حب الأطفال وإسعادهم يهيئهم لطول القامة
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
أكد أحد خبراء التنمية البشرية أن تطور الجسد واستمرار نمو قامة الأطفال لا يقتصر على الجينات أو النظام الغذائي أو التمارين الرياضية فحسب، بل يحتاج أيضا إلى حبهم وإسعادهم.
وقال البروفيسور باري بوجين، عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية في جامعة لوبورو، إن الرفاهية العاطفية للطفل أمر بالغ الأهمية لمنع توقف النمو.
أوضح أن عدم تقديم الحب من قبل المقربين والافتقار إلى أي أمل في المستقبل، يسبب "ضغوطا عاطفية سامة" يمكن أن تضر الجسم، "بما في ذلك عرقلة الهرمونات اللازمة للنمو والطول".
وأضاف بوجين، الذي كان يدرس كيفية نمو البشر منذ ما يقرب من خمسة عقود: "إن الجنس البشري يتطلب ارتباطات اجتماعية وعاطفية قوية، أي الحب، بين الشباب وكبار السن (و) بين الناس من جميع الأعمار. وهذه الارتباطات مطلوبة لتعزيز جميع الوظائف البيولوجية تقريبا، مثل هضم الطعام وامتصاصه في الجسم، ونظام المناعة الجيد، والسعادة العامة والنظرة الإيجابية للحياة".
كما قال إن دولا مثل غواتيمالا، حيث يعيش المواطنون في حالة من عدم اليقين والاضطراب السياسي، تستقطب بعضا من أقصر الناس في العالم، حيث يبلغ متوسط طول الرجل نحو 163 سم بينما يصل متوسط طول المرأة إلى حوالي 149 سم.
وقال البروفيسور بوجين، من ناحية أخرى، فإن لدى هولندا - التي لديها أطول أفراد في العالم، حيث يبلغ متوسط طول الرجال حوالي 183 سم والنساء 169 سم - سياسات تدعم الرعاية الاجتماعية والأمن لمواطنيها.
وأوضح: "إذا لم يكن لديك الأمن والرعاية الصحية والتعليم وكنت قلقا بشأن المستقبل، فلن يكون لديك أمل، وهذا ما يؤدي إلى الإجهاد السام المزمن وعرقلة الهرمونات (التي تعزز النمو الجسدي)".
وكجزء من مراجعته المنشورة في مجلة الأنثروبولوجيا الفسيولوجية، قام بوجين بتحليل السجلات التاريخية للطول التي امتدت لما يقرب من قرنين، من القرن التاسع عشر إلى التسعينيات.
وغطت هذه الفترة فترة الكساد الطويل، أي فترة الركود الاقتصادي العالمي التي استمرت من عام 1873 إلى عام 1879.
وقال بوجين إنه بالإضافة إلى التسبب في مصاعب مثل المجاعة والأمراض، فإن الكساد الطويل أضر برفاهية الناس على مستوى العالم.
وأظهرت بيانات السجلات التاريخية لأطوال الجنود والمجندين والسجناء، أن الرجال الذين ولدوا في الولايات المتحدة عام 1873 - في بداية الكساد الطويل - كانوا أطول بحوالي 3 سم من أولئك الذين ولدوا في عام 1890 - أعقاب الأزمة الاقتصادية.
وفي المملكة المتحدة، ظل متوسط طول الرجال راكدا أيضا خلال الفترة نفسها، حيث أظهر ارتفاعا طفيفا بمقدار 1 سم من عام 1873 إلى عام 1880، يليه انخفاض مماثل من عام 1880 حتى عام 1890.
بعد ذلك، ارتفع متوسط طول الذكور بسرعة من نحو 169 سم في عام 1890، إلى 177 سم في عام 1960 في الولايات المتحدة، ومن حوالي 167 سم في عام 1890 إلى نحو 176 سم في عام 1960 في المملكة المتحدة.
