بلدي الشمالية يقترح توزيع بيوت الإسكان بحسب عدد أفراد الأسرة
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
وافق مجلس بلدي المحافظة الشمالية بالأغلبية يوم أمس الإثنين خلال الجلسة الاعتيادية على مقترح لجنة الخدمات والمرافق العامة بشأن تعديل آلية توزيع الوحدات الاسكانية بحسب عدد الأفراد للأسرة الواحدة وتعديل التصاميم الهندسية للوحدات. وناقش الأعضاء إيقاف خدمة توزيع أكياس القمامة بأثر رجعي للمنتفعين في بلدية المنطقة الشمالية إضافة لاستعراض ردود الوزراء.
وقال عضو بلدي الشمالية باسم أبوإدريس وممثل الدائرة الثانية أن مقترح تعديل آلية توزيع الوحدات الاسكانية يأتي تماشيًا مع الفترة الزمنية للانتظار والتي يزداد خلالها أعداد أفراد الأسرة. وبرر أبوإدريس رفعه للمقترح بأنه يجب تحقيق العدالة عند توزيع الوحدات على المستحقين؛ حيث يجب أن يحصل المستحق على عدد غرف يكون متناسبًا مع عدد أفراد اسرته ففي حال منح وحدة سكنية تحتوي على 5 غرف لعائلة تضم 4 افراد وذلك يختلف مع أسرة مكونة من 6 أفراد تحصل على وحدة سكنية بـ4 غرف فقط.
وأشار أبوإدريس إلى أهمية وجود تصميم موحد للوحدات الإسكانية باستثناء تلك الوحدات التي تخصص لفئة ذوي الهمم، بحيث تتكون الوحدات السكنية من 4 غرف رئيسية وإضافة غرفتين إضافيتين بمساحة نصف بناء كالمعمول به حاليًا في الوحدات السكنية بوجود غرفة فوق المطبخ بنصف بناء، وبذلك يكون مجموع الغرف في الوحدة 6 غرف بالكامل.
ولفت أبوإدريس إلى أهمية الانتباه لتعديل التصاميم الهندسية للوحدات، حيث إن بعضها يشوه المنظر العام للمشاريع الاسكانية، وأضاف أنه يجب أن يكون هنالك موقع خاص لوضع أسطوانات الغاز خارج الوحدة السكنية تجنبًا لحدوث أي أضرار أو تصرفات شخصية تخالف القوانين والأنظمة، وتحديد موقع لعمل مداخن المطابخ الخارجية حتى لا يباشر المنتفع من الوحدة بعمل مدخنة لا تتلاءم مع تصميم المدن الحديثة، إضافةً لعمل قنوات او مواسير لرمي القمامة للعمارات السكنية والتي سوف تقلل استخدام المصاعد ولما لها من فوائد على البيئة والصحة كما ستعمل على تذليل الصعاب لكبار السن.
وأكد أبوإدريس أن المقترح يهدف لتحقيق المساواة والعدالة في التوزيع وتقليل كلفة البناء وتحديد مستوى البناء وتطويره وتقليل نسبة المخالفات في الوحدات السكنية. وقدم أبوإدريس خلال الجلسة عرضًا مرئيًا حول مقترحه، قال بأنه تم اعداده عبر تقنية الذكاء الاصطناعي.
واستعرض المجلس ردود الوزراء، حيث أكدت وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني آمنة الرميحي على وجود أرض خصصت لإنشاء مرفأ جديد للصيادين بمنطقة البديع قريبة جدًا من الجزيرة (14) غرب مدينة سلمان وبإمكان بحارة مدينة سلمان الاستفادة منه.
وأوضحت الرميحي أنه قد تم استقطاع جزء من عقار وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بمشروع البديع الإسكاني لهذا الغرض. جاء ذلك ردًا على مقترح سابق رفعه المجلس بشأن إنشاء مرفأ للصيادين في مدينة سلمان.
وناقش أعضاء المجلس مسألة وقف صرف أكياس القمامة بأثر رجعي للمنتفعين في بلدية المنطقة الشمالية حيث أكدوا تعرضهم للإحراج مع المواطنين، وأشاروا إلى أن المواطنين يشكون بسبب قلة أجهزة صرف الأكياس والتي يبلغ عددها 5 أجهزة موزعة على مناطق المحافظة.
من جانبه قال عبدالله القبيسي ممثل الدائرة التاسعة إنه يجب على الوزارة أن تقوم بتوفير المزيد من الأجهزة وعليها أن تقوم بزيادة الأكياس فيها بسبب الكثافة السكانية التي تشهدها دوائر المحافظة الشمالية مشيرًا إلى أن مدينة حمد وحدها تضم أكثر من 25 ألف نسمة.
