قصة نجاة عائلة ليبية من الفيضانات المميتة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
تناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست قصة نجاة عائلة ليبية من الفيضانات المميتة التي اجتاحت مدينة درنة وبلداتها وأسفرت عن مقتل الآلاف من أهلها وتدمير عشرات المنازل بفعل الفيضانات التي لم تشهد المدينة مثلها من قبل.
ويصور التقرير الجدران البيضاء لمنزل علام سعداوي الملطخة باللون الأحمر من بصمات الأيدي الموحلة التي تركها ضيوف حفل زفافه وراءهم، متشبثين بحياتهم الغالية بينما ارتفعت مياه الفيضانات من حولهم.
لكن في يوم الجمعة غطاهم الطمي الأحمر الذي خلفته العاصفة "دانيال" وراءها عندما هبت على الوادي وعمت بلدة سوسة التي يبلغ عدد سكانها 8 آلاف نسمة في شرق ليبيا، حتى أن الأمر احتاج 15 رجلا لإزالة طبقات الأوساخ من الأرضيات الرخامية، كما قالت الأسرة. أما عن الصدمة فسيكون من الصعب محوها. وقال نزار، شقيق علام، وهو واقف في ما تبقى من مطبخهم "أصبحنا نخاف المطر الآن".
ولفت تقرير واشنطن بوست إلى أنه في درنة، المدينة الأكثر تضررا، عثر على عروسين ميتين تحت سلمهما. وكانت العروس في ثوب الزفاف والعريس في بدلته. وخارج مستشفى الولادة يوم الخميس، كان هناك شقيقان يبحثان عن أختهما ومولودها الجديد بعد جرف منزلهما.
وعن حجم المأساة التي منيت بها درنة، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن مندوبيها تجولوا في 3 مراكز صحية في المدينة ووجدوا أحدها معطلا بسبب وفاة جميع أفراد طاقمها الطبي تقريبا. وقالت المنظمة إن المركزين الآخرين كان يعملان مع أطباء متطوعين من طرابلس، لكنهما طلبا المزيد من الدعم.
وأشارت الصحيفة إلى أن المزاج في المجتمعات الساحلية الأخرى كان أهدأ، حيث واصل السكان عملية التنظيف وقامت الحفارات بتمشيط الأنقاض بحثا عن الجثث في سوسة، واسترجعت أسرة سعداوي النشاط الإيجابي والسرور الذي ساد المنزل مساء ذلك الأحد، والذي بدا وكأنه منذ زمن بعيد.
وكان الأقرباء مكتظين في كل غرفة، وكان الأطفال متحمسين لرؤية أبناء عمومتهم والكبار يستعدون لتجهيز الوليمة، حيث ذبحوا 13 خروفا للزفاف الذي كان مقررا يوم الخميس، ثم أشعلوا الشوايات عندما حل المساء وأكلوا معا تحت أشجار الرمان في فناء منزلهم.
لكن فرحتهم لم تكتمل حيث هطلت الأمطار الغزيرة على أسطح البلدة الخرسانية المسطحة وبساتينها الخضراء الواسعة. وفي الساعة 11.30 مساء تدفقت المياه على الوادي واقتحمت بوابات المنازل الأمامية. ويتذكر نزار، 40 عاما، قائلا "لقد حدث ذلك في ثوان". وانقطعت الأضواء وتوقفت الموسيقى وتجمد الأطفال.
ومع مساء الجمعة أحصت سلطات سوسة 10 وفيات و50 مفقودا و200 مصاب. وانزلاق عشرات المنازل إلى البحر أو هدمتها المياه.
وفي منزل أسرة سعداوي غطت بصمات الأيدي الموحلة كل الجدران تقريبا، وكلما ارتفعت المياه داخل البيت سارعت الأسرة في صعود السلالم، وكانت بعض بصمات الأيدي لأطفال صغار، حيث كان الكبار يمسكونهم ويدفعونهم إلى أعلى. ويروي نزار وكل جسمه مبلل وفي حالة صدمة "الأمر بدا وكأنه حلم".
وتابع تقرير الصحيفة تصوير المشهد يوم الجمعة، حيث كانت الذكريات في كل مكان. فترى هنا حقيبة مليئة بالنقود التي كان من الممكن أن تكون هدية الزفاف، وهناك كانت كراسي الضيوف القرمزية الحمراء مكدسة على السطح.
