الجزيرة:
2025-07-05@02:46:32 GMT

قصة نجاة عائلة ليبية من الفيضانات المميتة

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

قصة نجاة عائلة ليبية من الفيضانات المميتة

تناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست قصة نجاة عائلة ليبية من الفيضانات المميتة التي اجتاحت مدينة درنة وبلداتها وأسفرت عن مقتل الآلاف من أهلها وتدمير عشرات المنازل بفعل الفيضانات التي لم تشهد المدينة مثلها من قبل.

ويصور التقرير الجدران البيضاء لمنزل علام سعداوي الملطخة باللون الأحمر من بصمات الأيدي الموحلة التي تركها ضيوف حفل زفافه وراءهم، متشبثين بحياتهم الغالية بينما ارتفعت مياه الفيضانات من حولهم.

فقد كانت عائلته تخطط للحفل منذ أسابيع، حيث اشترى والده ميلود، 70 عاما، أطباقا فضية للطعام وأكوابا جديدة للشاي المحلى.

لكن في يوم الجمعة غطاهم الطمي الأحمر الذي خلفته العاصفة "دانيال" وراءها عندما هبت على الوادي وعمت بلدة سوسة التي يبلغ عدد سكانها 8 آلاف نسمة في شرق ليبيا، حتى أن الأمر احتاج 15 رجلا لإزالة طبقات الأوساخ من الأرضيات الرخامية، كما قالت الأسرة. أما عن الصدمة فسيكون من الصعب محوها. وقال نزار، شقيق علام، وهو واقف في ما تبقى من مطبخهم "أصبحنا نخاف المطر الآن".


ولفت تقرير واشنطن بوست إلى أنه في درنة، المدينة الأكثر تضررا، عثر على عروسين ميتين تحت سلمهما. وكانت العروس في ثوب الزفاف والعريس في بدلته. وخارج مستشفى الولادة يوم الخميس، كان هناك شقيقان يبحثان عن أختهما ومولودها الجديد بعد جرف منزلهما.

وعن حجم المأساة التي منيت بها درنة، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن مندوبيها تجولوا في 3 مراكز صحية في المدينة ووجدوا أحدها معطلا بسبب وفاة جميع أفراد طاقمها الطبي تقريبا. وقالت المنظمة إن المركزين الآخرين كان يعملان مع أطباء متطوعين من طرابلس، لكنهما طلبا المزيد من الدعم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المزاج في المجتمعات الساحلية الأخرى كان أهدأ، حيث واصل السكان عملية التنظيف وقامت الحفارات بتمشيط الأنقاض بحثا عن الجثث في سوسة، واسترجعت أسرة سعداوي النشاط الإيجابي والسرور الذي ساد المنزل مساء ذلك الأحد، والذي بدا وكأنه منذ زمن بعيد.

وكان الأقرباء مكتظين في كل غرفة، وكان الأطفال متحمسين لرؤية أبناء عمومتهم والكبار يستعدون لتجهيز الوليمة، حيث ذبحوا 13 خروفا للزفاف الذي كان مقررا يوم الخميس، ثم أشعلوا الشوايات عندما حل المساء وأكلوا معا تحت أشجار الرمان في فناء منزلهم.

صور جوية لدرنة من مكتب الجزيرة في ليبيا (الجزيرة)

لكن فرحتهم لم تكتمل حيث هطلت الأمطار الغزيرة على أسطح البلدة الخرسانية المسطحة وبساتينها الخضراء الواسعة. وفي الساعة 11.30 مساء تدفقت المياه على الوادي واقتحمت بوابات المنازل الأمامية. ويتذكر نزار، 40 عاما، قائلا "لقد حدث ذلك في ثوان". وانقطعت الأضواء وتوقفت الموسيقى وتجمد الأطفال.

ومع مساء الجمعة أحصت سلطات سوسة 10 وفيات و50 مفقودا و200 مصاب. وانزلاق عشرات المنازل إلى البحر أو هدمتها المياه.

وفي منزل أسرة سعداوي غطت بصمات الأيدي الموحلة كل الجدران تقريبا، وكلما ارتفعت المياه داخل البيت سارعت الأسرة في صعود السلالم، وكانت بعض بصمات الأيدي لأطفال صغار، حيث كان الكبار يمسكونهم ويدفعونهم إلى أعلى. ويروي نزار وكل جسمه مبلل وفي حالة صدمة "الأمر بدا وكأنه حلم".

وتابع تقرير الصحيفة تصوير المشهد يوم الجمعة، حيث كانت الذكريات في كل مكان. فترى هنا حقيبة مليئة بالنقود التي كان من الممكن أن تكون هدية الزفاف، وهناك كانت كراسي الضيوف القرمزية الحمراء مكدسة على السطح.

