موقع 24:
2025-05-09@20:03:25 GMT

طوفان وزلزال وإخوان.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

طوفان وزلزال وإخوان.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

زلزال مدمر، فيضانات طوفانية، وقبلها حرائق واسعة في دول عربية عدة، من المغرب إلى ليبيا، ومن الجزائر إلى تونس، ومن العراق، وسوريا، إلى لبنان، لم تشهد الدول العربية، سلسلة نكبات وكوارث كما التي شهدتها في هذه السنة.

هز الزلزال المغرب، فأدمى قلوب العرب من المحيط إلى الخليج، وأغرقت الأمطار الطوفانية في ليبيا، في سيل من الحزن والألم، وامتدت موجة التعاطف والأسى مثل تسونامي عابر للقارات والدول والديانات والثقافات إلا في منطقتنا العربية، التي تكالبت عليها هذه المصائب.


وكأن العرب لا يكتفون أبداً، بمثل هذه الكوارث، ولا يترفعون عن تجرع كأس المرارة، وكأنه كُتب عليهم أن تنهشهم المصائب الطبيعية والآفات البشرية، ففي الوقت الذي لم تجف فيه دموع الليبيين خاصة الأطفال والثكالى، قبل جفاف الأرض، قال القيادي في تنظيم الإخوان الليبي وعضو البرلمان السابق، من حزب العدالة والبناء، الواجهة السياسية للإخوان في العاصمة طرابلس، محمد مرغم، وبلغة وأسلوب لا يخلو من شماتة وتشفٍ، إن عاصفة "دانيال" التي ضربت ليبيا، وخلف آلاف القتلى وشردت ما لا يحصى ولا يُعد، عقاب إلهي، لحكومة المنطقة الشرقية في البلاد، بسبب سماحها بالتعامل بالفوائد المصرفية.
ولأن المجال هنا، ليس لمناقشة مسألة خلافية مزمنة بين الفقهاء، ورجال الدين المسلمين أنفسهم قبل أن تكون مسألة خاضعة للاجتهاد العلمي والديني، فإن ما يهم هنا ليس الحسم في مثل هذه المسائل، ولكن توقيت مناقشتها أو إثارتها، خاصةً أنها ليس الأولى من نوعها لا في ليبيا، ولا في غيرها.
ففي ليبيا أيضاً قال قائد إحدى الميليشيات في العاصمة طرابلس، والإخواني الآخر، ناصرعمار الذي يقود ميليشيا قوة الإسناد ضمن "بركان الغضب" الميليشيات التي تُهيمن على الغرب الليبي، إن العاصفة "دانيال" عقاب إلهي للمنطقة الشرقية، في ليبيا، بسبب الإقرار بالعمل بالفوائد في النظام المصرفي.
إن هذا الخطاب الذي يُعد سمة أساسية في الخطاب الإخواني بشكل خاص، وقاعدة كل خطاب تكفيري متشدد، ليس مستغرباً في أدبيات تنظيم الإخوان المسلمين في عالمنا العربي منذ حوالي قرن كامل، خطاب متسلق، انتهازي، شعبوي، يمثل نموذجاً مؤسفاً لما أصبح عليه الخطاب السياسي أحياناً من إسفاف وتدهور.
والواقع أن هذا الخطاب ليس حكراً على الإخوان وحدهم، بل هو قاسم مشترك بين من يدعي الإسلام أو الدفاع عنه، وآخر الأمثلة على ذلك ما أطلقه العراقي مقتدى الصدر، الذي ادعى أن "دانيال" عقاب إلهي لليبيا على اختفاء موسى الصدر هناك، وأن زلزال المغرب، عقاب إلهي بسبب انتشار الفساد، وأوضح عبر "إكس" بعد الزلزال أن " البلاء قد عم على أهل الأرض، وهو ما يعني أن سخط الله على أهل الأرض ما زال مستمراً".
إن الصدر في العراق، ومرغم أو عمار، في ليبيا، للأسف أصوات شائعة في العالم العربي، خاصةً في أوقات النكبات والأزمات، أصوات تُبشر بثقافة الشماتة والتشفي، والتجارة بالآلام والجراح، في منطقة لم يهدأ أنين سكانها منذ عقود، وبدل نشر ثقافة العمل والعلم، لرفع تحديات جسيمة كثيرة، وبدل الدعوة إلى التضامن والتآزر، والمحبة والأخوة الإنسانية، تنطلق مثل هذه الأصوات لتبشر بغد أكثر ظلمة، وبمستقبل أشد قتامة.
وإذا تسنى لمثل هؤلاء التسلل إلى المشهد العام، لإسكات مثل هذا الفحيح، فإن ذلك ليس خطأهم، بل خطأ مجتمعات تقبل مثل هذه النماذج، وتتيح لها الرواج والانتشار، في ظل انكفاء الخطاب الديني المستنير والإنساني، وفي ظل جُبن أصحاب الرأي وحملة القلم أحياناً عن التصدي لهم ولجم انحرافهم الفكري والديني أيضاً، فالزلزال أو الطوفان، ليس عقاباً وليس انتقاماً من الله عز وجل، ولا يُمكن لمجتمعات مثل مجتمعاتنا تحلم منذ عقود باللحاق بركب الأمم المتطورة، لحل مشاكلها وأزماتها، أن تنتكس فكرياً وأخلاقياً، إلى المستوى الذي يعكسه مثل هذا الخطاب، الذي لا يختلف في بنيته عن الخطاب "الديني" الذي ساد في العصور الغابرة، والذي كانت تعكسه الأساطير البابلية، أو الفرعونية، أو الإغريقية والرومانية القديمة، عن صراعات الآلهة، وانتقام بعضها من بعض أو من البشر، في نكوص معرفي وروحي قبل أن يكون ارتداداً اجتماعياً، أو تدهوراً سياسياً وأخلاقياً، إلى مستويات مجهولة من الدونية، أثارت السخرية والاستهزاء من دعاتها، قبل، ومع، وبعد أبي الطيب المتنبي، الذي اختصر المسألة في بيته الشهير:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فی لیبیا مثل هذه

