النظيفة
نحو 500 مليون شخص محرومين من الكهرباء
3% فقط من الاستثمارات العالمية في تحول الطاقة تصل إلى بلدان القارة
افتتح الرئيس الكيني "وليام روتو" اليوم الإثنين في نيروبي أعمال قمة المناخ الأفريقية، في محاولة إلى جديدة، لجعل كينيا والقار ة الإفريقية على جدول الاهتمام العالمي، ومساعدة القارة على تجاوز أزمة المناخ.
قالت منصة إي يو أوبزيرفير، أن كينيا تستضيف قمة المناخ الإفريقية الأولى على الإطلاق هذا الأسبوع، حيث سيسعى الزعماء الأفارقة إلى إبراز إمكانات القارة كقوة للطاقة النظيفة.
وبحسب ما ذكرت شبكة فرانس 24، تهدف القمة إلى جعل القارة الإفريقية قوة ناشئة في مجال الطاقة المتجددة, وكذلك الدعوة إلى تخصيص مساعدات مالية دولية لها لمساعدتها على عبور تحديات المناخ، وتطوير جهود دول القارة لما يفيدها ويفيد العالم.
دعوة لتخصيص الأموال
خلال القمة، دعا روتو المجتمع الدولي إلى تخصيص أموال للقارة وتخفيف عبء الديون الذي يثقل كاهل البلدان الأفريقية.
وتُعقد قمة المناخ الأفريقية الأولى هذه، خلال فترة تتكثف فيها المفاوضات الدولية حول المناخ التي ستتوج بمعركة حول الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي سيجرى في دبي بالإمارات العربية المتحدة من أواخر نوفمبر إلى أوائل ديسمبر.
ومن المقرر أن تستمر القمة لمدة ثلاثة أيام، سيشارك خلالها قادة ومسؤولون من أفريقيا ومناطق أخرى، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.
وتريد القمة الخروج بصيغة ما بشأن التنمية والمناخ من أجل "اقتراح حلول أفريقية" خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
وفي كلمته الافتتاحية، قال روتو "إن توفير الرخاء والرفاهية للأعداد المتزايدة من سكان أفريقيا من دون دفع العالم نحو كارثة مناخية أعمق ليس مجرد اقتراح أو أمنية صادقة. بل هي إمكانية حقيقية، أثبتها العلم".
وأضاف "الموضوع الرئيسي ... هو فرصة لا تضاهى يمكن أن تحصل عليها أفريقيا من خلال العمل من أجل المناخ.... لقد أطلنا التفكير في هذه المسألة، حان الوقت لننطلق".
وتابع"علينا أن ننظر إلى النمو الأخضر ليس فقط باعتباره ضرورة مناخية فحسب، بل أيضا باعتباره يوفر فرصا اقتصادية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، أفريقيا والعالم على استعداد للاستفادة منها".
وأكد روتو أن أفريقيا لديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل في مجال الطاقة بفضل الموارد المتجددة، معللا ذلك بما تقوم به كينيا التي تهدف إلى الحصول على طاقة متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030.
ويقول مراقبون، أنه إذ نجحت قمة نيروبي في وضع رؤية مشتركة بشأن التنمية الخضراء في أفريقيا سيمنح ذلك زخما للعديد من الاجتماعات الدولية المهمة قبل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بدءا من قمة مجموعة العشرين في الهند والجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، ثم في أكتوبر الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش بالمغرب.
وتوجد مسودة لــ"إعلان نيروبي" قيد التفاوض حاليًا.
ولدى افريقيا قدرات كبيرة، في إمكانات الطاقة المتجددة، بما في ذلك 40% من احتياطيات العالم من الكوبالت والمنجنيز والبلاتين، وكلها ضرورية للبطاريات والهيدروجين.
وتمتلك أفريقيا 60% من إمكانات الطاقة الشمسية في العالم.
لكن تواجه القارة تحديات كبيرة، فهناك نحو 500 مليون شخص محرومين من الكهرباء، حيث أن 3% فقط من الاستثمارات العالمية في تحول الطاقة تصل إلى أفريقيا.
أقل المناطق تلويثًا في العالم
على الرغم من أن افريقيا، تمثل أقل من 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة على مستوى العالم حتى الآن، كما أن نصيب الفرد من الانبعاثات هو الأقل بين أي منطقة أخرى، فإن أفريقيا تعد أيضًا موطنًا للعديد من البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ.
