وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى كييف، اليوم الأربعاء، في زيارة غير معلنة؛ بعد ساعات من شن روسيا أول هجوم صاروخي لها في أسبوع فوق العاصمة الأوكرانية.

ووفقا لوكالة "رويترز"، قال مسؤولون أمريكيون إن رحلة بلينكن تهدف إلى تقييم الهجوم المضاد لأوكرانيا منذ 3 أشهر وإشارة إلى استمرار الدعم الأمريكي لجهود كييف لطرد قوات الكرملين بعد 19 شهرا من الحرب وسط مخاوف بين بعض الحلفاء الغربيين بشأن وتيرة التقدم.

وأشار المسؤولون إلى أن طرق التصدير البديلة المحتملة للحبوب الأوكرانية ستتم مناقشتها أيضا بعد خروج روسيا من مبادرة الحبوب في البحر الأسود وقصفها المتكرر لمرافق الموانئ في منطقة أوديسا حيث يتم نقل معظم الحبوب إلى الخارج.

ومن المتوقع أن تشمل زيارة بلينكن الإعلان عن مساعدات عسكرية جديدة تتراوح بين 175 مليون دولار أمريكي و200 مليون دولار أمريكي، كما أنه من المتوقع تقديم مجموعة مساعدات عسكرية أكبر في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وسيتم مناقشة قضايا أخرى، بما في ذلك دعم الاقتصاد الأوكراني الذي مزقته الحرب، بناء على إعلان بلينكن، في يونيو، عن 1.3 مليار دولار أمريكي كمساعدات للمساهمة في إعادة بناء كييف، مع التركيز على تحديث شبكة الطاقة التي قصفتها روسيا في الشتاء الماضي.

وفي الليلة الماضية، أطلقت روسيا صواريخ كروز على كييف في أول هجوم جوي على العاصمة منذ 30 أغسطس، وفقا لسيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في كييف.

وتسبب حطام من صاروخ في سقوط مباني شركة في كييف، مما أشعل حريقا وتسبب في تلف معدات الشركة، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وفي الوقت نفسه، توفى شخص واحد جراء صاروخ روسي وطائرة بدون طيار أصاب ميناء إسماعيل. وقالت السلطات المحلية إن الهجوم ألحق أضرارا بمخازن الحبوب والمباني الإدارية والمؤسسات الزراعية.

وتعد رحلة بلينكن إلى أوكرانيا هي الرابعة منذ بدء الحرب، بما في ذلك رحلة قصيرة جدا عبر الحدود البولندية الأوكرانية في مارس 2022، بعد شهر واحد فقط من الحرب  الروسية.

ومع ذلك، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يقضي فيها كبير الدبلوماسيين الأمريكيين الليلة في العاصمة الأوكرانية منذ زيارته كييف في يناير 2022، قبل الحرب.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن قرار بلينكن بقضاء ليلة في كييف يهدف إلى إرسال إشارة رمزية للدعم الأمريكي لأوكرانيا مع استمرار الحرب التي استمرت 18 شهرا.

وسلط المسؤولون الضوء على أهمية "المحاذاة بشكل جيد" حول كيفية رؤية الأوكرانيين للتطورات على الأرض بعد أسابيع عديدة من القتال، الذي أطلقته قوات كييف في يونيو.

وتأتي زيارة بلينكن بعد أن أعرب بعض حلفاء أوكرانيا بشكل خاص عن قلقهم من أن القوات الأوكرانية قد تقصر وتفشل في الوصول إلى أهدافها.

في حين أن الولايات المتحدة كانت قلقة من بعض النكسات اليومية في ساحة المعركة، قال المسؤولون الأمريكيون، لا يزالون يشجعهم بشكل عام تعامل أوكرانيا مع الوضع العسكري، وخاصة قدراتها الدفاعية الجوية في إسقاط الطائرات بدون طيار الروسية التي تستهدف كييف.

ويهدف بلينكن إلى الحصول على رأي حول كيفية تقدم عملية الهجوم المضاد ونوع الدعم المطلوب في المرحلة الحالية من المعركة، بما في ذلك المواد اللازمة لاختراق خطوط الدفاع الروسية الكثيفة بينما يقترب موسم الشتاء.

وأكد المسؤولون أن الدفاع الجوي سيظل أيضا أولوية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب

كييف، موسكو "وكالات": شنّت روسيا الليلة قبل الماضية هجوما بالمسيّرات هو الأكبر منذ بدء الحرب استهدف الكثير من المناطق الأوكرانية، من بينها منطقة العاصمة كييف، حيث قُتلت امرأة، وفقا للسلطات، بعد يومين على أول محادثات مباشرة بين الروس والأوكرانيين منذ ربيع العام 2022.

وأتت هذه الهجمات عشية اتصال هاتفي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمحاولة إنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين.