وفي السياق ذاته، أكدت لمياء الفضالة مدير عام بلدية المنطقة الشمالية أن الجهات المعنية في الوزارة تعمل على رفع عدد أجهزة صرف الأكياس لـ40 جهازًا أو أكثر بحسب حاجة المحافظة، كما أن الوزارة تعمل على دراسة المزيد من الحلول إضافة للأجهزة للحرص على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين. وأضافت، أنه يتم تعبئة الأكياس في الأجهزة وفقًا لبيانات المخزون حين وصوله لمستوى إعادة التعبئة.
وأكدت الفضالة أن وزارة البلديات تقدم العديد من الخدمات الأخرى للمواطنين ولا تقتصر خدماتها على صرف أكياس القمامة، مؤكدة أن سبب انتهاء الأكياس من الأجهزة يدل على الإقبال الكبير على هذه الخدمة ولا يدل على تقصير الوزارة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
إلى الزول مجتبى.. دمعة على عمار بيوت الله الراحلين
لم أكن أتصور يومًا أن رحيل الأشقاء السودانيين عن مصر سيترك في نفسي هذا الأثر العميق، لكنه حدث.
وها أنا أكتب، وقلبي مثقل بالحزن، منذ أن أخبرني صديقي «مجتبى» – الزول السوداني الطيب – بأنه سيعود إلى بلده بعد تحسن الأوضاع هناك.
كلمات بسيطة قالها بابتسامته المعتادة، لكنها اخترقت قلبي كأنها نعي هادئ لصداقة لم أعلم كم تعني لي حتى لحظة الفراق.
عندما اندلعت الحرب في السودان، وبدأت قوافل النازحين تتدفق إلى مصر، لم أكن أستطيع إخفاء مشاعر القلق والخوف التي تملكتني، وربما قسوت – داخليًا – في حكمي الأول عليهم.
مشهد النزوح الجماعي، والتغلغل السريع في تفاصيل الحياة اليومية، جعلني أتوجس من القادم، وأتساءل: هل نحن على أعتاب أزمة اجتماعية جديدة؟ هل سيتغير وجه الحارات والميادين إلى الأبد؟ كان ذلك في البداية فقط.
ثم جاء «مجتبى».
جاء مجتبى، وجاء معه «مبارك» و«هاشم» و«كمال»، إلخ..... وجاء معهم الدفء، تعرفت عليهم دون ترتيب أو نية مسبقة، لكنهم دخلوا حياتي كما يدخل الضوء من نافذة مفتوحة.
بسطاء، بشوشون، طيبو الطباع، لا يُحسنون سوى الصدق، ولا يعرفون من الدنيا إلا ما يرضي الله.
لا يمر يوم دون أن تراهم في الصف الأول في المسجد، لا يتأخرون عن صلاة، ولا عن إعمار بيت من بيوت الله، كأنهم وجدوا في بيوت الرحمن وطنًا بديلًا عن وطنهم الذي احترق.
ما زلت أذكر كيف كان «مجتبى» يسبقني في السلام بعد كل صلاة، ولديه اشتياق إلى لقائي ولقاء أهل المسجد كل مرة كأنه أول مرة يرانا بلا كلل أو ملل، وكيف كان يبتسم لوجهي دائمًا كأنه يراه للمرة الأولى.
لم أسمع منه كلمة تؤذي، ولم أره يومًا إلا مهندم الثياب، حسن السمت، متواضعًا حد النخاع.
كان وأهله، وأصدقاؤه، كأنهم جاؤوا من طينة أخرى... نقية، بيضاء، خفيفة على القلب.
واليوم... رحلوا.
تحسنت الأوضاع في بلدهم، فعادوا، وعاد الخوف إلى قلبي، ليس من القادم، بل من الفراغ الذي تركوه خلفهم.
سنفتقدهم في المسجد، سنفقد طيبتهم، دعواتهم الخفية، ابتسامتهم الصادقة، كأن شيئًا جميلًا غادرنا فجأة دون وداع كافٍ.
إلى الزول «مجتبى»... شكرًا لأنك غيّرتني، لأنك أثبت لي أن الإنسان الطيب لا يعرف وطنًا إلا الطيبة، ولا يحمل هوية إلا الإيمان.
سلام عليك وعلى إخوتك، حيثما حللتم، وسلام على السودان إن عاد يحتضنكم كما كنتم تحضنون هذا البلد بأخلاقكم.
نفتقدكم.