البوابة نيوز:
2025-12-14@07:33:09 GMT

القس سهيل سعود: السلام يتطلب الشجاعة والتربية

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

قال القس سهيل سعود  قس بالسنودس اللبناني، يعلّمنا التاريخ الإنساني، أنّ العنف المنتشر في أرجاء كثيرة من العالم، هو ثمرة تربية غير سلمية وغير سلامية، أثّرّت عبر السنين على طريقة تفكير الفرد والمجتمع، وعلى أسلوب معالجته للأمور. إعتقدت الكثير من الشعوب، أنّ العنف ضرورة حتمية ووسيلة اجتماعية مقبولة لمعالجة النزاعات .

فإنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي أدّت إلى موت الكثير من الناس، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، بأن هدفها للقرن الحادي والعشرين، هو التربية على السلام. فرعب الحروب وهول المآسي ومرارة الآلام التي خلّفتها، أبرزت الحاجة الشديدة إلى نشر تربية جديدة، تشجب الحرب وتنبذ العنف، تربية تحترم الحياة وتنظر إلى الانسان كقيمة روحية لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله. تربية شافية تسعى  لتضميد جروحات المجتمع لا لتعميقها. تربية جامعة تسعى لجمع الناس لا لتفريقهم، تربية تصالحية تسعى لاعادة وصل العلاقات بين الناس لا لقطعها. تربية تعتمد فقط الوسائل السلمية للوصول إلى السلام، تربية ترفض التبريرات السياسية للدول الكبرى، التي بإسم السلام،  تبرّر الحروب، وباسم السلام تشرّعها كوسيلة للوصول إلى السلام. فالحرب لا تولّد الا الحرب، والعنف لا يولّد الا العنف لكن السلام، لا بد أن يولّد السلام.

وأضاف “سعود” في تصريحات خاصة لـ “البوابة نيوز ” بمناسبة اليوم الدولي للسلام ، بان يظن البعض أن صنع السلام هو القرار الأسهل. يعتقدون أنه قرار الضعفاء الذين لا مقوّمات ولا إمكانيات لديهم لصنع الحروب، لكن هذا الأمر هو غير صحيح في كثير من الأحيان. فقرار صنع السلام هو قرار أصعب من قرار صنع الحرب. فكم من القادة والناس، هم عاجزون عن صنع السلام. عاجزون عن التواصل وإيجاد الحلول وتقريب وجهات النظر، عاجزون عن التواضع والتنازل من أجل المصلحة العامة. قالت المربيّة بيتي ريردون، "صنع السلام هو نهج الشجعان"، وهذه حقيقة صحيحة. لأنّ قرار صنع السلام يتطلّب: الجرأة والتواضع والغفران، والاستعداد لدفع الثمن.

  وتابع “سعود ” : قال أحد الحكماء، "لا يوجد طريق للسلام، لأن السلام هو الطريق". فالاسلوب الذي نتبع فيه السلام، هو في الحقيقة السلام نفسه. فالسلام يتطلّب أمرين أساسيين، هما: "الشجاعة والتربية" . قالت المربية بيتي ريردون "التربية على السلام، هو نهج الشجعان". وهذا صحيح لان قرار صنع السلام يتطلّب شجاعة، أكبر من قرار صنع الحرب.

وأشار "سعود إلي ان الانجيل يقدّم، قيما خالدة تصنع الإستقرار في كل البلدان المضطربة، هي قيم: العدل والحق والرحمة والتواضع، واحترام معتقد الآخر وحريته وكرامته، وغيرها من القيم الجوهرية الأخرى. يقول النبي ميخا "قد أخبرك أيها الستقرار في كل البلدان المضطربة، هي قيم: العدل والحق والرحمة والتواضع، واحترام معتقد الآخر وحريته وكرامته، وغيرها من القيم الجوهرية الأخرى. يقول النبي ميخا "قد أخبرك أيها الانسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب. الاّ أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك"( ميخا 6: 8 ) . أما الرسول بولس فيقول لأهل فيليبي "أخيرا أيها الاخوة: كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسرّ كل ما صيته حسن. ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا " ( فيلبي4: 8 ). قال أحد الحكماء، "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو  الطريق". فالأسلوب الذي نتّبع فيه السلام، هو في الحقيقة السلام نفسه. نحن مدعوون لنحضّر جيلا جديدا يساهم في خلق ديناميكية اجتماعية سلمية. وهذا يتطلب أمرين أساسيين "الشجاعة والتربية". 

