جريدة الوطن:
2025-07-05@12:51:28 GMT

وما أدراك ما كركوك

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

وما أدراك ما كركوك

قفز اسم مدينة «كركوك» العراقيَّة إلى بؤرة الاهتمام والمتابعة السِّياسيَّة قَبل بضعة أيَّام، ليس بسبب ما قاله أعضاء لجنة الحكماء الأميركيَّة التي تشكَّلت بعد الاحتلال الأميركي للعراق 2003، بما يُفيد بأنَّ كركوك هي عبارة عن «قنبلة موقوتة» مزروعة في أحشاء الدَّولة العراقيَّة الحديثة. هُم لَمْ يخطئوا في هذه المخاوف، خصوصًا وأنَّ كركوك بَقِيَتْ ضحيَّة الشَّدِّ والجَذْب بَيْنَ بغداد العاصمة وأربيل، عاصمة إقليم «كردستان العراق».

ومَردُّ المخاوف من انفجار الأوضاع في «كركوك» هو أنَّها مدينة يسكنها موزائيك إثني وديني متناقض ومتنافر أحيانًا، بسبب رواسب الضغائن العنصريَّة التاريخيَّة، بل وحتَّى الدينيَّة والطائفيَّة المتواصلة منذ تأسيس الدَّولة العراقيَّة الحديثة، عام 1933: فسكَّان كركوك يتكوَّنُونَ من أقليَّات عربيَّة وتركمانيَّة وكرديَّة. وقَدْ عَدَّ الكُرد بقيادة مسعود البرزاني، والمرحوم والده (الملا مصطفى) كركوك مفتاحًا لانفصال كردستان عن العراق؛ نظرًا لأنَّ كركوك تحتضن أوَّل وأغزر حقول النفط العراقيَّة (حقول بابا كركر) التي اكتُشفت واستُثمرت منذ نهايات الدَّولة العثمانيَّة. إذًا كركوك تُشكِّل القلب الاقتصادي الذي لا يكلُّ من ضخِّ البترول للدَّولة العراقيَّة مذاك حتَّى اللحظة، ناهيك عن حقيقة أنَّها تُمثِّل الشريان الاقتصادي لكردستان العراق في حالة محاولة أربيل إعلان استقلال «كردستان» عن العراق، وهو الاستقلال الذي يُهدِّد الدولتَيْنِ التركيَّة والإيرانيَّة في آنٍ واحد؛ لأنَّهما تحتفظان بأقليَّات كرديَّة. ودلالة ذلك، أنَّ سكَّان كركوك العرب (الذين جاءت بهم حكومات بغداد المتتالية)، بهدف «تعريب» كركوك يُمكِن أن يقعوا ضحايا الانفصاليين الكُرد الذين يعدُّون كركوك حلمًا قوميًّا لا يُمكِن «تمرير» كردستان، كدَولة مستقلَّة، بِدونِه! أمَّا الضحيَّة السكَّانيَّة الأضعف، فهُمْ «التركمان»، وهُمْ أقليَّة من العنصر التركي استقرَّت في كركوك منذ حقب قديمة، هُمْ يتكلَّمون لهجة من لهجات اللُّغة التركيَّة ويطالبون بـ»حماية» الحكومة التركيَّة لوجودهم الاثني المجهري في كركوك، خشية محاولة أربيل «تكريد» كركوك من خلال تهجير العرب والتركمان وتمكين الكُرد من السيطرة على المدينة وما حَوْلَها من حقول نفطيَّة غزيرة لا تنضب! زِدْ على ما تقَدَّم أنَّ عمليَّات «تعريب» كركوك من قِبل حكومات بغداد المتعاقبة أدَّت كذلك إلى احتضانها ديانات متنوِّعة (سوى الإسلام) كالمسيحيَّة والمندائيَّة وربَّما اليهوديَّة، زيادة على السكَّان السنَّة والشيعة. وهذا عنصر تنافر إضافي لا يُمكِن تجاوزه، بقَدْر تعلُّق الأمْرِ بمستقبل هذه المدينة المهمَّة! أمَّا تساهل بغداد مع الكُرد اليوم (أي بعد الاحتلال الأميركي 2003)، فإنَّه يُنذر بانفجار الوضع وتفتُّت السِّلم الأهلي في هذه المدينة المتنوِّعة الأديان والأعراق؛ نظرًا لأنَّ الكُرد عملوا مذاك بمثابرة «لتكريد» كركوك حتَّى يهيمنَ العنصر الكردي على المدينة وأطرافها الزاخرة بآبار النفط.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

جدل بين العراقيين بعد قرار أمانة بغداد وقف أعمال أضخم مول بالبلاد

 

وأفادت وسائل إعلام محلية قبل أيام بأن أمانة بغداد للشؤون البلدية أوقفت العمل بالمشروع على الرغم من إنجازه بشكل تام.

