الأسد في الصين.. "المصلحة المتبادلة" تكشف كواليس الزيارة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
في خطوة وصفها المراقبون والمحللون بالاستراتيجية، وصل الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الخميس، إلى مدينة هانغتشو شرقي الصين، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، فيما أثارت هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ نحو 19 عاماً، الكثير من التساؤلات حول سرها، والنتائج التي قد تتمخض عنها.
زيارة الرئيس السوري إلى الصين تشكل فرصة لنقلة جديدة في العلاقات الثنائية
الزيارة تمثل فرصة لتحسن مكانة سوريا في النظام الدولي بعد عزلة دبلوماسية استمرت لسنوات
الصين قدّمت دعماً مهماً لدمشق على مدار السنوات الماضية
الصين تسعى لكسر التابوهات الغربية التي تحاول منع عدد من الدول من التعاطي مع ما تعتبره واشنطن دولاً معزولة
زيارة استراتيجيةوفي وقت سابق، اليوم الخميس، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن الرئيسين سيعقدان "قمة سورية صينية"، مضيفة "كما تشمل الزيارة عدداً من اللقاءات والفعاليات التي سيجريها الرئيس الأسد وأسماء الأسد في مدينتي هانغتشو وبكين".
وقال مراقبان للزيارة إن "زيارة الأسد لبكين تأتي في توقيت مهم، حيث تقلل الضغوط الأمريكية والأوروبية على الاقتصاد السوري، وتؤسس لعالم متعدد الأقطاب".
الأسد يصل إلى #الصين في أول زيارة منذ 19 عاماً https://t.co/5BQ5RiDC1i
— 24.ae (@20fourMedia) September 21, 2023 كسر العزلة الدلوماسيةوهذه الزيارة تعد الأولى التي يقوم بها رئيس سوري إلى الصين منذ عام 2004، فيما زار مسؤولون صينيون دمشق خلال فترة النزاع المستمر في سوريا منذ 2011.
والصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد، منذ اشتعال الصراع السوري، بعد روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، حيث تقدمان لها دعماً اقتصادياً وعسكرياً غيّر ميزان الحرب لصالحها.
وتندرج هذه الزيارة في إطار عودة الأسد تدريجياً منذ أكثر من سنة إلى الساحة الدولية، بعد عزلة فرضها الغرب على الرئيس السوري بسبب النزاع الدامي في بلاده، وبذلك، أصبح الأسد آخر رئيس دولة، تُعدّ معزولة على نطاق واسع، تستضيفه الصين العام الحالي، بعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والإيراني إبراهيم رئيسي، كما استضافت الصين عددا من المسؤولين الروس.
وبهذا الخصوص، يقول المحلّل السياسي السوري أسامة دنورة من دمشق لوكالة "فرانس برس": "هذه الزيارة تمثّل كسراً لنطاق مهم من العزل الدبلوماسي والحصار السياسي المفروض على سوريا، كون الصين دولة عظمى وذات ثقل على المستوى الاقتصادي والاستراتيجي الدولي"، مضيفاً "الصين تكسر التابوهات الغربية التي تحاول منع عدد من الدول من التعاطي مع ما تعتبره واشنطن دولاً معزولة".
صورٌ من زيارة الرئيس السّوري #بشار_الأسد للصين في أوّل زيارةٍ رسمية للبلاد منذ نحو عقدين pic.twitter.com/Geqk6RwBhy
— إرتكاز نيوز (@Ertikaznews) September 21, 2023 بكين داعم مهم لدمشقوعلى مدار سنوات، قدمت الصين دعماً دبلوماسياً مهماً لدمشق، خصوصاً في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت مراراً عن التصويت لقرارات تدينها خلال النزاع، واستخدمت الفيتو إلى جانب روسيا لوقف هذه القرارات"، لكنها حرصت في الآن ذاته على عدم التدخل بشكل أكبر في النزاع، تجنباً للمزيد من الاحتكاك مع الولايات المتحدة.