وأشار “سعود” إلي ان هناك  تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة عام 1993 حول العنف، ورد ما يلي: "كما تبدأ الحرب في الذهن، هكذا يبدأ السلام من الذهن".  فالتغيير يبدأ من الذهن، وهدف التربية التغيير إبتداء من الذهن . لهذا  لكي أكون عمليا في طرحي، من الضروري الإدخال إلى مناهج المدارس في منطقتنا مادة التربية على السلام، لنشر ثقافة السلام إبتداء من الصف والمدرسة، لأن الصف والمدرسة، هما المكان المناسب لبدء التغيير في المجتمع. الصف والمدرسة هما المختبر العلمي والعملي الذي يتعلّم فيه تلامذتنا المهارات العلمية، والمعرفة النفسية والفكرية والاجتماعية والمواقف المناسبة، ليكونوا صانعيّ سلام. الصف والمدرسة، هما المكان المناسب الذي يتزوّد فيه تلامذتنا، بمهارات فنّ الحوار الصادق والبنّاء. مهارات حلّ النزاعات التي تنشأ بين بعضهم البعض بالطرق السلمية . مهارات التعاطي مع مشاعرهم السلبية: مشاعر العدائية، والكراهية، والغضب، بطريقة غير مؤذية،  ليتمكّنوا من المحافظة على سلامهم تحت ظروف نفسية صعبة، مهارات التواصل ، مهارات فنّ الكلام، فنّ الاصغاء، فنّ الاعتذار، بل ثقافة  وشجاعة الاعتذار إلتي تصنع العجائب، وتعيد التواصل بين الناس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاستقرار الانسان الحرب العالمية الثانية العنف صنع السلام السلام هو قرار صنع کل ما هو

إقرأ أيضاً:

الرئيس عباس: سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم الجمعة، 12 ديسمبر 2025، أنه سيتم عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .

وقال الرئيس خلال كلمة ألقاها، أمام المؤتمر السنوي لحزب "إخوة إيطاليا"، إن نيل دولة فلسطين لاستقلالها على خطوط العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الدائمين في منطقتنا.

وأضاف إن دولة فلسطين حين تكون كاملة السيادة، لن تشكل عبئا أمنيا على أحد، بل ستكون عنصر استقرار إقليمي، وشريكا مسؤولا في حفظ الأمن وبناء السلام.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس عباس كامل ة:

السيدة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني،

السيدات والسادة قادة وأعضاء حزب "إخوة إيطاليا"،

السيدات والسادة ضيوف المؤتمر،

أود في البداية أن أهنئ السيدة ميلوني وقيادة حزبها، حزب "إخوة إيطاليا"، على انعقاد مؤتمرهم السنوي الذي يعكس حيوية الحياة السياسية في ايطاليا، وأشكركم على دعوتي للمشاركة فيه.

وأغتنم الفرصة لكي أؤكد على عمق علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين بلدينا وشعبينا، والقائمة على الاحترام المتبادل.

ونثمّن عالياً مواقفكم الداعمة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجددين الشكر لإيطاليا على مساندة جهودنا في بناء مؤسسات دولتنا وتدريب الشرطة المدنية الفلسطينية، وتقديم المساعدات الإنسانية لشعبنا، وعلاج الجرحى من الأطفال، والمشاركة في قوة المراقبة الأوروبية في معبر رفح .

السيدات والسادة،

خيارنا الاستراتيجي هو السلام القائم على حل الدولتين وفق القانون الدولي. ونؤمن أن نيل دولة فلسطين استقلالها على خطوط العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وسلام متبادلين، هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الدائمين في منطقتنا.

لقد أثبتت الأحداث الأخيرة، أن غياب الدولة الفلسطينية المستقلة لا يشكل فقط ظلما تاريخيا لشعبنا، بل هو أحد جذور عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، ويغذي دوائر العنف والتطرف، ويؤثر على أمن المنطقة وأوروبا وإيطاليا على حد سواء.

نحن نميز بوضوح بين حق أي دولة في الأمن، وهو حق مشروع، وبين استمرار الاحتلال وسياسات فرض الأمر الواقع بالقوة، التي لا تحقق أمنًا دائمًا لأحد.

