قال رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق نيقولاي أزاروف إن القوات الأوكرانية فقدت إمكانياتها الهجومية بالكامل، وانتقلت الآن من موقع الهجوم المضاد الفاشل، إلى الدفاع.

وكتب على "فيسبوك": "لقد تسبب الهجوم الأوكراني المضاد الفاشل لزيلينسكي في ضربة موجعة. وكل ذلك لأن نظام كييف رفع سقف توقعات شعبه وحلفائه الغربيين أكثر من اللازم.

والآن أصبح الجميع في مكتب زيلينسكي يطالبون هيئة الأركان بتحقيق نجاحات على الجبهة فورا لإبلاغ الشركاء الغربيين".

إقرأ المزيد رئيس المخابرات الأوكرانية: لن نقدر على إنهاء النزاع مع روسيا بعرض عسكري في موسكو

وأضاف أنه لا يوجد أي شيء على الإطلاق يمكن إظهاره للشركاء، على الرغم من أن أوكرانيا قد استهلكت أكثر من 50% من الأسلحة الغربية، وخلال هجومه المضاد فقد الجيش الأوكراني ما لا يقل عن خمس الأسلحة التي قدمتها له دول "الناتو".

وتابع أزاروف: "الآن تنتقل القوات الأوكرانية من الهجوم إلى الدفاع، وهذه إشارة مثيرة للقلق تؤكد خسارة كاملة للإمكانات الهجومية. وفي الوقت نفسه، بدأ الغرب يفهم تدريجيا أنه ليس لدى أوكرانيا خطة، وأن كييف كانت حرفيا تجرّ شركاءها من أنوفهم وبناء على ذلك فإن إحجام الشركاء عن تقديم المساعدة المالية لأوكرانيا سوف يتزايد أيضا".

وكانت "فاينانشال تايمز" قد ذكرت في مقال لها الأسبوع الماضي أن "بعض المسؤولين الأمريكيين اشتكوا بشكل خاص لوسائل الإعلام من أن القوات الأوكرانية لم تكن قادرة على اتقان التكتيكات العسكرية الحديثة أثناء التدريب، والجمع بين المشاة المؤللة والمدفعية والدفاع الجوي، ولم ترغب في المخاطرة".

وأضافت أن "الناتو" يشعر بالقلق من أن القوات الأوكرانية تستخدم التقنيات القتالية السوفيتية بدلا من الغربية، دون أن تتمكن من إتقان الاستراتيجية العسكرية الغربية بشكل كامل.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في وقت سابق أن خسائر القوات المسلحة الأوكرانية منذ بدء الهجوم المضاد تجاوزت 71 ألف فرد. 

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا القوات الأوكرانية الناتو أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية القوات الأوکرانیة

إقرأ أيضاً:

صباح غالب فقدت ولديها على جبهتي الحرب في اليمن

تركت العشرية السوداء للحرب الطاحنة التي اندلعت في اليمن في مارس/ آذار 2015 قصصاً وندوباً داخل كل بيت، بعدما طاولت نارها كل تفاصيل الحياة. وتكاد تكون قصة الستينية صباح غالب خلاصة الجرح، إذ فقدت ولديها على جبهتين مختلفتين من الحرب، علماً أن الفقد هو عنوان هذه القصة التي تتلخص بكون صباح من بين أكبر الخاسرين في حرب لا تعرف سببها، ولا أطرافها.

 

تعيش غالب في قرية ذي عنقب، بجبل صبر، التابع لمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن، وعملت في الفلاحة بمساعدة زوجها الذي كان بائعاً للقات، إلى جانب كونه مزارعاً. وعاشا حياتهما في كفاح دائم من أجل توفير لقمة عيش كريمة.

 

عام 2012 فُجعت صباح وزوجها بوفاة ابنهما الشاب ماهر الذي كان يوشك أن يحتفل بزواجه، ما خلق جرحاً كبيراً في حياتهما.

 

في مارس 2015 اندلعت الحرب في اليمن، وتضررت أسرة صباح مثل بقية الأسر اليمنية، خاصة أن الاشتباكات المسلحة وصلت إلى مدينة تعز التي تبعد أقل من 10 كيلومترات فقط عن القرية التي تقيم فيها مع زوجها وأبنائها. تقول لـ"العربي الجديد": "نحن فلاحون لم نقرأ ولم نتعلم، ولا نجيد سوى عمل الزراعة في حقول القات وبيعه. عشنا من هذه المهنة، ولا علاقة لنا بأحزاب سياسية ولا بصراعات حول الحكم والسلطة".