وتحسنت علاقة سوريا مع الصين في أوقات عدة، بما في ذلك خلال الحرب الأهلية السورية، ففي عام 2020، بدأت الصين وروسيا استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإغلاق 3 من طرق المساعدات من أصل 4، بحجة أنه يجب تسليم المساعدات عبر الحدود التي تسيطر عليها دمشق. وفي عام 2019، أخبر كبير الدبلوماسيين وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وزير الخارجية السوري آنذاك وليد المعلم أن الصين "تدعم بقوة إعادة الإعمار في سوريا" وجهودها "لمكافحة الإرهاب"، وفقاً لما أفاده موقع "المونيتور" الأمريكي.
Syria's Assad visits China seeking funds https://t.co/gurFNduJY1
— Al-Monitor (@AlMonitor) September 21, 2023 إعادة إعمار سورياوبعد 12 سنة على نزاع مدمّر أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص وخلّف ملايين النازحين واللاجئين ودمّر البنى التحتية للبلاد، تسعى سوريا اليوم إلى الحصول على دعم الدول الحليفة لمرحلة إعادة الإعمار.
ويرى موقع "المونيتور"، أن من أهم أسباب هذه الزيارة هي حاجة بشار الأسد إلى الأموال المخصصة لإعادة إعمار ما خلفته الحرب الأهلية.
ويتوقع العديد من المحللين أن "تركز زيارة الأسد للصين جزئياً على الأموال المخصصة لإعادة الإعمار. وكان الرئيس السوري أعرب في تصريحات سابقة عن أمله في أن تستثمر مؤسسات صينية في سوريا".
وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي السوري دنورة: إن "الصين تعد بالنسبة لدمشق "شريكاً موثوقاً"، خصوصاً في المجال الاقتصادي وإعادة الإعمار".
وعن استثمارات صينية محتملة، يقول دنورة لـ"فرانس برس": "الصين لديها القدرة على إنجاز البنى التحتية في الإعمار في المناطق السكنية والمدنية بسرعة استثنائية"
ومن جهتها، ترى الباحثة لينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن، أن التوقيت مهم، حيث يواجه الأسد الآن احتجاجات مناهضة لحكومته في جنوب سوريا، بحسب موقع "المونيتور"
وأضافت الباحثة أيضاً، أن الأسد يحاول من خلال زيارته إلى الصين إيصال رسالة حول بدء "الشرعنة الدولية" لنظامه، إضافة إلى الدعم الصيني المرتقب في مرحلة إعادة الإعمار.
???? بشار الأسد وزوجته يصلون #الصين في زيارة رسمية pic.twitter.com/eoejCpV3AK
— المرصد العسكري ⧨ (@Military_OSTX) September 21, 2023 تعزيز مكانة بكين كقوى عظمىوتأتي زيارة الأسد في وقت تلعب بكين دوراً متنامياً في الشرق الأوسط، حيث تسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى تعزيز مكانتها كقوة عظمى، عبر الدور السياسي الذي بات بإمكانها الانخراط به أكثر في ظل الانكفاء الأمريكي عن العديد من القضايا، إذ تُشير التحركات الدبلوماسية لبكين، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، إلى اهتمام أكبر بالمسائل السياسية، ومحاولة لعب دور رئيسي في أبرز ملفات المنطقة، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ" الإخبارية الأمريكية.
ويقول المراقبون إن "الصين التي تواجه محاولات أمريكية لمحاصرتها، وستحاول الرد على تلك الخطوات، من خلال تعزيز حضورها السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط وبالتأكيد فإن سوريا هي إحدى البوابات".
وأضافوا أن "الصين ترنو إلى تعزيز حضورها في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي كانت تقليدياً ضمن دائرة النفوذ الأمريكي، وتشكل سوريا بالنسبة إلى بكين أهمية جيوسياسية، فضلا عن كون البنية الفكرية لحكومة الأسد تتناغم معها".
???????????????? Syria’s Assad to Meet Xi on First China Visit in Nearly 20 Yearshttps://t.co/Gd02eOR7pR
— China - Arab Forum (CAF) - المنتدى العربي الصيني (@china_arabia) September 21, 2023 مبادرة الحزام والطريقوتحاول بكين الترويج لخطتها "طرق الحرير الجديدة" المعروفة رسمياً بـ"مبادرة الحزام والطريق"، وهي مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وإفريقيا. وانضمت سوريا في يناير (كانون الثاني) 2022 إلى مبادرة "الحزام والطريق".
