الجزيرة:
2025-05-22@06:59:32 GMT

خطاب حازم من أردوغان.. هل يضع حدا للعنصرية في تركيا؟

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

خطاب حازم من أردوغان.. هل يضع حدا للعنصرية في تركيا؟

"لن نقبل مطلقا أن يطال أي شخص سوء بسبب أنه أجنبي".. بهذه الكلمات الحازمة تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما بدا تدشينا لمرحلة جديدة في مواجهة عنصرية متصاعدة في تركيا تستهدف الأجانب، خصوصا العرب واللاجئين.

وجاءت تصريحات أردوغان بعد اجتماع لحكومته مساء الثلاثاء، وهاجم فيها من وصفهم بـ"أصحاب العقلية الفاشية" الذين يستهدفون المواطنين الأتراك على خلفية انتماءاتهم الدينية، أو اللاجئين، مهددا بمحاسبتهم أمام القضاء.

وشدد أردوغان: "لن نقبل مطلقا أن يطال أي شخص سوء، بالقول أو بالفعل، بسبب أنه أجنبي أو يتحدث لغة مختلفة أو بسبب الحجاب واللحية أو أي شيء آخر، وكل من يتورط في الإساءة لأحد سيعاقب".

وتابع: "كل شخص في تركيا سواء كان تركيا أم أجنبيا يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه".

 

نحن نعرفكم وسنحاسبكم أمام القضاء????

صرخة الرئيس اردوغان في وجه العنصريين! pic.twitter.com/Kytr3UDeYW

— الإسطنبولي (@istanbulli1453) September 6, 2023

وهذه ليست المرة الأولى التي يُصرّح فيها الرئيس التركي بحزم في مواجهة العنصرية المتصاعدة ضد الأجانب في بلاده، ففي خطاب سابق قال أردوغان إنه في الوقت الذي تتخذ فيه جميع التدابير ضد الهجرة غير النظامية، فإن تركيا ترحب بضيوفها الأجانب الذين يسهمون في الاقتصاد التركي.

وشدد بالقول: "لا يمكننا أن نسمح للعنصرية وكراهية الأجانب التي ليس لها مكان في تاريخنا وثقافتنا ومعتقداتنا بالانتشار في مجتمعنا".

وأضاف أن "تركيا لن تسمح لعدد قليل من الجهلاء بتلطيخ السجل النظيف لتركيا، التي كانت ملجأ للمضطهدين والمظلومين لعدة قرون".

" أردوغان يرسل رساله سياسيه للمعارضه ولجماعة اوزداغ بشكل خاص بشأن العنصريه"

Erdoğan |
.
" كل شخص في تركيا سواء كان تركي أجنبي يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه

فقط لكون الإنسان أجنبيا أو يتكلم لغه أخرى أو ملتحيا أو كانت محجبة ترتدي الحجاب
يتعرضون للتضييق والضرب لهذه الاسباب في… pic.twitter.com/S7xp6iM3bc

— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) September 5, 2023

عنصرية لا تستثني الأتراك

لكن يبدو أن تصريحات أردوغان تخطت انتقاد العنصرية ضد الأجانب إلى الاستياء من استهداف داخلي يتعرض له كثير من الأتراك، بقوله: "انقضى منذ زمن عهد المتكبرين الذين يرون هذا البلد ملكا لأقلية صغيرة وأن هذا الشعب عبيد لها".

وفي تغريدة على منصة "إكس"، كتب أردوغان إن "البعض يحاولون حرف المجالات التي ينبغي أن توحدنا جميعا، حول قيمنا وأفراحنا، وفخرنا المشترك، مثل الثقافة والفنون والرياضة، إلى أدوات للانهزامية".

وسبق لأردوغان أن تحدث إلى جمهور عريض من مواطنيه، في عام 2015 قائلا: "إن الأتراك البيض يصفونكم ويصفوننا بأننا زنوج أتراك، وأنا فخور بأني زنجي تركي".

