عربي21:
2025-06-16@13:14:46 GMT

حرب المصير...!

تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT

حلم نتنياهو القديم التاريخي بضرب إيران بدأ يتحقق بعد أن حاول مرتين قبل أكثر من عقد قبل أن تواجهه الترويكا الأمنية بالرفض، لكن منذ ذلك العهد جرت مياه كثيرة ودماء كثيرة في الأنهار، والغرابة في الموضوع أن إسرائيل تعتبر أن من حقها أن تقوم بتأديب الدول ومن حقها أن تضرب كيفما تشاء لكنها تندهش عندما يتم ضربها لتعتبر أن الرد الإيراني الطبيعي هو تجاوز للخطوط الحمراء .

..!

هي أم كل الحروب بالنسبة لإسرائيل كما أطلق عليها الصحافي بن كاسبيت ضد دولة تعتبر كما قال «أم كل الأعداء» وحرب النهايات الحالمة لإسرائيل ما قبل إعلان الانتصار النهائي وتتويجها سيداً للمنطقة إذا ما تمكنت من جر الولايات المتحدة للدخول عسكرياً بما تملك من قوة، تسعى إسرائيل منذ عقود لإسقاط النظام وليس فقط البرنامج النووي كما تقول بل إنها كانت شديدة الوضوح باعتبار النظام رأس الحربة الذي أحاط إسرائيل بدائرة النار ويقاتلها بأذرع متعددة.

ضربة إسرائيل الأولى كانت كبيرة جرى الاعتقاد أن الدولة التي تتحضر منذ ربع قرن لتقوم بهذه العملية أنها ستكون كبيرة حد الشلل الذي لا يترك للدولة، لإيران، متسعاً للرد وهذا كان واضحاً من أسماء الجنرالات والقادة الذين قضوا في تلك الليلة، ولكن بالمقابل يبدو أن إيران رغم شدة الضربة كانت أيضاً تتحضر لهذا اليوم ولأن قدرة إسرائيل كما كان يحذر جنرالاتها وقادة أمنها لا تستطيع تغطية الجغرافيا الإيرانية المترامية وإصابة كل الأهداف وهو ما اتضح أنه تقدير واقعي.

الظروف باتت مهيأة لضربة العمر بالنسبة لنتنياهو الذي يعتبر نفسه واحداً من أنبياء إسرائيل الذين أرسلهم «يهوه» لإنقاذها من تدمير الهيكل الثالث على يد إيران، وكذلك للأمن القومي الإسرائيلي، وتمثلت بثلاثة عوامل لم تكن شخصية من أكثر السياسيين مكراً مثل بنيامين نتنياهو أن يفوتها، أولها ما وفرته عملية السابع من أكتوبر من تزويد الرواية الإسرائيلية من ذخيرة بأن أعداء إسرائيل يريدون إبادتها والقضاء عليها وبالتالي من الطبيعي أن تقوم بعمليات ضدهم ولديها من القوة ما يكفي، والثاني هو وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأكثر حرصاً وقرباً لإسرائيل والأكثر إطاعة لبرامجها بدءا من تهجير غزة وصولاً لإسقاط النظام في طهران وتدمير الدولة الإيرانية «كان منتشياً بالضربات الإسرائيلية على إيران أول من أمس».

أما ثالث العوامل وأكثرها أهمية في سياق الهدف الطويل بضرب إيران وهو تمكن إسرائيل من تحطيم وتحجيم ما تسميها الأذرع الإيرانية حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله فما كان من القوة والإرادة لدى الحزب كان كفيلاً بمنع إسرائيل من المغامرة بالانطلاق نحو طهران لسرعة الحركة ولاقتراب الحزب فهو يجلس تحت الجدار، لكن إسرائيل اطمأنت لحالة الحياد، فقد كانت واثقة بأن حزب الله لن يتدخل، أما حركة حماس فلم تعد تطمح لأكثر من وقف الحرب التي أنهكتها.

أم الحروب كما يسميها بن كاسبيت ليست ككل الحروب وإن كان الطرفان يدركان فداحة الخسارة، لكن الحقيقة أنها حرب وجودية بالنسبة لكل منهما، فإيران لم تُخفِ رغبتها بإزالة إسرائيل وكان هذا واحداً من شعاراتها ولم تُخفِ إسرائيل أيضاً رغبتها بإسقاط النظام في إيران، هنا يكمن مأزق الحرب ومن هنا أيضاً صممت إسرائيل ضربتها الافتتاحية لتكون ضربة تطيح بكل القوة التي يمتلكها النظام سواء قوة بشرية «عدد الجنرالات الذين خدعتهم لعقد اجتماع لتتمكن من قتلهم جميعاً» أو قوة عسكرية تبدأ بمنصات الصواريخ ومصانع ومخازن المسيرات وتنتهي بالمفاعلات في نتانز وبوردو.

