لبنان تحت خطر استخدام أجوائه في المواجهة الاسرائيلية -الايرانية
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
لم يكن لبنان بمنأى عن المواجهات الإسرائيلية الإيرانية، فالأجواء اللبنانية كانت مسرحاً للصواريخ والمسيرات الإيرانية التي عبرتها طيلة ليل الجمعة - السبت، ومعبراً للصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، فأمضى اللبنانيون ليلة صعبة مصحوبة بالخوف من سقوط هذه الصواريخ على المدن والبلدات المأهولة بالسكان.
هذه الحرب المستعرة، دفعت لبنان إلى إغلاق مجاله الجوي لبضع ساعات.
ومع استئناف الرحلات، شهد مطار رفيق الحريري الدولي، زحمة خانقة بين المسافرين الذين تقاطروا للالتحاق بالمواعيد الجديدة لرحلاتهم، ما دفع وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، للاطلاع ميدانياً على سير الأمور في المطار، حيث تفقد مكاتب الحجز واستمع الى شكاوى وملاحظات المسافرين.
وقد اعتبر رسامني أنّ الزحمة والفوضى طبيعية في ظلّ هذه الظروف الاستثنائية، مشيراً إلى أن "المطار سيبقى مفتوحاً الا اذا طرأ أي شيء خارج عن ارادتنا".
بدورها أكدت وزارة الخارجية والمغتربين، أنّها تتابع موضوع اللبنانيين العالقين في الخارج بعد تأجيل رحلاتهم، وتقوم بالاتصالات اللازمة مع الجهات المختصة لتسريع عودتهم، موضحةً أيضاً أنّها تتابع المعطيات ذات الصلة عبر بعثاتها الدبلوماسية في الخارج للوقوف على أوضاع الرعايا المعنيين حيثما تدعو الحاجة.
ورأى الخبير العسكري والأمني العميد سعيد قزح في تصريح ، أنه «باستطاعة الحكومة اللبنانية رفع شكوى إلى مجلس الأمن اعتراضاً على استعمال أجوائها من قبل إسرائيل وإيران، ولكن الكل يعرف أنه لن يكون هناك أي تجاوب من الطرفين، لاحترام سيادة لبنان»، محذراً من أن «استمرار عبور الصواريخ والمسيرات الإيرانية فوق لبنان باتجاه إسرائيل يضع لبنان في مرمى النيران، وينتهك سيادته ويزيد من مخاطر التصعيد العسكري، وله تبعات وخيمة على أمن لبنان واستقراره».
مواضيع ذات صلة "حزب الله" أمام اختبار تجنيبه لبنانَ المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية Lebanon 24 "حزب الله" أمام اختبار تجنيبه لبنانَ المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المواجهة الإیرانیة فنان قدیر حزب الله لبنان فی
إقرأ أيضاً:
الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية
الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية..
..
اربع نقاط جوهرية لابد من استصحابها فى مقاربات المواجهات بين إيران واسرائيل ، دون الاستغراق فى تفاصيل الجانب العسكري والاسلحة المستخدمة ، والتكتيكات وفق مقتضيات المعركة ، ومما ينبغي الوقوف عنده فى خضم كل ذلك زوايا ذات جوانب مهمة في المعركة..
واولها: ايران دولة ذات تاريخ طويل ، يعود إلى الامبراطورية الفارسية وشعب متمرس على تداعيات الحروب وآخرها الحرب مع العراق ، ولديه ارتباط وجودي مع ارضه وبلاده ، وبالتالي قدرتهم على حرب طويلة المدى أكبر من الكيان الاسرائيلي ، والذى اعتمد فيما يبدو على فرضية (انهيار المنظومة السياسية الايرانية) تحت وطأة ضربة خاطفة وتأثير الصدمة وفخ الفضاء الاعلامي والسيطرة على المناورة الجوية..
وهو ما ثبت عدم دقته ، حيث امتصت ايران الصدمات الأولى رغم فداحة خسائرها وبدأت فى التعامل مع معطيات الحرب ، مع أن الضربات الاسرائيلية الأولى كشف عن ثغرات وهشاشة فى المؤسسة العسكرية والأمنية الايرانية لدرجة استهداف أو تصفية رئيس الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان العسكرية..
والنقطة الثانية فى المقاربات تتعلق بالمكونات الداخلية ، فإيران مساحتها أكثر من مليون و600 ألف كيلو متر مربع ، وقياساً مع الكيان الاسرائيلي وهو يستوطن فى ما لا يتجاوز 22 ألف كيلو متر مربع ، هذا الفارق فى المساحة يعطي للإسرائيليين خيارات متعددة للإستهداف وتوجيه الضربات ، كما أنه يعطي الايرانيين حصر ضرباتهم فى مساحات أقل وتأثير أكثر وقعاً ، وقس على ذلك مقارنة الخسائر فى البنية التحتية أو المطارات أو نسبة الخسارة قياساً على عدد السكان (85 مليون نسمة في ايران) و (9.8 مليون اسرائيلي).. وتفاعلات كل طرف مع نتائج الحرب واستنزافها ، ولهذا يمكن القول أن تطاول الحرب ستكون مؤثرة على الكيان الاسرائيلي..
وثالثاً: تمتلك اسرائيل امتياز اسناد دول كبرى ، وقدرة على التمتع بتقنيات الرصد والتتبع ، والحماية (القبة) ، وجمع المعلومات وسرعة تحليلها ، وهذه نقاط ضعف إيران التى تعاملت مع الحرب ببطء اعطى صورة المهزوم..
وبإمكان إيران كسر العظم إذا استخدمت موقعها الجيوسياسي ، وهذا خيار بتداعيات صعبة ، فهو يعنى الدخول فى مواجهة عالمية ، ولذلك استبعد دخول إيران فى هذه المغامرة..
والنقطة الرابعة هى طبيعة النظام السياسي فى كل دولة ، فبينما يعتبر المرشد العام هو المرجعية السياسية والعسكرية فى اوقات الحرب (القائد الأعلى للجيش) ، وبيده كل القرارات الحاسمة دون الكثير من النقاشات والضغوط ، فإن الحكومة الاسرائيلية ذات حمولة سياسية ضاغطة وكنيست وفرقاء من الأحزاب المختلفة وضغوط داخلية..
ستكشف مجريات الحرب خلال الأيام القادمة عن نتائج ذات قيمة عالية وتأثيرات على المدى الطويل فى المنطقة ، خاصة إذا:
– رفضت إيران الدخول في مفاوضات حول سلاحها النووي مع استمرار الهجمات العسكرية عليها ، فإن أى مفاوضات قادمة ستسقط اسطورة (ضربة قاضية) وستفرض خيارات جديدة.. فالنقطة المحورية فى هذه الحرب (الضغط العسكري للإبتزاز السياسي وتقديم تنازلات فى صفقة النووي..
– حدثت خسائر بشرية كبيرة ، ووفق العقيدة الدينية ووفق تجارب الشعوب ، فإن الجانب الاسرائيلي سيتأثر بصورة أكبر دون شك..
ابراهيم الصديق علي
16 يونيو 2025م..