«بنات جلنار».. معرض وتوقيع رواية في ساحة الرواق للفنون
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
يبدوا بأن الفنانة التشكيلية أماني الطواش ستنجح في استفزاز القارئ البحريني عبر باكورة رواياتها «بنات جلنار» الصادرة مؤخراً عن (دار سؤال للنشرو التوزيع)، حيث اتخذت من «هجرة الإرانييين/العجم» موضوعاً ومدخلا لها.
كما إنها لن تكتفي بذلك، حيث من المقرر أن تصوغ مقاربتها لموضوع الرواية فنياً عبر لوحات تشكيلية سيحتضنها حفل توقيع سيقام في لأول من أكتوبر القادم بـ «مساحة الرواق للفنون».
خبأنا العتال بين أكياس الفواكه المجففة، كدّسنا في مخزن جالبوت لنقل البضائع عبر البحر، كان يعرف ما يفعل وكيف يتصرف، ماهراً في تهريب العجم الهاربين من الفقر والحرب. كانت الرحلة تستغرق ساعات قليلة لكن الخوف أطالها انتظرتنا قوارب صغيرة في عرض البحر، تأمر أصحابها مع عتال الجالبوت، حملوا أكياس الفواكه المجففة لينقلوها إلى المرفأ، أما نحن فدسونا في قواربهم، وغطونا بأكياس الخيش.
كانت خطتهم أن نبقى في المخزن حتى يختفي ضوء النهار، ثم نخرج فلا يلاحظ أحد مرورنا في العتمة. ظل القارب يتمرجح فوق أمواج خفيفة، وأوقفه المراكبي الفارسي وسط البحر بخطرة طويلة، عصا يغرسها في قاع البحر ليدفع القارب. كنا ننتظر حلول الظلام بصبر معدوم، وغلب توتر أبي وأمي رغبتهما في الحديث شرح المراكبي ما ينتظرنا في البر، ثم عم السكون حتى جاءت إشارة الانطلاق.
فالسرد بالنسبة للطواش لوحة قوامها تلك السياقات التي تمزج بين المتخيل والواقعي في تشكيل الواقع الإجتماعي والحياتي للمنامة، تتعدد فيها الألوان بتعدد الأجناس التي عاشت وقصدت تلك المدينة القديمة في تعدديتها الثقافية بلغتها البسيطة والمعقدة في آن.
”أسندنا ظهرينا على القارب القديم كنت مستيقظة، أفكر، هل يدرك أكبر الخوف الذي يسيطر عليّ في أولى لحظات غربتي؟ لقد استسلمت لقراره بأن نهجر بيتنا ونرحل عن قريتنا «ليلاك»، من أجل رزق لم نعثر عليه في وطننا . أغمضت عيني، أترقب مصيرا لا يمكنني أن أتخيّل تفاصيله في هذه الأثناء، سمعت قرع طبول من بعيد، تذكرت أنه شهر رمضان وكانت الطبول لمسحر يوقظ المدينة لوجبة السحور. رغم أننا لم نكن صائمين، إلا أن اليوم المليء بالخوف أنسانا أن نأكل شيئًا، ولا حتى لقمة واحدة. أخرجت من بقشتي قطعة خبز اقتسمتها مع أكبر ثم أرضعت مريم تحت ردائي المورد.“
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
مصرع 4 مهاجرات بينهم ثلاث طفلات في انقلاب قارب هجرة غير شرعية
أفادت صحيفة الجارديان البريطانية أن سبع نساء، من بينهن ثلاث فتيات صغيرات، لقين مصرعهن أمس الأربعاء بعد انقلاب قارب يحمل نحو 150 مهاجرًا قبالة ساحل جزيرة إل هييرو، إحدى جزر الكناري الإسبانية، أثناء محاولته الاقتراب من الميناء.
وذكرت هيئة الإنقاذ البحري الإسبانية أن القارب تم رصده على بعد نحو 10 كيلومترات من ميناء "لا ريستينجا"، وتمت مرافقة القارب بواسطة سفينة الإنقاذ الحكومية، إلا أنه انقلب لحظة الاستعداد للنزول بسبب "حركة الأشخاص على متنه"، بحسب بيان الهيئة.
وقال مسؤولو الطوارئ إن الضحايا شملوا فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا، وطفلتين يعتقد أن عمرهما أقل من خمس سنوات. كما نقل طفلان، يبلغان من العمر ثلاث وخمس سنوات، في حالة حرجة إلى مستشفى في تينيريفي عبر مروحية، في حين تم نقل رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر إلى مستشفى محلي بعد معاناته من صعوبات في التنفس.
وسارع عمال الإنقاذ، إلى جانب غواصين ومتطوعين من المنطقة، إلى انتشال الناجين من المياه في مشهد مأساوي أعاد تسليط الضوء على خطورة طريق الهجرة عبر المحيط الأطلسي.
في أعقاب الحادثة، عبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "تضامنه العميق" مع الضحايا وعائلاتهم، وكتب على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي: "المأساة التي شهدتها إل هييرو يجب أن تحرك ضميرنا جميعًا. أرواح فقدت في محاولة يائسة للبحث عن مستقبل أفضل. علينا أن نكون على مستوى هذه اللحظة. الأمر مسألة إنسانية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحادث هو الأحدث ضمن سلسلة من الكوارث المرتبطة بطريق الهجرة عبر المحيط الأطلنطي نحو جزر الكناري، وهو مسار أصبح من أكثر طرق الهجرة البحرية فتكًا في العالم. ووفقًا لمنظمة غير حكومية، فقد لقي أكثر من 10,400 شخص مصرعهم أثناء عبور هذا الطريق في العام الماضي وحده.
وتلجأ أعداد متزايدة من المهاجرين إلى هذا الطريق، هربًا من تشديد القيود الأوروبية في البحر المتوسط، وغالبًا ما يركبون قوارب متهالكة لا تصلح لمواجهة التيارات القوية للمحيط الأطلسي.
ورغم انخفاض عدد الواصلين إلى جزر الكناري بنسبة الثلث خلال الفترة من 1 يناير إلى 15 مايو مقارنة بالعام السابق، إلا أن الطريق ما زال يحصد الأرواح.
وقال ممثل الحكومة المركزية في الأرخبيل، أنسيلمو بيستانا، إن البحر حول إل هييرو كان "عنيفًا بشكل خاص" في الأيام الماضية، وإن المهاجرين كانوا في حالة إنهاك شديدة بعد عبور طويل وخطير. وأضاف: "نعلم أن اللحظة الأكثر خطورة في أي عملية إنقاذ تكون عند الاقتراب من الشاطئ".
من جهته، وصف رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيخو، الحادث بأنه "وجه من أوجه المأساة الحقيقية" التي تعيشها المنطقة. وقال: "مرة أخرى، نرى الجانب الأكثر قسوة للهجرة... هذه المرة تأثّر به أطفال. للأسف، القارب انقلب لحظة تحقيق الحلم".