«صحبة وهو معهم».. عاصر جيل العباقرة وعمالقة الآداب وشكلوا وعي المصريين قبل ثورة 19
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
شهدت نشأة فنان الشعب سيد درويش مولد أبرز القامات المؤثرة فى نهضة الفكر والثقافة والفنون وغيرها، فقد وُلد فى عام ميلاد سيد درويش أحد أعمدة الموسيقى العربية، وهو محمد القصبجى، وبعده بسنة وُلد علم من أعلام الزجل هو بديع خيرى، رفيق عمر سيد درويش، الذى كتب له معظم أغانيه، وبعد سنة وُلد صديق عمره الآخر بيرم التونسى، وفى 1896 وُلد عبقرى آخر هو زكريا أحمد، وفى العِقد نفسه ولد زعيم المسرح الفكاهى نجيب الريحانى، وغيرهم.
عاصر سيد درويش الكثير من الأحداث المؤثرة على المستوى المحلى والدولى، كما عاصر أيضاً الشعراء والكتاب والموسيقيين، أبرزهم أمير الشعراء أحمد شوقى وحافظ إبراهيم ومحمود سامى البارودى، وطه حسين وتوفيق الحكيم، ومحمد تيمور ومصطفى لطفى المنفلوطى والشيخ سلامة حجازى، أحد أعلام الموسيقى والغناء والموسيقار داوود حسنى، وغيرهم، إلى جانب الرموز الوطنية، منهم الزعيم الوطنى مصطفى كامل، الذى تأثر به فى نشيد «بلادى لك حبى وفؤادى»، والمستوحى من خطب مصطفى كامل، كما عاصر الزعيم سعد زغلول، فكان سيد درويش عنصراً أساسياً من عناصر ثورة 1919، وكان للموسيقار دور أساسى فى إشعال حماس المصريين.
ويرى الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى ومدير مكتبة الإسكندرية السابق، أن الحركة الثقافية التى شهدتها مصر فى تلك الفترة واحدة من مظاهر ثورة 1919، تلك الثورة الشعبية التى بدأت من الشارع، وكان يمثلها فى ذلك الوقت حزب الوفد بقيادة سعد زغلول، ثم مصطفى النحاس. وأضاف «الفقى»: «فى تلك الفترة كانت هناك روح نهضوية فى مختلف الاتجاهات داخل المجتمع لم تحدث فى مصر، وكانت لها مظاهر مختلفة سياسية وثقافية واقتصادية وغيرها، فهناك جناح اقتصادى تمثل فى رائد الاقتصاد المصرى طلعت حرب ورجاله، والجناح الثقافى والفنى تمثل فى سيد درويش والفنون والأغانى الشعبية التى قادها هذا الموسيقار العظيم، بالإضافة إلى المثّال والنحات الشهير محمود مختار، صاحب تمثال نهضة مصر».
ولفت إلى أن الأعمال التى قدّمها هؤلاء الرواد كانت نتيجة طبيعية للروح السائدة فى ذلك الوقت، لذلك يُعد سيد درويش إحدى علامات التحرك الشعبى من أجل الحرية والاستقلال والدستور، إذ كانت الفنون دائماً فى خدمة الوطن، مشدّداً على أن سيد درويش ورفاقه قدّموا نموذجاً فى خدمة الفن للحركة الوطنية، وهذه النماذج تفاعلت مع ثورة 1919 بمختلف المجالات، رافعة شعار الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط بشكل لم يحدث من قبل، لذلك كان من بين قيادات تلك النهضة مسلمون وأقباط. وتابع: «ثورة 1919 نموذجية فى تاريخ الشعب المصرى، لأنها عبّرت عن كل فئات المجتمع وقطاعاته بلا تفرقة وبلا تمييز، واستطاعت أن تعبّر بقوة وصدق عن مشاعر الشعب المصرى تجاه الاحتلال وكل المظالم التى كانت سائدة فى تلك الفترة».
