الإنفاق على الزبدة بدلا من الأسلحة!
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
يشتكي مجلس تحرير واشنطن بوست من تقاعس بعض أعضاء الناتو عن الالتزام بوعودهم المالية للدفاع عن أوكرانيا، ويتوقع عواقب خطيرة لهذا التقاعس.
يبلغ عدد أعضاء دول الناتو 31 دولة، ورغم تحالفهم في السراء والضراء لا يفي قسم منهم بالتزاماتهم تجاه أوكرانيا. ومن بين المتخلفين دول غنية مثل كندا وإيطاليا وإسبانيا، حيث يبلغ الناتج الاقتصادي لهذه البلدان ثلاثة أضعاف نظيره في روسيا.
ويحتاج الغرب لأن يظهر بأنه يحشد موارده لنضال طويل الأمد، لا سيما أن روسيا حوّلت إلى اقتصاد الحرب استعدادا لحرب طويلة. والعواقب المترتبة على الفشل في تحمل نفقات الحرب يعني انتصارا لروسيا.
وتعدّ كندا، التي تمتلك تاسع أكبر اقتصاد في العالم، مثالا عمليا للدولة المتقاعسة عن الالتزام بواجب الدفاع. وتفيد وثيقة سرية حصلت عليها واشنطن بوست أن كندا لا تستطيع القيام بعملية عسكرية كبيرة مع الحفاظ على مساعداتها لأوكرانيا بسبب النقص المستمر في الإنفاق الدفاعي. وبناء عليه وجّه مسؤولون أمنيون واستخباراتيون كنديون تحذيرا شديد اللهجة لحكومة جاستين ترودو، متهمين إياها بالتقصير في القدرات الدفاعية.
وكندا ليست الدولة الوحيدة المتقاعسة فهناك إيطاليا واقتصادها أكبر من اقتصاد كندا. أما فرنسا وألمانيا فتلتزم كل منهما بأن تصلا لنسبة إنفاق 2% من الناتج المحلي للدفاع في السنوات القليلة القادمة. وإذا تركت الدول المتقاعسة على هواها فستختار الإنفاق على الزبدة بدلا من الأسلحة. وكنا نتمنى لو بقي الترف سائدا، ولكن لا خيار لهذه الدول الآن سوى مواجهة التحدي المخيف الذي ينتظرها.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو
إقرأ أيضاً:
سياسيان: الموقف العالمي من غزة أصبح شبيها بما حدث في حرب فيتنام
رغم الدعم الكبير الذي تحصل عليه إسرائيل من الأوروبيين في حربها على قطاع غزة فإن وحشيتها المتزايدة أشعلت غضبا شعبيا غربيا، ودفعت بعض الدول إلى التململ والتلويح باتخاذ خطوات عقابية ضد تل أبيب، في تحول يقول سياسيان إنه يشبه ما حدث في حرب فيتنام.
فقد تجاوزت بعض الدول الأوروبية منطقة المناشدات إلى التهديد بتوقيع عقوبات أو مراجعة اتفاقات، بل إن المملكة المتحدة قررت استدعاء سفيرتها من تل أبيب ووقف المفاوضات بشأن اتفاقية جديدة للتجارة.
كما قررت دول مثل إسبانيا والنرويج والسويد مراجعة اتفاقات مع إسرائيل أو بحث وقف التعامل معها عسكريا ردا على توسيعها العملية العسكرية بشكل غير مبرر.
خطوة متأخرة لكنها جيدةلكن هذه القرارات تأخرت كثيرا لأنها كان يجب أن تتخذ منذ أول الحرب، فضلا عن أنها لا تعني أن بعض هذه الدول قد توقفت عن مساعدة إسرائيل سياسيا وعسكريا كما يقول عضو مجلس العموم البريطاني جيرمي كوربن.
وخلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر" قال كوربن إننا لا نعرف أين ذهبت الأسلحة التي أعطتها بريطانيا لإسرائيل، ولا ما إذا كانت قد استخدمت في غزة أم لا.
كما أن حكومة المملكة المتحدة -برأي كوربن- كان ولا يزال عليها وقف كافة أشكال الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل التي قالت محكمة العدل الدولية إن ما تقوم به في غزه يرقى إلى أن يكون إبادة جماعية.
إعلانومع ذلك، يعتقد عضو مجلس العموم البريطاني أن هذا التغير في مواقف بعض الدول يعتبر خطوة في الطريق الصحيح، ويرى أن هذا ما كان ليحدث لولا التغير الكبير في الرأي العام الشعبي إزاء البشاعات التي تقوم بها إسرائيل.
وكان بإمكان العالم أن يوقف هذه الحرب وأن ينقذ آلاف الأرواح البريئة من الموت لو أنه اتخذ موقفا أخلاقيا من هذه الحرب في أولها، ولو أوقفت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى غربية دعمها الكبير لتل أبيب، كما يقول كوربن.
وبعيدا عما حدث خلال الفترة الماضية فإن المطلوب حاليا برأي السياسي البريطاني "هو اتخاذ موقف أخلاقي يوقف الحرب ويدخل احتياجات الناس، بل وينهي الصراع كله ويمنح الفلسطينيين حقهم في أرضهم ودولتهم"، لكن كوربن يقول إن هذا "لن يحدث في ظل وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
طوفان عقوبات
واتفق الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي مع حديث كوربن بقوله إن هذا التغير في المواقف الدولية يعود بالأساس إلى النضال الكبير الذي خاضته كثير من الشعوب رفضا للحرب.
وقال البرغوثي إن على الدول العربية أن تنضم إلى ركب المهددين بمعاقبة إسرائيل، وأن يقطعوا علاقاتها معهم، وأن يهددوا بوقف كل الاتفاقات التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة ما لم تتوقف الحرب.
كما دعا البرغوثي الشعوب العربية إلى "فعل كل ما يمكن فعله من أجل إنقاذ إخوتهم الذين يموتون جوعا وقتلا ومرضا"، وقال إن كل الشعوب العربية مع فلسطين لكنها لا تجد هامش حرية لكي تتحرك.
ووصف الخطوة البريطانية بالمتأخرة، قائلا إن المملكة المتحدة دعمت إسرائيل بالسلاح وقدّمت لها المعلومات الاستخبارية لكي تستخدمها ضد الفلسطينيين.
وتوقع البرغوثي أن تواجه تل أبيب طوفان عقوبات بسبب التصاعد في المواقف الشعبية حول العالم، لافتا إلى أن الولايات المتحدة هي آخر من يتحرك دائما.
إعلانوختم بأن ما يحدث اليوم ضد الحرب الإسرائيلية يشبه ما حصل ضد الحرب الأميركية في فيتنام وما حصل ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، مؤكدا أن السبب الرئيسي في كل هذا هو "صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الجبارة التي أجبرت العالم على تغيير مواقفه".