الشارقة في 15 سبتمبر / وام / أكد سعادة طارق علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته ال 12 طرح حلولاً في غاية الأهمية لتحديات الموارد والثروات تشكل بوصلةً لمساعي العالم نحو تحقيق التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي وترشد فرق الاتصال الحكومي والإعلاميين في كل مكان نحو تبني القضايا والرسائل المناسبة ليكونوا مساهمين في بناء عالم يستثمر موارده ويحولها إلى ثروات حقيقية ترتقي بمستوى وجودة حياة الإنسان وتعزز أمنه واستقراره.

جاء ذلك في ختام النسخة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي انطلق على مدى يومين في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "موارد اليوم.. ثروات الغد" بحضور 11,700 زائر.

وأضاف علاي إن أهم ما شهدناه في فعاليات المنتدى إلى جانب الحوارات الثرية والتجارب الملهمة هو أن العالم متحد في مواجهة التحديات ومتعاون في تحقيق الطموحات وأن العقبات التي كان ينظر إليها بأنها تشكل عائقاً أمام المجتمعات ليست سوى حافز للمزيد من الابتكارات التي تقدم حلولاً مبدعة للمشكلات الراهنة التي تعاني منها مجتمعات العالم لقد أثبت المنتدى أن الثروة الحقيقية للأمم هي ثروة التفكير والإرادة فجميع الثروات المادية على هذا الكوكب لا يمكن أن تتحول إلى مشاريع حضارة وتقدم إلا إذا كانت تدار بثقافة مؤمنة بإمكانية التطور ومدركة أن تغيير الواقع يبدأ بتغيير الذات والمفاهيم السائدة ووضع تصورات طموحة وواعية نحو المستقبل.

وأوضح علاي : لقد برهنت حوارات المنتدى خلال يومين إن مهمة الاتصال الحكومي والإعلام فيما يتعلق باستثمار وإدارة الثروات واكتشاف الموارد المادية وغير المادية أكبر بكثير مما هو سائد ففي هذا العصر نحن بحاجة إلى فهم أعمق للثروات الحديثة التي أنتجتها العلوم والتقنيات وتطور المهارات البشرية وبحاجة إلى استشراف علمي لثروات المستقبل وتعزيز جاهزيتنا لها وهنا يأتي دور الاتصال في تسليط الضوء على هذه المسائل الملحة بشكل علمي يتسم بالتحليل ويستند للتراكم المعرفي يستخدم التجارب العالمية الناجحة ويعممها لتستفيد منها المجتمعات.

وأوصى المشاركون من المتحدثين في المنتدى الذي بحث أفضل برامج واستراتيجيات إدارة الموارد الطبيعية وتنمية الثروة البشرية وغير المادية بتعزيز الدراسات والبحوث لاستشراف الموارد واستثمارها الأمثل من أجل وضع الخطط التنموية من قبل إدارات الاتصال الحكومي فضلاً عن وضع الخطط بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة لتنمية الثروات غير المادية وتحديد اتجاهها المستقبلي.

كما أوصى المشاركون إلى التعاون في تعزيز برامج الاتصال الحكومي الداعمة لمشاريع الأمن الغذائي وللجهود الاتصالية التي تطرح آليات توظيف الطاقة النظيفة لتكون خيار المستقبل وتعمم فكر المدن المستدامة ضمن شراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل تفعيل مساعي الاستدامة وترشيد الاستهلاك والاستخدام الحكيم للممتلكات مهما كانت قيمتها إلى جانب الاهتمام بالموارد البشرية والقوى العاملة وذلك من خلال وضع معايير ومؤشرات لرصد الصحة النفسية في بيئة العمل والحرص على توفير الدعم النفسي اللازم للموظفين لما لها من دور كبير في تعزيز الإنتاجية وتحفيز الإبداع والابتكار إلى جانب دور الصحة النفسية للعاملين في ترسيخ استقرار ورفاهية المجتمع.

وأكد المشاركون أهمية تشجيع البحث العلمي ذو الغايات التنموية التي تصب في خدمة دعم برامج الأمن الغذائي من خلال إطلاق جائزة لأفضل مشروع بحثي لإصلاح وزراعة الصحراء وتوظيف التقنيات الحديثة من أجل زيادة كمية وجودة الإنتاج بالإضافة إلى إطلاق البرنامج الوطني للمستكشفين الجدد الذي يستهدف احتضان ودعم المشاريع الشبابية القائمة على استثمار موارد غير معتادة في مشاريع إنتاجية جديدة.

وفي سياق غرس الثقافة التنموية في المجتمعات بدءاً من مرحلة الطفولة مروراً بالدراسة الجامعية أوصى المشاركون في المنتدى باستحداث منهج أكاديمي يبدأ من الصفوف الأساسية تحت مسمى "أخلاقيات التعامل مع الموارد" واستحداث منهج أكاديمي جامعي تحت مسمى "الإدارة التنموية للموارد والثروات" يركز على نظريات وآليات الإدارة المستدامة للموارد واستثمار الثروات وتنظيم الثروات غير المادية وتحفيز التفكير النقدي والاستشرافي حول ثروات المستقبل وحول دمج إدارة واستخدام الموارد ضمن سياسات حوكمة الشركات وتطوير قوانين وتشريعات لرصد ممارسات التعامل مع الموارد من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى.