الطائرات الإسرائيلية تسيطر على أجواء طهران، هكذا يقول المسؤولون الإسرائيليون بفرح غامر فمن كان يحلم؟

هنا أزمة التفوق الإسرائيلي بامتلاك إيران طائرات قديمة لا تصلح للحروب الحديثة ما جعل إيران تحاول التعويض من خلال الصواريخ القادرة على الوصول لمديات أبعد من الطائرات وهي دولة متفوقة بهذا المجال ثم جاء عصر الطائرات المسيرة لتصبح دولة مصدرة في هذا المجال فقد اعتمدت عليها روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

من الواضح أن الحرب ستستمر فلا يمكن أن تتوقف إسرائيل لأن الفرصة لن تتكرر نهائياً وما فعلته حتى الآن أقل كثيراً مما كانت تريد ومن غير الممكن أن تترك النظام في إيران يحمل هذا الثأر ويعيد بناء نفسه بقناعة ضرورة القنبلة النووية لردع التطاول الإسرائيلي وبقناعة نهائية حينها تكون إسرائيل أضرت بمصالحها، لذا من المتوقع أن تستمر بالضربات لاستنزاف النظام وإنهاكه وضرب رجاله ومقرات أسلحته، وربما يتطور الأمر لضرب مراكز الاقتصاد التي لم يقترب الطرفان منها لدى كل منهما وصولاً لما تخطط له إسرائيل بإحداث فوضى شاملة تعم المدن تتكفل تلك مع الدعم الأميركي والغربي بإسقاط النظام .

هكذا تكون إسرائيل تخلصت من أكبر تهديد تمدد على مساحة نصف القرن الماضي كما وصفه الراحل محمد حسنين هيكل «بالرصاصة التي انطلقت في القرن السابع لتستقر في القرن العشرين» وكانت صداع إسرائيل المزمن ولكن هل الأمر بهذه البساطة ؟
وهل إيران التي كانت تعرف أن هناك من يتربص بها منذ عقود لم تجهز نفسها؟
أو هل يمكن لإيران أن تضحي بنفسها أم تذهب لطاولة التفاوض؟
وهل يقبل الإسرائيلي بأقل من الإطاحة بالنظام؟ أسئلة سيحدد السلاح إجاباتها!.

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه إيران الحربة غزة إيران غزة الاحتلال الحرب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

العدوان الإسرائيلي على إيران: نيران فوق أنقاض النظام الإقليمي

لم يكن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران حدثًا عابرًا، بل جزءًا من خطة محكمة ومدروسة تهدف إلى تفكيك أدوات القوة الإيرانية، وإعادة صياغة التوازنات في المنطقة وفق معادلات جديدة تصبّ في صالح إسرائيل، وتعيد تثبيت هيمنتها.

الضربات، التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية حساسة، وقيادات رفيعة من الحرس الثوري، تمت بدقة عالية، ما يشير إلى اختراق استخباراتي داخلي عميق للموساد داخل إيران، وإلى احتمال وجود تنسيق مباشر أو دعم ضمني من الولايات المتحدة.

انهيار الجبهة السورية.. وفتح الأجواء بلا رد

سوريا، التي كانت تمثّل عمقًا استراتيجيًا لإيران، تحولت إلى ساحة مفتوحة أمام الطائرات الإسرائيلية، بعد انهيار منظومة الحكم الفعلية رغم بقاء الشكل السياسي للنظام. ورغم أن إسرائيل شنّت غارات عديدة على مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية سابقًا، فإن ما نراه اليوم هو استباحة شاملة ومعلنة، تعكس حجم الانهيار والتواطؤ.

حزب الله: من ورقة ضغط إلى هدف مكشوف

حزب الله اللبناني، الذي كان يُعد قوة ردع إقليمية، يتعرض اليوم لاستنزاف متعدد الأوجه؛ من الاستهداف المباشر لقياداته، وصولًا إلى تصعيد المعارضة الداخلية له، ومرورًا بضغط أمريكي مكثف لنزع سلاحه.

كما أن التطورات السياسية الأخيرة في لبنان، مثل فرض رئيس للجمهورية دون توافق، وتشكيل حكومة خارج السياق التقليدي للمحاصصة، تشير إلى خطة لعزل الحزب وتقليص نفوذه، ما يتركه مكشوفًا سياسيًا وعسكريًا، ويُضعف قدرة إيران على الردع من خلاله.

