وحش يهدد بحيرة تاهو الأمريكية.. كيف يسعى نشطاء البيئة لحمايتها؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في أواخر شهر يوليو/ تموز الماضي، على شاطئ قرية إنكلاين بولاية نيفادا الأمريكية، شمالي بحيرة تاهو، يقفز السباحون داخل المياه الزرقاء الداكنة بينما يختتم معسكر صيفي للأطفال فعاليته لليوم.
وبينما يقوم الأطفال بجمع مخلفاتهم كجزء من تعليمات مشرف المعسكر، يترأى مشهد بعيد كل البعد عما وقع بتاريخ 4 يوليو/ تموز الماضي على شاطئ "Zephyr Shoals"، وهو شاطئ مشهور آخر على ضفاف بحيرة تاهو يقع على بعد 16 ميلا جنوبا، حيث ترك محتفلون خلفهم أكثر من 6 آلاف رطل من القمامة، والبلاستيك، والملابس، وغيرها من النفايات المتنوعة.
وانتشرت مقاطع الفيديو الخاصة بـ"مهرجان القمامة" على منصات التواصل الاجتماعي وتصدرت عناوين الأخبار الدولية، ما أثار الغضب والدعوات للتغيير من قبل الجميع ومن بينهم سكان المنطقة ونشطاء حماية البيئة.
ولكن التجاهل الصارخ للجمال الطبيعي لبحيرة تاهو يعد مجرد حادث آخر في سلسلة من الحوادث العديدة على مر السنين التي دفعت مسؤولي السياحة ونشطاء البيئة إلى إعادة التفكير في نوع الزوار الذين تستقطبهم بحيرة تاهو.
ويسافر نحو 15 مليون شخص إلى منطقة بحيرة تاهو كل عام للاستمتاع بممارسة الرياضات المائية والاستجمام على الشواطئ وسط المناظر الطبيعية الخلابة، والممرات الجبلية ومنتجعات التزلج ذات المستوى العالمي.
وتتمثل ازدواجية معضلة السياحة في بحيرة تاهو في كون هذا الوحش الاقتصادي، الذي يغذي المنطقة، هو نفسه الذي ينخر وجودها، وهي مشكلة تتطلع المنظمات السياحية والمنظمات غير الربحية البيئية والمقيمون إلى حلها.
والسياحة المفرطة ليست فريدة من نوعها بالنسبة لبحيرة تاهو، وكما هو الحال في كل مكان، فقد تجلت عواقبها في أكثر من مجرد القمامة المتراكمة.
وأدت حركة المرور، وتلوث السيارات، ومواقف السيارات غير القانونية، والجسيمات البلاستيكية الدقيقة، والنقص الحاد في الإسكان الميسور التكلفة (وهو ما يعادل نقصًا هائلاً في عدد الموظفين) إلى خنق نوعية الحياة والنظام البيئي الهش لمنطقة سييرا نيفادا البكر، لدرجة أن الهدف الراسخ لمجالس السياحة الإقليمية قد تتحول بشكل كبير، من جذب الزوار إلى تثقيفهم.
وتقول الرئيسة والمديرة التنفيذية لهيئة زوار بحيرة تاهو، كارول شابلن: "يجب التأكيد على قيمة السياحة. لكن الصناعة بحاجة إلى العمل بجدية أكبر لصالح الوجهة والإشراف البيئي، ويحتاج اقتصاد السياحة لدينا إلى العمل نيابة عن مجتمعاتنا. لقد أصبح سبب، وكيفية، وموعد زيارة بحيرة تاهو محور اهتمامنا".
وفي يونيو/حزيران الماضي، قام اتحاد غير مسبوق من منظمات تسويق وجهة بحيرة تاهو، وإدارة الأراضي، والمنظمات غير الربحية بالتوقيع على خطة رعاية وجهة بحيرة تاهو.
وتعد الخطة المكونة من 143 صفحة واحدة من أكثر الخطط شمولاً حتى الآن، وتتناول التحديات الحاسمة التي تواجه المنطقة من خلال رؤية مشتركة لإدارة الترفيه والسياحة.
ورددت كيرستن جين، مديرة التسويق لدى تحالف مجتمع شمال تاهو مخاوف تشابلن، قائلة: "لم نعد مجلسًا للسياحة التقليدية بعد الآن، ولكننا نرحب بالزوار في مجتمعنا الذين يفهمون ويشاركون في الإشراف البيئي. لقد كان هذا تحولًا كبيرًا لمنظمتنا".