وقال بوجين إنه في مثل هذه الحالات، لا يمكن للوراثة والنظام الغذائي والنشاط البدني تفسير التغيرات في الطول.
ومع ذلك، أضاف أيضا أن فترات أخرى من الأزمات العالمية، مثل الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، وكذلك الحربين العالميتين الأولى والثانية، لم يكن لها تأثيرا مماثلا على الطول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجينات الرياضية التمارين الرياضية النظام الغذائي
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثّف ضرباتها بقوة غير مسبوقة وايران ترد ب 3 دفعات صاروخية
طهران.تل أبيب."وكالات:
استهدفت إسرائيل اليوم موقع فوردو النووي الإيراني المحصّن في عمق جبل في جنوب طهران، وفق الإعلام المحلي الإيراني، فيما أكدت اسرائيل استهداف مقر قيادة للحرس الثوري وسجن إيفين وتكثيف الضربات على العاصمة، في اليوم الحادي عشر للحرب.
ويأتي ذلك غداة ضربات أميركية استهدفت منشأة فوردو المحفورة في جبل، مع منشأتين نوويتين أخريين، توعّدت إيران بأنّ عواقبها ستكون "وخيمة".
ومع دخول الحرب بين الجمهورية الإسلامية واسرائيل يومها الحادي عشر، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش يضرب "بقوة غير مسبوقة" أهدافا تابعة للنظام في وسط العاصمة الإيرانية.
وقال كاتس في بيان "الجيش يضرب بقوة غير مسبوقة أهدافا تابعة للنظام والأجهزة الحكومية القمعية في قلب طهران".
وأكد كاتس أن من بين الأهداف "سجن إيوين... ومقرّات الأمن الداخلي للحرس الثوري".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين في بيان متلفز إن الطائرات الإسرائيلية "تكثّف الضربات في منطقة طهران، مستهدفة مقر قيادة الحرس الثوري".
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه ينفّذ ضربات على مواقع عسكرية في كرمنشاه في غرب إيران، وعلى "أهداف عسكرية" في طهران حيث أفاد مراسلون عن سماع دوي انفجارات قوية.
وأعلنت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية استهداف منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي موقع محصّن تحت الأرض على عمق يقارب 90 مترا، على بعد 180 كيلومترا جنوب العاصمة الإيرانية.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم هيئة إدارة الأزمات في محافظة قم قوله "هاجم المعتدي موقع فوردو النووي مجددا".
وكانت قاذفات صواريخ أميركية ضربت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، هي فوردو وأصفهان ونطنز، بعد عشرة أيام على بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران.
وتوعّد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية إبراهيم ذو الفقاري اليوم بـ"عواقب وخيمة" ردا على هذه الضربات.
وأكد أن "هذا العمل العدواني.. سيوسّع نطاق الأهداف المشروعة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسيفتح الطريق لتوسيع الحرب في المنطقة".
وقال مسؤولان أمريكيان اليوم إن الولايات المتحدة تعتقد إن إيران قد تنفذ هجمات انتقامية تستهدف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط قريبا، رغم سعي الولايات المتحدة إلى حل دبلوماسي يضمن امتناع طهران عن أي هجوم.وقال أحد المسؤولين، إن الهجوم الانتقامي الإيراني قد يحدث خلال اليوم أو اليومين المقبلين.
وهددت إيران بالرد بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقعها النووية في مطلع الأسبوع.
ويحذر مسؤولون أمريكيون إيران من الرد على الولايات المتحدة، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الغارات إن أي رد انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة سيقابل بقوة أكبر بكثير من تلك التي استخدمت في هجمات مطلع الأسبوع.
وللولايات المتحدة عدد كبير من القوات المنتشرة في الشرق الأوسط يبلغ قوامها ما يقرب من 40 ألف جندي. ويشغل بعضهم أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة وسفنا حربية يمكنها اكتشاف وإسقاط صواريخ العدو القادمة، لكن مواقعهم عرضة للهجوم.
