"بنفس مواد التحنيط عند القدماء".. باحث يحصل على الدكتوراه في ترميم المومياوات
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
استطاع الباحث مصطفي إسماعيل مدير مخزن المومياوات ومشتملاتها ورئيس معمل حفظ وصيانة المومياوات في متحف الحضارة، من خلال بحث جديد أن يحاكي مواد ونفس طريقة المصري القديم في عملية تحنيط وتجميع المومياوات، وهو ما يُعد فتحًا جديدًا في ترميم وتجميع المومياوات المصرية القديمة التي تعرضت للتلف أو للكسر.
وتقدم مصطفى إسماعيل ببحثه والذي جاء بعنوان "دراسة تجريبية لتقييم بعض مواد وطرق تجميع الأجزاء المنفصلة للمومياوات مع التطبيق العملي على مومياء أثرية"، إلى كلية الآثار جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه في ترميم وصيانة المومياوات.
وتشكلت لجنة من الأساتذة لمناقشة هذا البحث وجاء على رأسها، الأستاذ الدكتور جمعة عبد المقصود أستاذ ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة والعميد الأسبق للكلية "مشرفا ورئيسًا"، والأستاذ الدكتور نسرين الحديدي أستاذ ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة "عضوا"، والأستاذ الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الرحمن أستاذ ترميم وصيانة الآثار ووكيل كلية الآثار جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث "عضوا".
وناقشت اللجنة البحث، والذي استطاع الباحث من خلاله قام بعمل جداول وأشكال وصور توضح ما قام به تطبيق عملي على المومياوات، وكيف أنه استخدم نفس المواد ونفس طريقة تحنيط وصيانة وترميم المومياوات عند المصري القديم، وهو ما جعل الجانب العملي في البحث متميزًا بالتجارب العديدة التي أجراها الباحث.
وبعد 4 ساعات متواصلة من المناقشة العلمية قررت اللجنة منح الباحث مصطفى إسماعيل، درجة الدكتوراة في ترميم الآثار بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، حيث وصفت اللجنة ما قام به الباحث بأنه بحث متميز وأمانة علمية في توصيف خطوات البحث.
ومن ناحيته قال الأستاذ الدكتور جمعة عبد المقصود إن هذا البحث غير مسبوق، ويستحق الباحث أن يكون بما قام به من مجهود علمي في رسالته مرجعًا يتم الرجوع إليه في أي أعمال ترميم وصيانة للمومياوات في كل المتاحف والأماكن الأثرية في مصر.
وأضاف عبد المقصود وأهنئ وزارة السياحة والآثار على وجود مثل هذا الباحث المتميز بين العاملين فيها، وأدعو الوزارة للاستفادة منه ومن دراسته المتميزة فيما يخص ترميم وصيانة المومياوات والبقايا الآدمية وغيرها من الكنوز الأثرية المماثلة.
وخلال المناقشة قال الباحث إنه سعى من خلال رسالته إلى دراسة عوامل ومظاهر تلف المومياوات نتيجة انفصال أجزاء منها، ودراسة أساليب تجميع المومياوات المستخدمة عبر العصور.
وللتوصل إلى نتائج دقيقة قام الباحث بدراسة مومياوات تنتمي إلى عصور تاريخية متعددة وبيئات مختلفة، وتعاني من الشروخ والكسور والانفصال وعلاقة ذلك بحالة المومياوات، وتطبيق أسلوب التجميع الذي أثبت كفاءته بالتجارب المعملية وأعطي أفضل النتائج على مومياء أثرية.
وتوصل الباحث في نهاية دراسته إلى عدة استنتاجات علمية، على رأسها أن أسلوب العرض للمومياوات بشكل رأسي يؤدي إلي انتشار الشروخ المتعددة، والتي تمتد إلى انفصال أجزاء منها نتيجة الاجهادات الواقعة على جسم المومياوات بسبب قوة الانضغاط.
كما أن بعض المومياوات تعرضت لتحلل مادة البروتين ودهون الجسم نتيجة عدم التحكم في درجات الحرارة والرطوبة النسبية ونسبة الغازات، كما أن التأثير الإيجابي للشرائح والمسامير المستخدمة في علاج وتجميع العظام يقل عكسيًا مع طول الكسر وانحنائه.