الحوثيون.. الورقة الأخيرة تحت الضغط

في اليمن، لا يزال الحوثي يُمثل الورقة الأخيرة لإيران، لكن هذه الورقة تعاني من ضعف اقتصادي وعسكري، وبدأت تتأثر بالوساطات الإقليمية والدولية، ما يجعل تأثيرها محدودًا. وهكذا، باتت جميع أذرع إيران الإقليمية تتعرض للشلل أو التفكيك.

الموساد في قلب طهران

الهجوم الأخير وما سبقه من اغتيالات لعلماء نوويين وقادة في الحرس الثوري، وآخرهم إسماعيل قاآني، تؤكد حجم الاختراق الإسرائيلي داخل العمق الإيراني. هذه الضربات، الدقيقة والمؤلمة، لم تكن لتتم لولا وجود عملاء أو ثغرات أمنية داخل الدولة الإيرانية، وهو ما يشكل تهديدًا وجوديًا للمنظومة الأمنية هناك.

نتنياهو.. من مأزق إلى انتصار مؤقت

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا شعبية وقضائية، خاصة فيما يخص فشل حكومته في إنهاء ملف الرهائن لدى “حماس”، ومطالبات بوقف الحرب على غزة. وجاء هذا الهجوم ليُعيد له جزءًا من الشعبية والدعم السياسي، ويمنحه أوراقًا قوية أمام الداخل الإسرائيلي، ويُظهره كمن يوجّه ضربات استراتيجية ضد العدو الأكبر.

مفاوضات أم تصعيد؟ أمريكا ترسم حدود اللعبة

إيران اليوم بين خيارين:

العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أمريكية صارمة،

أو الاستمرار في برنامجها النووي، مع خطر تلقي ضربات متكررة تُفقدها قدراتها.

تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي أكد فيها أن إيران “ستتخلى عن برنامجها النووي في النهاية”، لم تأتِ من فراغ. بل أشار إلى امتلاك إسرائيل قدرات تدمير عالية يمكنها القضاء على المنشآت النووية الإيرانية، ما يرجّح أن واشنطن كانت على علم بهذه العملية، بل وربما شريكة فيها.

وفي ظل الأنباء عن تدمير منشآت، واغتيال خبراء، وخلل في البنية التقنية، يُطرح السؤال المشروع: هل تستطيع إيران أصلًا مواصلة برنامجها النووي، إذا كانت منشآتها قد أصيبت فعليًا بما يجعل الاستمرار فيه مستحيلًا؟

قراءة أوسع: تحجيم إيران وتكريس التفوق الصهيوني

نعتقد بأن الوضع في الشرق الأوسط قد أُعد له مسبقًا بدقة، بهدف ضمان استمرار السيطرة الصهيونية، وتكريس أطماعها التوسعية، في ظل انكفاء عربي رسمي، وتراجع أدوات المواجهة. إضعاف إيران – القوة الإقليمية الأكبر – يُعتبر شرطًا أساسيًا لخلق خلل دائم في ميزان القوى لمصلحة إسرائيل.

خاتمة: نار تُعيد تشكيل الشرق الأوسط

العدوان الإسرائيلي على إيران لا يُقرأ فقط من زاوية الردع أو الانتقام، بل كخطوة حاسمة في رسم خريطة جديدة للمنطقة.
في هذه الخريطة، تتراجع إيران، وتتفتت أدواتها، بينما تتقدم إسرائيل بثقة تحت مظلة أمريكية، وسط عجز دولي، وغياب عربي شبه تام.

إنها مرحلة يعاد فيها ترتيب كل شيء: التحالفات، والساحات، ومعسكرات الصراع.

ومرة أخرى، يُفرض منطق القوة على حساب منطق التوازن، ويُرسم مستقبل الشرق الأوسط من فوهة بندقية، وصوت صاروخ، وقرار استخباراتي جريء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • الحوثي كذراع إيران النووية.. شراكة المصير وسط تصعيد يهز الشرق الأوسط-تقرير خاص
  • ما هي أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها تركيا؟
  • ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تواجه صواريخ إيران؟
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم
  • ماذا بعد الضربة التي صعقت رأس النظام ؟!
  • العدوان الإسرائيلي على إيران: نيران فوق أنقاض النظام الإقليمي
  • ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي ضد إيران
  • للرد على الاحتلال الإسرائيلي.. تعرف على الأسلحة التي تملكها إيران في ترسانتها
  • عاجل. ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران