رئيس الوزراء البريطاني يعلن تقديم دعم للتخفيف من الانعكاسات العالمية لاستخدام بوتين للحبوب الأوكرانية كسلاح
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
صراحة نيوز – تستضيف المملكة المتحدة قمة دولية للأمن الغذائي في وقت لاحق من هذا العام، وستزيد دعمها للمجتمعات الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
عمليات استخبارات ومراقبة واستطلاع شاملة تنفذها وزارة الدفاع البريطانية في البحر الأسود لردع أي هجمات روسية على سفن الشحن في أعقاب انسحاب بوتين من مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود.يتزامن ذلك مع سفر رئيس الوزراء إلى الهند لحضور قمة زعماء مجموعة العشرين، التي من المتوقع أن يتجنب فلاديمير بوتين حضورها للعام الثاني على التوالي.على زعماء العالم أن يوضحوا أن انسحاب بوتين من مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود قد زاد من عزلة روسيا العالمية، وعليهم حماية الذين دمرت حرب بوتين غير القانونية حياتهم، حسبما يقوله رئيس الوزراء بمناسبة سفره لحضور قمة مجموعة العشرين في الهند اليوم (الجمعة).فالعائلات في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم مستمرة بمعاناتها كنتيجة مباشرة للغزو الوحشي من جانب بوتين قبل 18 شهراً. وقد شردت روسيا 11 مليون شخص من منازلهم، وضاربت بأسعار الطاقة العالمية، وجعلت الحياة اليومية أكثر صعوبة بالنسبة للعائلات في جميع أنحاء العالم.وفي يوليو، أظهر بوتين مرة أخرى عدم مبالاته بالعواقب الإنسانية المترتبة على أفعاله عندما انسحب من مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود. فبموجب تلك المبادرة، التي تم الاتفاق عليها في يوليو 2022، تمكنت السفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية من العبور بحُرية من موانئ البحر الأسود دون خشية تعرضها للهجوم.كانت تلك المبادرة بمثابة شريان حياة لملايين من البشر في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على صادرات الحبوب الأوكرانية. وفي عامها الأول، مكّنت المبادرة وصول 33 مليون طن من المواد الغذائية إلى من يحتاجون إليها في 45 دولة حول العالم. لكن قرار بوتين بإلغاء المبادرة كان سبباً في انخفاض إمدادات الحبوب العالمية في وقت حرج بالنسبة للمجتمعات المحتاجة – فعندما ترتفع الأسعار، الفقراء هم أكثر المتضررين.كذلك تسببت روسيا بهجماتها، منذ شهر يوليو، بإلحاق أضرار أو دمرت بما لا يقل عن 26 من الموانئ المدنية والمستودعات والصوامع ومصاعد الحبوب. وقد أدت هذه الهجمات إلى خفض القدرة التصديرية لأوكرانيا بشكل مباشر بمقدار الثلث، وتدمير ما يكفي من الحبوب لإطعام أكثر من مليون شخص لمدة عام كامل.غداً، يجتمع زعماء مجموعة العشرين في دلهي لمناقشة أكبر التحديات التي يواجهها العالم، بما في ذلك الارتفاع الحاد في تكاليف المعيشة بسبب أفعال بوتين الذي من غير المتوقع أن يحضر هذه القمة للعام الثاني على التوالي.وسوف يشدد رئيس الوزراء ريشي سوناك في هذه القمة على أهمية أن يُظهر الزعماء الذين يختارون الحضور عزمهم من خلال مساعدة المجتمعات الأكثر حاجة للمساعدة في العالم في مواجهة العواقب الوخيمة لحرب بوتين، وفي معالجة تحديات أوسع نطاقاً مثل تغير المناخ واستقرار الاقتصاد العالمي.قال رئيس الوزراء، ريشي سوناك:“مرة أخرى، يتجنب فلاديمير بوتين الحضور شخصياً في قمة مجموعة العشرين. وعزلته الدبلوماسية هذه من صنع يديه، فها هو يعزل نفسه في قصره الرئاسي حاجباً عن نفسه الانتقاد والواقع.“وفي الوقت نفسه، يُظهر قادة دول مجموعة العشرين الآخرون أننا سوف نحضر القمة ونعمل معا على لملمة حطام الدمار الذي خلفه بوتين.“يبدأ ذلك بمعالجة العواقب العالمية الوخيمة المترتبة على سيطرة بوتين على أهم الموارد الأساسية، بما في ذلك فرض حصار على الحبوب الأوكرانية وهجماته عليها.”لقد كانت أوكرانيا، قبل غزو بوتين الكاسح، خامس أكبر مُصدّر للقمح في العالم، ورابع أكبر مُصدّر للذرة، وثالث أكبر مُصدّر لبذور اللفت لإنتاج زيت الطعام. وتشكّل الحبوب عادة 41% من عائدات الصادرات الأوكرانية، ويُرسل ما يقرب من ثلثي الحبوب التي تُصدّرها أوكرانيا إلى دول العالم النامية.لكن انسحاب روسيا المفاجئ من مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود، وما يترتب على ذلك من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، من شأنه أن يتسبب بوقوع وفيات في أنحاء العالم ــ وهو ما يزيد من زعزعة استقرار الاقتصادات ويعرض الناس لخطر المجاعة.