وخلال أحد أيام شهر يوليو/تموز، على الطريق ذي المسارين الذي يحيط بالبحيرة، توقفت السيارات لالتقاط صور لمنظر البحيرة المتلألئة، حينما توقفت شاحنة صغيرة بيضاء، يُفترض أنها تابعة إلى خدمات الغابات أو دورية الطرق السريعة، لتطلق إعلان عبر مكبر الصوت: "جميعكم متوقفون بشكل غير قانوني. أنصحكم بألا تكونوا هنا عندما أعود".
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
الكاميرون تنتخب رئيسها.. وبيا يسعى لتمديد حكمه المستمر منذ 43 عاما
توجّه الناخبون في الكاميرون، الأحد، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، في انتخابات يُرجّح أن تمنح الرئيس بول بيا، الذي يتولى السلطة منذ أكثر من أربعة عقود، فرصة لتمديد حكمه، رغم دعوات المعارضة الواسعة لإنهاء عهده الطويل.
ويواجه بيا منافسة من المتحدث السابق باسم الحكومة، عيسى تشيروما، البالغ من العمر 76 عاما، والذي يحظى بتأييد واسع بين المواطنين الداعين لإنهاء حكم الرئيس المخضرم البالغ 92 عاما، وهو الأكبر سنا بين حكام العالم، كما يحظى تشيروما بدعم بعض أحزاب المعارضة والجماعات المدنية.
ويرى عدد من المحلّلين أنّ: "فرص بيا في الفوز بولاية جديدة مرتفعة، نظرا لسيطرته على مؤسسات الدولة، مقابل تشتت المعارضة بين تسعة مرشحين".
وقال بيا: "بعد الإدلاء بصوته في حي باستوس الراقي قرب القصر الرئاسي في العاصمة ياوندي: "لا يوجد شيء مؤكد. لننتظر ونرى. لننتظر اسم الفائز". وشهدت مراكز الاقتراع تدفقا كثيفا للناخبين وسط إجراءات أمنية مشددة حول الرئيس".
وقال الناخب باتريك مبارجا مبوا (45 عاما): "آمل أن تسير الأمور على ما يرام، خاصة بالنسبة لبطلي"، مضيفا: "أرجو أن يستمر السلام والهدوء في البلاد بعد الانتخابات".
ولا يزال خصوم بيا يأملون في إنهاء حكمه بعد عقود من الركود الاقتصادي والأزمات المتتالية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، فيما تعدّ من الدول المنتجة للنفط والكاكاو في وسط أفريقيا.
وأدلى تشيروما بصوته في مسقط رأسه بمدينة جاروا شمال البلاد، وقال: "تأتي هذه الانتخابات في وقت تتطلع فيه الأمة بأسرها إلى التغيير"، داعيا الناخبين إلى التأكد من أن النتائج التي يعلنها المجلس الدستوري تعكس ما صدر من صناديق الاقتراع.
وفي حي بريكيتيري في ياوندي، قال السائق حسن جبريل، إنه: "يأمل أن تُحدث الانتخابات تغييرا"، موضحا: "يعاني أبناء الكاميرون منذ 43 عاما. لا توجد وظائف... نريد التغيير لأن الحكومة الحالية دكتاتورية".
وبدأ التصويت عند الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش، ويُغلق عند الخامسة مساء بالتوقيت نفسه، فيما يبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو ثمانية ملايين شخص، ومن المتوقع إعلان النتائج خلال 15 يوما.
وكان بيا قد ألغى في عام 2008 الحد الأقصى لعدد فترات الولاية الرئاسية، وينص النظام الانتخابي في الكاميرون على إجراء الانتخابات في جولة واحدة يفوز فيها المرشح الحاصل على الأغلبية البسيطة.
وقال كبير خبراء الاقتصاد السياسي في مؤسسة "أوكسفورد إيكونوميكس"، فرانسوا كونرادي، إنّ: "حدوث مفاجأة لا يزال واردا، لكن انقسام المعارضة والدعم الذي تحظى به آلة انتخابية قوية سيمنحان، مثلما نتوقع، الرجل البالغ من العمر 92 عاما، ولايته الثامنة".
وتحت شعار "المجد والأمل"، نظم بيا تجمّعا انتخابيا وحيدا في مدينة ماروا شمال البلاد، معتمدا في حملته على وسائل الإعلام الحكومية الخاضعة للرقابة والمنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما وعد فريقه بمزيد من التنمية الاقتصادية.
وقال هيرفيس ميتران، فني إصلاح السيارات في العاصمة التجارية دوالا: "نريد أن نرى الأمور تتغير، نريد تحقيق الوعود على أرض الواقع، لا نريد أن نكتفي بالكلام بعد الآن".