وانتهت الدراسة إلي عدة توصيات مهمة من جانب الباحث، وهي أنه عند استخدام أسلوب التجميع بالشرائح والمسامير يفضل أن يكون الثقب بشكل أفقي أعلي وأسفل موضع الكسر، ولا بد أن تغطي الشريحة جميع أجزاء الكسر، ويفضل استخدام الشريحة والمسمار المصنوع من الاستانلس ستيل لتجميع العظام الطويلة للمومياوات،ويفضل حفظ المومياوات داخل وحدات بها نيتروجين مرطب ويتوافق معامل ترطيبه مع المحتوي المائي للمومياوات محل الحفظ،ولا بد من المتابعة الدورية لقياسات نقاء النيتروجين ومعامل الترطيب ونسب الضخ والمتابعة المستمرة لوحدة فصل الغازات،. ومتابعة تغيير الفلاتر والجوانات في التوقيت المناسب.
باحث يحصل على الدكتوراه في ترميم المومياوات 373070518_1516375499103351_7836442663504520791_n 373072471_965756234509973_2678940049242471058_n 373080777_6432748903504734_4892116896063078219_n 373467752_1115071966545611_2345181821213471574_n 373473138_995131138390519_4687628190955076464_n 375697643_686523016665713_188003571999128351_nالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصطفى إسماعيل الآثار جامعة ترمیم وصیانة فی ترمیم
إقرأ أيضاً:
بنيس الباحث في علم الاجتماعي يشرح دلالة "صلكوط" على قميص طوطو
أثار استعمال الكراندي طوطو، مغني الراب المغربي الشهير، لعبارة « صلكوط » التي وصفه بها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، على أقمصة خاصة به، جدلًا وتباينًا في المواقف بخصوص دلالة هذه الكلمة.
فمن جهة، اعتبر البعض أن طوطو حوّل السُّبة إلى « علامة تجارية » خاصة به، حيث انتشرت أقمصة تحمل هذه العبارة. ومن جهة أخرى، رأى آخرون أن دلالة « سلكوط » كما كُتبت بالفرنسية لها معانٍ أخرى، وإن كانت قريبة من حيث النطق.
وفي هذا السياق، أوضح سعيد بنيس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، أن هناك « خطأ دلاليًا » يتعلق بما كُتب على قميص الرابور طوطو. فقد فُهم أنه كتب « صلكوط » وبالفرنسية « Sale gosse » (الولد المشاغب)، في حين أن ما كُتب فعليًا هو « Sal GOAT ».
وأشار بنيس إلى أن كلمة « GOAT » في اللغة الإنجليزية تعني حرفيًا « المعزة »، لكنها في قاموس الشباب تُستخدم كاختصار لعبارة:
« Greatest Of All Time »
أي « الأعظم في كل الأزمنة »، وتُطلق على الأشخاص المتميزين، العباقرة، أو الأفضل في مجالاتهم.
فعلى سبيل المثال، يُعتبر ليونيل ميسي في كرة القدم هو الـ GOAT.
واستنتج بنيس أن ما قام به طوطو هو رد شبابي رمزي على من نعته بـ »السلكوط »، عبر اعتماد أسلوب لغوي يعكس لغة الجيل الجديد، مؤكدًا من خلال العبارة التي طبعها على قميصه، أنه يعتبر نفسه من بين أفضل مغني الراب، ليس فقط في المغرب أو العالم العربي، بل على المستوى العالمي.
يرتبط هذا الموقف بين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، ومغني الراب طه الفحصي المعروف بلقب « الكراندي طوطو »، بالجدل الذي سبق أن اثاره مغني الراب الذي أشاد بتناول المخدرات في لقاء صحافي، فرد عليه ابن كيران بةصفه بـ »السلكوط ».
وقد رد طوطو بطريقة معاكسة، بتحويل هذه « الشتيمة » إلى مشروع تسويقي عبر الأقمصة، مستخدمًا ذكاءً لغويًا وشبابيًا في اللعب على الألفاظ والمعاني.
كلمات دلالية سلكوط طوطو