التجارة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد: ما آثارها على التجارة الداخلية؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
أثير – ريما الشيخ
تناول الجزء الأول من موضوع ”التجارة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد“ خمسة أسئلة طرحت لتوضيح مفهوم التجارة الإلكترونية وفوائدها وكذلك التحديات والعقبات التي تواجه تطوير التجارة الإلكترونية في بلدنا.
وفي هذا الجزء سنطرح ٥ أسئلة أخرى للدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد.
١- كيف تؤثر التجارة الإلكترونية على الصادرات وواردات الدولة؟
في الواقع التجارة الإلكترونية تفتح آفاقا لعرض السلع والخدمات على مستوى عالمي لسهولة إدراج المواقع والمتاجر والتطبيقات الإلكترونية المحلية على شبكة الإنترنت، وهي فرصة لإيجاد مستهلكين جدد على مستوى عالمي من خلال تحليل احتياجات الأسواق الخارجية والاستجابة لتغير متطلبات المتسوقين مما ينتج عنه زيادة في معدلات نمو الصادرات للدولة. وفي المقابل تفتح التجارة الإلكترونية أيضا سوق للمستهلكين المحليين نظرا لتوفر سلع وخدمات مختلفة بجودة وأسعار تنافسية وبالتالي يعمل ذلك على نمو مستوى الواردات.
٢- ما التأثير المحتمل للتجارة الإلكترونية على التجارة الداخلية والصناعات المحلية؟
لقد أزالت التجارة الإلكترونية الحدود والقيود الجغرافية أمام مختلف الأعمال، وبالتالي تحولت المنافسة إلى المستوى العالمي ووضعت التجارة الداخلية والصناعات المحلية أمام تحديات الجودة العالمية والسعر المنافس، فالمستهلك حاليا يستطيع المقارنة بين مختلف العروض؛ مما يجعل الصناعات المحلية تعاني من مشكلة عدم القدرة على تحقيق عوائد مربحة ومناسبة، بل في بعض الأحيان يؤدي إلى فقدان الكثير من المستهلكين بسبب المنافسة الشرسة. إذ لا بد من الانسجام مع هذه التطورات السريعة في عالم التكنولوجيا والتقنية، باعتبارها فرصة جيدة لاقتناصها، ودخول المنتجات والصناعات المحلية للأسواق العالمية، ويتطلب ذلك الارتقاء بمستوى نوعية المنتجات المحلية وتحسين جودتها وتقديم أفضل عروض البيع للوصول إلى السوق الخارجية عبر التجارة الإلكترونية.
٣- هل يمكن أن تسهم التجارة الإلكترونية في زيادة الإيرادات الحكومية من الضرائب والرسوم؟
بعد تنامي نشاطات التجارة الإلكترونية فقد لجأت العديد من الدول على فرض الضريبة الرقمية أو الضريبة على التعاملات الرقمية على غرار ضرائب الثروة والدخل، ويتم دفع ذلك النوع من الضريبة على المبيعات أو الإيرادات التي تجنيها الشركات من مصادر تقنية عبر شبكة الإنترنت. كما تفرض أغلب الدول ضرائب القيمة المضافة وضرائب أخرى على بيع السلع والخدمات الرقمية، حيث تساهم تلك الضرائب الرقمية في إضافة مصدر جديد للإيرادات العامة للدولة.
٤- ما أهم السياسات والتشريعات التي يجب تطبيقها لتعزيز التجارة الإلكترونية وحماية المستهلكين؟
لتعزيز هذا القطاع لا بد من وضع شروط وقوانين وتشريعات تنظم عمليات التجارة الإلكترونية وتحمي حقوق المستهلكين. إذ تُعَدُّ حماية خصوصية المستخدمين والمعلومات الشخصية أمرًا ضروريا في مجال التجارة الإلكترونية، إذ يتعامل المستهلكون مع شركات إلكترونية ويتم مشاركة معلوماتهم الشخصية معها؛ ولذا لا بد من أنْ تضمن الشركات سرية وأمان المعلومات الشخصية وتحمي المستخدمين من الاستخدام غير المشروع أو التسريب لهذه البيانات. والعامل الآخر هو أهمية الأمان المالي في توفير بيئة مأمونة لعمليات الدفع الإلكترونية. إذ لا بد أن يتخذ تدابير أمان متقدمة لحماية معلومات المستخدمين المالية باستخدام تقنيات التشفير والبروتوكولات الآمنة لنقل البيانات، إذ يعزز الأمان المالي الثقة ويقلل من المخاوف المتعلقة بالاحتيال المالي وسرقة المعلومات الشخصية والمالية.