ولعل تصريحات أردوغان -القديمة منها والجديدة- تشير إلى أن العنصرية والتعامل الاستعلائي في تركيا ليسا موجهين في الأصل ضد العرب أو غيرهم من المهاجرين، بل هما موجهان -قبل ذلك وبالدرجة الأولى- ضد القطاع المحافظ المتديِّن من المجتمع التركي، وأن لهذه الظاهرة جذورا تاريخية وبنيوية تتجاوز الأحداث السياسية العابرة، كما يقول أستاذ الشؤون الدولية في جامعة قطر محمد الشنقيطي.

وقبل أيام، حذر ياسين أقطاي، الأكاديمي والمستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية، من التزايد المقلق لظاهرة "العنصرية القبيحة" في تركيا وانعكاساتها السلبية على المجتمع التركي.

وأعرب عن أسفه لرؤية "بذور كراهية الأجانب والعنصرية التي تم زراعتها في تركيا بتحريض من بعض السياسيين والتي بدأت الآن تؤتي ثمارها السامة".

وقال: "لا تظن أن البلد الذي يصبح غير آمن للسوريين، سيكون أكثر أمانا وراحة لمواطنيه، فالكراهية الفاشية والعنصرية البشعة ستطال الجميع حتى تقتل صاحبها".

أوزداغ أوغلو (يمين) اتفق مع كليجدار أوغلو على إعادة المهاجرين في تركيا إلى بلدانهم الأصلية في غضون عام بعد الانتخابات (الأناضول) لواء العنصرية

ومع ارتفاع وتيرة التحريض ضد العرب، تكررت حوادث الاعتداء على سائحين أو مقيمين عرب في تركيا، وكان أشدها اعتداء عشرات الأتراك بشكل وحشي على فتى يمني (15 عاما) في أحد المجمعات السكنية بمنطقة إسنيورت بإسطنبول.

وإن كانت العنصرية في تركيا -شأنها شأن كثير من الدول والمجتمعات- قديمة جديدة، فإن أوميت أوزداغ رئيس حزب "الظفر" المعروف بعدائه للمهاجرين عموما والعرب خاصة، بدا كمن يرفع "لواء العنصرية"، شيطنة للأجانب والمهاجرين خصوصا، وتخويفا للأتراك من قادم الأيام إذا لم "ينتفضوا للتخلص من المهاجرين".

وتعالت الأصوات العنصرية المعادية لوجود اللاجئين في تركيا مع بداية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فقد لعبت المعارضة -وإن بتباينات داخل تحالفها- كثيرا على وتر التخويف والتحذير من الأجانب، خصوصا اللاجئين وعلى رأسهم السوريون.

وتعهد مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، كمال كليجدار أوغلو، بترحيل اللاجئين خلال عام إذا أصبح رئيسا، مما شجّع بعض الأتراك على تجاوز الحدود الأخلاقية والإنسانية في التعامل مع اللاجئين العرب الذين تُقدّر أعدادهم بنحو 7 ملايين نسمة، أكثر من 3.5 ملايين منهم سوريون.

وقام سياسيون محسوبون على المعارضة بالتوجه إلى مناطق يوجد فيها محلات سورية في ولايات جنوبية لانتقاد ما وصفوه بسيطرة الثقافة العربية، مطالبين الباعة السوريين باستخدام الألفاظ التركية وليس العربية، ونزع بعضهم اللافتات المكتوبة باللغة العربية لبعض المحلات.

وتداولت وسائل الإعلام مقطع فيديو للنائب التركي جمال إنجينورت وهو ينتقد إلقاء التحية "بالسلام عليكم"، بحجة أنه تركي وليس عربي.

وفي إزمير -التي تعد أبرز معاقل حزب الشعب الجمهوري المعارض- حمّل رئيس البلدية تونج سوير المهاجرين في المدينة مسؤولية التسبب بانتشار التلوث فيها. وردا على ذلك، اتهم أيوب قدير إنان، رئيس الذراع الشبابية لحزب العدالة والتنمية والنائب عن إزمير، سوير "بالتذرع بالسوريين لتبرير تقاعسه".

