البرهان يلتقي أمير قطر في ثالث زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب في السودان
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في الدوحة تطورات الوضع في السودان، وفق ما أعلن الديوان الأميري القطري، وذلك خلال ثالث زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع.
وكان البرهان قد توجّه الاثنين إلى دولة جنوب السودان حيث التقى رئيسها سلفا كير بعد زيارته في 29 آب/أغسطس مصر حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في زيارات تعكس مساعيه لتأكيد سلطته كحاكم فعلي لبلاده.
وقال الديوان الأميري في بيان إن الشيخ تميم والبرهان عقدا “جلسة مباحثات رسمية بقصر لوسيل” وبحثا “التطورات في السودان” وكذلك سبل “تنمية العلاقات” بين بلديهما إضافة إلى “مستجدات الأحداث إقليميًا ودوليًا”.
وبحسب الديوان، جدد الأمير التأكيد على موقف بلاده “الداعي إلى وقف القتال في السودان وانتهاج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات” داعيًا إلى “انخراط كل القوى السياسية السودانية في مفاوضات واسعة بعد الوقف الدائم للنزاع العسكري، وصولاً إلى اتفاق شامل وسلام مستدام”.
وكان البرهان غادر من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، حيث المطار الوحيد الذي يعمل حاليًا مذ اندلعت المعارك في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادته وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”.
“تأكيد شرعية البرهان”ورأى رئيس تحرير صحيفة “الجريدة” السودانية المستقلة أشرف عبدالعزيز لوكالة فرانس برس إن هدف زيارات قائد الجيش إلى الخارج هو “تأكيد شرعية البرهان لدى المجتمع الدولي وبالتالي التعامل معه بفقه الأمر الواقع”.
والبرهان هو رئيس مجلس السيادة الانتقالي والحاكم الفعلي للسودان منذ تنفيذه انقلاباً عام 2021.
وتأتي زيارات البرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد سعياً لإيجاد حلّ للنزاع الذي تسبب بمقتل نحو خمسة آلاف شخص وتهجير 4,8 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.
وكانت وساطات سعودية أميركية أثمرت خلال الأشهر الماضية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار، لكنها لم تصمد. كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضا.
ولا تظهر المعارك الميدانية أي أفق للحل، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد.
وأضاف عبدالعزيز “كذلك يمكّن الاعتراف الدولي بحكومة البرهان من… التأكيد على أن الصراع في السودان مجرد نزاع داخلي لكن تبقى الأزمة في السيطرة على الأرض”.
“مجحف”ومساء الأربعاء، أصدر البرهان مرسوماً دستورياً قضى بحل قوات الدعم السريع متهمًا إياها بـ”التمرد” وارتكاب “انتهاكات جسيمة” ضد المواطنين و”التخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد”.
وفي اليوم نفسه، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين في قوات الدعم السريع في السودان، بمن فيهم شقيق قائد هذه القوات عبد الرحيم حمدان دقلو الذي تُتّهم قواته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي خصوصاً في إقليم دارفور (غرب).
وفي أول تعليق له بعد الإعلان الأميركي، قال عبد الرحيم حمدان دقلو لقناة “سكاي نيوز عربية” إن قرار فرض العقوبات “مجحف” معتبرًا أن “الجهات التي أصدرت العقوبات لم تتأنَ ولم تعرف من هو الذي يخلق الفتن في دارفور ومن يقتل الناس”.
وتشمل العقوبات الأميركية فرض قيود على التأشيرات وتجميد أيّ أصول للأشخاص المعنيين في الولايات المتحدة، فضلاً عن منع إجراء أي تعاملات تجارية معهم.
وتُفاقم المعارك الأزمة الصحية في بلد يعتبر من بين الأكثر فقراً في العالم.
وسجّل الأربعاء نزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل 19 مدنياً فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع لكّنه أخطأ هدفه، بحسب ما أفاد ناشطون وسكّان.