إن دولة فلسطين حين تكون كاملة السيادة، لن تشكل عبئًا أمنيًا على أحد، بل ستكون عنصر استقرار إقليمي وشريكا مسؤولا في حفظ الأمن وبناء السلام.

السيدات والسادة،

أقف أمامكم اليوم ممثلًا لشعب يتطلع إلى أن يعيش في وطنه بحرية وكرامة، في دولة حديثة تؤمن بالديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة، والتعددية، والمساواة، ونبذ العنف، مؤكدين اننا سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب.

نحن نبني ركائز دولتنا لتكون شريكاً ملتزما في المعاهدات والمعايير الدولية، وقرارات الشرعية الدولية، عبر برنامج وطني شامل للإصلاح المؤسسي والمالي والإداري والقضائي والتعليمي والاجتماعي، قائم على سيادة القانون والشفافية والمساءلة. ونلتزم التزامًا كاملًا بمبدأ: دولة واحدة، قانون واحد، سلاح شرعي واحد. وإن الالتزام بهذه المبادئ ينطبق على جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء.

لقد اختارت دول عدة في الفترة الأخيرة الاعتراف بدولة فلسطين، والتي وصلت إلى 160 دولة، وذلك انطلاقًا من قناعتها بأن هذا القرار هو استثمار إيجابي في مستقبل السلام والاستقرار، وليس موجّهًا ضد أي طرف، والتي نشكرها جميعاً.

ونحن نتطلع بثقة إلى أن تواصل إيطاليا، بتاريخها العريق ودورها المحوري ومسؤولياتها الدولية، التقدم نحو هذا المسار، بما يسهم في حماية حل الدولتين وترسيخ أسس السلام في منطقتنا، وتعزيز ثقة الشعوب بالنظام الدولي، وألا يتم استبدال منطق العدالة وحق تقرير المصير بمنطق القوة الغاشمة.

ونقدر عالياً مواقف الجماهير الإيطالية التي عبرت، من خلال تحركاتها، عن تضامنها الإنساني مع معاناة أهلنا في قطاع غزة، ودعمها الثابت لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

السيدات والسادة،

نتطلع إلى توسيع آفاق التعاون الفلسطيني– الإيطالي في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات، والتعليم، والسياحة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز استقرار منطقتنا المتوسطية التي تجمعنا.

وفي الختام، أتقدم بالشكر مجددًا لدولة رئيسة الوزراء ميلوني ولقيادة حزب "إخوة إيطاليا" على هذه الدعوة الكريمة، وأؤكد استعداد دولة فلسطين للعمل مع الحكومة الإيطالية ومع مختلف القوى السياسية في إيطاليا من أجل سلام عادل ودائم وأمن متبادل.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة حاضرة في اجتماع الرئيس عباس مع رئيسة وزراء إيطاليا المنظمة الدولية للهجرة: أمطار وسيول تهدد حياة مئات آلاف النازحين في غزة حماس: انهيارات المنازل وسقوط الشهداء في غزة امتداد لحرب الإبادة الأكثر قراءة محدث: نتائج قرعة كأس العالم 2026 كاملة - الأردن والجزائر بالمجموعة العاشرة دول عربية وإسلامية تعقب على نية إسرائيل فتح معبر رفح باتجاه واحد أوتشا: تضاعف إصابات الفلسطينيين على يد المستوطنين في الضفة العام الجاري رئيس وزراء مالطا يعود طفلا جريحا من غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: موقفنا التفاوضي قوي.. وهدفنا سلام عادل لأوكرانيا
  • أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
  • الرئيس عباس: سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب
  • هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟
  • الكرملين: انسحاب أوكرانيا من الدونباس جزء أساسي من عملية السلام
  • الصايغ من بعبدا: عون يخطط لنقل لبنان من الحرب إلى السلام الأهلي
  • زيلينسكي: إجراء انتخابات في أوكرانيا يتطلب وقف إطلاق النار
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • زيلينسكي يؤكد حق الأوكرانيين في الاستفتاء على التنازلات المتعلقة بالأراضي
  • كلية الطب البيطري والتربية النوعية تمثلان جامعة قنا بجائزة التميز الحكومي