وأرجعت أمانة بغداد الأسباب في بيانها إلى ما سمته "تجاوز إدارة المول أعمال إنشاءات طالت الأرصفة، دون الحصول على موافقات تصميمية رسمية حسب القانون البلدي، وخالفت التعليمات بمد شبكة تصريف دون الحصول على موافقة دائرة مجاري بغداد".

ويوصف "مول العراق" بأنه الأضخم في البلاد، ومن أكبر المجمعات التجارية في المنطقة، ويملكه رجل الأعمال حسن اللامي، في حين يقع المول بمنطقة الدورة جنوبي بغداد ويطل على نهر دجلة.

ويمتد المول على مساحة تتجاوز 600 ألف متر مربع، ويضم أكثر من ألف محل تجاري لأفخم الماركات العالمية، إضافة إلى صالات ألعاب داخلية وصالات سينما ومساحات خضراء ومطاعم ومقاهٍ، وتزينه نافورة راقصة هي الأولى في البلاد.

ويتسع موقفه لأكثر من 7 آلاف سيارة، ويضم أيضا برجا سكنيا وفندقيا مكونا من 23 طابقا، وتقدر تكلفة بنائه بـ700 مليون دولار.

ويقول مالكو "مول العراق" إن نحو 4 آلاف شخص يعملون فيه حاليا، وإنه سيوفر آلاف فرص العمل عند افتتاحه.

وأثار قرار أمانة بغداد غضب عمال المول الذين خرجوا في مظاهرات واحتجاجات، في حين قالت وسائل إعلام محلية إن السلطات أرسلت قوات من مكافحة الشغب إلى مكان الاحتجاج، وتعرّض بعض العمال للضرب والاعتقال.

آراء متباينة

وعلق العراقيون في منصات التواصل على قرار أمانة بغداد وقف أعمال مشروع أضخم مول في البلاد، ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/7/3)- بعضا من تلك التعليقات، فأعرب أبو العبد عن قناعته في تغريدته بأن "عمل الحدائق أمام مدخل المول سيعطي جمالية وأناقة للمشروع والشارع".

وتساءل عمران عن دور الجهات المحلية والحكومية المختصة، واصفا الدولة بأنها "تسير بدون تخطيط ودراسة، بقدرة الله تمشي الأمور على البركة".

إعلان

بدورها، ترى مها أن بناء المول "خطأ"، وسيتسبب بازدحام مروري، مؤكدة ضرورة توسعة الشوارع والطرقات بسبب زيادة الكثافة السكانية.

من جهته، حاول عبد توضيح الصورة وأسباب تمسك كل طرفه بموقفه، فقال "كل ما في الأمر رادوا يفلشون (يهدمون) الواجهة اللي راح تصير حدائق وتزيد جمالية للشارع، بس الحكومة ما تريد هذا الشيء ويريدون يفلشونه، ولهذا السبب تظاهر العمال لأن إذا تفلش وين يروحون يشتغلون؟".

وفي وقت لاحق، أكدت إدارة "مول العراق" استمرارية العمل بالمشروع بعد تسوية الإجراءات مع الجهات المعنية، مشيرة إلى أن التحضيرات جارية للافتتاح المرتقب.

3/7/2025-|آخر تحديث: 20:02 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • تركيا تطالب العراق بتعيين “تركماني”على بلدية (التون كوبري) في كركوك
  • حبل مشدود بين بغداد ودمشق.. السوداني يناور النفوذ الإيراني والمجهر التركي
  • كردستان العراق يعلن إسقاط مسيّرة "مفخخة" قرب قاعدة للتحالف الدولي في مطار أربيل
  • الرادارات تحت القصف.. الطائرات المسيّرة تهدد السيادة الجوية من بغداد إلى كركوك
  • كردستان العراق: إسقاط مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل
  • كردستان العراق يعلن إسقاط مسيّرة قرب قاعدة للتحالف في مطار أربيل
  • جدل بين العراقيين بعد قرار أمانة بغداد وقف أعمال أضخم مول بالبلاد
  • رئيس الوزراء العراقي يجتمع مع سفير دولة قطر
  • دراسة تحليلية حول ظاهرة ثقافة التصلب في المجتمع العراقي وأبعادها الاجتماعية
  • أرنولد:هدفي إسعاد الشعب العراقي