بوابة الوفد:
2025-05-11@00:29:34 GMT

سبب نزول آية "من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا"

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وقال الله -تعالى- في سورة البقرة: (مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).

 

وقد كان لنزول هذه الآية الكريمة سبب رواه الصحابي عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- فقال: (لمَّا نزَلت: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (ربِّ زِدْ أمَّتي) فنزَلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ربِّ زِدْ أمَّتي) فنزَلت: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}).

 

وبذلك يكون سبب نزول هذه الآية هو طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الله -تعالى- الزيادة على أجر المتصدّقين، وما إن نزلت تلك الآيات العظيمة التي تحثّ على الصدقة، فإذا بالصّحابة يتسارعون بتطبيقها والرغبة في عظيم أجر الصدقة.

وخير مثال على ذلك الصحابي أبو الدحداح الذي جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مستفسراً كيف له أن يُقرض الله؟ وأنّ يملك أرضين، وقد أقرض أحسنهما لله -تعالى-، فقال فيه رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "كَم مِن عِذْق مُذَلَّل لابن الدَّحْداحَةِ في الجنة"، أي كم من غضن متدلٍّ يسبّح لأبي الدحداح في الجنة بسبب صنيعه.

 

أنزل الله -تعالى- هذه الآية ليحثّ المؤمنين على الإنفاق بأسلوب شيّق وجميل، يبتدأ فيه بالسؤال الاستنكاري عمّن يفعل ذلك، وقد اختار لفظ القرض الذي يدلّ على إعطاء الناس شيء من المال، على أن يردّوه في وقت معلوم، وهنا شبّه الله -تعالى- الصدقة والإنفاق في سبيله بالقرض؛ لأن صاحب القرض يردّ المال لمن اقترض منه لا محالة. وكذلك الله -تعالى- يردّ للمتصدّق أجر وثواب صدقته في الآخرة، وأن الله -تعالى- يردّه مضاعفاً ويزيد في أجره، ومقدار هذه الزيادة ذكرها الله -تعالى- في آية أخرى من سورة البقرة، قال الله -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الفرق بين الحمد والشكر.. تعرف عليه

الفرق بين الحمد والشكر تعد من الأمور التي اختلف فيها أهل العلم، فقد جاء الحمد في اللغة بمعنى المدح والثناء، حيث يقول ابن منظور صاحب معجم لسان العرب: « الحمد: نقيض الذم، ويُقال: حَمدته على فعله، ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة»، وقد نقل صاحب معجم لسان العرب أقوال أهل اللغة في العلاقة بين الحمد والشكر، فقال: « قال ثعلب: الحمد يكون عن يد، وعن غير يد، والشكر لا يكون إلا عن يد..: الحمد الشكر، فلم يفرق بينهما، الأخفش: الحمد لله: الشكر لله، قال: والحمد لله: الثناء.

دعاء الصباح للأبناء.. ردده الآن وكن سببا فى هدايتهم وتوفيقهمدعاء 12 ذي القعدة.. 8 كلمات تدفع المصائب وتجلب لك الخير

فالشكر لا يكون إلا ثناء ليد أوليتها، والحمد قد يكون شكرًا للصنيعة، ويكون ابتداءً للثناء على الرجل، فحمدُ الله: الثناء عليه، ويكون شكرًا لنعمه التي شملت الكل، والحمد أعم من الشكر»، والشكر في اللغة معناه متقارب مع الحمد، حيث قال ابن منظور: « الشكر: عِرْفان الإحسان ونَشْرُه».

ولذلك أورد العلماء أن هناك فرقا بين الحمد والشكر، واعتبروا أن الحمد أعم من الشكر، وهناك أيضا من لم يفرق بينهما، فعنده: الشكر هو الحمد، والحمد هو الشكر؛ أي أنهما مترادفان، ولا فرق بينهما، ولكن الصواب، والذي ذهب إليه أكثر أهل العلم أن هناك فرقًا بينهما، والفرق بينهما هو من جهة العموم والخصوص، فالحمد أعم من الشكر؛ لأنه يكون على كل حال، سواءً النعمة أو النقمة أو المصيبة أو غير ذلك، أما الشكر فلا يكون إلا على النعم والإحسان.

فإذا حمد المسلم الله، فقد أثنى عليه، وشكره، واعترف بفضل الله وإحسانه عليه فالشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانة، باللسان ثناءً واعترافًا بالإحسان والفضل والمنة، ويكون أيضًا بسائر الجوارح؛ أي أعضاء الجسم، عن طريق الطاعة والانقياد والاستسلام، فإذا أدى المسلم العبادات المختلفة من صلاة وصيام ودعاء، فإنه بهذا يكون قد شكر الله عز وجل، أما الحمد فإنه لا يكون إلا بالقلب واللسان فقط.

طباعة شارك الحمد والشكر كيف نحمد الله ونشكره الفرق بين الحمد والشكر

مقالات مشابهة

  • قواعد من الحياة
  • صورة اليهود في القرآن الكريم
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • الفرق بين الحمد والشكر.. تعرف عليه
  • علي جمعة: السيرة النبوية التطبيق العملي المعصوم للقرآن ومرآة لفهم الواقع
  • ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
  • تأملات قرآنية
  • علي جمعة يكشف عن أعمال ينبغي فعلها فى هذا الزمن المليء بالفتن .. تعرّف عليها
  • علي جمعة: السلام مفتاح المحبة وبوابة الجنة كما علمنا النبي