أن يتمَّ انتخاب «ريشي سوناك» Rishi Sunak الشَّاب الهندوسي، المولود في بريطانيا (1980)، رئيسًا لوزراء بريطانيا عن حزب المحافظين، فإنَّ في ذلك لشجونًا بالنسبة لأبناء شِبْه القارَّة الهنديَّة، تلك الأرض الشَّاسعة التي ضمَّتها بريطانيا الكولونياليَّة جزءًا من «الامبراطوريَّة التي لا تغرب الشمس عَنْها»!
هذه مفارقة تستحقُّ التوقُّف والتأمُّل بأناة، خصوصًا إذا ما حَظِيَ المرء بمعرفة جيِّدة مناسبة بطرائق التاج البريطاني إلى الهنود الذين عدَّهم البريطانيون مع بلادهم «لؤلؤة التاج» Kohinoor، علمًا أنَّ الحكَّام البريطانيِّين عَبْرَ الهند حقبة ذاك قَدْ ساموا سكَّانها الهندوس العذاب الممزوج بالاحتقار؛ نظرًا لأنَّ الصولجان البريطاني قَدْ عدَّ الهندوس (وهم الأغلبيَّة السكَّانيَّة في الهند) وثنيِّين ومشركين، إذ إنَّ الهندوسيَّة ديانة مُتعدِّدة الآلهة، غير آبهين كبريطانيِّين بأبعاد الهندوسيَّة الأعمق الأخرى: باعتبارها ديانة هي أقرب إلى الهندوسيَّة Hinduism أسلوب حياة وفلسفة روحيَّة تقوم على عبادة الــ»براهمن» Brahman، إلهًا رئيسًا، من بَيْنَ عددٍ كبير من الآلهة والآلهات.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
سفير السودان: القرار البريطاني ضد الدعم السريع خطوة سياسية مهمة
قال السفير الصديق الأمين، سفير السودان لدى بريطانيا، إن القرار الذي أصدرته الحكومة البريطانية بفرض عقوبات على عدد من قيادات ميليشيا الدعم السريع يمثل "خطوة في الاتجاه الصحيح"، ويعكس – بحسب تعبيره – إدراكاً دولياً متزايداً لخطورة الجرائم التي ترتكبها هذه الميليشيا في إقليم دارفور ومناطق أخرى من السودان، وعلى رأسها مدينة الفاشر التي شهدت، خلال الأشهر الماضية، انتهاكات ووقائع دامية أثارت قلق المجتمع الدولي.
وأوضح السفير الأمين، خلال مداخله هاتفيه على شاشة القاهرة الإخبارية ، مع الإعلامية رغدة منير ، أن أهمية القرار البريطاني تكمن في قيمته السياسية لا الاقتصادية، موضحاً أن عناصر ميليشيا الدعم السريع "لا يملكون في الغالب أرصدة كبيرة داخل بريطانيا"، إلا أن صدور العقوبات عن دولة عضو في مجلس الأمن الدولي وتحمل القلم في ملف السودان يعطيها وزناً خاصاً، ويرسل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي بات أكثر وعياً بما يجري على الأرض.
وأكد سفير السودان لدى بريطانيا أن الميليشيا استغلت في السابق غياب الردع الدولي لتصعيد عملياتها، معتبراً أن عدم اتخاذ إجراءات حقيقية ضدها فُسّر من جانبها كأنه "موافقة ضمنية" على جرائمها، وهو ما شجّعها – بحسب قوله – على ارتكاب مجزرة جديدة الأسبوع الماضي في روضة للأطفال، أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين طفلاً واستهداف الروضة مرتين، ثم استهداف المستشفى الذي نُقل إليه المصابون.
وبشأن التواصل مع الجانب البريطاني، أشار السفير الأمين إلى وجود تنسيق مستمر بين الجانبين، لكنه شدّد على أن القرار الأخير استند أساساً إلى معلومات وتقييمات جمعتها الحكومة البريطانية بنفسها.
وأضاف أن العالم بأسره يشاهد الآن بشاعة الجرائم المرتكبة، مؤكداً أن "جميع عناصر الميليشيا وقياداتها، من أكبر قائد إلى أصغر جندي، أيديهم ملطخة بدماء السودانيين".