مهيدات: تعديل مستمر على أسس التسعير وأسعار الأدوية المحلية
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
#سواليف
انطلقت أعمال المؤتمر الصيدلاني الأردني السادس عشر بعنوان “الصيدلة في المئوية الثانية: رؤية مستقبلية” اليوم الخميس، بحضور الدكتور يوسف القسوس مندوبا عن رئيس مجلس الأعيان دولة فيصل الفايز، بمشاركة عربية ودولية واسعة تشمل كلاً من السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وفلسطين، ولبنان، وبريطانيا، والولايات المتحدة، والهند، وأستراليا.
وقال نقيب صيادلة الأردن نائب رئيس اتحاد الصيادلة العرب الدكتور محمد عبابنة في حفل الافتتاح، “نفتتح أعمال مؤتمرنا الدولي، والذي يأتي انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية، والاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته للقطاع الصحي، للنهوض بجوانبه كافة وتطويره؛ من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتحسين جودتها ورفع كفاءتها، حيث نحرص في نقابة صيادلة الأردن، ومن خلال مؤتمرنا هذا، على تحقيق رؤى جلالته، من خلال التشاركية مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة، والسعي الدؤوب لتطوير أشكال الممارسة والرعاية الصيدلانية، وتحسين مخرجاتها، وتعزيز دور الكوادر البشرية الصيدلانية والصناعة الدوائية في توفير الأدوية وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.”
وأضاف “نسعى من خلال مؤتمرنا استشراف آفاق تطور مهنة الصيدلة في الأردن على الأصعدة كافة، ومناقشة التحديات التي تواجه المهنة ومنتسبيها، عبر برنامج زاخر بجلسات حوارية وورش عمل ومحاضرات علمية ومهنية متنوعة، بحضور ومشاركة صناع القرار، وبالتالي الخروج بالتوصيات المناسبة، وبما يسهم في صياغة رؤية المهنة واستراتيجيتها في المستقبل وحتى عام 2030، وينعكس على تطور ورقي المنظومة الصحية في الأردن، في ظل ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي مستمر”.
مقالات ذات صلة القبض على أكبر مروج للزيت المغشوش في الأردن 2023/09/14وأكد عبابنة أن المؤتمر يسعى لتعزيز البحث العلمي والابتكار في الصناعة الدوائية والممارسة المهنية، وتطوير التعليم والتدريب الصيدلاني، فضلا عن توفير فرص للتعاون وتبادل ونقل المعرفة بين الخبراء والمختصين في قطاع الصيدلة.
من جهته، قال رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدكتور وصفي النوافلة “لقد عملنا منذ عدة أشهر على قدم وساق في اللجنة العليا للمؤتمر وجميع اللجان المنبثقة عنها ومجلس موظفي النقابة على وضع البرامج العلمية والمهنية والاجتماعية كافة، وغيرها من الترتيبات اللازمة ليخرج المؤتمر بالمستوى الذي يليق بأردننا الحبيب ومهنتنا الإنسانية”.
وبين أن أعمال المؤتمر تشتمل على برنامجين أساسيين هما البرنامج العملي والبرنامج المهني، ويضم 54 محاضرة و13 ورشة عمل وجلسات حوارية، بالإضافة إلى بوسترات علمية ومهنية.
وأشار النوافلة إلى أن البرنامجين العلمي والمهني يأتيان تحت 6 محاور أساسية للمؤتمر هي الممارسة والرعاية الصيدلانية، والإدارة والاقتصاد والتسويق الصيدلاني، والمعلوماتية وإدارة المعلومات في الصيدلة، والتطوير المهني والتعليم الصيدلاني المستمر، والصناعات الدوائية، والتطور التكنولوجي الجودة والسلامة الدوائية.
من جهته، أكد مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار محمود مهيدات خلال العرض التقديمي في حفل الافتتاح أن مشاركة المؤسسة في هذا المؤتمر جاءت انطلاقا من رؤية التحديث الاقتصادي، ورؤية جلالة الملك عبد الله الثاني للعمل والإنجاز من أجل أردن جديد، وأن المؤسسة تسعى للتغيير ودعم وتطوير الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الاستثمار في صناعة الأدوية وتحسين بيئة الأعمال وتحديث الأنظمة المتعلقة بهذه الصناعات لتعزيز جودة الدواء وحماية المريض وتشجيع الابتكار والتطوير التكنولوجي.
وأشار مهيدات إلى دور المؤسسة المحوري في دعم صناعة الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والتي لها أثر على دعم الاقتصاد الوطني من خلال إقرار ونشر نظام فحص الدواء، ونشر أسس التصنيع الجيد المعتمدة عالميا والتعديل المستمر على أسس التسعير ومراجعة أسعار الأدوية المحلية، إضافة إلى استحداث الخدمات الإلكترونية وأتمتتها، والتي تأتي انسجاما مع أهداف المؤتمر المرجوة.
وقال إن مؤسسة الغذاء والدواء تحرص دائما على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والحكومية، بالإضافة إلى توفير الدعم الفني والتوعية للشركات العاملة في قطاع الأدوية وتشجيع الشركات الناشئة في صناعات الأدوية.
