الإيمان بوجود الخالق ركن العقيدة الأول
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الإيمان بوجود الخالق ركن العقيدة الأول، وهو القاعدة التي تبنى عليها مسائل العقيدة كلها، والإيمان بهذا الوجود هو السبيل إلى تحقيق الفهم الصحيح للخلق والمخلوقات ومعرفة معنى الوجود في هذا الكون.
أضاف "جمعة" أن الكون الذي نراه ونشاهده ممكن الوجود، بمعنى أن العقل يقضي بأنه يحتمل أن يوجد بعد أن لم يكن موجودا ويحتمل ألا يوجد، فلابد أن يكون هناك مؤثر خارجي رجح فيه إمكان وجوده وأبعد عدمه، وقد كان الكون في أصله قابلا لكليهما بحد سواء وهذا الموجد هو الله عز وجل، قال تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ) [الطور:35-36] وكل عاقل بالمشاهدة والضرورة العقلية يقر بأن المخلوقات وجدت بعد العدم أي هي محدثة, والموجود بعد العدم لابد له من موجد أي محدث، وتسلسل المحدثات ممتنع باتفاق العقلاء, والتسلسل هو أن يكون للمحدث محدث وللمحدث محدث آخر إلى غير نهاية، ولا يزول هذا التسلسل إلا بمحدث أزلي لا يحتاج إلى غيره ولا يفتقر في وجوده إلى موجد، وهذا هو الله واجب الوجود.
أوضح رئيس دينية النواب، أن واجب الوجود مستقل في الإيجاد أي لا يستند وجوده إلى شيء، قال تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [الشعراء:23-28].
وتابع: والإتقان والحكمة المبثوثان في أرجاء الكون وفي تفاصيل الخلق يجعلان من ينسب الخلق إلى المصادفة أو إلى المادة والطبيعة معدودا من المجانين والسفهاء; قال تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل:88]، وقال سبحانه: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة:7]، وقال جل شأنه: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس:40]، وقال عز وجل: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا) [النبأ:6-15]، وقال: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات:20-21]، وقال: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت:53].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجلس النواب الدكتور على جمعة علی جمعة ال أ ر ض
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الادعاء بأن الصراعات السياسية أثرت في رواية الحديث عبث
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الدعوى القائلة بأن الصراعات أو الرغبات السياسية أثّرت في تدوين أو رواية الحديث النبوي الشريف، هي مجرد احتمال عقلي لا يقوم عليه دليل واقعي، مشيرًا إلى أن مثل هذا الطرح لا يقدح في قطعية السنة أو مصداقيتها.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريح: "نحن في علومنا نُطلق على هذا النوع من الكلام "قول مطلق الاحتمال العقلي"، وهذا النوع من الاحتمال لا يُلتفت إليه عند العلماء والعقلاء، تمامًا كما يمكن عقليًا أن يتصور شخص أن مدينة لندن غير موجودة لمجرد أنه لم يزرها قط، فهذا احتمال عقلي غير واقعي لا يُبنى عليه علم ولا يُردّ به نص قطعي".
وأضاف: "من يتحدثون عن التأثيرات السياسية في السنة، لم يقدموا مثالًا واحدًا معتبرًا يثبت أن التوجهات السياسية حرفت الأحاديث، بل عندنا أكثر من 60 ألف حديث ما بين الصحيح والحسن والضعيف، 97% منها أحاديث في مكارم الأخلاق، فليخبرونا ما هي المصلحة السياسية في حديث مثل (أكرم ضيفك) أو (لا تكذب) أو (ارحم صغيرك ووقر كبيرك)".
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن بعض الناس يثيرون الشبهات حول أحاديث مثل "رضاع الكبير" أو حديث "الذباب"، متسائلًا: "أي مصلحة سياسية خلف هذه الأحاديث؟ من الحاكم الذي سيُضيف حديثًا كهذا لمصلحته؟ هذا النوع من التحليل هو عبث فكري لا يستقيم".
وتابع: "الإمام الشافعي قال إن كل حديث أصله في القرآن.. فالقرآن يقول: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق). أنا كباحث أجد أن النصين يصدّق بعضهما بعضًا، ويشكّلان منظومة أخلاقية واحدة لا تعارض فيها".