واعتبر مراقبون أيضًا، أن قمة المناخ الإفريقية في نيروبي، تبدأ قبل 87 يومًا من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وستكون الإجراءات التي تتخذ الآن حاسمة لبناء قدرات التكيف اللازمة بالإضافة إلى الحفاظ على درجة حرارة 1.5 درجة مئوية .
تعليقاً على الأمر، قالت شارا تيسفاي تيرفاسا الخبيرة في مجال الطاقة، إن على القمة أن توازن بين التفاؤل والتقييم الدقيق للتحديات من أجل "رسم مسار جديد بحيث تصبح أفريقيا جزءا رئيسيا من المحادثة العالمية وتستفيد من فرص التحول".
وقال جوزيف نجانجا، الذي عينه روتو لرئاسة القمة، إن المؤتمر سيثبت أن "إفريقيا ليست مجرد ضحية، بل قارة ديناميكية لديها حلول للعالم".
وتم تشديد الإجراءات الأمنية وأغلقت الطرق حول مكان انعقاد القمة في وسط نيروبي، حيث تقول الحكومة إن 30 ألف شخص سجلوا أسماءهم لحضور الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام.
ومن المتوقع أن تحتج جماعات المجتمع المدني بالقرب من القمة عند افتتاحها ضد ما يسمونه "أجندة المؤتمر التي تعرضت لتسوية كبيرة" بالتركيز على مصالح الدول الغنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستثمارات الاجتماعات التفاوض التفاؤل إفريقيا أعمال القمة للاستثمار الرئيس الكيني
إقرأ أيضاً:
عادل الباز يكتب: لماذا نتفاوض مع الإمارات؟ وعلى ماذا يدور هذا التفاوض؟ (1/2)
1 خلفية التفاوض : من المليشيا إلى الدولة الراعية
أصبح الحديث علنيًا في أروقة السياسة العامة والخاصة يدور حول التفاوض مع الإمارات، وليس مع المليشيا. فقد انقضى أمر هذه الأخيرة، ويُنتظر إعلان انهيارها التام في أي لحظة مع تقدم طلائع الجيش إلى دارفور.
الحقيقة أن محاولات التفاوض مع الإمارات لم تتوقف، أو لنقل إن مساعي الإمارات للتواصل مع السودان لإيجاد مخرج من مأزقها لم تنقطع. في هذا السياق، شهدنا اتصالين معلنين: الأول في 19 يوليو 2024، حين تواصل محمد بن زايد مع الرئيس البرهان بوساطة إثيوبية عقب زيارة رئيس إثيوبيا إلى بورتسودان. أما المناسبة الثانية فكانت في 20 يناير 2024، حين شاركت الإمارات في مفاوضات سودانية-سودانية فيما عُرف باتفاق المنامة.
هناك العديد من التقارير التي تشير إلى لقاءات غير معلنة، وآخرها تقرير من “Africa Intelligence” الذي أشار إلى رفض الجيش السوداني المشاركة في اجتماع سري مع الإمارات في 12 مايو 2025 بسبب مطالب مبالغ فيها من أبوظبي. ولم يحدد التقرير تلك المطالب، وراجت أنباء أن الإمارات طالبت بضرب الإسلاميين ومنحها استثمارات محددة كشرط لوقف الحرب، غير أن هذه التقارير لم تُؤكد من مصادر رسمية أو مصادر موثوقة. لكن يظل السؤال قائمًا: لماذا التفاوض مع الإمارات؟ وما هي محددات هذا التفاوض؟ وعلى ماذا يدور تحديدًا؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
2
عندما يتمدد تمرد داخلي إلى هذا الحد، ويبلغ هذا المستوى من التسليح والمساعدات اللوجستية، ويصمد لسنوات رغم ضراوة المعارك، يصبح السؤال المركزي: من أين له كل هذا الدعم؟
الدعم الكبير والمؤكد الذي تلقته قوات الدعم السريع من الإمارات أصبح حقيقة مثبتة في تقارير الأمم المتحدة، والتحقيقات الدولية، وشهادات شهود الحرب، وحتى في أروقة الكونغرس الأمريكي. لم يعد الأمر محل جدل. التفاوض مع الإمارات إذًا ليس تراجعًا عن مواجهة العدو الداخلي، بل هو اعتراف سياسي بأن المليشيا لم تكن سوى أداة عسكرية لمشروع خارجي، وأن مفتاح الحل لم يعد في الميدان، بل في أبوظبي.
3
لماذا التفاوض مع “دولة العدوان”؟
لأن معادلة الحرب تغيّرت، فمن يملك قرار استمرار أو إنهاء الحرب لم يعد قادة المليشيا، بل غرف التحكم الخارجية. المليشيا فقدت السيطرة على الأرض والشعب وحتى حواضنها، وانتقل القرار العسكري والسياسي والمالي إلى أبوظبي، التي تواصل تقديم الدعم تحت واجهات متعددة: مساعدات إنسانية، مبادرات سياسية، وتأثير مباشر في مراكز القرار في الغرب عبر استثماراتها ونفوذها المالي.
إذن، التفاوض هنا مع من يمول الحرب ويخطط لها ويغذي استمرارها.
4
التفاوض: أداة مكملة للحسم العسكري
التفاوض ليس بديلًا عن الحسم العسكري، بل أداة مكمّلة له. فكما أن النصر في الميدان يتحقق بالإنهاك والتطويق والتقدم، فإن النصر السياسي يُصان ويُستثمر بالتفاوض من موقع القوة.
إذا كانت الإمارات قد استثمرت في الحرب لتحقيق مكاسب استراتيجية أو اقتصادية أو جيوسياسية، فالتفاوض وسيلة لإقناعها بأن كلفة هذه المقامرة باتت تفوق عائدها، وأن مشروعها خاسر على كل المستويات، وأن السودان لن يُدار من الخارج ولا بالمليشيات.
التفاوض هنا هو رسالة واضحة: نحن ندرك من أنتم، ونعرف ما تريدون، وندير الصراع على كل مستوياته العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية. التفاوض يُكمل الحسم العسكري.
5
إذا كانت هذه مسببات التفاوض مع الإمارات، فإن شرطًا واحدًا يظل هو الحاسم في أي حديث عن التفاوض، ألا وهو وقف العدوان ابتداءً؛
بمعنى أن تتوقف أبوظبي عن تمويل المليشيا بالسلاح وكافة أشكال دعمها، ثم بعدها يمكن أن نذهب إلى موائد التفاوض.
أما أن يكون السلاح متدفقًا، والإمارات مستمرة في تسعير الحرب بواسطة المليشيا أو وكلائها في المنطقة، حفتر وغيره، فإن ذلك مجرد عبث سياسي ومضيعة للوقت.
6
محددات التفاوض
المشكلة ليست في التفاوض بحد ذاته، بل في محدداته وشروطه. فلا ينبغي أن يُدار التفاوض من موقع المساواة بين طرفين متكافئين، بل من موقع دولة تخاطب دولة أخرى تجاوزت الأعراف الدبلوماسية والسيادة، واتخذت العدوان وسيلة لتحقيق أهدافها.
لذا، يجب أن يُدار التفاوض عبر قنوات دبلوماسية سيادية وشفافة، من موقع قوة، وليس من موقع مساواة مع دولة تجاوزت السيادة.
ثانيًا : التفاوض من موقع القوة.
السودان ليس دولة تابعة ولا خانعة، وهو اليوم في لحظة مفصلية تمنحه أوراقًا تفاوضية نادرة:
فلا استقرار في البحر الأحمر دون السودان، ولا نمو حقيقي في شرق أفريقيا دون ممراته، ولا مستقبل للمشاريع الإقليمية مهما تكاثرت الموانئ دون إرادته المستقلة.
كل هذا يجب أن يكون على الطاولة، لا من باب التهديد، بل من باب إثبات الحضور والندية.
ثالثًا : التفاوض مع الإمارات لا يجب أن يتحول إلى رهن سيادة السودان أو فرض خارطة سياسية على مقاس طرف خارجي.
ما قد يُطلب اليوم كتنازل سياسي، قد يصبح غدًا سببًا في انفجار جديد إذا شعر السودانيون أنهم استُبعدوا لإرضاء جهة أجنبية، أو أن مواردهم نُهبت باسم الاستثمار.
المطلوب اليوم ليس فقط الانتصار في الميدان، بل الانتصار في معركة الحفاظ على القرار الوطني.
طلبات أبوظبي قد تُعرض، لكن قبولها أو رفضها يجب أن يتم من داخل مؤسسات دولة ذات سيادة، وينبغي أن يكون التفاوض شفافًا ومعلنًا. على ماذا نتفاوض مع الإمارات ؟ نواصل في الحلقة القادمة.
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب