أنصاف كل شىء لا تساوى شيئا!
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
فرضت الحياة على الكثيرين ألا يتميزوا، وأقنعتهم بأن يأخذوا منها أنصاف كل شىء حتى يحيوا حياة طيبة، وألا يغالوا فى هذا ويأخذوا بأحسنه؛ حتى لا يحرموا غيره الذى يجب أن يكون لهم كفلًا منه، ولم يقتصر الأمر على هذا وذاك وتلك، ولكن نواحى الحياة بأكملها لابد أن يكون لهم باع فى كل تفصيلة من تفاصيلها، ويطبقوا قاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله، ظنا منهم ان الإنسان يجب أن يكون شاملا ومتميزا فى جميع تفاصيل الحياة، على طريقة إن فلانًا فنان شامل، وإذا بحثت عن هذه الشمولية فستجدها فى الأمور التى يحب الجمهور أن يتلقاها منه، أو يحب الوجه الذى يراه دائما، ولا يرضى منه وجها آخر به مرض أو تعب أو انهزاميه أمام غول الزمن، الذى من الممكن ألا يدعه يكمل نصف دينه ويتزوج، أو يسعى ليستخلف ابنه على كفالته فى الكبر أو حفظ تاريخه الفنى من السرقة والتهميش.
لى تجربه فاشلة فى هذا الأمر، حكمت فيه عقلى وتحايلت على عواطفى، لإقناعها بأن تكون الحب الثانى فى حياتى بعد العمل فخسرت الاثنين معا، وأصبحت أتمسك بقبضتى الخائبة على العصا من منتصفها، فلم أستطع الضرب بها أو حتى الرقص بها، وظللت طوال الأمر أقبض على منتصف العمل الذى يغنى أسرتى ويحقق لهم الحد الأدنى من المعيشة الطيبة، والشعر والأدب والتميز فى مجالى الصحفى الذى يجعلنى أقف مع النخبة كتفا بكتف، واتضح لى أن هذا هراء، وأن كتفى لن تتساوى يوما من الأيام مع زملاء الدرب، الذين صقلوا مواهبهم وأعطوها حقها ونبغوا وتصدروا المشهد، فى الوقت الذى ألملم فيه تجاربى القديمة لخلطها بقشور الحداثة، لأذكر الجميع أننى مازلت بينهم فى المشهد، ولكن شتان بين من يظهر فى أحد المشاهد ليصلح سماعة الرئيس أثناء حديثه، وبين الرئيس نفسه، فالفنى الذى لم يجتهد فى عمله قبل كلمة الرئيس ظهر معه فى نفس الصورة ليجتهد فى إصلاح ما غفل عنه بعد فوات الأوان.
أحب الشعر والأدب، وأحب الصحافة، وأحب العمل العام، وأسعى لأن أمثل أهل دائرتى تحت القبة، وأجتهد فى عبادتى حتى لا أخسر كل شىء، وأحافظ على عملى الثانى، والثالث، الذى يضمن لأسرتى حياة كريمة.
كثيرا ما أطبطب على نفسى بعد قسوتى فى جلدها لإقناعها بمبررات واهية، بأن المناخ غير ملائم لكتابة أشعار عامية بقوة الماضى، وأحيانا ما أتعلل بأننى تركت موهبتى فى الثلاجة، وعندما أعود من صولاتى وجولاتى سأجدها كما هى، ولكن شتان بين من يملك قصائد طازجة سهلة الهضم وسريعة الامتصاص، وبين قصائد تحتاج للكثير من البهارات والمقبلات ليقبل عليها القارئ بلا شهية.
منذ أيام قليلة مضت حضرت مع زملائى القدامى تكريم زميلى الشاعر محمود فتحى شفاه الله وعافاه، وألقيت رباعية من رباعياتى المصريه ذرًا للعيون قلت فيها:
بطلت الشعر لأنى بصراحة مش شاعر
إنى هاكون بيرم ولا نجم ولا طارق الشاعر
وإن المشاعر بقت باهتة وأحاسيسها بقت بايتة
وكله بقى عارف معناها ومغزاها جوه بطن الشاعر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف الصحافة
إقرأ أيضاً:
موسم استثنائي.. ولكن!!