وفي حديثه لوكالة "سبوتنيك" الروسية عن هذه الزيارة، يرى المحلل الصيني والخبير في الشؤون الآسيوية، تشاو تشي جيون، أن "دعوة بكين للرئيس الأسد لزيارة الصين، ينبع من موقفها الداعم لسوريا في حماية سيادتها وسلامة أراضيها، حيث أن التعاون بين الصين وروسيا وسوريا في الشرق الأوسط، يعزز بشكل أكثر فعالية استعادة السلام في المنطقة ويضعها على مسار التنمية الصحيح. وعلاوة على ذلك، من الممكن الجمع بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية واستراتيجية التنمية الروسية جنوبا في الشرق الأوسط، لتشكيل قناة رئيسية جديدة للاتصال مع أفريقيا والبحر المتوسط وأوروبا".
بدأ الرئيس السوري بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد الزيارة إلى الصين، وقد تلقيا ترحيبًا حارًا عند وصولهما إلى مطار هانغتشو.????????❤️???????? pic.twitter.com/aT3zDqJnbo
— Shi Hongwei (@Shi_Hongwei_Emb) September 21, 2023وتجدر الإشارة إلى أن العام الحالي شهد تغيرات على الساحة الدبلوماسية السورية، تمثلت باستئناف دمشق علاقتها مع دول عربية عدة على رأسها المملكة العربية السعودية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية، ثم مشاركة الرئيس السوري في القمة العربية في جدّة في مايو (آيار)، للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
وتسارعت التحولات الدبلوماسية على الساحة العربية بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن عنه في مارس (أذار)، وأسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران.
وقال تشاو تشي جيون، بهذا الشأن، إن "نجاح الوساطة الصينية لإعادة العلاقة بين السعودية وإيران هذا العام، دفعت الجامعة العربية إلى السماح لسوريا، بالعودة للجامعة العربية، وهذا يعني أن المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، بدأ يشهد تغيرات كبيرة، والعلاقة الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة في الأصل تفككت تماماً"، مؤكداً على أن "زيارة الأسد للصين ستدفع هذه التغييرات إلى مستوى جديد".
والشهر الماضي، نجحت الصين أيضاً في إضافة المزيد من الأعضاء إلى كتلة "البريكس"، وهي مجموعة مؤثرة من الاقتصادات الناشئة، حيث انضمت إليها الإمارات والسعودية ومصر وإيران.
توسعة عضوية #بريكس.. هل هي شهادة فشل للقيادة الأمريكية للعالم؟ https://t.co/uN3MxxOY7o pic.twitter.com/zJ7JYuEl8Y
— 24.ae (@20fourMedia) August 30, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين بكين بشار الأسد بريكس مجموعة بريكس سوريا في الجامعة العربية سوريا فی الشرق الأوسط الحزام والطریق إعادة الإعمار الرئیس السوری هذه الزیارة زیارة الأسد بشار الأسد إلى الصین سوریا فی pic twitter com
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية تكشف طبيعة المنظمة الغامضة التي ستسيطر على المساعدات في غزة
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أشارت فيه إلى المجموعة التي لا يعرف الكثيرون عنها شيئا ومن المقرر أن تسيطر على عمليات توزيع المواد الإنسانية في غزة.
وجاء في التقرير أن أعدادا من المرتزقة الأجانب وصلوا إلى "إسرائيل" للعمل على تنفيذ خطة مثيرة للجدل وتحظى بدعم أمريكي وقد تجبر الأمم المتحدة على التخلي عن إدارة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ويتوقع أن تكون الآلية هذه جاهزة بنهاية الشهر الحالي، بحيث تصبح الطريق الوحيد لدخول المساعدات إلى القطاع. وبموجب الخطة، ستوزع "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مؤسسة سويسرية غير معروفة، المساعدات في مراكز توزيع يحرسها الجيش الإسرائيلي وشركات خاصة. وإذا أرادت توزيع المساعدات، فستحتاج الأمم المتحدة وجهات أخرى إلى استخدام هذه المواقع، التي يتركز معظمها في جنوب غزة، مما يجبر الفلسطينيين على قطع مسافات طويلة للحصول على الغذاء.
