ازدادت حدة الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، مع استمرار هجوم قوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة للجيش السوداني، لليوم الثاني على التوالي، وفق شهود عيان، وتشتد وتيرة القصف المتبادل في جميع أنحاء المدينة.

وقد اشتعلت النيران في أحد المعالم الأكثر شهرة في المدينة، وهو برج شركة النيل الكبرى لتشغيل البترول، المكون من 18 طابقاً.

ويعد المبنى المشهور بالواجهات الزجاجية والتصميم الهرمي من أبرز معالم العاصمة.

واستيقظ ملايين السودانيين، الذين ما زالوا في المدينة، يوم الأحد، ليجدوا سحب الدخان تحجب الأفق، مع صوت القنابل وإطلاق النار يدوي في عاصمة البلاد.

وقال سكان الخرطوم لوكالة الأنباء الفرنسية: “تدور اشتباكات حول مقر قيادة الجيش تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة”.

وقال شهود عيان: “يمكننا سماع دوي انفجارات ضخمة” في منطقة مايو، جنوبي الخرطوم، إذ استهدف الجيش قواعد قوات الدعم السريع بنيران المدفعية.

وقال شهود في حي مايو إنهم “سمعوا دوي قصف مدفعي كثيف على مواقع قوات الدعم السريع في منطقة المدينة الرياضية” المجاورة.

وقتل ما لا يقل عن 51 شخصاً، الأسبوع الماضي، في غارات جوية على سوق في منطقة مايو، وفقا للأمم المتحدة، في واحدة من أكثر الهجمات دموية في هذه الحرب.

وتواصل القتال حتى يوم السبت في محيط مقر القيادة العامة، بعد هدوء خيم على المنطقة لأسبوعين.

وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية، وأظهرت صور تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، تهشم نوافذ عدة مبان وسط الخرطوم، وآثار الرصاص على جدرانها.

وانتشرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر ألسنة اللهب تلتهم مبان شهيرة أبرزها البرج الذي يضم مقر ومكاتب شركة النيل، أكبر شركات النفط في البلاد.

بينما أعلن الجيش السوداني، أن قواته نجحت في تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، شرق مدينة الأُبيض، وأنها تسلمت عدداً من المركبات القتالية.

وفي ولاية كردفان، الواقعة على بعد 350 كيلومتراً غرب العاصمة، تبادل الجيش وقوات الدعم السريع القصف المدفعي الأحد، بحسب ما أفاد سكان محليون.

منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، قُتل ما يقرب من 7500 شخص، ومن المرجح أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير.

وقد أدى ذلك إلى نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص، من بينهم 2.8 مليون فروا من الغارات الجوية المتواصلة ونيران

المدفعية ومعارك الشوارع في أحياء الخرطوم المكتظة بالسكان.

وتركزت أسوأ أعمال العنف في الخرطوم والمنطقة الغربية من دارفور، حيث أدت الهجمات ذات الدوافع العرقية التي تشنها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها إلى تجديد التحقيقات من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة.

وكان إقليم دارفور مطلع القرن الحالي مسرحاً لنزاع دام أوقع 300 ألف قتيل، وأدى إلى نزوح أكثر من 2.5 مليون سوداني، بحسب الأمم المتحدة.

بي بي سي عربي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»

البلاد (الخرطوم)
رفض الجيش السوداني، أمس (الأحد)، بشكل قاطع إعلان ائتلاف سياسي بقيادة قوات الدعم السريع عن تشكيل “حكومة موازية” برئاسة محمد حسن التعايشي، واصفًا الخطوة بأنها “محاولة بائسة لشرعنة مشروع إجرامي”، متعهدًا بإفشالها، ومشدداً على أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان واستقراره.
وقال المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، في بيان نُشر عبر صفحة القوات المسلحة على “فيسبوك”:” الجيش بمساعدة الشعب سيُحبط أجندة الحكومة الموازية ومن يقفون خلفها”، مضيفًا أن “المشروع الحقيقي لقوات الدعم السريع هو الاستيلاء على السلطة ولن نسمح بذلك تحت أي ظرف”.
وكان تحالف بقيادة قوات الدعم السريع قد أعلن في مؤتمر صحفي بمدينة نيالا بدارفور، عن تشكيل “حكومة موازية” تحمل اسم “حكومة السلام والوحدة”، وتعيين محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السابق، رئيسًا لها، في خطوة أثارت ردود فعل محلية ودولية غاضبة. كما كشف التحالف عن تشكيل مجلس رئاسي مكوّن من 15 عضوًا، يترأسه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وينوب عنه عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية – شمال، الذي يسيطر على أجزاء من جنوب السودان.
وضم المجلس شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين، من بينهم الهادي إدريس الذي أُعلن تكليفه بمنصب حاكم دارفور، في تحدٍ مباشر للوالي الحالي مني أركو مناوي، المتحالف مع الجيش السوداني.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية السودانية، في بيان عبر منصة “إكس”، إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بأنه “وهمي” و”دليل على انكسار الميليشيا المتمردة”، مشيرة إلى أنه يعكس “محاولة يائسة لإضفاء الشرعية على تمرد مسلّح يهدف إلى انتزاع السلطة بالقوة”.
وأعربت الخارجية عن استنكارها الشديد لموافقة كينيا على استضافة الاجتماعات التحضيرية، التي أفضت إلى هذا الإعلان، معتبرة ذلك “انتهاكاً صريحاً لسيادة السودان وخرقًا لمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، كما دعت المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية إلى إدانة هذه الخطوة ورفض التعامل مع أي كيان خارج الشرعية.
وأكدت الوزارة أن أي تفاعل دولي مع هذا الإعلان سيُعتبر “تعدياً على الحكومة الشرعية وانتهاكًا لحقوق الشعب السوداني ومقدراته”.
ويعود الإعلان إلى مشاورات سابقة جرت بين قوات الدعم السريع وتحالف من الجماعات المسلحة خلال اجتماعات في كينيا، حيث تم التوافق على مشروع “سودان اتحادي جديد” قائم على ثمانية أقاليم، وتم توقيع “دستور انتقالي” في مارس الماضي، يهدف لتشكيل حكومة بديلة عن السلطة المركزية في الخرطوم.
وحذّر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن هذه الخطوة ستزيد من تعقيد المشهد السوداني وتعرقل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع الدائر منذ أبريل 2023، مؤكدين أن السودان بات يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • الجيش السوداني يقصف وقوة من “الدعم السريع” تغادر مدينة مهمة في كردفان
  • إعادة دفن جثامين من “الدعم السريع” في الخرطوم
  • “الدعم السريع” استخدم أسلحة محرمة دوليا في الخرطوم
  • مليشيا الدعم السريع استخدمت الغام محرمة دوليا في غابة السنط بولاية الخرطوم
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»
  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان
  • أطباء السودان: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على غرب كردفان إلى 27