 

ورغم أن عائلة غالب لا علاقة لها بالشأن السياسي، فقد استقطب قياديون من جماعة أنصار الله (الحوثيين) أحد أبنائها، ويدعى طلال الذي قاتل في صفوفها. وحصل ذلك عبر أشخاص من قرية مجاورة انتموا إلى الجماعة، وعُرفوا باسم "متحوثين". وأغرى هؤلاء طلال بضمه جندياً في صفوف الجيش الموالي للحوثيين، ومنحه راتباً شهرياً في وقت كان فيه وضعه المالي متردياً كونه بلا وظيفة.

 

قاتل طلال، من دون أن يعرف كثيرون من أقاربه ورفاقه، في صفوف الحوثيين ضد أبناء مدينته الذين قاوموا زحف الحوثيين، مع عناصر من الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ضمن تحالف تشكّل بين الطرفين، قبل أن ينفض في ديسمبر/ كانون الأول 2017.

 

وفي 27 مايو/ أيار 2015 اندلعت اشتباكات عنيفة شارك فيها طلال مع مجموعة تابعة للمقاومة الشعبية بتعز، وقتِل مع عدد من الحوثيين. تقول غالب: "لم أعرف أن طلال كان يقاتل في صفوف الحوثيين. اعتقدت بأنه يعمل سائق دراجة نارية في المدينة، وهي المهنة التي مارسها قبل الحرب. كنا نسمع عن اندلاع اشتباكات مسلحة داخل المدينة بين الحوثيين والمقاومة، ووصلني فجأة خبر مقتل طلال خلال قتاله مع الحوثيين". تضيف: "شعرت بصدمة كبيرة حين سمعت الخبر. كنت أتمنى أن يكون الأمر مجرد حلم، لكن الخبر تأكد، وشعرت بأن قطعة من قلبي قد انتُزعت".

 

وباعتبار أن جميع أبناء قرية غالب وقفوا في صف المقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثي وقوات صالح، أحست الأم بحمل مضاعف نتيجة قتال ابنها في صفوف الحوثيين.

 

وفي 15 يوليو/ تموز من العام نفسه وصلت الحرب إلى القرية، وشارك كل أبناء القرية في مواجهة الزحف الحوثي، وانضم كل من يقدر على حمل السلاح إلى صفوف المقاومة الشعبية التي خاضت الحرب بإمكانيات بسيطة، وكان بكر، الابن الأصغر لصباح ضمن صفوف الشباب الذين انضموا إلى المقاومة.

 

تقول غالب: "كرهت الحرب لأنها أخذت مني ابني، وكرهت كل دعاتها. أملت أن تنتهي الحرب ويعود الأمن والأمان إلى البلاد، لكن الأوضاع زادت سوءاً، ووصلت الحرب إلى القرية، وخرج الناس للمقاومة، ومن بينهم ابني بكر الذي أردت أن أمنعه لأنني خفت أن أخسره بعد أخيه".

 

استمرت الحرب في المنطقة شهراً كاملاً، وحسمتها المقاومة الشعبية لصالحها. وعام 2016 صدر قرار جمهوري بدمج أفراد المقاومة الشعبية في صفوف الجيش الوطني، وكان أحدهم بكر الذي مُنح رقماً عسكرياً.

 

وبعدما كانت سنوات الحرب صعبة على صباح غالب وزوجها، فقدت عام 2020 شريك حياتها الذي لم تفارقه يوماً، وفيما استمر بكر في التنقل بين جبهات مختلفة في مدينة تعز، قتِل داخل ثكنة عسكرية، في جبل هان، غرب تعز، في 5 مايو 2025، بعدما استهدفه مسلحو جماعة الحوثي.

 

تتحدث غالب عن تلقيها خبر مقتل بكر، ولدها الثاني: "قتلت الحرب ولديّ واحداً بعد الآخر. من جاء بهذه الحرب، ولماذا يتقاتل الناس؟ أولادنا ضحايا حرب لا نعرف سببها، يتقاتل الناس على الحكم وندفع نحن الضريبة. فقدت ولديّ وأصبحت وحيدة أنتظر الموت، أردت أن أفرح بزواجهما وألعب مع أحفادي".


مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: مشروع قناطر ديروط الجديدة ينتهي بشكل كامل في أبريل 2026
  • في أول زيارة خارجية.. كامل إدريس إلى القاهرة الإثنين
  • كامل إدريس وهيثم: تحديات القطاع الصحي
  • مجلس نقابة الموسيقيين يستنكر الهجوم على مصطفى كامل: ندعم قراراته
  • خالد الغندور يهاجم رئيس الزمالك الأسبق بسبب أزمة فتوح
  • القوات الروسية تستهدف المجمع الصناعي العسكري الأوكراني
  • رئيس «الوطنية لـ الانتخابات»: انتخابات مجلس الشيوخ ستجرى تحت إشراف قضائي كامل
  • صباح غالب فقدت ولديها على جبهتي الحرب في اليمن
  • كامل إدريس يصدر قرارا بالاست
  • رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً عسكرياً برئيس هيئة الأركان ورؤساء الهيئات والدوائر بوزارة الدفاع.