ومع ذلك، ومنذ طرحها لأول مرة في بداية أيار/ مايو، واجهت مبادرة المساعدات مشاكل متعددة، ويقول أشخاص مطلعون على الخطة، التي تلقت حتى بعض النصائح غير الرسمية من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، إنها غير قادرة أو جاهزة لإطعام أكثر من مليوني فلسطيني.
وقد أدانت الأمم المتحدة، التي لطالما كانت المزود الرئيسي للمساعدات إلى غزة، هذا الترتيب ووصفته بأنه "غطاء" للتهجير، بينما قال أحد "أعضاء مجلس الإدارة" في المؤسسة الذين وردت أسماؤهم في مسودة وثيقة صندوق الإغاثة العالمي هذا الشهر لصحيفة "فايننشال تايمز "بأنهم لم يكونوا أعضاء في المجلس قط. وقال شخص مطلع على البرنامج: "لقد أصبح الأمر برمته مدعاة للجدل" والسلبية.
وتقول مؤسسة غزة الإنسانية إنها ستوزع 300 مليون وجبة طعام في الثلاثة أشهر من عملها، وبحسب مسودة الخطة فإنها ستطعم الفلسطينيين بوجبات كلفة الواحدة منها 1.30 دولارا بما في ذلك كلفة المرتزقة الأجانب الذين استأجرتهم لحراسة الطعام والمنشآت.
لكن لا يوجد معلومات واضحة حول كيفية تمويل المؤسسة، ولم تسهم أي دولة أجنبية مانحة في ماليتها، حتى نهاية الأسبوع، مما يطرح شكوكا حول تمويلها ومن أين يأتي الدعم، حسب ثلاثة أشخاص على معرفة بالأمر.
وقال شخص مطلع على عمليات مؤسسة غزة الإنسانية إن المانحين التزموا بـ 100 مليون دولار على الأقل، لكنه لم يسمهم.
ومنذ البداية، حاول المشروع استقطاب شخصيات بارزة في عالم العمل الإنساني. وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، إن بلير تحدث مع ديفيد بيزلي، الرئيس السابق لبرنامج الأغذية العالمي، المدرج في وثيقة لمؤسسة التمويل الإنسانية العالمية كعضو محتمل في مجلس الإدارة، من أجل النظر في الخطة. ولعل ارتباط الخطة ببيزلي، حاكم ولاية نورثكارولينا السابق الذي أدار برنامج الغذاء العالمي عندما فاز بجائزة نوبل يعزز مصداقية المشروع الناشئ. ولم يرد بيزلي على الاتصالات والرسائل للتعليق.
ورغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي في مؤسسة الغذاء العالمي، إلا أن شخصا مطلعا على عملياتها أفاد بأن المؤسسة تجري محادثات معه. وتم ذكر اسم نات موك، مدير المطبخ العالمي والذي أسهمت جمعيته الخيرية بإطعام مئات الآلاف من الفلسطينيين قبل أن تنفد الإمدادات بسبب الحصار كواحد من أعضاء مجلس إدارة مؤسسة غزة الإنسانية، وكونه "أحد أعضائه المهمين".
ونقلت الصحيفة عن موك قوله إنه "ليس عضوا في المجلس" ولم يقدم مزيدا من المعلومات. وقال شخص مطلع إن اسم موك "ظهر في مسودة داخلية وللأسف تم تسريبها للإعلام".
وأثارت مؤسسة غزة الإنسانية الكثير من الشكوك والأسئلة حول بنيتها الغامضة، وتضم فرعا سويسريا أسسه مواطن أرمني في أوائل شباط/ فبراير الماضي، ليس له أي صلة وثيقة بالعمل الإنساني، وفرعا أمريكيا ثانيا للمؤسسة لم يكشف عن اسمه، إلى جانب أنه لم يكشف إلا القليل عن تمويل المؤسسة.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الأخيرة صورا لمتعاقدين أمنيين/ مرتزقة أجانب يرتدون الزي الكاكي، وهم يهبطون إلى "إسرائيل" ويتلقون إحاطات، قبل نشرهم لحراسة قوافل المساعدات ومواقع التوزيع.
