موقع 24:
2025-12-12@17:04:03 GMT

صفحات مخفية لكلينتون في البيت الأبيض

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

صفحات مخفية لكلينتون في البيت الأبيض

كان عملي لسنوات مراسلاً في البيت الأبيض حافزاً لي على العودة إلى فتح صفحات منسية من فترة رئاسة بيل كلينتون، والعودة إلى تأمل موقف له، تجاوَز في جرأته ومصداقيته ما سبق أن فعله أيّ رئيس أمريكي آخر. أتحدث هنا عن قراره بشأن إيجاد حل نهائي سياسي وإنساني للقضية الفلسطينية.



حينئذ كنت في موقع المتابعة اليومية لمشروع كلينتون بفرض خطة أمريكية مكتملة لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، لدرجة أنه ترك موقعه الرسمي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، لينتقل بالهليكوبتر إلى المنطقة الريفية «واي بلانتيشن»، ويمضي الأيام في مفاوضات ثلاثية مع نتنياهو وياسر عرفات.


بالنظرة الشاملة لهذا السلوك، لاحظنا أن خطة كلينتون لم تكن قفزة مفاجئة إلى دائرة الأزمة، بل سبقها بسنوات قليلة مشروع سياسي متكامل.
يومها قال صراحة: «إن السلام لا بد أن يتضمن الكثير من الأشياء، ومنها الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأيضاً الأمن الحقيقي لإسرائيل، لكن لا بد أن يكون الاعتراف المتبادل هو البداية لذلك».
وبشكل عام، وفي إطار رؤيته لمبادئ سياسته الخارجية، فإن نظرته للقضية الفلسطينية لم تكن تصرفاً قائماً بذاته، لكنها جزء مما وصف باستراتيجية عالمية مبنية على مبدأ إدارة الأزمات بشكل عام. ومن بينها تطبيق مبدئه السياسي في الشرق الأوسط. هنا يقول روبرت فريدمان، عالم السياسة بجامعة جون هوبكنز، إن كلينتون واجه صعوبات هائلة وضعت في طريقه، بهدف إثنائه عن استكمال الطريق الذي اختاره.
منذ اليوم الأول لتولي كلينتون الرئاسة عام 1993، فهو قد تيقن أن نجاح رئاسته للولايات المتحدة يتطلب سياسة خارجية تحمل رؤية تستوعب مجمل الأوضاع والأزمات الدولية والإقليمية، وصفها مستشاروه ب «مبدأ كلينتون» الذي يعني النظرة الأوسع مدى لحفظ السلام، والالتزام بالتدخل في الأزمات العالمية، بأقل الخسائر والمخاطر على أرواح الأمريكيين، والالتزام في الوقت نفسه بدعم حقوق الإنسان في المناطق الإقليمية، ومنها الشرق الأوسط.
بعد ذلك بسنوات، وفي عام 2011، كتب المؤرخ تومي وونغ أنه خلال فترة حكم كلينتون من 1993-2001، فهو قد عمل على تحسين علاقات أمريكا الخارجية بالدول الأخرى، باستخدام سياسات بعيدة عن العدوانية، وتقوم على التنافس الحر في التجارة العالمية، ودعم الديمقراطية، بأقل درجة من التدخل في شؤون الآخرين، مع احتفاظ أمريكا بدورها القيادي.
وهي المبادئ نفسها التي تحدث عنها أنتوني ليك، مستشاره للأمن القومي، في شرحه أمام كلية الدراسات المتقدمة بجامعة جون هوبكنز، حين قال إن كلينتون قد تعهد بالمشاركة النشطة في حل قضايا العالم.
وضمن مساعي التنظير لرؤية كلينتون الخارجية، يقول مجلس العلاقات الخارجية، إن بعض مؤسسات الفكر السياسي، ووسائل الإعلام حاولت تجاهل أفكار كلينتون وعدم إلقاء الضوء عليها. وركز مجلس العلاقات الخارجية اهتمامه على دور كلينتون تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال إن الولايات المتحدة حاولت طويلاً في عهود رؤساء سابقين إيجاد حل تفاوضي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن سياسة هؤلاء الرؤساء كانت تتحرك على هامش النزاع دون الخوض في مضمونه، رغم علمهم بانعكاسات هذا النزاع على الأمن القومي الأمريكي، حتى وصل الحال في عهد الرئيس جو بايدن إلى الاكتفاء بإعادة التأكيد أكثر من مرة على تأييده لحل الدولتين، دون أي تحرك خطوة أبعد من ذلك لدفع الأمور نحو استئناف مفاوضات السلام، وفي الوقت نفسه كان التشبيه الذي نشرته مجلة «فورين بوليسي»، بقولها «إن نتنياهو قتل عملية السلام»، وأيضاً قول معهد بروكنغز «لماذا قتلت عملية حل الدولتين».
الآن أتذكر أثناء متابعتي اليومية لجهود كلينتون في القمة الثلاثية مع نتنياهو وعرفات، وتفرغه لمهمة إيجاد حل أمريكي للنزاع، بناء على المبادئ التي يؤمن بها، كيف أن جميع الأطراف الرافضة لسلام حقيقي تؤيده وتسانده أمريكا قد حشدت قواها في حملة وصفتها صحف أمريكية قليلة بإعلان تلك القوى الحرب على كلينتون.
تلك كانت صورة لرؤية شاهد عيان لكل ما جرى، وما انتهي إلى ضربة تآمرية مخابراتية ضد كلينتون ومشروعه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