مع انتهاء الموسم الكروي في سلطنة عمان بكل ما حمله من إيجابيات وسلبيات كنا نأمل أن تعلن لجنة المسابقات روزنامة الموسم المقبل وهو موسم بكل تأكيد استثنائي في ظل روزنامة دولية طويلة مزدحمة بالعديد من الأحداث والمشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية والأندية؛ ففي شهر يوليو 2025 ستقام منافسات كأس العرب للأندية الأبطال 2025، المقررة من 25 يوليو إلى 11 أغسطس.
كما سينطلق في يوليو الموسم الجديد في دوري أبطال آسيا للنخبة ودوري أبطال آسيا الثاني 2026/2025 بمباريات الدور التمهيدي الأول يومي 29 و30 على التوالي، وستبدأ أيضًا منافسات الدور التمهيدي بدوري التحدي الآسيوي اعتبارًا من 29 يوليو، وستشارك الأندية العمانية في دوري أبطال آسيا الثاني، كما سيكون شهر أكتوبر عامرًا بالأحداث، حيث سينطلق دور المجموعات للملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 يوم 8 أكتوبر، مع إقامة الجولات الأخرى يومي 11 و14، وستقام في نوفمبر مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 يومي 15 و18.
وفي شهر ديسمبر، تُقام النسخة 11 من بطولة كأس العرب 2025 في الدوحة خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل، بينما تُقام بطولة الأندية الخليجية خلال الفترة من سبتمبر 2025 إلى أبريل 2026، أما أيام الفيفا فستُقام خلال الفترات التالية: من 1 إلى 9 سبتمبر، ومن 6 إلى 14 أكتوبر، ومن 10 إلى 18 نوفمبر، ومن 23 إلى 31 مارس 2026، ومن 1 إلى 9 يونيو 2026.
ليس من المنصف ترك روزنامة المسابقات للمجلس الجديد الذي سيُنتخب أول يونيو المقبل والذي عليه أن يواجه مصيره منذ البداية ويتحمّل جميع الملفات في الوقت الذي نرى بأن المجلس هو مكمل لعمل مجلس الإدارة الحالي وليس من المنصف أن يتحمّل المجلس الجديد كل إرهاصات الموسم الحالي بكل ما حمله من سلبيات وإيجابيات وكان من المفترض دراسة الواقع الذي عاشته مسابقاتنا المحلية ومعالجة كل أوجه القصور.
من أبرز سلبيات هذا الموسم هو عدم انتظام المسابقات والذي أضر باللاعبين بشكل بدني بسبب عدم وجود فترات إعداد سليمة، بجانب الضرر النفسي حيث عانى اللاعبون من ضغوطات متواصلة بسبب التوقفات المتكررة ولهذا لا بد عند وضع روزنامة المسابقات الجلوس مع الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية لتحديد فترات معسكراتها وإن كانت أيام الفيفا معلومة مسبقا لكن إقامة المعسكرات الطويلة خارج أيام الفيفا هي التي تسببت في التوقفات الكثيرة للدوري.
المنتخب الوطني سيكمل تصفيات كأس العالم في يونيو المقبل في الوقت الذي يحتاج فيه اللاعبون لفترات راحة صيفية بين الموسم والآخر، واستمرارهم في التدريبات خلال الفترة الصيفية قد يؤدي إلى تعرضهم للإرهاق، ما يجعلهم ضحية الإصابات المتكررة جراء الاستنزاف البدني.
على لجنة المسابقات ورابطة الدوري العماني استكمال ما بدأت به في وضع روزنامة الموسم الجديد وعدم التوقف ورفع الأمر لمجلس الإدارة لاعتماد روزنامة متكاملة مثل بقية الدول التي اعتمدت روزنامة مسابقاتها وأعلنت عنها.