الغابون غنية بثرواتها الطبيعية وثلث شعبها فقراء
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
سلط الانقلاب الذي وقع في الغابون نهاية الشهر الماضي الضوء على إمكانات هذا البلد الأفريقي الاقتصادية.
وشأن العديد من الدول النامية، تعاني الغابون من الفساد، فتقرير مدركات الفساد لعام 2022، الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، أشار إلى أن ترتيب الغابون 136 من بين 180 دولة شملها التقرير، كما حصلت الغابون على 29 درجة من درجات المؤشر المئة.
والغابون التي تقع وسط أفريقيا للجهة الغربية، تطل على المحيط الأطلسي، ويجاورها كلٌّ من: الكاميرون وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو، وتبلغ مساحتها 267 ألف كيلومتر مربع، وتغطي الغابات نسبة 88% من أراضيها، ويبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة.
ثروات طبيعيةورغم صغر مساحة الغابون، فإنها تحظى بثروات طبيعية كبيرة، فهي دولة نفطية، يمثل النفط فيها 38.5% من إجمالي الناتج المحلي، ويحقق نسبة 70.5% من صادراتها السلعية.
وحسب أرقام التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2022، بلغ الإنتاج النفطي للغابون 180 ألف برميل يوميًا، بنهاية 2021، كما بلغ إنتاجها من الغاز الطبيعي 0.5 مليار متر مكعب في نهاية 2021.
أما عن احتياطاتها من النفط، فقدرها المصدر نفسه بملياري برميل، وكذلك قدّر احتياطها من الغاز الطبيعي بـ 26 مليار متر مكعب.
هذا فضلا عن ثروة البلاد من المنغنيز والأخشاب، وتمتعها بالأراضي الخصبة والموارد الساحلية ومصائد الأسماك.
الأداء الاقتصادي
من خلال الأرقام الخاصة بقاعدة بيانات البنك الدولي، يتضح أن الناتج المحلي الإجمالي للغابون كان في 2014 نحو 18.2 مليار دولار، ثم أخذ في التراجع، ولم يتحسن إلا في 2021 عندما بلغ 20.2 مليار دولار، وزاد في 2022 ليصل إلى 21.07 مليار دولار.
وكانت معدلات النمو عند أحسن مستوياتها في 2013 عند حدود 5.6%، وظلت بعد ذلك في تراجع حتى الآن، وبلغت أسوأ معدلاتها في 2020 عند سالب 1.8%، ولكنها في 2022 عادت إلى الأداء الإيجابي بنحو 3%.
وفي 2022، بلغ المتوسط السنوي لنصيب الفرد من الدخل القومي 7540 دولار، وهو أقل مما كانت عليها الأمور في 2014، عند متوسط 8930 دولار.
ولكن الجدير بالذكر، أنه على الرغم مما تحظى به الغابون من ثروات، وعدد سكانها القليل، فإن نسبة الفقراء فيها تصل إلى 30%، بمتوسط دخل شهري 143 دولارا.
ويعيش 80% من سكان الغابون في المدن، كما يمثل من هم في عمر أقل من 20 عامًا نسبة 50% من السكان، وذلك حسب تقرير للبنك الدولي في مارس/أذار 2023.
ويمثل النفط عصب التجارة الخارجية للبلاد، وتبين أرقام البنك الدولي، أن الميزان الخاص بتجارة السلع والخدمات يظهر تحقيق فائض لصالح الغابون، ففي 2022 بلغت الواردات السلعية والخدمية 3.5 مليار دولار، بينما الصادرات السلعية والخدمية، بلغت 12.9 مليار دولار، وهو ما يعني تحقيق فائض بنحو 9.4 مليار دولار.
أهم صادرات الغابون تتجه للصين وكوريا الجنوبية، وهولندا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، بينما أهم الشركاء الموردين للسلع فهم على الترتيب: فرنسا، وبلجيكا، والصين، وأميركا، والهند.
وتتمثل السلع المستوردة في السيارات، والسفن، والأدوية، والسلع الغذائية (لحوم الدواجن، والأرز).