وذكرت الأسبوع الماضي أن البنتاجون نقل بعض الطائرات والسفن من قواعد في الشرق الأوسط قد تكون عرضة لأي هجوم إيراني محتمل. وشمل ذلك نقل طائرات من قاعدة العديد الجوية، التي تبلغ مساحتها 24 هكتارا في الصحراء خارج الدوحة. وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وتضم نحو عشرة آلاف جندي.
وتعهدت طهران بالرد والدفاع عن نفسها.
لكن طهران لم تستهدف بعد أي قواعد أمريكية أو تقوض عبور ربع شحنات النفط العالمية مياهها بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما قد يكون محاولة منها لتجنب حرب شاملة مع الولايات المتحدة.
واستهدفت إسرائيل اليوم سجن إيفين في طهران اليوم فيما وصفته بأنه أعنف قصف للعاصمة الإيرانية منذ بداية الهجمات، وذلك بعد يوم من قصف الولايات المتحدة مواقع نووية.
وإيفين هو السجن الرئيسي للمعتقلين السياسيين والسجناء الأمنيين، لا سيما منذ الثورة الإيرانية عام 1979،
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أيضا مراكز قيادة للحرس الثوري مسؤولة عن الأمن الداخلي في منطقة طهران.
وتضاربت التقارير الإعلامية الإيرانية عن النطاق الكامل للضربات على طهران، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، والتي فر قاطنوها بعد قصف على مدى 10 أيام.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن محطة تغذية كهرباء في حي إيفين تعرضت للقصف. وأفادت شركة توليد وتوزيع ونقل الكهرباء الإيرانية بانقطاع التيار في بعض مناطق العاصمة.
وذكرت شبكة أنباء الطلبة الإيرانية أن جامعة شهيد بهشتي، إحدى الجامعات الرئيسية في طهران، تعرضت أيضا للقصف. ونفى مكتب العلاقات العامة بالجامعة ذلك.
وفي حين واصلت إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لم تتخذ إجراء كبيرا ضد الولايات المتحدة سواء عبر استهداف القواعد الأمريكية أو عرقلة 20 بالمئة من شحنات النفط العالمية التي تمر قرب سواحلها في مضيق هرمز.وقال إبراهيم ذو الفقاري المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء العسكري المركزي في إيران إن على الولايات المتحدة أن تتوقع عواقب وخيمة على أفعالها.
وأضاف ذو الفقاري باللغة الإنجليزية في نهاية بيان مصور مسجل " ترامب، المقامر، قد تبدأ هذه الحرب، لكننا من سينهيها".
وفي إسرائيل، دوّت صافرات الإنذار في مناطق عدة في الشمال بعد إعلان الجيش انطلاق دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية، في ثالث هجوم على الأقل في أقل من ساعتين.
كذلك، دوت انفجارات في القدس، بعدما دعا الجيش السكان للتوجه إلى الملاجئ.
وأعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية الحكومية اليوم انقطاعا في الإمدادات إثر تعرض منشأة "بنية تحتية استراتيجية" في موقع غير محدد لأضرار بعد إطلاق موجة من الصواريخ الإيرانية.
وقالت الشركة في بيان "وقعت أضرار بالقرب من منشأة بنية تحتية استراتيجية لشركة الكهرباء الإسرائيلية... وفي وقت لاحق اليوم، قال أبراهام رابوخين رئيس شبكة الكهرباء في منطقة تل أبيب والساحل إن صاروخا سقط قرب إحدى منشآت الشركة.
وأطلقت إيران اليوم ثلاث دفعات من الصواريخ نحو إسرائيل وفق ما أفاد الجيش.
وأظهرت لقطات جرافة تعمل على إزالة الركام من موقع الهجوم في جنوب إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة الإيرانية إن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية بلغ حتى الآن 224 شخصا على الأقل، بينما أصيب أكثر من 1200 آخرين بجروح.
وفي إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 شخصا، وفقا للحكومة.