والجمعة، عقدت كييف وموسكو في اسطنبول محادثات أظهرت حجم الهوة التي ينبغي ردمها لإنهاء الصراع الذي اندلع مع الصراع في فبراير 2022.

واليوم، شدّد بوتين على أنّه يريد "القضاء" على "أسباب" النزاع و"ضمان أمن" روسيا. ولا يزال جيشه، الذي قال إنّه يملك "ما يكفي من القوات والموارد" لتحقيق هذا الهدف، يحتل حوالى 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية التي استحوذ عليها منذ العام 2022.

وليل السبت الأحد، نفّذت روسيا هجمات بـ"273 طائرة بدون طيار متفجّرة من طراز شاهد، وأخرى تضليلة"، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني في الصباح.

وأشار سلاح الجو إلى أنّه تمّ "تدمير" 88 من هذه المسيّرات بواسطة الدفاعات الجوية، بينما فُقد أثر 128 أخرى.

"قياسي"

ويعتبر عدد المسيّرات التي تمّ إطلاقها "قياسيا"، وفقا لنائبة رئيس الحكومة يوليا سفيريدينكو التي أكدت أنّ "هدف روسيا واضح وهو الاستمرار في قتل المدنيين".

من جانبه، أفاد مسؤول الإدارة العسكرية المحلية ميكولا كلاشينك عبر تطبيق تلجرام، بأنّ "امرأة قُتلت متأثرة بجروحها في أعقاب الهجوم في منطقة أوبوخيف"، وهي بلدة واقعة جنوب كييف.

وأشار إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، من بينهم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات. وأوضحت أجهزة الطوارئ الأوكرانية في بيان، أن الهجوم طال خصوصا "مبنى سكنيا".

وقالت السلطات البلدية، إنّ شخصين "أُصيبا بجروح" في غارة بطائرة بدون طيار في خيرسون (جنوب).

"بوتين يريد الحرب"

وأثارت سلسلة الهجمات الليلية التي نفذتها روسيا موجة استنكار من جانب المسؤولين الأوكرانيين.

ورأى كبير موظفي الرئاسة أندري يرماك أنّ "بالنسبة إلى روسيا، فإنّ مفاوضات اسطنبول ليست إلا غطاء، بوتين يريد الحرب".

وقال رسلان ستيفانشوك رئيس البرلمان الأوكراني "هذا هو شكل الرغبة الحقيقية في السلام لدى بوتين".

من جانبه، أكد الجيش الروسي اعتراض 25 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وفي الصباح.

والجمعة في اسطنبول، فشلت محادثات السلام الأولى بين الأوكرانيين والروس منذ العام 2022 في التوصل إلى هدنة، على الرغم من مطالبة كييف وحلفائها الغربيين بذلك.

وفي ظل عدم تحقيق أي تقدّم كبير، باستثناء الاتفاق على تبادل أسرى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت أنّه سيتحدث هاتفيا مع فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب، قبل التحدث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وفي منشور على منصته "تروث سوشيل"، قال ترامب الذي يمارس منذ عودته إلى البيت الأبيض ضغوطا على موسكو وكييف لوقف القتال، إن الهدف من الاتصال هو "إنهاء حمام الدماء".

من جانبه، أكد الكرملين لوكالة "تاس" مساء السبت، أنّه "يتمّ التحضير" لهذه المكالمة الهاتفية.

أعلن الفاتيكان أن البابا لاوون الرابع عشر الذي تحدث اليوم عن "أوكرانيا المعذبة"، سيستقبل في وقت لاحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال البايا في ختام قداس بداية حبريته في ساحة القديس بطرس بحضور حشد من قادة الدول بينهم زيلينسكي "أوكرانيا تنتظر مفاوضات من أجل إحلال سلام عادل ودائم".

وبناء على ما أظهرته محادثات اسطنبول، فإنّ مواقف الطرفين تبقى متباعدة. ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.

وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20% من أراضيها. وتطالب كييف بـ"ضمانات أمنية" قوية، لمنع أي غزو روسي آخر في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • الحرب في أوكرانيا.. بريطانيا تعلن عقوبات جديدة على روسيا
  • ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟
  • عاجل | ترامب: الحرب في أوكرانيا ليست حربي وأنا فقط أحاول المساعدة
  • ترامب يعتزم إجراء محادثات مع بوتين وزيلينسكي بشأن الحرب الأوكرانية
  • العربية: ترامب يتحدث إلى بوتين اليوم حول أوكرانيا
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب
  • 35 مليار دولار.. أوكرانيا ترفع قيمة إنتاج السلاح رغم الحرب
  • هجوم روسي كبير بالطائرات المسيّرة يستهدف العاصمة الأوكرانية كييف
  • أوكرانيا: هجوم روسي كبير بالمسيرات على كييف
  • ترامب: سأتواصل مع بوتين وزيلينسكي لوقف الحرب في أوكرانيا