ألقت الأستاذة الدكتورة بديعة أحمد الطملاوى أستاذ الفقه المقارن والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية للبنات بالإسكندرية وعضو خريجى محاضرة توعوية لسيدات مدينة طور سيناء حول معايير اختيار شريك الحياة والإطر الشرعية لمقاومة التفكك الأسري والحفاظ على وديمومة الحياة الزوجية بجاء ذلك بحضور عدد من عضوات خريجى الأزهر صفاء جاد مدير إدارة رياض الأطفال بجنوب سيناء الأزهرية، راجيه موسى المنسق الإداري لفرع المنظمة، في إطار قافلة خريجى الأزهر فرع الغربية بمحافظة جنوب سيناء.

وتناولت (د.بديعة الطملاوي) أهم النصائح للفتيات المقبلات على الزواج بحسن اختيار شريك حياتهم والقائم على الأخلاق والدين (وقال النبي ﷺ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض) فصاحب الدين والخلق سيتقي الله فيها ويصفونها وستكون العلاقة الزوجية مبنية على الود والرحمة والإحترام المتبادل، وعن معايير اختيار الزوجة قال صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها، وإنما المعنى: أن هذه مقاصد الناس في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ).

والحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات ومن هنا يفضل الهدوء والعقلانية و التغاضي لبناء أسرة قويمه، فلا يفسد تلك الحياة سوى الماديات وسيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وفي هذا الحديث دليل عظيم على محاسن الإسلام التي جاء بها، ومن جملتها أنه جعل الإحسان إلى الزوجة والأولاد من أفضل الأعمال والقربات، وفاعله من خيرة الناس، فالحياة الزوجية قائمة علي التعاون والمشاركة والرحمة قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)( الروم21).

وأكدت على دور الأسرة في التربية وإعداد أجيال صالحة للمجتمع وعلى الأباء والأمهات أن يكونوا على مقربه من أبنائهم من خلال الإحتواء والحوار والصداقة التي من شأنها علاج المشكلات في وقتها والحفاظ على الأبناء من الوقوع في انحرفات فكرية او سلوكية أو إدمان وانتحار مايحقق السِلم المجتمعي والأمن الفكري ومواجهة مايبث عبر السوشيال ميديا من مخاطر تهدد أمن الأسره والمجتمع، وأشارت ان الزوج مطالب بالإنفاق على زوجته، وأن شاركته الزوجه فهو من باب المودة والتعاون في تحمل المسئولية والصلاة الطيبة بين الزوجين، مؤكده أن الأمور كافة تعالج ممااقره الشرع وأن العرف اذا تناقض مع الشرع لايعتد به ولا يجوز الأخذ به، كما طالبت بالتيسير على الشباب في مؤن الزواج وعدم المغالاه في المهور.

وأشارت الي حديث النبى (ص) والذى قال فيه "أقلهن مهرا أكثرهن بركة"، فى دعوة من النبي للتخفيف في المهور، والعمل على بناء بيت صالح، وذرية مؤمنة، لا يكون همها الأول المال، بل ضرورة التركيز على الاخلاق والدين، كما أشارت الي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة وحفظ حقوقها وصون كرامتها، أبي هريرة ، قال ﷺ: استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً انتهى هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرًا، وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ندوة توعوية شريك الحياة معايير اختيار صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

فضل العشر الأول من شهر ذي الحجة وكيفية اغتنامها

اختار الله من الأيام أياما جعلها مواسم خيرات، وأيام عبادات، وأوقات قربات، وهي بين أيام السنة كالنفحات، والرشيد السعيد من تعرض لها، ونهل من خيرها، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني بسند حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده].(حسنه الألباني في الصحيحة).

ومن هذه المواسم النيرات، والنفحات المباركات، أيام العشر الأول من ذي الحجة الحرام، فقد اختارها الله على ما سواها، ورفع شأنها واجتباها، وجعل ثواب العمل فيها غير ثوابه فيما دونها، علاوة على ما خصها الله به من أعمال فريضة الحج التي لا تكون في غيرها.

ومن مظاهر اختيار الله لها:

إقسام الله تعالى بها في كتابه: فهي الليالي العشر في سورة الفجر، وهي الأيام المعلومات في سورة الحج، وفيها يوم عرفة، يوم إكمال الدين وتمام النعمة ويوم المباهاة والعتق، وفيها يوم النحر، أفضل أيام الدنيا، وكذلك تفع فيها معظم أعمال الحج وكل أركانه، وكذلك لما فيها من الأضاحي والتزام أمر الله، وإحياء سنن المرسلين محمد وإبراهيم عليهما أزكى الصلوات والتسليم.