٥- ما هو تأثير التجارة الإلكترونية على البنية التحتية للاتصالات والتكنولوجيا في الدولة؟
الانتشار السريع للتجارة الإلكترونية أدى إلى إيجاد مناخ ملائم لظهور قطاعات متخصصة في تقنية المعلومات والاتصالات، وأصبح من الأهمية دعم البنية التحتية الإلكترونية لتطبيقات التجارة عبر شبكة الإنترنت، ومع تطور التجارة الإلكترونية ونموها وانتشار استخدامها في التعاملات التجارية، تظهرُ فرصٌ استثمارية لتوجيه رأس المال للاستثمار في تطوير وتحسين وتحديث البنية التحتية الإلكترونية للدولة. كما أنَّ هناك فرص استثمار رائدة في الخدمات المصاحبة لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يؤدي إلى خلق قطاعات تكنولوجية متقدمة تدعم الاقتصاد الوطني.
وللإطلاع على الجزء الأول :
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة
إقرأ أيضاً:
“من فكرة تقنية إلى شركة ناشئة”… معسكر تدريبي للشباب الريادي بحمص
حمص-سانا
انطلقت اليوم فعاليات المعسكر التدريبي للشباب الريادي “من فكرة تقنية إلى شركة ناشئة”، الذي تنظمه حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول ندوتين حواريتين بمشاركة نخبة من أصحاب المشاريع الريادية والشباب الرياديين من مختلف الاختصاصات الجامعية، ركزتا على سبل تحويل الأفكار التقنية إلى مشاريع ريادية تلبي سوق العمل، إضافة إلى دور المؤسسات المجتمعية في حمص بدعم ريادة الأعمال.
وقدم أصحاب المشاريع الريادية للمتدربين خلاصة تجربتهم ومراحل العمل، وتخطيهم للمعوقات حتى غدت مشاريعهم حقيقة، ودعوا الشباب عند اختيارهم مشاريعهم الريادية إلى دراسة احتياجات السوق بدقة.
وتم خلال الحوار التواصل عبر الإنترنت مع مستشار وزير الاتصالات وتقانة المعلومات لشؤون الابتكار والشركات الناشئة، أحمد سفيان بيرم، الذي قدم نصائحه للشباب بخصوص إنجاح مشاريعهم، وأكد الاهتمام الكبير بالشباب الخريجين وأصحاب الأعمال الريادية، منوهاً بالفرصة التاريخية التي منحتها وزارة الاتصالات لريادة الأعمال.
وفي تصريح لمراسلة سانا، لفتت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص المهندسة هالة جحجاح، إلى أن المعسكر يقدم للشباب الذين لديهم أفكار تقنية ريادية الفرصة لتحقيقها، والانطلاق بها للعالم، من خلال إكسابهم المهارات اللازمة وسبل عمل هوية بصرية واضحة لمشاريعهم، وكيفية تقديم الخدمة، على أن يتم في ختام المعسكر إقامة معرض للمشاريع الريادية بالتعاون مع شركاء مجتمعين، ليصار إلى دعمها من قبل المجتمع المحلي والمستثمرين.
وأشار المدرب عمر حمام صاحب شركة للتسويق الرقمي في إسطنبول إلى أن المعسكر يقدم قيمة مضافة حقيقية للشباب لتأسيس مشاريعهم، مبيناً أهمية انخراط الشباب بسوق العمل الذي يبحث دائماً عن الأكثر كفاءة.
من جهتها أوضحت المدربة سارة قطف خريجة معلوماتية وصاحبة شركة تحليل مشاريع برمجية، أنها تعرّف المتدربين بكيفية اختيار المنتج وتسعيره وتحديد الفئة المستهدفة، والبدء بتنفيذ المشروع بأسرع وقت وأقل تكلفة، بينما اعتبرت المدربة مروة السيد المتخصصة بريادة الأعمال أن فكرة المعسكر جيدة للشباب الطامحين إلى إيجاد الحلول لمشاكلهم التقنية والفنية والقانونية.
ويستمر المعسكر في مقر الحاضنة لغاية ال 29 من الشهر الحالي بإقامة الندوات الحوارية حول عدد من المواضيع التي تتناول: منهجيات إدارة الشركة، وسبل عمل هوية بصرية، وتقديم الاستشارات التقنية لإدارة الفرق الفعالة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأخلاقيات رواد الأعمال، والملكية الفكرية وغيرها.
تابعوا أخبار سانا على