ويعيش ميلود الآن في أنقاض بيت كان من المفترض أن يجلب الفخر للعائلة. لكن أطفاله ما زالوا أحياء، وهو أهم ما في الأمر. وقال وهو يلقي نظرة خاطفة من خلال جدار المطبخ المكسور على الموقد المطمور في طين الفناء إن "هذه الأشياء لن تعني شيئا إذا أصيبوا".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«أمنية» ترافق حمد في رحلته مع الأمل

أبوظبي(الاتحاد)
لم يكن صباح ذلك اليوم عادياً في مزرعة عائلة الطفل حمد، فقد بدا الهدوء وكأنه يتهيّأ لاستقبال حدثٍ سيبقى محفوراً في ذاكرة فتى لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، لكن قلبه كان أكبر من سنواته بكثير.
منذ طفولته، نشأ حمد بين جمال مزرعة العائلة وجمالها، يراقبها بعين العاشق، يحاكي صوتها، ويبتسم كلما اقتربت منه، وكأن بينها وبينه لغة لا تُفهم إلا بالمحبة.لطالما تمنى حمد الحصول على جمل خاص به، لا ليركبه فقط، بل ليكون صديقه، يسمّيه، يعتني به، يسقيه بيده، وكانت هذي الأمنية ترافقه في رحلته مع المرض، يتحدّى به الألم، ويرسمه في خياله ملاذاً دافئاً كلّما اشتدّ عليه التعب.
وبلمسة حنان وإنسانية، تحقّقت هذه الأمنية النبيلة بفضل مؤسسة «تحقيق أمنية»، التي عملت بتنسيقٍ دقيق مع عائلة حمد لإهدائه جملاً يكون له كما تمنّى، وفي صباح يومٍ مشمس، وصل الجمل إلى مزرعة العائلة، وسُمح له بالتجوال في المكان الذي سيغدو بيته الجديد.
ما إن اقترب حمد حتى توقّف الزمن في عينيه، وارتعشت الدهشة في ملامحه، ثم انفجرت سعادته ضحكةً دافئة كأنها أنارت المزرعة بأكملها، ثم احتضن حمد صديقه الجديد.
عائلة حمد عبّرت عن امتنانها العميق لمؤسسة «تحقيق أمنية»، مؤكّدة أن هذه اللفتة الإنسانية قد أعادت إلى قلب ابنهم الفرح، وأضاءت دربه بالأمل، فقد رأوا بأعينهم كيف يمكن لأمنية أن تحوّل لحظة عادية إلى ذكرى لا تُنسى، وتصنع من البسمة حياة.
قال هاني الزبيدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «تحقيق أمنية»، إن سعادة الأطفال هي البوصلة التي تهتدي بها المؤسسة في كل مبادراتها، مشيراً إلى أن رؤية فرحة حمد هي برهان حيّ على أن الأمل أقوى من الألم، وأن بإمكاننا، بكل بساطة، أن نزرع نوراً في قلبٍ صغير بمجرد الاستماع إلى أمانيه.
وأضاف الزبيدي أن هذه الأمنية ما كانت لتتحقق لولا التعاون البنّاء من عائلة الطفل، والدعم الكريم والمُلهم من السيد بدر بن سعد بن سويلم المحرمي، الذي كان له الدور الأبرز في إدخال السعادة على قلب الطفل عبر تحقيق أمنيته بتقديم الجمل له».
وتابع قائلاً: «نثمّن عاليًا هذه اللفتة النبيلة من السيد بدر، والتي تعكس روح العطاء الأصيل وقيم التضامن الإنساني، ونعبّر له عن خالص شكرنا وامتناننا لما قدمه، فقد كان عطاؤه سبباً في رسم ابتسامة لا تُنسى على وجه الطفل حمد».
وفي ختام اليوم، بقيت صورة حمد بجانب جمله تمثّل جوهر العمل الإنساني الحقيقي، الذي يلامس الروح قبل الجسد، ويمنح كل طفل يعاني من مرض نافذة يطلّ منها على عالمٍ مليءٍ بالحب والرعاية.

أخبار ذات صلة «تحقيق أمنية» تُسعد 22 طفلاً مريضاً في رأس الخيمة "تحقيق أمنية" تُسعد طفلاً بمنحه صقراً يحقق حلم طفولته

مقالات مشابهة

  • حادثة سير بطريق 2009 بتمصلوحت.. نجاة من كارثة بفضل الألطاف الإلهية وتدخل سريع للدرك.
  • البحث عن الكنز يجر يوتيوبر إلى المحكمة
  • النفط يهبط بفعل مؤشرات على ضعف الطلب الأمريكي قبل صدور تقرير الوظائف
  • ربع نهائي مونديال الأندية.. «فايق» يعلن المواجهات التي ستنقل عبر قناة MBC
  • الأمم المتحدة تؤكد التزامها بتعزيز التنسيق الإنساني لمستقبل سوريا
  • «أمنية» ترافق حمد في رحلته مع الأمل
  • باكستان.. الفيضانات والأمطار الغزيرة تخلف 64 قتيلًا خلال أسبوع
  • مصرع 51 شخصًا جراء الفيضانات في ولاية هيماشال براديش الهندية
  • الهند.. الفيضانات تتسبب بمقتل 51 شخصاً وتخلّف عشرات المفقودين وسط دمار واسع
  • حادث سير مروع في ديالى ينهي حياة عائلة كاملة