أسباب متعددة

وإضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم به سياسيون أتراك، يُرجع مراقبون تنامي العنصرية في تركيا في الآونة الأخيرة إلى عدد من الأسباب:

أولا: تاريخية، فالعلاقة بين العرب والأتراك اتسمت بشيء من التعقيد ومرّت بمراحل متباينة، وخضعت لعوامل سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، كان للقوى الاستعمارية دور كبير في تغذية العداء بين الطرفين، خصوصا في المرحلة التي واكبت تفكك الدولة العثمانية.

ثانيا: اقتصادية، فوجود عدد كبير من اللاجئين وقبولهم العمل غير الرسمي بأجور مخفضة جعلهم ينافسون العمالة المحلية، وهو جانب له تداعيات اقتصادية سلبية على الأتراك، رغم مزاياه التي لا تُنكر من جانب آخر.

ثالثا: إعلامية، فثمة وسائل إعلام تلعب دورا كبيرا في تعميق العنصرية ضد اللاجئين من خلال تضخيم الحوادث السلبية وتكريس مشاعر الخوف والقلق، وهو تحريض يرى الباحث محمد رقيب أوغلو أنه مدعوم من جهات دولية ليست سعيدة باستقرار تركيا.

رابعا: سياسات حكومية، فقد صرح وزير الداخلية علي يرلي كايا، في التاسع من يوليو/تموز الجاري، أن وزارته تكافح الهجرة في 81 ولاية وليس فقط في إسطنبول، وأن تركيا ستشهد خلال 4 إلى 5 أشهر "انخفاضا ملحوظا في أعداد المهاجرين غير الشرعيين".

وتحدث كايا عن المستهدفين بإجراءات الوزارة قائلا: "هم الأشخاص الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني، والذين لم يغادروا البلاد رغم انتهاء مدة إقاماتهم، وهؤلاء يعدون مهاجرين غير شرعيين".

لكن الوزير نفسه شدد أيضا -في لقاء مع الجزيرة- على أن حكومة بلاده لا يمكن أن تسمح بانتشار العنصرية وكراهية الأجانب في المجتمع.

وأضاف كايا أن المدعين العامين يتابعون الخطاب العنصري في إطار القانون. وقال إنه لا مكان للعنصرية والكراهية في تاريخ وثقافة ومعتقدات الأتراك.

ومع تأكيد المسؤولين الأتراك أنهم لا يستهدفون المهاجرين عموما، وإنما من يصفونهم بـ"غير الشرعيين"، فإن البعض يرى أن هذه التصريحات قد يكون لها دور في تشكيل سياق العنصرية والتمييز ضد اللاجئين والمهاجرين في البلاد.

وبذلك فإن الحكومة التركية تجد نفسها بين مطرقة اتهامات المعارضة وتزايد التذمر لدى بعض الأتراك من اللاجئين، وسندان المواقف المبدئية والأخلاقية التي حرص الرئيس أردوغان دوما على بثها في هذا الملف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

خاص | كواليس حل العمال الكردستاني ودور القوميين الأتراك (شاهد)

قال رئيس المركز الدولي للعلاقات والدبلوماسية (MID)، جلال الدين دوران، إن قرار حل حزب العمال الكردستاني يمثل "حدثا مفاجئا وتحولا كبيرا في تاريخ الدولة التركية"، بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح.

وأضاف دوران في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "هذه اللحظة التاريخية ما كانت لتتحقق لولا نضوج الظروف الداخلية والإقليمية، وتحوّل إدراك الأكراد نحو التعايش مع الدولة التركية بدل المواجهة".

وتوصل حزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب في أنقرة، الاثنين، إلى قرار حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع الدولة التركية، تاركا الباب مفتوحا أمام الأحزاب السياسية الكردية من أجل "تطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".

ويأتي الإعلان الذي وصف بالتاريخي عقب جهود قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحليفه زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي، لإنهاء ملف الصراع، ضمن مساعي أنقرة لتحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب".

وأكد دوران أن الصفقة التي جرى التوصل إليها بين التنظيم المسلح والدولة التركية تمت برعاية استخباراتية، وبمشاركة أكاديميين وخبراء، وتضمنت بنودا دقيقة حول تسليم السلاح، وتسوية أوضاع المنتمين للحزب.