وتشترك شركتين أمنيتين في العمليات وهما "سيف سوليوشنز" و"يو جي سوليوشنز" في الخطة حيث تم الاستعانة بخدماتهما لإدارة نقاط التفتيش في داخل غزة بداية العام الحالي وخلال الهدنة القصيرة التي استمرت حتى 18 آذار/ مارس.
أما المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية فهو جي وود، وهو عضو سابق في وحدات المارينز، ويدير وكالة لإغاثة الكوارث "فريق روبيكون"، فقد قال إن الخطة وإن لم تكن كاملة إلا أنها الوحيدة المتوفرة وبموافقة إسرائيلية.
وقال متحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية: "نحن ملتزمون بإيصال المساعدة الإنسانية بطريقة لا تبدو وأنها عسكرية" و"ستتم عملية التوزيع عبر فرق مدنية فقط". وأشار إلى مظاهر قلق الأمم المتحدة، لكنها الوحيدة التي يتم من خلالها إيصال المساعدات لغزة الجائعة وبموافقة من "إسرائيل".
ونفى معهد توني بلير أن يكون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قد قام بتقديم استشارات رسمية نيابة عن الخطة. ورفضت الأمم المتحدة ووكالات أخرى حتى الآن المشاركة، بحجة أن إنشاء عدد قليل من مراكز التوزيع الجماعي، معظمها متمركز في جنوب غزة، ستجبر الفلسطينيين الجوعى على جلب عائلاتهم إلى المنطقة القريبة من مصر.
وزادت المخاوف من تصريحات بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف التي وصف فيها العملية الأخيرة التي يشنها الإسرائيلي بأنها وسيلة لطرد سكان غزة من القطاع في نهاية المطاف و"تغيير مجرى التاريخ".
وقد حذر توم فليتشر، منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، في كلمة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي بأن خطة مؤسسة غزة الإنسانية تجعل "المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية" و"أنها تجعل من التجويع ورقة مساومة".
وبسبب الانتقادات حاولت المؤسسة تكييف عملياتها والاستجابة لقلق المؤسسات الدولية، وفي رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي، طلبت إنشاء مراكز توزيع إغاثة في الشمال. كما وتعهدت بعدم مشاركة معلوماتها عن المتلقين للمساعدات مع أي جهة، ولا يعرف إن كانت "إسرائيل" ستوافق على هذه المطالب.
وتناقش الولايات المتحدة و"إسرائيل" أن خطة مؤسسة غزة الإنسانية هي الوحيدة للتأكد من عدم سيطرة حماس على المساعدات، وهي المزاعم التي استخدمت لفرض الحصار وعدم نجاح "إسرائيل" في تفكيك سيطرة الجماعة على القطاع.
ولاحظت الصحيفة أن خطة مؤسسة غزة الإنسانية، تتوافق بشكل وثيق مع أفكار طرحها الجيش الإسرائيلي على مدى العام الماضي، ومنها أفكار طرحت الشهر الماضي، حسب ملاحظات اجتماعات اطلعت عليها الصحيفة.
وتدور هذه الأفكار على إنشاء محاور "مطهرة" أو معقمة خالية من حماس حيث يتم توزيع المساعدات. ويتناقض هذا مع نموذج المجتمع الدولي، الذي يتضمن مئات من نقاط التوزيع الأصغر في جميع أنحاء القطاع.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (أونراو)، إن وكالته لم تلاحظ أبدا تحويلا "كبيرا" للمساعدات من قبل حماس وألقى باللوم في حوادث النهب على "اليأس" ونقص الغذاء.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون وغربيون آخرون لـ "فاينانشال تايمز" إن لديهم مخاوف بشأن قواعد الاشتباك التي يتبعها المقاولون في حالة وقوع هجمات من حماس أو في إدارة حشود الجياع من سكان غزة في مواقع التوزيع، والتي من المفترض أن تخدم كل منها 300,000 شخص.
ومع ذلك تحظى الخطة بدعم كامل من حكومة الولايات المتحدة التي قالت إنها عندما تكون جاهزة للتنفيذ، فستكون المسار الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "الرئيس ترامب دعا لحل إبداعي يقود للسلام ويحمي إسرائيل ويترك حماس خاوية الوفاض وإيصال المساعدات التي تنقذ الحياة لأهل غزة".