لذا تقود المملكة المتحدة الجهود الرامية إلى مساعدة المجتمعات المحتاجة والاقتصادات الضعيفة لمواجهة عواقب أفعال بوتين. وسيعلن رئيس الوزراء اليوم أن المملكة المتحدة ستعقد قمة دولية للأمن الغذائي في شهر نوفمبر.هذه القمة، التي تنظمها المملكة المتحدة بدعم من مؤسسة بيل ومليندا غيتس ومؤسسة صندوق الاستثمار للأطفال، ستجمع ممثلين عن الحكومات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان المحتاجة للمساعدة، وبمشاركة المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والباحثين وشركات القطاع الخاص، لمعالجة أسباب انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.كذلك سنستخدم معلوماتنا من الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لمراقبة النشاط الروسي في البحر الأسود، وسوف نفضح أفعال روسيا إذا رأينا أي علامات تحذيرية تشير إلى أنها تُعدّ لشن هجمات على الشحن المدني أو البنية التحتية في البحر الأسود، وننسبها إليها لمنع ادعاءاتها الزائفة بمسؤولية جهة أخرى عما حصل للتنصل من مسؤوليتها هي.وفي سياق عمليات المراقبة هذه، تنفذ طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني طلعات جوية فوق المنطقة لردع روسيا عن تنفيذ ضربات غير قانونية ضد السفن المدنية التي تنقل الحبوب.فمنذ انسحابها من مبادرة شحن حبوب عبر البحر الأسود، أعلنت روسيا أنها سوف تتعامل مع جميع السفن الأوكرانية التي تعبر إلى الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود على أنها سفن حربية – بغض النظر عن البضائع التي تحملها. وقد نفذت تهديدها هذا عندما أطلقت النار على سفينة شحن متجهة إلى أحد موانئ الدانوب في أوكرانيا وصعدت على متنها، وهو إجراء قد يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.إلى جانب الجهود العسكرية لردع الهجمات الروسية، ستساهم المملكة المتحدة أيضا بمبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني لتمويل برنامج الأغذية العالمي لمواصلة العمل الذي بدأ في إطار مبادرة الرئيس زيلينسكي “حبوب من أوكرانيا”، والتي جرى إطلاقها في نوفمبر من العام الماضي لإرسال الحبوب الأوكرانية إلى البلدان التي تعاني شعوبها من ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية الأساسية.أتاحت مبادرة حبوب من أوكرانيا، في الشهور الستة الأولى، تسليم 170,000 طن من الحبوب الأوكرانية إلى دول من بينها الصومال واليمن. ومن شأن هذا التمويل الإضافي من المملكة المتحدة المعلن عنه اليوم أن يتيح إرسال المزيد من شحنات الحبوب إلى البلدان المحتاجة على النحو الذي حدده برنامج الأغذية العالمي. وقد كانت أوكرانيا مصدراً للغذاء بالغ الأهمية لبرنامج الأغذية العالمي هذا العام. حيث اشترى برنامج الأغذية العالمي هذا العام 80% من حبوب القمح العالمية من أوكرانيا، حتى شهر يوليو عندما انسحبت روسيا من مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود.ملاحظات للمحررين:قمة الأمن الغذائي والتغذية التي تنظمها المملكة المتحدة، بعنوان “قمة الأمن الغذائي العالمية: نحو القضاء على الجوع وإنهاء سوء التغذية”، سوف تُعقد في لندن في 20 نوفمبر، بالشراكة مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس، ومؤسسة صندوق الاستثمار للأطفال، والإمارات العربية المتحدة والصومال.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام عربي ودولي أقلام منوعات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا عربي ودولي عربي ودولي أقلام عربي ودولي أقلام منوعات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة الحبوب الأوکرانیة جمیع أنحاء العالم المملکة المتحدة الأغذیة العالمی مجموعة العشرین رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
شبكة العنكبوت: أوكرانيا تضرب العمق الروسي بطائرات مسيرة... فهل اقترب شبح الحرب العالمية؟
في سابقة خطيرة وغير مألوفة في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، نفذت كييف واحدة من أعقد وأجرأ العمليات العسكرية منذ بداية الصراع، حينما شنت هجومًا منسقًا بطائرات مسيّرة على خمس قواعد جوية استراتيجية داخل العمق الروسي. العملية، التي حملت اسم "شبكة العنكبوت"، لم تكن مجرد هجوم تكتيكي، بل ضربة مدمرة للبنية التحتية العسكرية الروسية، أدت إلى تدمير أو إعطاب أكثر من 40 قاذفة قنابل بعيدة المدى، ما يعادل ثلث ترسانة روسيا الجوية الاستراتيجية تقريبًا.