وقال الكاتب والناقد الدكتور يسرى عبدالله، أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة حلوان، إنّ أغانى وألحان سيد درويش كانت تعبيراً عن الروح المصرية فى تجلياتها الحرة المبدعة والخلاقة، كما كانت أحد روافد المقاومة، فى السياق المحيط الذى كان يزخر بالرواد الملهمين فى مختلف المجالات. وأضاف: «كانت الروح الوطنية، وجذور الهوية الحضارية المصرية متنامية فى مواجهة الاحتلال الإنجليزى، وكان هناك استشعار لمعنى الأمة المصرية، ورأينا تجليات كثيرة فى هذا السياق، من بينها موسيقى سيد درويش، وإبداعات الفنان محمود مختار، وظهور التجليات الأدبية لطه حسين وتوفيق الحكيم، وغيرهم فى العشرينات من القرن الماضى، فالزخم الذى صنعته ثورة 1919 عبّر سيد درويش عنه بأغانيه المختلفة، حيث كان المدّ الليبرالى مهيمناً وحاضراً بقوة، وهناك قضية مركزية فى حياة المصريين تتصل بمقاومة الاحتلال. وسجّل توفيق الحكيم، أحد أبرز الكُتاب المعاصرين للفنان سيد درويش، والمولود فى أكتوبر عام 1989، فى كتابه «فن الأدب»، جوانب من العلاقة التى جمعت بين القطبين، والتى كانت بدايتها المسرح، وتتضمّن شهادته عن تأثير فن سيد درويش فى زمانه: «كانت أغانى سيد درويش وألحانه الشعبية تسرى بين الناس كالنار فى الهشيم، ولكنى ما كنت أرى منه أن هذا هو الذى يملأه بالفخر، فقد كان توّاقاً إلى الفن فى صورته العليا، وإنه لعجب أن يكون لمثل سيد درويش بثقافته البسيطة صورة عُليا للفن».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري سید درویش
إقرأ أيضاً:
جامعة مؤتة – النعيمات يرعى اليوم العلمي لكلية الآداب
صراحة نيوز- رعى الدكتور سلامة النعيمات رئيس الجامعة يوماً علمياً مميزاً على مسرح عمادة شؤون الطلبة، بحضور نائب الرئيس للشؤون الادارية الدكتور محمد الصرايرة وعمداء الكليات وعدد كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الكلية من مختلف الأقسام. وفي كلمة ترحيبية ألقتها عميدة الكلية الدكتوره رانية العقاربة أكدت فيها أهمية اليوم العلمي في إبراز مواهب الطلبة وتعزيز انتمائهم الأكاديمي والثقافي. وشهد اليوم سلسلة من الأنشطة الغنية والمتنوعة، حيث قدّم طلبة قسم اللغات الأوروبية عرضاً غنائياً مميزاً أعقبه عرض فيديو قصير يوثق إنجازات وإبداعات طلبة الكلية، كما أقيمت أمسية شعرية عبر خلالها الطلبة عن رؤيتهم الإنسانية والوطنية، وشهد الحفل كذلك عروضاً مسرحية لطلبة قسم اللغة الفرنسية وآدابها وطلبة قسم الترجمة حملت رسائل ثقافية وتوعوية لاقت تفاعلاً كبيراً من الحضور وتضمن البرنامج العلمي عرض مشاريع متميزة لطلبة قسم الترجمة ومعرضاً فنياً لرسومات الطلبة كشف عن طاقات إبداعية واعدة، كما عُقدت جلسات نقاشية ومحاضرات علمية تناولت موضوعات أدبية وثقافية متعددة أدارها أساتذة مختصون، في مقدمتها ندوة بعنوان “التأثير المتبادل بين الأدب العربي والآداب الأوروبية الحديثة” بمشاركة كل من الأستاذ الدكتور فايز القيسي (قسم اللغة العربية وآدابها) والدكتور أحمد البطوش (قسم اللغات الأوروبية) والدكتورة عبير الرواشدة (قسم اللغة الإنجليزية وآدابها) والدكتور ليث ابراهيم (قسم اللغات الأوروبية) كما أقيمت ورشة عمل متخصصة بعنوان “معالجة اللغة الطبيعية والذكاء الاصطناعي في تعليم وتقييم اللغات” قدّمها الدكتور ليث إبراهيم، سلط خلالها الضوء على أحدث التطبيقات التقنية في هذا المجال وأثرها على تطوير مهارات المتعلمين. واختتم اليوم العلمي بعرض تقديمي أبدع فيه طلبة اللغة الإنجليزية أعقبه تكريم رسمي للمشاركين من قبل رئيس الجامعة الدكتور النعيمات الذي أثنى على جهودهم ومساهماتهم الفاعلة في إنجاح هذا الحدث، مؤكدا أن الجامعة تولي اهمية للانشطة والفعاليات العلمية المختلفة التي ترسّخ مكانة الجامعة كمؤسسة رائدة في دعم الإبداع والابتكار.