وزير الأوقاف الفلسطيني: تصاعد اقتحامات المستوطنين للأقصى يهدف الوصول للتقسيم الزماني والمكاني
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني حاتم البكري، إن تصاعد اقتحامات المستوطنين بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، تهدف للوصول إلى التقسيم الزماني والمكاني، وإفراغ المدينة من أهلها بشكل تدريجي وممنهج.
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال تخفيض الحد الأقصى لرواتب لاعبي برشلونة عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصىوأضاف البكري - في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم الأحد أن الاستمرار في هذه الجرائم، يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته، وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات.
ودعا البكري، الدول العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل من أجل حماية المسجد الأقصى، والتصدي لهذه الممارسات العنصرية غير الشرعية وغير القانونية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اقتحامات المستوطنين الاحتلال الإسرائيلى
إقرأ أيضاً:
ماذا حدث في القدس تزامنا مع المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟
بمجرد إعلان الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال تعليماتها الجديدة مع انطلاق العدوان على إيران، كان المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف، إذ أبلغت شرطة الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة أن أبوابه ستغلق أمام المصلين بسبب تعليمات الجبهة الداخلية القاضية بمنع التجمهر.
وأخرجت شرطة الاحتلال على عجل من دخل من المصلين إلى صلاة فجر -أمس الجمعة- وأُغلقت الأبواب في مشهد ذكّر المصلين بجائحة كورونا وما رافقها من تعليمات لوزارة الصحة الإسرائيلية في مارس/آذار 2020، كما ذكّرهم بيوم الجمعة 14 يوليو/تموز 2017 عندما أُغلقت الأبواب بوجه المصلين بالقوة عقب عملية إطلاق نار نفذها 3 شبان من مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني واندلعت على إثرها هبّة البوابات الإلكترونية.
وقد حرم جيش الاحتلال المصلين حينها من أداء صلاة الجمعة في أولى القبلتين، وحُرموا منها أمس مع انطلاق العدوان على إيران، وفي ذلك خرق واضح لـ "الوصاية الهاشمية" ومسؤوليتها عن المقدسات في القدس.
تزامنا مع الهجوم الإسرائيلي على إيران.. تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين لليوم الثاني على التوالي، بذريعة "الامتثال لتعليمات الجبهة الداخلية" بالتزامن مع دوي صافرات الإنذار.
واقتحم عناصر من شرطة الاحتلال فجر أمس الجمعة المسجد الأقصى، وأفرغوا… pic.twitter.com/xME0RKeOj7
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) June 14, 2025
إعلان وصاية هاشمية وقانون عثمانيويفيد الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن المملكة تمارس مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس انطلاقا من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.
وسبق الوصاية الهاشمية قانون "ستاتيكو" (الوضع الراهن) الذي يصنف كقانون دولي، وكان قد سُنّ خلال حكم الدولة العثمانية ويتعلق بالأماكن المقدسة التي يجب "أن تبقى على حالها دون أي مساس أو خرق".
وهذا القانون من شأنه أن يحفظ حقوق الأديان والطوائف، والمعالم التاريخية والدينية وصون هوية الأماكن والمقدسات وتبعيتها الإدارية، بالإضافة إلى الأدوار والصلاحيات الدينية والتاريخية للجميع.
ولكن جيش الاحتلال لا يولي أي أهمية لا للوصاية الهاشمية ولا للقانون العثماني، ويستغل كل فرصة ليظهر نفسه كصاحب السيادة على المقدسات بالقدس وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي تتعامل معه جماعات الهيكل المتطرفة على أنه مقدس يهودي، ويجب بناء "الهيكل الثالث" على أنقاضه.
يقول الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف إن الاحتلال الإسرائيلي لا يفوّت أي فرصة ليُثبّت واقعا أنه يمتلك السيادة الكاملة على المسجد الأقصى.
وذكّر معروف -من خلال حديثه للجزيرة نت- بما أقدم عليه الاحتلال من حصار للمسجد الأقصى مع اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والآن مرّة أخرى وبتضييق أشد مع انطلاق الهجوم على إيران.
"يتعامل جيش الاحتلال مع المسجد الأقصى كما يتعامل مع المناطق التي يفرض سيادة كاملة عليها، فهو يرى المسجد الشريف مثل تل أبيب، ويعتبر أن لديه الحق في فرض تعليماته وسيطرته عليه في أي وقت، رغم أن المناطق التي تخضع للاحتلال العسكري كالضفة الغربية لم يفرض الجيش تعليمات الجبهة الداخلية الجديدة على سكانها" كما يقول الأكاديمي الفلسطيني.
إعلانوبذلك يريد الاحتلال -وفقا لمعروف- أن يوجه رسالة للعالم الإسلامي بأن المسجد الأقصى لم يعد أرضا ذات طبيعة خاصة من ناحية السيادة والإدارة، بل هو جزء أصيل من دولة الاحتلال، ويتم التعامل معه على هذا الأساس، وذلك يعني أنه سيحاول الفترات القادمة تنفيذ خطوات من شأنها تثبيت هذه السيادة الكاملة والتعامل مع الأقصى باعتباره أرضا إسرائيلية ليس للمسلمين فيها أي شيء، وهنا منبع الخطورة.
وبالتزامن مع إغلاق هذا المقدس الإسلامي منعت شرطة الاحتلال دخول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة في البلدة القديمة، كما منعت الوجود في ساحاتها الخارجية، وقال الأرشمندريت عبد الله يوليو الرئيس السابق لدير الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله إنه لا يمكن فصل الإجراءات التي باشر الاحتلال بتطبيقها على الأرض عن الاعتداء على إيران، مضيفا "دخلنا الآن في مرحلة جديدة ومفصلية وما نمرّ به قد يغير الوضع العام".
وأكد الأب يوليو -في حديثه للجزيرة نت- أن الصراع منذ قدوم إسرائيل كان وما يزال وسيبقى صراعا على السيادة، وهذه الدولة لا تأبه بالرعاية الأردنية للأماكن المقدسة.
وكما هو الحال مع كل تدهور أمني، تصرُّ شرطة الاحتلال على التضييق على سكان وتجار البلدة القديمة، وقد تعمدت إقامة حواجز على أبوابها مع الساعات الأولى للعدوان وبدء محاولة المصلين الوصول إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
وقد مُنع المصلون من الدخول، والتجار من غير سكان البلدة القديمة من الوصول إلى محالهم التجارية، وبالتالي كانت الأسواق فارغة مع منع الوصول إليها وأغلقت معظم أبواب الحوانيت.
وثق مواطن مقدسي عمل الأسواق اليهودية في غربي القدس كالمعتاد في ظل الهجوم الإسرائيلي على إيران، فيما أغلقت شرطة الاحتلال أبواب البلدة القديمة ومنعت الدخول إليها باستثناء أهلها، بحجة الامتثال لأوامر الجبهة الداخلية، مما أثر سلبا على عمل التجار وأسواق البلدة القديمة. pic.twitter.com/EJYJfNCB3g
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) June 14, 2025
إعلان استهداف الاقتصادوقارن المقدسيون بين الأسواق العتيقة وأخرى في الشطر الغربي من المدينة، والتي كانت تعج بالمتسوقين، وكأن تعليمات الجبهة الداخلية لا تسري عليها.
وفي تعليقه على ذلك، قال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري إن الاقتصاد المقدسي مستهدف، وكذلك القطاع التجاري والبلدة القديمة تقع في قلب دائرة الاستهداف، ولم تغلق أبواب 500 من محالها التجارية عن طريق الصدفة، بل بسبب التضييقات المستمرة منذ عقود.
إن "حصار البلدة القديمة ممنهج ومدروس بحيث يتم استغلال أي ظرف للضغط على سكانها وتجارها للهجرة منها مع تعاظم المصاعب، وقد باتت هذه البقعة الجغرافية هدفا في كل مواجهة أو عيد يهودي أو حتى أزمة صحية" كما يقول الحموري.