كيف تتشكل العواصف المدمرة؟.. آخرها عاصفة دانيال في ليبيا (فيديو)
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
العواصف الرعدية مسؤولة عن تطوير وتكوين العديد من الظواهر الجوية الشديدة، وتشكل العديد من المخاطر الكبيرة، آخرها ما حدث في ليبيا، إذ تسببت في اختفاء 25% من مدينة درنة ووصل عدد القتلى إلى 5 آلاف و300 شخص، بحسب ما ذكرته شبكة «سايجينكس» المهتمة بأمور الطقس.
كيف تتشكل العاصفة؟العواصف من أعنف الظواهر على وجه الأرض، وتتشكل بالقرب من خط الاستواء فوق مياه المحيط الدافئة، وفي الواقع، يُستخدم مصطلح العاصفة فقط للعواصف الكبيرة التي تتشكل فوق المحيط الأطلسي أو شرق المحيط الهادئ.
والمصطلح العلمي العام لهذه العواصف، أينما حدثت، العاصفة المدارية، الأسماء الأخرى التي يتم إعطاؤها لهم، اعتمادًا على مكان ولادتهم في العالم، هي العاصفة أو العاصفة المدارية الشديدة أو العواصف الإعصارية الشديدة، ومهما كان اسمها، فإن نفس القوى والظروف تعمل على تشكيل هذه العواصف العملاقة، والتي يمكن لأي منها أن تسبب أضرارًا أو دمارًا عندما تضرب الأرض التي يعيش فيها الناس.
مقطع لإعصار ليبيا عن قرب، شي مهول..
البيوت تتطاير في السماء كالأوراق!
نسأل الله العفو والعافية.
اللهم الطف بهم وعافي مبتلاهم وارحم موتاهم واجبر كسرهم.#إعصار_دانيال #ليبيا_تستغيث #زلزال_المغرب #صباح_الخيرᅠ pic.twitter.com/xOrTxTgQmd
وتشبه العاصفة المدارية المحركات التي تتطلب هواءً دافئًا ورطبًا كوقود، لذا فإن المكون الأول اللازم للعاصفة المداري هو مياه المحيط الدافئة، وهذا هو السبب في أن العواصف المدارية تتشكل فقط في المناطق الاستوائية حيث يكون المحيط 80 درجة فهرنهايت على الأقل لأعلى 50 مترًا تحت السطح.
والمكون الثاني هو الرياح، في حالة العواصف التي تتشكل في المحيط الأطلسي، توفر الرياح التي تهب غربًا عبر المحيط الأطلسي من أفريقيا المكون الضروري، وعندما تمر الرياح فوق سطح المحيط، يتبخر الماء ويرتفع، مع ارتفاعه، يبرد بخار الماء، ويتكثف مرة أخرى في قطرات المياه الكبيرة، مكونًا سحب تراكمية كبيرة، وهذه السحب هي مجرد البداية.
4 مراحل تطور العاصفة المداريةوقسم خبراء الأرصاد الجوية تطور العاصفة المدارية إلى 4 مراحل: الاضطرابات الاستوائية، والاكتئاب الاستوائي، والعاصفة الاستوائية، والإعصار المداري الكامل.
1- الاضطرابات الاستوائية: عندما يتكثف بخار الماء من المحيط الدافئ لتشكيل السحب، فإنّه يطلق حرارته في الهواء، ويرتفع الهواء الدافئ ويتمّ سحبه إلى عمود السحب، ويستمر التبخر والتكثيف، مما يؤدي إلى بناء أعمدة السحابة أعلى وأكبر، ويتطور النمط، إذ تدور الرياح حول مركز، نظرًا لأن العمود المتحرك من الهواء يواجه المزيد من السحب، فإنه يصبح مجموعة من السحب الرعدية، تسمى الاضطراب الاستوائي.
2- المنخفض الاستوائي: مع نمو العاصفة الرعدية أعلى وأكبر، يبرد الهواء الموجود أعلى عمود السحابة ويصبح غير مستقر، وعندما يتم إطلاق الطاقة الحرارية من بخار الماء المبرد يصبح الهواء الموجود أعلى السحب أكثر دفئًا، مما يجعل ضغط الهواء أعلى ويؤدي إلى تحرك الرياح بعيدًا عن منطقة الضغط العالي، وتتسبب هذه الحركة والاحترار في انخفاض الضغوط على السطح، ثم يتحرك الهواء على السطح نحو منطقة الضغط المنخفض، ويرتفع، ويخلق المزيد من العواصف الرعدية، وتدور الرياح في عمود سحابة العاصفة بشكل أسرع وأسرع، وتدور في حركة دائرية، وعندما تصل الرياح إلى ما بين 25 و38 ميلاً في الساعة، تسمى العاصفة منخفضًا استوائيًا.