ويعيش ميلود الآن في أنقاض بيت كان من المفترض أن يجلب الفخر للعائلة. لكن أطفاله ما زالوا أحياء، وهو أهم ما في الأمر. وقال وهو يلقي نظرة خاطفة من خلال جدار المطبخ المكسور على الموقد المطمور في طين الفناء إن "هذه الأشياء لن تعني شيئا إذا أصيبوا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
آلاف الضحايا.. دراسة تكشف عن أسباب تفاقم الفيضانات الشديدة في آسيا
كشفت دراسة أجراها علماء، أن ارتفاع حرارة البحار وتزايد غزارة الأمطار المرتبطان بالتغير المناخي يتسبب بالفيضانات التي أوقعت مئات القتلى مؤخرا في إندونيسيا وسريلانكا، ولا سيما مع اقترانها بالخصائص الجغرافية في البلدين.
وترافقت عاصفتان استوائيتان مع انهمار كميات هائلة من الأمطار على المنطقة الشهر الماضي، ما أثار انهيارات أرضية وفيضانات أودت بأكثر من 600 شخص في سريلانكا وحوالى ألف في إندونيسيا، كما أصيب الآلاف بجروح وما زال المئات في عداد المفقودين.التغير المناخيوعددت دراسة سريعة للعاصفتين أجرتها مجموعة دولية من العلماء العوامل المختلفة التي تسبب تضافرها بالكارثة.
أخبار متعلقة أمطار غزيرة بعدة أحياء في جدة.. وطوارئ لمواجهة ارتفاع منسوب المياهارتفاع حصيلة الفيضانات في تايلاند إلى 55 قتيلًا وغرق أحياء كاملةتقرير أممي: 2024 الأعلى حرارة في المنطقة العربية و3,8 ملايين متضرر من الظواهر المتطرفةومن بين هذه العوامل هطول أمطار أكثر غزارة وارتفاع حرارة البحار على ارتباط بالتغير المناخي، بالإضافة إلى ظواهر جوية مثل "إلنينيا" و"ثنائية القطب" في المحيط الهندي.
وقالت مريم زكريا الباحثة في كلية إمبيريال كولدج في لندن وهي من واضعي الدراسة، إن "التغير المناخي هو عامل على الأقل من العوامل التي تساهم في تزايد المتساقطات القصوى التي نشهدها".
ولم تنجح الأبحاث في تحديد مدى تأثير التغير المناخي بصورة دقيقة، لأن النماذج لا تعكس بصورة كاملة بعض الظواهر المناخية الموسمية والمحلية، على ما أوضح الباحثون.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } آلاف الضحايا.. دراسة تكشف عن أسباب تفاقم الفيضانات الشديدة في آسيا - وكالات ارتفاع الحرارة في العالمولاحظوا أن التغير المناخي زاد من حدة الأمطار الغزيرة في البلدين خلال العقود الأخيرة وساهم في ارتفاع حرارة سطح البحر، ما يمكن أن يزيد من شدة العواصف.
وأوضحت زكريا متحدثة للصحافيين أن عدد الأمطار القصوى في مضيق ملقة بين ماليزيا وإندونيسيا "ازداد بحوالى 9 إلى 50% بسبب ارتفاع الحرارة في العالم".
وتابعت أنه "في سريلانكا، فإن التوجهات أكثر حدة، إذ باتت الأمطار الغزيرة أكثر كثافة بـ28 إلى 160% بسبب الاحترار الذي لاحظناه".أسباب تزايد حدة الأمطار والفيضاناتكما أن عوامل أخرى تسهم أيضا في هذا التوجه، مثل إزالة الغابات والتضاريس الجغرافية التي توجه الأمطار الغزيرة إلى السهول المكتظة بالسكان.
وما زاد من حدة الأمطار والفيضانات، تزامنها مع موسم الرياح في المنطقة، ولو أن حجم الكارثة يكاد يكون غير مسبوق.
ويحذر العلماء من أن تغير المناخ الناتج من النشاط البشري يجعل الظواهر المناخية القصوى أكثر تواترا وشدة وتدميرا.