وجرى خلال حفل الافتتاح، عرض فيلم وثائقي استعرض تاريخ قطاع الصيدلة في الأردن وتطوره، وأهم الإنجازات التي وصل إليها هذا القطاع على الصعيد المحلي والعالمي.
وفي نهاية الحفل، تم افتتاح معرض بمشاركة أكثر من 40 شركة من شركات الأدوية والصيدليات وشركات من القطاع الخاص.
بترا – علي الحلاحله
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
نزيف مستمر لقيادات القاعدة في اليمن: اغتيالات متكرّرة تفضح تفككًا داخليًا
تتسارع وتيرة الانهيار الداخلي داخل تنظيم القاعدة في اليمن بصورة غير مسبوقة، مع اتساع رقعة الاغتيالات والتصفيات التي تستهدف قادته الميدانيين خلال العام 2025، في مؤشر واضح على تفكك البنية التنظيمية وتآكل الثقة بين مكوّناته الداخلية.
هذا "النزيف القيادي" لم يعد مجرد حوادث متفرقة، بل بات سمة ملازمة لحالة الاشتعال الداخلي التي يعيشها التنظيم على وقع انقسامات متعمقة وصراعات نفوذ وولاءات متضاربة، تزامناً مع الضربات الأمنية والاستخباراتية المتكررة التي قلّصت من قدرته على الحفاظ على وحدة الصف والسيطرة.
وفي أحدث حلقات هذا النزيف، قُتل القيادي الميداني السابق في التنظيم، باسل المرواح البابكري، الأربعاء، برصاص مسلح مجهول في منطقة حبان الوادي بمديرية حبان جنوبي محافظة شبوة، وفق ما أفادت مصادر محلية. وتشير المصادر إلى أن المسلح ترصد للبابكري وأطلق عليه النار من سلاح شخصي، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يتمكن الجاني من الفرار دون التعرف على هويته أو دوافع الهجوم.
ويُذكر أن البابكري كان أحد أبرز مسؤولي التنظيم في شبوة قبل أن تعتقله قوات "النخبة الشبوانية" في العام 2017، ليُفرج عنه في مطلع 2020.
جاءت هذه التصفية بعد 48 ساعة من غارة أمريكية بطائرة بدون طيار استهدفت اجتماعاً لقيادات التنظيم في أطراف مأرب، وأدت إلى مقتل القيادي الشرعي أبو عبيدة الحضرمي، ومرافقه في الجهاز الأمني للتنظيم أنيس الحاصلي، في ضربة وُصفت بأنها من الأعنف خلال الأشهر الماضية.
ومع استمرار تساقط القيادات، بات التنظيم يفقد كتلة مؤثرة من عناصره المحورية؛ إذ سجّلت الأشهر الأخيرة مقتل ما لا يقل عن 14 قائداً رفيعاً و10 مساعدين في عمليات اغتيال وهجمات جوية ومواجهات أمنية في مناطق جنوب وشرق اليمن، بحسب تقارير أمنية. وتشمل هذه القيادات مسؤولين عن التخطيط العملياتي، ووحدات الاغتيالات، وأجنحة التمويل والإمداد، ما انعكس مباشرة على قدرته على التنسيق وتماسك الهياكل التنظيمية.
الأحداث الأخيرة تعيد إلى الواجهة سلسلة طويلة من التصفيات التي هزّت التنظيم خلال العام، بينها مقتل القيادي البارز سليمان عبدالسلام الخشي الملقب بـ"شداد الخولاني" في محافظة المهرة في أغسطس الماضي، ونجاة القيادي عبدالواسع الصنعاني المعروف بـ"الصندوق الأسود للتنظيم" بعد تعرضه لإطلاق نار في وادي عبيدة بمأرب، بالإضافة إلى اغتيال خبير المتفجرات فواز القصيمي في المنطقة ذاتها على يد مسلح مجهول.
وترى مصادر أمنية أن ما يحدث داخل التنظيم يتجاوز نطاق الضربات الأمنية، ليصل إلى تصفية حسابات داخلية مرتبطة بصراع الأجنحة، وتباين الولاءات بين تيارات تتأرجح بين الارتباط بداعش أو القاعدة الأم، فضلاً عن صراع على الموارد المالية وخطوط الإمداد.
هذه الانقسامات العميقة تُعد – وفق المصادر – أحد أبرز الأسباب وراء "انهيار منظومة الثقة" داخل التنظيم، وتحوّل قياداته إلى أهداف سهلة لخصومات داخلية وكمائن تُنصب من داخل الصف نفسه أكثر مما تأتي من خارجه.
وبينما يواصل التنظيم خسارة قادته واحداً تلو الآخر، تتزايد المؤشرات على أنه يمر بمرحلة هي الأكثر هشاشة منذ سنوات، ما يهدد بقاءه ككيان منظم، ويفتح المجال أمام مزيد من التشظي وتحوّل عناصره إلى خلايا متناثرة قد تكون أكثر عشوائية وخطورة، خصوصاً في المحافظات التي شهدت عودة للاضطرابات خلال العام الجاري.