تفاصيل الهجوم.. 117 طائرة مسيّرة ومسرح عمليات في قلب روسياالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن رسميًا عن استخدام 117 طائرة مسيّرة من نوع FPV في الهجوم. الطائرات أُخفيت داخل شاحنات مزوّدة بأسقف قابلة للفتح، وأُطلقت من داخل الأراضي الروسية نفسها، في عملية تحمل دلالة أمنية شديدة الحساسية، وتكشف عن اختراق كبير في صفوف الدفاعات الروسية.
المسيّرات كانت محملة بالمتفجرات ومخفاة داخل أعشاش خشبية تم تجهيزها خصيصًا لهذا الغرض، وفقًا لمصادر أمنية أوكرانية. وبعد الوصول إلى محيط القواعد الجوية، تم تفعيل آلية فتح الأسقف عن بعد، لتخرج المسيّرات وتبدأ هجومها المركز، والذي نُفذ في آن واحد على أربع قواعد جوية رئيسية على الأقل.
“شبكة العنكبوت”.. نتائج كارثية على الطيران الروسيالحصيلة كانت ثقيلة بكل المقاييس. وفقًا لمصادر أمنية تحدثت لـ"رويترز"، تم تدمير أو إتلاف 41 طائرة حربية روسية، منها قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية. وقدرت الخسائر الاقتصادية المترتبة على العملية بحوالي 7 مليارات دولار.
الهجوم لم يمر مرور الكرام في موسكو. أظهرت صور متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية حرائق ضخمة تلتهم قاذفات قنابل في قاعدة بيلايا الجوية بمنطقة إيركوتسك في سيبيريا، أحد أبرز مواقع الاستهداف.
جسر القرم تحت النار مجددًا.. تفجير دعامات تحت الماءولم تتوقف الضربات الأوكرانية عند القواعد الجوية. ففي تصعيد آخر، أعلن جهاز الأمن الأوكراني أنه نفّذ هجومًا نوعيًا ثالثًا على جسر القرم، عبر تفخيخ دعاماته من تحت الماء وتفجيرها بنحو 1100 كيلوغرام من المتفجرات. العملية نُفذت في الساعة 4:44 فجرًا، دون إصابة أي مدني، ما يُعد إنجازًا دقيقًا من الناحية العملياتية.
الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم يعتبر شريانًا حيويًا استراتيجيًا. وقد أكدت كييف مرارًا أنه هدف مشروع ضمن عملياتها العسكرية، فيما حذرت موسكو من أي اعتداء عليه، معتبرة الأمر بمثابة "خط أحمر".
هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟
الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد يرى أن التصعيد الأوكراني الأخير، رغم خطورته، لا يعني بالضرورة اقتراب نشوب حرب عالمية ثالثة.
وأكد في تصريحاته أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية الحالية لا تتيح مجالًا لمثل هذا السيناريو الكارثي، مشيرًا إلى أن الضربات الأخيرة تُعد تصعيدًا محسوبًا ومدروسًا.
وأضاف السيد أن أوكرانيا أصبحت أكثر جرأة في استهداف مناطق داخل العمق الروسي، مستعملةً طائرات بدون طيار وصواريخ دقيقة بعيدة المدى، ما يشير إلى تطور كبير في قدراتها الهجومية.
سباق التسلح النووي.. توازن الرعب مستمر
في خضم التصعيد العسكري، يبقى الملف النووي حاضرًا بقوة. أشار السيد إلى أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، بعدد يصل إلى 5580 رأسًا نوويًا، تليها الولايات المتحدة بـ5044 رأسًا، ثم الصين بـ500 رأس. هذا التوازن المرعب يظل عامل ردع رئيسي يمنع انزلاق الأمور نحو حرب نووية، رغم التوترات المتصاعدة.
حذر دولي ومراقبة مستمرة
العملية الأوكرانية داخل العمق الروسي شكّلت ضربة موجعة وغير مسبوقة في سياق الصراع المستمر، لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل الحرب وحدود التصعيد. وبينما يتجنب المجتمع الدولي الحديث عن حرب عالمية، فإن التحركات الأخيرة تستدعي مراقبة دقيقة، فكل خطوة خاطئة قد تؤدي إلى انفجار لا تحمد عقباه.