الاستثمار والديون
وجود النفط والغاز بالغابون، يجعلها من المناطق المرغوبة من شركات النفط العالمية، ولذلك نجد شركة توتال الفرنسية من أقدم الشركات العاملة في مجال النفط والطاقة بالغابون، كما توجد شركة إيني الإيطالية منذ سنوات عدة.
وتشير أرقام البنك الدولي إلى أن صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بالغابون بلغت 1.6 مليار دولار في 2021، بينما كان بلغ هذا المؤشر في 2020 نحو 1.7 مليار دولار، على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألمّت باقتصادات العالم في هذا العام بسبب جائحة كورونا.
أما عن الديون الخارجية على الغابون فقد بلغت 7.7 مليار دولار في 2021، وكانت في 2013 بحدود 4.8 مليار دولار.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ZTE تقترب من دفع مليار دولار لإنهاء تحقيقات الرشوة مع الحكومة الأمريكية
تقترب شركة الاتصالات الصينية العملاقة "زد تي إي" (ZTE) من طي صفحة واحدة من أعقد أزماتها القانونية في الولايات المتحدة، حيث كشفت مصادر مطلعة مطلعة على سير المفاوضات لوكالات أنباء عالمية، اليوم، أن الشركة بصدد الموافقة على دفع غرامة مالية ضخمة تصل إلى مليار دولار أمريكي للحكومة الأمريكية.
تهدف هذه التسوية المتوقعة إلى إنهاء تحقيق جنائي طويل الأمد يتعلق بمزاعم تورط الشركة في قضايا رشوة لمسؤولين أجانب، في خطوة قد تعيد رسم خريطة العلاقات التقنية المتوترة بين واشنطن وبكين.
تفاصيل القضية والاتهاماتذكرت التقارير الصحفية التي تداولت الخبر أن التحقيقات، التي تقودها وزارة العدل الأمريكية (DOJ)، تتمحور حول انتهاك محتمل لقانون الممارسات الأجنبية الفاسدة (FCPA).
تشير الوثائق المسربة إلى أن الشركة متهمة بدفع رشاوي لمسؤولين حكوميين في عدة دول نامية للفوز بعقود اتصالات مربحة، مما وضعها تحت طائلة العقوبات الأمريكية الصارمة التي تلاحق الشركات المتداولة عالمياً والتي تستخدم النظام المالي الأمريكي في تعاملاتها.
أوضحت المصادر ذاتها أن الاتفاق المبدئي لا يقتصر على الغرامة المالية فحسب، بل يتضمن شروطاً تنظيمية قاسية.
يتوقع أن تلزم وزارة العدل الأمريكية شركة ZTE بتعيين مراقب امتثال مستقل (Independent Monitor) لعدة سنوات، لضمان عدم تكرار ممارسات الفساد وللإشراف على السياسات الداخلية للشركة.
تعد هذه الخطوة بمثابة "طوق نجاة" للشركة لتجنب توجيه تهم جنائية قد تؤدي إلى حرمانها من العمل في الأسواق الغربية أو الحصول على التكنولوجيا الأمريكية الحيوية.
تأثير القرار على السوق والاقتصادتفاعل المستثمرون بحذر مع هذه الأنباء، حيث يرى المحللون الاقتصاديون أن دفع هذا المبلغ الضخم سيؤثر بلا شك على النتائج المالية للشركة في الربع الحالي، لكنه في المقابل يزيل حالة "عدم اليقين" التي خيمت على مستقبل الشركة لسنوات.
تسعى ZTE من خلال هذه التسوية إلى استعادة ثقة الشركاء الدوليين والمضي قدماً في خططها لتوسيع شبكات الجيل الخامس (5G) في الأسواق التي لا تزال ترحب بها.
تنتظر الأوساط التقنية والسياسية الإعلان الرسمي عن تفاصيل الاتفاق النهائي بين ZTE ووزارة العدل الأمريكية خلال الأيام القليلة المقبلة. يبقى السؤال المطروح حول مدى تأثير هذه الغرامة القياسية على قدرة الشركة التنافسية أمام خصمها المحلي "هواوي" والمنافسين الأوروبيين "نوكيا" و"إريكسون".