ضمادة على يد ترامب.. كيف برّرها البيت الأبيض؟

سعى البيت الأبيض مجددا إلى تبرير الضمادة التي يضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على يده اليمنى منذ أيام، بمصافحاته الكثيرة.

وردا على سؤال بشأن هذه الضمادات التي ظهرت مؤخرا، قالت المتحدثة باسم الرئاسة كارولين ليفيت "سبق أن قدمنا لكم تفسيرا لذلك.. الرئيس يصافح الناس باستمرار"، مستعيدة التفسير الذي أعطي قبل بضعة أشهر عندما شوهد الرئيس الأميركي ويده اليمنى متورمة.

وأضافت ليفيت "كما أنه يتناول الأسبرين يوميا" كعلاج وقائي للقلب والأوعية الدموية، "وهذا الأمر قد يسهم في ظهور هذه الكدمات التي ترونها".

وكان البيت الأبيض قد قدّم هذا التفسير أيضا قبل ظهور الضمادات التي وضعها ترامب (79 عاما) على سبيل المثال الأحد الماضي خلال حفل في واشنطن.

ويُعد الوضع الصحي مسألة حساسة بالنسبة لترامب، الأكبر سنا من بين الرؤساء المنتخبين للولايات المتحدة، والذي يتّهم سلفه الديمقراطي جو بايدن بأنه كان يعاني من الخرف، ومن ثم كان فاقدا الأهلية لتولي الحكم.

ومساء الثلاثاء، وصف ترامب -في منشور غاضب على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال- تقارير إعلامية طرحت تساؤلات حول وضعه الصحي بأنها "تحريضية، وربما تنطوي على خيانة".

وباتت صحة ترامب تحت المجهر بعدما بدا كأنه يعاني للبقاء في حالة يقظة في سلسلة من الفاعليات، ناهيك عن خضوعه لفحص بالرنين المغناطيسي في سياق فحوص طبية إضافية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يبرّر ضمادة يضعها ترمب على يده اليمنى بـمصافحاته الكثيرة
  • البيت الأبيض يتحدث عن المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة
  • البيت الأبيض يتحدث عن المرحلة الثانية من خطة السلام.. تخطيط هادئ
  • ضمادة على يد ترامب.. كيف برّرها البيت الأبيض؟
  • ما تفسير البيت الأبيض لوضع ترامب ضمادة على يده؟
  • البيت الأبيض: ترمب محبط وسئم الوعود
  • البيت الأبيض: سنعلن مجلس السلام الخاص بغزة في الوقت المناسب
  • البيت الأبيض: مصادرة ناقلة نفط ظل محملة بشحنات لصالح الحرس الثوري
  • البيت الأبيض يُعلق على اتصال بوتين ومادورو: لا يُقلق الرئيس
  • خبير أمريكي: مصر على دراية بتفكير نتنياهو .. وتتابع الوضع الفلسطيني عن قرب