المصدر أ ف ب الوسومالسودان قطرالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: السودان قطر الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
تدمير المساعدات الغذائية.. السودان يفضح جرائم الدعم السريع
أصدرت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الجمعة بيانً فضحت فيه الانتهاكات التي ارتكبتها الدعم السريع ضد المدنيين خلال الساعات الماضية.
جرائم الدعم السريعوسلطت الخارجية السودانية الضوء على جرائم وانتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة، ضد القانون الدولي الإنساني، خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى قصفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي بمدينة الفاشر أمس، فضلا عن استهداف مستشفى الضمان بمدينة الأبيض اليوم.
وقالت البيان إن مليشيا الجنجويد الإرهابية ارتكبت خلال الساعات الماضية سلسلة جرائم انسانية شنيعة طالت أهداف مدنية خالصة وراح ضحيتها مواطنون أبرياء.
وأوضح البيان أنه في مدينة الفاشر قصفت المليشيا الإرهابية أمس مستودعات برنامج الغذاء العالمي، وأحرقتها تماما بما فيها من مواد غذائية.
وأشار البيان إلى أن الميليشيا الإرهابية استهدفت اليوم مستشفى الضمان بمدينة الأبيض حيث قتلت 16 من المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج، إضافة لإصابة من عدد آخر من بين رواد المستشفى وطاقمها الطبي.
ونوهت الخارجية السودانية إلى أن المليشيا الإجرامية هاجمت أمس الأول الأربعاء سوقا شعبيا بمدينة الخوي بواسطة المسيرات وقتلت ثمانية مدنيين، إلي جانب استهداف حي سكني في مدينة الدبيبات، جنوب كردفان وقتل إثنين من المواطنين.
وأكد البيان أن هذه الجرائم الكبري المتتالية في أقل من 72 ساعة تمثل تجسيدا لنمط الاستهداف المتعمد والممنهج من المليشيا الإرهابية للمدنيين والمؤسسات الإنسانية والمدنية والمرافق الحيوية، بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر في الأرواح ومنع تقديم الخدمات الضرورية من طعام ومياه وعلاج وكهرباء.
ولفت البيان إلى أن الميليشيا استهدفت جميع المستشفيات العاملة في الفاشر وأخرجت معظمها من الخدمة، وقضت على معسكر زمزم للنازحين بمن فيه بعد أن ظل عرضة للقصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى طوال عام كامل، لتشن بعدها هجوما بريا علي المخيم واسعا قتلت فيه مئات من النازحين، وأخذت من بقي منهم رهائن.
ونوهت إلى أن تقارير ذكرت أن المليشيا الإرهابية رحلت أكثر من 300 من النساء النازحات بمخيم زمزم رهينات إلي نيالا بينما تواصل حصارها علي المدينة وتمنع وصول الأغذية لها وتحرق مستودعات الأغذية بها، بغرض فرض الموت البطيء على سكانها، كما ظلت تفعل في معسكرات الاعتقال والتعذيب للمدنيين التي كشف عنها بعد تحرير العاصمة.
كذلك ظلت المرافق الحيوية في مدينة الأبيض عرضة لهجوم المليشيا بواسطة المسيرات، إذ شمل ذلك المستشفيات والمدارس والأحياء والأسواق وحتى سجن المدينة الذي قتلت أكثر من 40 من نزلائه في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أدت عشرات الهجمات من المليشيا على محطات الكهرباء والمياه في مختلف أنحاء البلاد إلى انتشار الأوبئة بسبب إنعدام مياه الشرب الصالحة في بعض المناطق.
تقع مسؤولية هذه الجرائم علي الراعية الإقليمية للمليشيا الإرهابية، مصدر المسيرات الاستراتيجية التي ترتكب بواسطتها تلك الجرائم وتمويل المرتزقة، الذين يشكلون قوام المليشيا بمن فيهم من يديرون المسيرات . إلا أن القوى الغربية الحليفة لراعية المليشيا تتحمل كذلك نصيبا كبيرا من المسؤولية لما توفره لها من حماية في المنابر الدولية وتساهلها مع جرائم المليشيا.