وقد توج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاختيار لأيام العشر ببيان فضل العمل فيها وتقديمه على ما يعمل في سواها، .. فقد روى البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء].

وعند الإمام البيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى...].(قال الألباني سنده جيد).

وروي الطبراني في معجمه الكبير: [ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير].

ما يستحب من العبادات فيها:

وقد استحب السادة العلماء أعمالا يفعلها المسلم في هذا الموسم الجليل.. فمنها:

أولا: الحج

إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة](متفق عليه).

ثانيا: الصيام

فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة كاملة، أو ما يقدر عليه منها؛ لأنه من أصلح الأعمال أولا، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومها ثانيا.. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر...](النسائي وأبو داود وصححه الألباني).

ثالثا: صوم يوم عرفة لغير الحاج

وهو وإن كان من أيام التسع إلا أننا خصصناه بالذكر تنبيها على فضله ففيه زيادة أجر ورجحان مثوبة.. فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ](أخرجه مسلم). فلا يفوتنك أخي المؤمن هذا الأجر العظيم.

رابعا: الأضحية يوم العيد

وهي سنة مؤكدة لمن وسع الله عليه وقدر عليها، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَال: [ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ ،وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا](متفق عليه). والصفحة هي جانب العنق..

والسنة أن يشهد المضحي أضحيته، وأن يباشرها بنفسه، وأن يأكل منها شيئاً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وإن وكَّل غيره كالجمعيات والهيئات الخيرية جاز، ولو كانت خارج البلاد.. وتجزئ الشاة عن واحد والبدنة أو البقرة عن سبعة.

خامسا: الإكثار من ذكر الله

فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح، وسائر أنواع الذكر، في أيام العشر. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى. ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة؛ قال الله تعالى: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}(الحج/28).

وفي المسند عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد] (وصحّح إسناده العلامة أحمد شاكر).

والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ـ ولاسيما في أول العشر ـ فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

سادسا: التكبير دبر الصلوات

وهذا أيضا مما يسن في هذه الأيام ومن صالح العمل فيها، ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة. فعن شقيق بن سلمة رحمه الله قال: "كان علي رضي الله عنه يكبر بعد صلاة الفجر غداة عرفة ثم لا يقطع حتى يصلي الإمام من آخر أيام التشريق ثم يكبر بعد العصر"(أخرجه ابن المنذر والبيهقي. و صححه النووي وابن حجر). وثبت مثله عن ابن عباس رضي الله عنهما.

قال ابن تيمية: "أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة"(مجموع الفتاوى:24/20).

وقال ابن حجر: "وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود: "إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى. أخرجه ابن المنذر وغيره والله أعلم" (الفتح:2/536) .

أما صيغة التكبير

أ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيرًا.

ب) الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

ج) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

وهذه الصيغ ذكرها كلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..

وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح أثر ابن مسعود رضي الله عنه: "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، و الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".

سابعا: سائر أعمال البر

كالصدقات ونوافل الصلوات، وصلة الأرحام، ومراعاة الأيتام، وكل عمل صالح سواها، فهي كلها داخلة في العمل الصالح الذي هو في هذا الشهر أفضل من غيره.

فلنبادر باغتنام تلك الأيام الفاضلة، قبل أن يندم المفرّط على ما فعل، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل. نسأل الله أن يديم علينا أيام النعم ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

عن اسلام.ويب

مقالات مشابهة

  • أفضل الأدعية والأعمال المستحبة في يوم عرفة
  • يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟
  • رئاسة الشؤون الدينية تطلق مبادرة " بالتي هي أحسن " لتكريس التسامح والاعتدال في موسم الحج
  • أهمية يوم عرفة " يوم استجابة الدعاء"
  • تعرف على فضل الدعاء في يوم عرفة
  • فضل صيام يوم عرفة 1445.. صيغة الأدعية المأثورة فيه كما وردت عن النبي
  • مصر لن تضام أبدا
  • فضل العشر الأول من شهر ذي الحجة وكيفية اغتنامها
  • تعرف على الأضحية وأحكامها الشرعية في الإسلام
  • فضل صيام يوم عرفة.. (فرصة العُمر لمحو الذنوب)