«كانت كلماتك المهدئ لغربتنا، تخفف عنا ألم الفراق وتلطف حرارة الشوق للوطن، كانت الرفيق الدائم لنا في زمن الابتعاد عن الأحبة».. هذه العبارات التي قالتها احدى الحاضرات أمس في «نادي رقي» لدعم الثقافة والإعلام، أوردت بعض ما يمثله الشاعر الكبير بدر بورسلي بالنسبة للأجيال التي كبرت وتربت على أغانيه سواء الوطنية أو الشعبية أو العاطفية.

هو شاعر الإحساس، ليس هامة ثقافية وفنية كبيرة فحسب، وإنما هو شاعر اللهجة الكويتية غناها له الكبار والعمالقة من الخليج والوطن العربي، لا تقيده أوزان الشعر وانما ما يقوده الإحساس بالكلمة.

الشاعر بدر بورسلي كان ضيفا مساء امس الاول على «نادي رقي» لدعم الثقافة في الملتقى الإعلامي العربي بجلسة حوارية حضرها عدد كبير من المثقفين والإعلاميين والرياضيين، حيث شدد على ضرورة ان يتم «تكثيف هذه الجلسات التي نتبادل الآراء فيها ونتعلم من جميع من يحضرها من مختلف الجهات والفئات». وشكر الملتقى الإعلامي لاثرائه المجتمع بهذه الحلقات الحوارية المميزة، معلنا عن أغنية جديدة بصوت الفنانة نوال تحت عنوان «سؤال واحد» ستطرح في السوق قريبا، لافتا إلى أن الأغنية الوطنية والأغنية العاطفية بالنسبة له هما جناحاه اللذان يطير بهما في عالم الشعر والغناء.

وقد كانت الجلسة الحوارية غنية بكل ما للكلمة من معنى، تحدث خلالها شاعرنا الكبير عن بداياته عن ‏مراحل الفشل والعزيمة والنجاح، متحدثا عن أغنية «غريب» كأول أغنية له لحنت واشتهرت بعد أن كتب الكثير من الأشعار التي لم يكتب لها ان ترى النور.

وتحدث عن تعاونه مع عدد من الفنانين سواء في الأغنية الوطنية أو الأغنية الشعبية والعاطفية، لافتا إلى انه لا يكتب لفنان معين، فهو يكتب الكلمة الناتجة عن الفكرة المتولدة من احساس دون أن يتقيد بالأوزان، موضحا أن تأليف الأغنية يمكن أن يستمر معه لشهرين أو أكثر ويمكن ان يغير فيها يوميا حتى تخرج بالشكل الذي يرضيه.

وقال «اكتب الأغنية لتستمر وتبقى، لا أعول على التجارب لكتابة النصوص بل على الافكار، ما يهمني الفكرة والترتيب في النص»، موضحا انه تعلم في حياته الكثير من الملحنين والفنانين وما زال يتعلم وما وصل اليه اليوم هو نتيجة دروس تعلمها خلال مسيرة حياته. وعن الكويت، قال «إن الكويت حتى اليوم لم تأخذ فرصتها للفرح»، مؤكدا انه مهما كانت الخلافات موجودة فيجب ان ندرك «ان الكويت وطن، أم وأب وأخت وشرف، لذلك أعطوا الكويت فرصة لكي تفرح». وتحدث عن علاقته بالفنانين الكبار أمثال طلال المداح ومحمد عبده وعبدالله الرويشد ونوال ونبيل شعيل وغيرهم من الفنانين والملحنين الذين غنوا من أشعاره، مؤكدا انه يكتب الأغنية ويعرضها على الملحنين ولا يتدخل بمن سيغنيها او ما هو عنوانها، فكل همه الكلمة والتعبير. واكد انه يدعم الفنانين الشباب فهو كان شابا وصادف الفشل في حياته، مؤكدا انه لا يرفض إعطاء أغنيات من أشعاره لفنانين شباب لدعمهم في مسيرتهم، ناصحا الشباب بان يعملوا ويجتهدوا، فعباقرة الزمان لم يأتوا من فراغ بل لم يتوقفوا عن الاجتهاد طوال حياتهم.

واكد ان الفن والثقافة اليوم يحتاجان إلى الاحتضان وإعطاء قيمة اكبر للفنانين والمثقفين لكي تبقى الكويت في الريادة الثقافية والفنية.

اللهجة الكويتية.. و «وطن النهار»

أكد الشاعر بدر بورسلي انه يكتب فقط باللهجة الكويتية ويتكلم بلغة الشارع الكويتي، لافتا إلى ان عددا من الفنانين العرب غنوا له باللهجة الكويتية أمثال الفنانة المصرية فايزة كامل وغيرها، موضحا انه أحيانا لا يعارض تغيير بعض الكلمات بطلب من الملحن إذا ما كان ذلك في مصلحة الأغنية كما حصل في أغنية «أعترفلك». كما استذكر بورسلي ظروف كتابة أغنية «وطن النهار»، مؤكدا أنها الأغنية الوطنية الأصعب على الإطلاق، حيث كتبت بألم كبير جراء العذاب الذي كان يشاهده في البلاد يوميا، فولدت هذه الأغنية التي أخرجت معها الكثير من الألم على وطن النهار الذي نهواه جميعا.