3- عاصفة استوائية: عندما تصل سرعة الرياح إلى 39 ميلاً في الساعة، يصبح المنخفض الاستوائي عاصفة استوائية، وهذا أيضًا عندما يطلق على العاصفة اسم، وتهب الرياح بشكل أسرع وتبدأ في الالتواء والدوران حول العين، أو مركز الهدوء، للعاصفة، اتجاه الرياح عكس اتجاه عقارب الساعة (من الغرب إلى الشرق) في نصف الكرة الشمالي وعكس اتجاه عقارب الساعة (من الشرق إلى الغرب) في نصف الكرة الجنوبي، تُعرف هذه الظاهرة باسم تأثير «كوريوليس».
4- إعصار: عندما تصل سرعة الرياح إلى 74 ميلاً في الساعة، تصبح العاصفة إعصارًا رسميًا، يبلغ ارتفاع العاصفة 50 ألف قدم على الأقل وعرضها حوالي 125 ميلاً، ويبلغ عرض العين حوالي 5 إلى 30 ميلاً، والرياح التجارية (التي تهب من الشرق إلى الغرب) تدفع الإعصار نحو الغرب - باتجاه منطقة البحر الكاريبي، خليج المكسيك، أو الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة تتسبب الرياح وضغط الهواء المنخفض أيضًا في تراكم كومة ضخمة من مياه المحيط بالقرب من عين الإعصار، الذي يمكن أن يسبب عواصف وحشية عندما تصل كل هذه المياه إلى اليابسة.
وعادة ما تضعف الأعاصير عندما تضرب اليابسة، لأنها لم تعد تتغذى بالطاقة من مياه المحيط الدافئة، ومع ذلك، غالبًا ما يتحركون بعيدًا إلى الداخل، ويلقون عدة بوصات من الأمطار ويتسببون في الكثير من أضرار الرياح قبل أن تنتهي تمامًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العاصفة دانيال العواصف العاصفة ليبيا العاصفة المدارية العاصفة المداریة میاه المحیط
إقرأ أيضاً:
سهند.. المدمرة الإيرانية الشبح
المدمرة الشبح "سهند" هي ثالث مدمرة من طراز "موج" تصنع في مصانع القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني، وانضمت لأول مرة للأسطول الجنوبي في ديسمبر/كانون الأول 2018، وهي مزودة بمهبط للطائرات المروحية (الهليكوبتر) وقاذفة توربيدات ومدافع مضادة للطائرات والسفن وصواريخ أرض-أرض وأرض-جو وأنظمة حرب إلكترونية.
وشهدت إيران في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 إعادة إطلاق مدمّرة سهند في مياه الخليج للمرة الثانية، وذلك بعد عملية تأهيل وتجهيز استمرت نحو عام ونصف عام، إثر الحادث الذي أدى لغرقها في 6 يوليو/تموز 2024 عقب فترة قصيرة من تحريكها في ميناء بندر عباس جنوبي البلاد.
وجرى الحدث ضمن مراسم خاصة بمناسبة "اليوم الوطني للقوات البحرية الإيرانية"، بحضور كل من اللواء أمير حاتمي القائد العام للجيش، ونائبه للشؤون التنسيقية الأدميرال حبيب الله سياري، إضافة إلى الأدميرال شهرام إيراني قائد القوة البحرية.
وأثناء كلمته في مركز المنطقة البحرية الأولى بمحافظة هرمزكان المطلة على مضيق هرمز الإستراتيجي، أكد اللواء حاتمي -في فعالية شملت أيضا تدشين القاعدة العائمة "كردستان"- أن الإستراتيجية الدفاعية لطهران ترتكز على الدفاع النشط والردع الذكي، مشددا على جاهزية القوات للقيام بـ"ردّ قاطع ومُحطِّم" في حال أي اعتداء.
وأشار اللواء حاتمي إلى أن إيران لن تنتظر حتى يبادر العدو بالهجوم، مؤكّدا أن القوات المسلحة بكل فروعها "لن تتردّد في بذل أي جهد دفاعا عن البلاد وضمان سلامة الشعب". وشدّد على أن الصناعات البحرية الإيرانية أصبحت في موقع متقدم في مجالات تصنيع القطع السطحية والغواصات ومختلف تجهيزاتها.
التصنيع والتدشينكُشف عن المدمّرة سهند لأول مرة عام 2012، قبل أن تُدشَّن في المياه رسميا في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2018.
وتعتبر سهند ثالث مدمرة إيرانية الصنع من فئة "موج" بعد جماران ودماوند، في حين تواصل القوة البحرية للجيش الإيراني عمليات بناء 4 سفن حربية أخرى.
سُمّيت المدمّرة بهذا الاسم تيمّنا بفرقاطة قديمة من فئة "سام" كانت قد تعرّضت لهجوم من البحرية الأميركية في أواخر الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وأغرِقَت عام 1988.