وأشار دوران إلى أن التحول السياسي تجاه الحل بدأ منذ أكثر من عام، وأن دخول القوميين، وخاصة حزب الحركة القومية، على خط هذا المشروع منح الدولة غطاءً سياسيًا مهمًا.

كما أوضح أن المعارضة التركية، باستثناء بعض الأصوات القومية المتشددة، أبدت تفهما واسعا للخطوة، التي من شأنها أن تُنهي واحدة من أطول حروب الداخل في تاريخ الجمهورية التركية.

وتاليا نص المقابلة الموسعة:

كيف تنظرون إلى قرار حل حزب العمال الكردستاني، وهل كان مفاجئا في السياق التركي؟
لا شك أن قرار حل حزب العمال الكردستاني يُعد تطورًا كبيرًا ومفاجئًا في السياق التركي، خاصة أنه يأتي بعد أكثر من أربعين عامًا من الصراع المسلح الذي كلّف الدولة والمجتمع كثيرًا من الدماء والموارد.

نحن لا نتحدث عن تنظيم محلي فقط، بل عن شبكة إقليمية امتدت إلى سوريا والعراق وإيران، وكان لها ذراع في أوروبا أيضًا. ذروة هذا الصراع كانت في التسعينات، حين واجهت الدولة عمليات دموية، وتم تهجير آلاف القرى، وإفراغ مناطق كاملة لأسباب أمنية.

نقطة التحول كانت عام 1999 مع اعتقال  رئيس التنظيم عبد الله أوجلان، ومنذ تلك اللحظة بدأ التفكير بصيغ بديلة عن الحسم العسكري. لكن الظروف السياسية في تركيا آنذاك لم تكن تسمح بذلك: حكومات هشة، أزمات اقتصادية، وتدخلات عسكرية مستمرة. لذلك بقيت الفكرة في إطارها النظري.

مع صعود الرئيس أردوغان، بدأت معالم سياسة مختلفة تظهر. فقد اقترب من القضية الكردية من زاوية إنسانية إسلامية، لا قومية ولا أمنية فقط. وبدأت خطوات ملموسة نحو الاعتراف بالهوية واللغة، وإشراك الأكراد في الحياة السياسية. هذا ما مهّد الأرضية لما نعيشه اليوم.

كيف تطور التعامل مع القضية الكردية خلال فترة حكم أردوغان، خاصة بعد محاولة الانقلاب عام 2016؟

بين عامي 2008 و2013، أطلقت الدولة ما عُرف بـ"المسار الكردي"، حيث جرت لقاءات ومفاوضات مباشرة، حتى مع قيادات الحزب داخل السجون. وكان ذلك تطورا غير مسبوق في تاريخ الجمهورية. لكن الصدمة الكبرى جاءت حين اختار الحزب العودة إلى العنف داخل المدن، وهو ما شكل منعطفا خطيرا.

المواجهات التي شهدناها حينها في ديار بكر وماردين وشرناق وغيرها أعادت للأذهان مشاهد دمار شبيهة ببعض المناطق السورية. لكن الدولة استعادت السيطرة، والمجتمع التركي وقف ضد هذا المسار، وانهار المشروع السياسي حينها.


ثم جاءت محاولة الانقلاب في 15 تموز 2016، فأعادت ترتيب أولويات الدولة بشكل كامل. صار التهديد الأكبر داخليا وخارجيا، من تنظيم "غولن" أولا، ومن شبكات دولية تستثمر في الورقة الكردية. الولايات المتحدة، إسرائيل، وأحيانًا إيران، كلها استخدمت هذا الملف للضغط على تركيا.

في هذه المرحلة، تحول الصراع إلى ورقة إقليمية، ووجدت الدولة نفسها مضطرة للعودة إلى الخيارات الأمنية، فتقلص وجود الحزب، وتمت تصفية كثير من قياداته في الداخل.

إذا كانت المعالجة الأمنية حققت نتائج، لماذا تعود الدولة اليوم إلى المسار السياسي؟
هذا هو السؤال الجوهري. لماذا تُطرح الآن فكرة الحل السياسي؟ ومن أين جاءت هذه الموجة الجديدة من الحديث الإيجابي؟

اللافت أن المبادرة لم تأتِ من الإسلاميين أو الليبراليين، بل من القوميين أنفسهم، وتحديدًا من داخل حزب الحركة القومية، المعروف بتشدده تجاه القضية الكردية. وهذا بحد ذاته يُعتبر تحوّلًا استراتيجيًا عميقًا.