كما أكد المشاركون ضرورة تفعيل محتوى إعلامي واتصالي داعم لبرامج واستراتيجيات إدارة الموارد ويقدم مفاهيم جديدة للثروات وبنائها واستثمارها ويركز أيضاً على أهمية الثروة البشرية لذلك أوصى المتحدثون في المنتدى على أهمية إطلاق برامج متخصصة تستهدف إدارات الاتصال الحكومي في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي في الاتصال والإعلام وإنتاج مضامين تتناسب مع إعلام الميتافيرس وإعلام الذكاء الاصطناعي.

اسلامه الحسين/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الاتصال الحکومی

إقرأ أيضاً:

ورقة بحثية لـ"مركز الدراسات" تحلل التداعيات الإجتماعية لحرب الإبادة وتطرح رؤية للتعافي

غزة - صفا

أصدر مركز الدراسات السياسية والتنموية ورقة سياسات تحليلية بعنوان:"الآثار الاجتماعية لحرب الإبادة على غزة ومتطلبات التعافي "، وذلك في سياق استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما خلّفته من أزمات إنسانية مركّبة وضغوط نفسية واجتماعية غير مسبوقة.

وتناولت الورقة التحولات العميقة في البنية المجتمعية الفلسطينية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، مركزة على الأثر التراكمي للإبادة الجماعية الممنهجة، وتفكيك المجتمع المحلي، وتدمير النسيج الأسري والمدني، والتهجير القسري واسع النطاق، كما تستعرض التحديات الكبرى في مجال الصحة النفسية والتعليم والعمل والحماية الاجتماعية، إلى جانب تفكك النظم الاجتماعية التقليدية.

وأشارت الورقة إلى أن "ما يجري في غزة ليس مجرد دمار مادي بل عملية تجريف اجتماعي منظم تهدف إلى كسر قدرة الفلسطينيين على إعادة بناء ذاتهم"، محذرة من آثار كارثية طويلة المدى ما لم يتم التحرك العاجل نحو خطة تعافٍ مجتمعي شاملة وعادلة.

وأوصت الورقة بمجموعة من الإجراءات والسياسات الملحّة، من أبرزها: إطلاق مسح وطني اجتماعي شامل لتقييم الأضرار النفسية والسلوكية والتعليمية، وتفعيل أدوات الدعم النفسي والاجتماعي على نطاق مجتمعي واسع، مع تدريب كوادِر محلية متخصصة، وتبني مقاربة "التعافي القائم على المجتمع" وتعزيز دور العائلات الموسعة والروابط الأهلية، وضمان استجابة فورية من الجهات الدولية والإنسانية لإعادة بناء المنظومة التعليمية والصحية برؤية تراعي البعد الاجتماعي، ودعم جهود المجتمع المدني المحلي كمحور رئيس في عمليات الإغاثة والتعافي والتنمية.

وأكدت الورقة أن التعافي في غزة لا يمكن أن يكون مجرد إعادة إعمار عمراني، بل مشروع وطني اجتماعي متعدد المستويات، يتطلب مقاربة إنسانية عادلة، واعترافًا دوليًا بمسؤولية الاحتلال عن هذا الخراب.

وتندرج هذه الورقة ضمن سلسلة دراسات يصدرها المركز لتسليط الضوء على أبعاد الحرب الجارية وتقديم رؤى سياساتية علمية لصناع القرار والمؤسسات الدولية العاملة في الشأن الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • اجتماع لمناقشة الآليات الكفيلة بتعزيز الموارد المالية في البيضاء
  • أخبار البحر الأحمر: تحرك عاجل لحماية الثروات البحرية وتكريم طالب من أوائل الثانوية الأزهرية
  • يحمي من أمراض القلب.. احرص على تناول هذه الفاكهة
  • دراسات تجريبية مبتكرة بمركز السلطان قابوس لعلاج السرطان
  • ورقة بحثية لـ"مركز الدراسات" تحلل التداعيات الإجتماعية لحرب الإبادة وتطرح رؤية للتعافي
  • الخليفة: حالة النادي المادية والإدارية سهّلت عملية التخصيص
  • وزير الثقافة يطالب المبدعين بتعزيز الهوية العربية وصون التراث
  • نجم الزمالك الأسبق: معسكر العاصمة الإدارية جيد.. ومطالب بتعزيز بعض المراكز
  • الداخلية القطرية: برامج نوعية تعزز الجاهزية الأمنية علمياً وعملياً
  • تعاون بين «راكز» و«بيونير ويلث مانيجمنت» لتعزيز خدمات التخطيط المالي