الخميس: هامة ثقافية كبيرة تحدث أمين عام الملتقى الإعلامي ماضي الخميس على هامش الجلسة عن نادي رقي لدعم الثقافة والإعلام الذي يستضيف شخصيات مختلفة وأمسيات شعرية ودورات تدريبية وغيرها من الفعاليات في المجال الإعلامي. وقال الخميس إن فكرة إنشاء النادي لتسليط الضوء على عدد من القضايا الإعلامية المهمة ودعم هذا المجال في البلاد.

وأعرب عن سعادته باستضافة الشاعر بدر بورسلي، وهو اسم كبير في وجدان كل كويتي وفي تاريخه ومستقبله وتأثيره واضح في كل مراحل حياة الفرد في المجتمع، فهو يشارك بكل مراحل الحياة، مثنيا على التفاعل الذي أبداه الحضور مع ما قدمه من قصص وحوارات وأفكار خلال الجلسة. وقال إن مثل هذه النماذج الثقافية الإيجابية في الكويت هي التي ترفع أسهمنا في عالم الثقافة والفنون وتقدم وطنا يعتمد على الثقافة والفكر والفن الذي يحكمه التنوع، فهي قامات كبيرة أوجدت هذا التاريخ الفني والثقافي.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

ربنا اللي بيحاسب.. أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين

قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن التسرع في إصدار الأحكام على الناس بعد وفاتهم، لا سيما المشاهير أو الفنانين، هو اعتداء على اختصاص إلهي خالص، مشيرًا إلى أن الشماتة في الموت من أشد مظاهر قسوة القلوب.

وأضاف العالم الأزهري، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين: "الناس اللي بتقول مات فلان وكان بيغني، أو ربنا هيحزبه علشان كان بيعمل كذا، أنا بقول لهم: اسكتوا، دي مش وظيفتكم. ربنا سبحانه وتعالى هو الحَكَم وهو اللي بيحاسب، وإحنا مأمورين بالدعاء للميت، مش التشفي فيه".

الأزهر ينصح بـ 5 عبادات في شهر محرم.. اغتنم فضلها فورًاأمين البحوث الإسلامية ومدير مكتبة الإسكندرية يفتتحان جناح الأزهر للكتاب .. صورمرصد الأزهر: سرايا أنصار السنة بسوريا امتداد فكري لداعش في ثوب محلي“البحوث الإسلامية” يفتتح الأسبوع الدعوي الثامن في الجامع الأزهر

وتابع الدكتور أسامة قابيل "شوفت الناس الأسبوع ده بتتكلم عن فنان توفاه الله، وكل واحد بيحكم عليه كأنه ربنا.. يا جماعة، ده مات! بدل ما تدعوا له، بتشمتوا فيه؟ ده الشماتة في الموت من أسوأ أنواع الشماتة. سيدنا النبي ﷺ كان يدعي: اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك".

وأكد الدكتور أسامة قابيل "اللي بيشمت النهاردة، ممكن يكون هو على نفس السرير بكرة.د، دي دنيا دوارة.. خليك مشغول بنفسك، وافتكر حديث النبي ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)".

حكم الشماتة في الموت

وكانت دار الإفتاء نوهت بأن الشماتة في الموت ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا، فكما مات غيره سيموت هو، مسائلًا: وهل يسر الإنسان إذا قيل له: إن فلانا يسعده أن تموت؟!.

واستندت الإفتاء في توضيحها حكم الشماتة في الموت أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك»، رواه الترمذى وحسَّنه.

الشماتة في الموت

واستكملت أن الله – تعالى- قال عندما شمت الكافرون بالمسلمين فى غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}، [سورة آل عمران : الآية 140].

وأكدت دار الإفتاء أن الشماتة و التشفِّيَ في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيا كان مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة.

طباعة شارك الدكتور أسامة قابيل علماء الأزهر الأزهر الشماتة في الموت قسوة القلوب العالم الأزهري أسامة قابيل حكم الشماتة في الموت الشماتة في موت الفنانين الشماتة

مقالات مشابهة

  • أحمد جابر يكشف لـ "الفجر الفني" عن كواليس أغنية "كل حاجة فيها حلوة" لـ رامي صبري (خاص)
  • ربنا اللي بيحاسب.. أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين
  • جلسة تمكين واستثمار بنزوى تستعرض التجارب الشبابية الملهمة
  • مصطفى حدوتة عن تعاونه مع عمرو دياب للمرة الثانية: حلم كنت أتمناه| فيديو
  • فرق الدفاع المدني السوري تبذل جهوداً كبيرة لإخماد بؤر النار التي اندلعت في غابات الفرنلق بريف اللاذقية الشمالي
  • العـَوْدَةُ من عـَتَـبَـةِ المَـوْت
  • "لماذا تستمع الفتيات للريميكسات أكتر من الأغنية الأصلية؟.. سر الإدمان الجديد على السوشيال ميديا
  • كتّاب ومختصون: مواجهة الأفكار المتطرفة مسؤولية مجتمعية ومؤسسية
  • متى يستجاب دعاء عاشوراء؟.. فاتك 5 أوقات وتبقى 4 فاغتنمها إلى المغرب
  • معهد إعداد القادة يشهد ختام فعاليات صناع التأثير