ليبراسيون: سعيد يسخر من الأوروبيين ويقمع معارضيه
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
قالت "ليبراسيون" إن نظام الرئيس التونسي قيس سعيد يسخر من الدبلوماسيين والمنتخبين الأوروبيين الذين يضطرون إلى تنحية احترام حقوق الإنسان جانبا لضمان تعاون تونس في مسائل الهجرة، خاصة أن السفارات الأوروبية ترفض الكشف عن محتوى الاجتماعات التي تستند إليها التهم الموجهة لبعض المتهمين بالتآمر مع الخارج لزعزعة أمن الدولة.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -بتقرير لمراسلها في تونس ماتيو غالتييه- أن ما يثير استياء الزعماء الأوروبيين أن سعيد يلعب بشكل مثالي على الخصومات داخل مؤسسات المجتمع لخنق أي انتقاد لنظامه الاستبدادي، وقد منعت حكومته، اللحظة الأخيرة، وصول وفد من 5 أعضاء بالبرلمان الأوروبي، مما أوصل الازدراء للدبلوماسية الأوروبية حدا لم تشهده من قبل، ومع ذلك اكتفى المتحدث باسم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بالتعبير عن "المفاجأة والأسف".
سياسة النعامة
وكان من المقرر أن يجتمع الوفد لجنة الدفاع عن السجناء السياسيين، خاصة أن نحو 50 شخصية سياسية تقبع في السجون بتهمة "التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي" منذ فبراير/شباط الماضي، ويواجه حوالي 30 منهم عقوبة الإعدام.
وقد وردت أسماء 9 دبلوماسيين غربيين، من بينهم سفيران فرنسيان سابقان، في التحقيق الذي يقوم أساسه على التبادل الإلكتروني بين المتهمين وشخصيات أجنبية في "إقامة اتصالات مع أعوان دولة أجنبية بهدف الإضرار بالوضع التونسي من الناحية الدبلوماسية".
وبالفعل نددت الخارجية الأميركية بـ "التهم الجنائية الموجهة لأفراد في تونس نتيجة لقاءات أو محادثات مع موظفي سفارتها" ليؤكد وزير الخارجية التونسي نبيل عمار بعد ذلك أن لقاء دبلوماسيا أجنبيا لا يشكل جريمة وأنه لن يقلق أي دبلوماسي. ومع ذلك يقول سعيد بنعربية مدير شمال أفريقيا والشرق الأوسط بلجنة الحقوقيين الدولية غير الحكومية "هذه اللقاءات لا تزال رغم كل شيء تُستخدم ضد المعتقلين".
وفي هذا السياق، رفضت التعليق سفارات الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا المذكورة بالتحقيق مما أثار استياء لجنة الدفاع عن السجناء السياسيين، وتقول المحامية دليلة مصدق "الوثائق الموجودة بالملف تظهر أسماء وصور هؤلاء الدبلوماسيين في مخطط تنظيمي مثل المجرمين، ومع ذلك لم نتلق حتى الآن أي رد فعل من أوروبا.. إن سياسة دفن رؤوسنا في الرمال ليست فعالة" بل إنها تأتي بنتائج عكسية، خاصة أن هذه السفارات ترفض الكشف عن محتوى الاجتماعات رغم مطالبة اللجنة بإثبات عدم وجود مؤامرة.
الكيل بمكيالين
والظاهر -كما تتصور ليبراسيون- أن قوة سعيد وضعف أوروبا ناجمان عن موضوع الهجرة، لأن الرئيس التونسي يعرف كيف يكسب المسؤولين الأوروبيين، وخاصة وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عندما يقدم لهما رؤية يمينية لموضوع الهجرة، ولذلك يرى عضو البرلمان الأوروبي منير ساتوري أن السلطة التنفيذية الأوروبية ترعى مصالحها الخاصة، وتضع قضية الهجرة، فوق احترام القيم الديمقراطية في تونس.
ولذلك فإن السفارات في تونس مكشوفة، ويبدو أن فرنسا -مثلا- تتفاعل مع "المعايير المزدوجة" حسب درجة تسييس السجناء مزدوجي الجنسية، فقد أطلق سراح نور الدين بوطار بعد أيام قليلة من زيارة القنصل للسجن.