إقرأ أيضاً:

ضياء رشوان: عملية طوفان الأقصى أيقظت الوعي العربي

كتبت -داليا الظنيني:

أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن ما تقوم به إسرائيل منذ احتلالها لفلسطين يتجاوز مجرد السيطرة على الأرض، ليصل إلى محو الثقافة والهوية العربية، وهو ما يجعل من الاحتلال الإسرائيلي احتلالًا استثنائيًا في طبيعته العدوانية والتوسعية.

وأوضح "رشوان" في كلمته خلال الندوة التي أدارها الإعلامي نشأت الديهي وأذاعها ببرنامج "المشهد" المذاع على فضائية TeN، مساء الأربعاء، أن الصراع لم يكن يومًا خلافًا سياسيًا عابرًا، بل هو صراع وجودي، مضيفًا: "لم يُجمع العرب على مائدة واحدة في تاريخهم الحديث إلا لمقاومة هذا الاحتلال".

ولفت إلى أن دور مصر في القضية الفلسطينية لم يبدأ بعد ثورة 23 يوليو كما يظن البعض، بل سبق ذلك بكثير، مشيرًا إلى أن مصر شاركت في حرب 1948 تحت الحكم الملكي، وبعد الثورة، تعزز هذا الدور وأصبح أكثر قوة ووضوحًا.

وأشار إلى أن الانتماء العربي ليس شعارًا سياسيًا بل شعور وجداني راسخ في وجدان كل عربي، وأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي الدول العربية تعكس طبيعتها التوسعية وعدوانها المستمر.

وشدّد على أن عملية طوفان الأقصى شكلت نقطة تحول في استعادة الزخم العربي تجاه القضية الفلسطينية، وقال: "هذه العملية جاءت لتوقظ الضمير العربي، بعد أن حاول البعض تشويه صورة الفلسطينيين".

وأضاف أن رد الفلسطينيين بدمائهم وصمودهم أكد أن القضية الفلسطينية ما زالت قضية حية ومركزية في وجدان الأمة، مختتمًا بالتأكيد على أن فلسطين ليست قضية محلية أو إقليمية ضيقة، بل هي قضية عربية شاملة، قائلاً: "ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على دول مثل لبنان وسوريا واليمن والضفة وغزة، يثبت أنها تهديد مباشر للأمن القومي العربي برمّته".

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

ضياء رشوان الهيئة العامة للاستعلامات إسرائيل طوفان الأقصى مصر القضية الفلسطينية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة السيسي: حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل هو الأفضل أخبار وكيل الأزهر: القضية الفلسطينية يجب أن تشغل موقعًا مهمًا في نفوس الشباب أخبار مدير مرصد الأزهر: منتدى "اسمع واتكلم" يناقش دور الشباب في التوعية بالقضية أخبار مدبولي: العلاقات بين مصر والإمارات روابط أخوية راسخة أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

ضياء رشوان: عملية "طوفان الأقصى" أيقظت الوعي العربي

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • دينية النواب: مشروع قانون الفتوى خطوة لضبط الخطاب الديني ومواجهة التطرف
  • “الحديد والصلب” توقع مذكرة تفاهم للحد من الانبعاثات داخل ليبيا
  • تلفيق تهم ضد فتى بالقدس تحرر في صفقة طوفان الأحرار
  • حين تحكم الشعبوية… ما مصير الاقتصاد؟
  • الدويري: مصر قدمت حلا لأزمة غزة بعد 14 يوما من طوفان الأقصى
  • ضياء رشوان: عملية طوفان الأقصى أيقظت الوعي العربي
  • أول تعليق من القسام على استشهاد أحد قادتها بجنوب لبنان
  • وزير الأوقاف في مجلس الشيوخ لاستعراض سياسات الحكومة بمجال تجديد الخطاب الديني
  • تجديد الخطاب الديني بين هوية الخطاب وخطاب الهوية.. مشاتل التغيير (17)
  • د.ابراهيم الصديق على يكتب: إشارات على خطاب البرهان