ببساطة، لا يمكن لأي حل أن يكون فاعلًا دون أن يشمل القوميين، لأنهم يمثلون جزءًا أصيلًا من البنية السياسية والاجتماعية. دخولهم في الخطاب السياسي الجديد أعطى المسار شرعية وغطاء مهمًا، وسمح بطرح حلول أكثر واقعية دون خوف من ردود الفعل.

هل تم تنسيق هذه المواقف بين الحركة القومية والرئيس أردوغان؟
نعم، ما جرى لم يكن مفاجئا لأهل القرار، بل كان نتيجة مشاورات وتفاهمات بدأت قبل التصريحات بخمسة أشهر على الأقل. شخصية مثل دولت بهتشلي، الزعيم التاريخي للحركة القومية، كانت لاعبًا محوريًا في هذا المسار.

رغم كل الانشقاقات التي عرفها الحزب، بقي متماسكًا، وتخلّص من التأثيرات المرتبطة بتنظيم غولن وبعض التوجهات الأوروبية. وهذا جعله أكثر استعدادًا للعب دور مسؤول في القضايا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها ملف الأكراد.

كيف قرأت ردود فعل  قيادة حزب العمال الكردستاني حين انطلقت المبادرة التركية؟
ردود الفعل كانت متباينة. الجناح العسكري في قنديل (جبال قنديل شمالي العراق الذي يتخذها التنظيم مقرا له) كان حذرا، وأرجأ موقفه إلى حين معرفة موقف عبد الله أوجلان، الذي لا يزال يُعتبر المرجعية العليا. في المقابل، الجناح الأوروبي أبدى مواقف أكثر استقلالًا، وقال إنه لا يتبع أوجلان، ما كشف عمق الانقسام داخل التنظيم.


الجناح الأوروبي اليوم في حالة عزلة، بعد أن تم ربطه بأجهزة استخباراتية غربية، وبعض عناصره كانوا على صلة بتنظيم غولن. أما القرار الفعلي، فقد عاد إلى قنديل، وهذا ما سهل التفاهم لاحقًا مع الدولة.

ما العوامل التي دفعت التنظيم إلى اتخاذ قرار الحل في هذا التوقيت تحديدا؟
العامل الأبرز هو غياب الحاضنة الدولية. لم يعد هناك من يرغب في دعم هذا النوع من التنظيمات. أمريكا لم تعد تكترث، العراق وسوريا لم يعودا ساحة آمنة، وإيران غارقة في أزماتها. حتى إسرائيل، رغم محاولاتها، لا تملك القدرة على ضمان دعم طويل الأمد.

في هذا السياق، أدرك الأكراد ـ خاصة في الداخل التركي ـ أن مستقبلهم الحقيقي لا يكمن في الصدام مع الدولة، بل في الشراكة معها. كما أن كثيرا من مطالبهم التي رُفعت سابقا تحققت بالفعل، بحسب اعتراف أوجلان نفسه.

مقالات مشابهة

  • الكـونية العـنـصريـة
  • لحوم الخنزير على موائد الأتراك.. ومدينتان في الصدارة خارج التوقعات!
  • قبرص الشمالية تزيد من حقوق المواطنين الأتراك في شراء العقارات
  • تركيا تعتقل 18 شخصا في حملة على الفساد ببلدية إسطنبول
  • مؤشر المنتجين الأجانب يقفز 65% في تركيا خلال عام
  • أردوغان يُبشّر بنصّ يليق بقرن تركيا
  • وزير الشئون النيابية يستقبل ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالقاهرة.. ويؤكد: قانون لجوء الأجانب خطوة تشريعية متقدمة
  • دبلوماسي فرنسي: لهذا يجب علينا أن نقترب من تركيا أردوغان
  • خاص | كواليس حل حزب العمال الكردستاني ودور القوميين الأتراك (شاهد)
  • خاص | كواليس حل العمال الكردستاني ودور القوميين الأتراك (شاهد)