بينما بقي رياض بالطيب من حزب النهضة الإسلامي قابعا بالسجن -رغم زيارة القنصل الفرنسي له واتصال نجله أنس بالقنصلية، بل إنهم حسب نجله "أرادوا إغلاق ملف الحماية القنصلية" وتم تمديد الحبس الاحتياطي لبعض السجناء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی تونس
إقرأ أيضاً:
لافروف يحذر الأوروبيين: أي وجود عسكري لكم في أوكرانيا سيصبح هدفًا مشروعًا
أطلق سيرغي لافروف تحذيرات من استهداف أي قوات أوروبية تدخل أوكرانيا، فيما توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس أن يحمل هذا الأسبوع "أخباراً سارة"، في ظل تحركات سياسية مكثفة ومشاورات مستمرة مع الحلفاء الأوروبيين.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس 11 كانون الأول/ديسمبر أن موسكو لا تخطط لمهاجمة الدول الأوروبية، لكنه شدد في المقابل على أن أي وجود عسكري أوروبي داخل أوكرانيا سيُعامل كهدف مشروع بشكل فوري.
وأوضح أن روسيا تتمسك بحزمة اتفاقيات تهدف إلى إرساء سلام طويل الأمد وتوفير ضمانات أمنية لجميع الأطراف، مشيراً إلى أن مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتجه إلى معالجة جذور الأزمة بينما تمتنع الدول الأوروبية عن مناقشتها، وفق تعبيره.
وجدد لافروف موقف موسكو باعتبار القرم ودونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون كيانات روسية مدمجة دستورياً، مؤكداً عدم وجود نية لمهاجمة أوروبا أو حلف شمال الأطلسي، مع التحذير من أن أي قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا ستكون أهدافاً مباشرة.
ترامب: لا نريد إضاعة الوقتويأتي موقف لافروف بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء من البيت الأبيض أنه تلقى اقتراحاً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا لعقد لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال عطلة نهاية الأسبوع في أوروبا، لكنه أوضح أن القرار لم يُتخذ بعد.
وأكد ترامب أن واشنطن تريد الحصول على إجابات محددة من كييف قبل المضي في أي اجتماع، مشدداً على أن الولايات المتحدة "لا تريد إضاعة الوقت" في لقاءات لا تحقق تقدماً نحو إنهاء الحرب.
وأشار إلى أنه تحدث "بحدة" مع القادة الأوروبيين بشأن مجريات الصراع، لافتاً إلى حجم الجهود التي تبذلها بلاده مقابل الخسائر الكبيرة في أوكرانيا. وأضاف أن إنهاء الحرب "أمر ممكن وقريب"، وأن عقد لقاء مع زيلينسكي سيعتمد على ما سيصل من الجانب الأوكراني، معتبراً أن على زيلينسكي إظهار نهج أكثر واقعية في ظل الضغوط الداخلية المتزايدة للتوصل إلى تسوية.
قدّمت أوكرانيا يوم الأربعاء ردها المفصل على أحدث نسخة من خطة السلام الأميركية إلى إدارة ترامب، وفق ما أكدته مصادر أوكرانية وأميركية لموقع أكسيوس. وأرسل مستشار الأمن القومي الأوكراني وكبير المفاوضين رستم أوميروف الرد إلى جاريد كوشنر، مستشار ترامب، وتضمّن ملاحظات وتعديلات تهدف إلى جعل الخطة قابلة للتنفيذ بالكامل. وجرى إعداد الرد بعد أيام من المشاورات بين كييف وحلفائها الأوروبيين، ولا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وتضمن مقترحات جديدة لمعالجة الملفات العالقة، مثل قضية الأراضي ومحطة زابوريجيا النووية.
زيلينسكي يتوقع "أخباراً سارة" هذا الأسبوعوأمس أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله بأن يحمل هذا الأسبوع "أخباراً سارة"، مشيراً إلى نشاط دبلوماسي واسع في كييف لصياغة خطوات عملية بهدف إنهاء الحرب ووضع أسس إعادة الإعمار.
وأوضح في منشور عبر منصة إكس أن فريقاً أوكرانياً سيجتمع مع وفد أميركي لمناقشة وثيقة تحدد إطار إعادة إعمار أوكرانيا وتنميتها الاقتصادية، مؤكداً أن العمل جارٍ "على مدار الساعة" بالتنسيق مع الشركاء لوضع إجراءات "موثوقة ومنصفة" لأوكرانيا.
وأشار زيلينسكي أيضاً إلى اجتماع مرتقب ضمن ما سماه "تحالف الراغبين" لبحث مستقبل الضمانات الأمنية ومنع أي هجوم روسي جديد، مؤكداً أن البحث يتركز على سؤالين رئيسيين: كيف يمكن إجبار روسيا على وقف القتل؟ وما الذي سيمنع وقوع غزو ثالث؟
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة