علي جمعة: التسليم لله تعالى يصل بالإنسان إلى الراحة والهدوء
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن التسليم لله سبحانه وتعالى يصل بالإنسان إلى الراحة وإلى الهدوء وإلى قبول المجريات على ما كانت، ويفعل كما كان يفعلُ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.
وذكر علي جمعة، في منشور له، أن رسول الله لم يسكن بل جاهد في سبيل الله باللسان والسنان، وعندما خرج إلى أُحُد خالف بين درعين ولم يسقط العمل لأنه يعلم {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فمن الذي يستطيع أن ينال منه؟ لا أحد، لكنه خالف بين درعين وقال: (لَوْ أنكم كنتم تَوَكلتُم على اللهِ حَقَّ توكلِه لرزَقَكُم كما تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وتَرُوحُ بِطَانًا) فهل تغدو وتروح أم هى جالسة في أوكارها؟ تغدو وتروح، إذن نعمل ولكن مع الرضا التام والتسليم الكامل فإن الرضا والتسليم قوة.
وأشار إلى أن الحقيقة هى أن الله تعالى هو الخالق، وأن الله تعالى هو المدبر، وأنه لا يكونُ في كونه إلا ما أراد، وأنه سبحانه وتعالى فعال لما يريد، وأنه لا يُسئل عما يفعل وهم يسألون، وأنه سبحانه وتعالى هو الخالق ، البارئ ، المصور ، الرزاق، وأنه هو النافع الضار، وأنه لا يكونُ في هذا الكون شيء إلا بمشيئته وبقدرته.
وتابع: بذلك تصل إلى مرحلة التسليم والرضا، تصل إلى مرتبة (إن لمْ يَكُن بِكَ عَلَىّ غَضَبٌ فَلا أُبَالِى) فليكن ما يكون وهذا عن قوة (فالمؤمنُ القوى خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كلٍ خير) فهو لا يترك نفسه كريشة في مهب الريح ، بل إنه مُسَلِّم أمرَه لله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة التسليم الراحة رسول الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: التقوى مفتاحُ للخير ومغلاق للشر والرضا بالقليل من شُعَبها
نشر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك منشورا جديدا قال فيه إن التقوى مفتاحُ كلِّ خير، ومغلاقُ كلِّ شرّ.
ونوه ان سيّدُنا عليٌّ رضي الله عنه كان يقول: "التقوى هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعدادُ ليومِ الرحيل".
وأشار إلى اننا إذا تأمَّلْنا هذا القولَ وجدْنا أنّ التقوى تَستلزم الإيمانَ بالله، ثم الخوفَ منه، والحياءَ منه، ثم اجتنابَ المعصية، كما تَستلزم الرضا بأمر الله.
الرضا بالقليل
ولذلك، فإذا ضُيِّق عليك في الدنيا رزقك، أو صحتك، أو في الولد – كأن لم تُرزق ولدًا – فإنّك تُسلِّم بأمر الله؛ فـ"الرضا بالقليل" من شُعَب التقوى.
وفي التقوى إيمانٌ باليوم الآخر، وبالحساب، وبالعقاب والثواب؛ فـ"الاستعداد ليوم الرحيل" هو ثمرة لهذا الإيمان.
وفي التقوى التزامٌ بالتكليف، فـ"العمل بالتنزيل" هو الاستجابة لذلك التكليف.
وهكذا نجد في التقوى الإيمانَ بالله، والعملَ في الدنيا بأمره، والاستعدادَ للقاء الآخرة.
فهي تَجمع بين الماضي، والحاضر، والمستقبل:
• فالماضي: فإنّ الذي خلقنا ورزقنا هو الله، وهو سؤال حيّر البشرية: من أين نحن؟
وقد أجاب عنه الناس بإجابات شتّى؛ فمنهم من أنكر الإله وألحد، ومنهم من عرف الحقيقة فآمن.
• والحاضر : ماذا نفعل هنا؟ هل تركنا الله سبحانه وتعالى هملاً؟!
بعضهم قال: نعم، الله خلقنا ولا شأن له بنا.
وآخرون قالوا: بل أرسل الرسل، وأنزل الكتب، فآمنوا، والتزموا بما كلَّفهم الله به؛ فكانوا مع أمره حيث أمر، ومع نهيه حيث نهى.
• والمستقبل: فماذا يكون غدًا؟
نحن نقول: هناك يومُ قيامة،
أمّا غيرُنا فقد قال: لا قيامةَ، بل تناسُخُ أرواحٍ! تخرج الروحُ من جسد وتَنتقل إلى جسدٍ آخر بعد مئة عام! وهذا في الإسلام باطل؛ فإنّ مَن يقول بتناسُخ الأرواح يُنكر القيامة.
وقالت طائفةٌ من الناس: "قامت قيامتك"، أي: متَّ وانتهى الأمر، والدنيا باقية أبدًا!
وقالوا: الجنة والنار هنا على الأرض، ولا يوجد يومُ قيامة!
وكلُّ هذه عقائد فاسدة.
إذًا؛ التقوى هي: الإيمانُ بالله، والإيمانُ بالتكليف الذي أنزله – أي: بالرسالة، والكتاب، والشريعة – والإيمانُ بيوم الحساب.
فالتقوى هي إيمانٌ مع عمل، كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
وهي مجموعةٌ في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ}.