وكانت هذه الفرقاطة تُسمّى "فرامرز" في عهد الشاه، قبل أن يُعاد تسميتها إلى "سهند" بعد انتصار الثورة الإيرانية التي أطاحت بالنظام البهلوي عام 1979، وصارت تُعرف باسم "البرز".
وفي الثاني من شهر يونيو/حزيران 2021، بدأت المدمرة "سهند" مهمتها الأبرز، إذ شاركت برفقة قاعدة "مكران" العائمة -ضمن الأسطول البحري المرقم 360 التابع لبحرية الجيش الإيراني- في مهمة بحرية استمرت 133 يوما قطعت أثناءها مسافة 46 ألف كيلومتر، وتُعتبر أطول رحلة بحرية عسكرية في تاريخ البحرية الإيرانية.
إعلانوأثناء هذه المهمة، عبر الأسطول البحري 3 محيطات و7 بحار، حتى طاف حول قارة أفريقيا ووصل ميناء سانت بطرسبرغ، وشارك في العرض البحري بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس البحرية الروسية.
المواصفات التصميم: شبحي يقلل من بصمتها الرادارية ويجعلها أقل قابلية للكشف. الطول: 94 مترا. العرض: 11 مترا. الارتفاع: 16 مترا. الوزن: يتراوح بين 1200 و1500 طن. السرعة: تبلغ نحو 30 عقدة بحرية (العقدة توازي 1.8 كلم/ساعة تقريبا) وبذلك أصبحت قادرة على قطع مسافة بحدود 56 كيلومترا في الساعة. نظام الدفع: مكون من 4 توربينات بقوة 10 آلاف حصان. كما أنها مزودة بأربعة مولدات تعمل بالديزل توفر 740 حصانا إضافيا. القدرات والمميزاتتجمع المدمرة "سهند" بين قدرات الدفاع الجوي ومكافحة السفن والغواصات، مما يجعلها عنصرا متعدد الأدوار ضمن إستراتيجية البحرية الإيرانية.
وتملك قدرات متطورة في مجالي الاستشعار والاتصالات، ويبدو من خلال تصميمها حرص القائمين على بنائها على استقلاليتها في العمل لفترات طويلة وقدرتها على تنفيذ مهام متنوعة.
يبلغ عدد أفراد طاقم المدمرة نحو 140، وتم تصميمها للبقاء في البحر مدة تصل إلى 150 يوما بدعم إعادة التموين.
وتم تجهيزها بمجموعة تسليحية متنوعة تمكنها من التصدي لمختلف التهديدات، بما في ذلك مدفع بحري من عيار 76 ملم ومن طراز "فجر-27″، إلى جانب تزويدها بمجموعة من الصواريخ تشمل صواريخ "محراب" أرض-جو، وصواريخ "نور" أو "قادر" المضادة للسفن.
كما أنها مجهزة بمدفع "فتح-40" من عيار 40 ملم ومدافع "أورليكون" سريعة الطلقات من عيار 20 ملم للدفاع الجوي القريب، وزوج من القواذف ثلاثية الأنابيب لإطلاق توربيدات من عيار 324 ملم، ورشاشات ثقيلة للمواجهات القتالية قريبة المدى.
منصة المروحيات موجودة في مكانها التقليدي بمؤخرة السفينة الحربية، وتتمتع بالقدرة على استيعاب هليكوبتر من طراز "بيل 214" أو ما يماثله. ويمكن استخدام هذه الطائرة وسيلة نقل أولية أو للحرب المضادة للغواصات.
والسفينة الحربية مسلحة بصواريخ بالستية؛ منها 4 صواريخ أرض-جو من طراز "محراب" و 4 صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "نور" أو 8 صواريخ من طراز "قادر".
نسخة مطورةوفي النسخة المُطورة منها، أُجريت تغييرات جوهرية على الهيكل والأنظمة التشغيلية مع زيادة طول الهيكل 8 أمتار مقارنة بالنسخة السابقة، حتی أصبحت هذه السفينة تتمتع بثبات بحري أكبر، وزادت قدرتها على حمل المعدات والأسلحة.
وأثناء إعادة تصميمها إثر غرقها في المياه الخليجية في 2024، تم تحسين أنظمة الدفاع الجوي وتعزيز قدرتها على التعامل مع الأهداف منخفضة الارتفاع ومتوسطة المدى، إلى جانب تحسين أنظمة المعلومات والإشارات والحرب الإلكترونية.
في النسخة الجديدة، وصلت قدرة إطلاق الصواريخ للمدمرة "سهند" في القسم الدفاعي إلى 18 صاروخا، مما يُمثل قفزة في قدرتها علی الدفاع من مسافات قريبة.