لا أعتقد أن أحداً في هذا العالم لا يعرف أشهر تصريح للرئيس الأمريكي الحالي «ترامب»، حين قال إن السعودية هي بقرة حلوب وسنظل نحلبها حتى يجف حليبها وبعد ذلك نذبحها..
الجديد هو تصريح لمسؤول إسرائيلي كبير قال فيه «إننا سنجهز على إيران وبعد ذلك سنجبر دول الخليج العربية ليس فقط على التطبيع وإنما على دفع الثمن لهذا التطبيع».
عندما يأتي صاحب التصريح الشهير «ترامب» إلى المنطقة ويعود منها بنحو خمسة تريليونات دولار فذلك حلب لصالح أمريكا وإسرائيل، وبهذه الأموال الطائلة تخاض حرب أمريكياً وإسرائيلياً ضد العروبة والإسلام منذ حرب أفغانستان وحتى الحرب على إيران ونعرف ما قبل ذلك، أما ما بعد فهو ما طرحه المسؤول الإسرائيلي أنه بعد الإجهاض على إيران فالتطبيع مع إسرائيل لن يكون مجاناً وسيكون الثمن المطلوب لإسرائيل أكثر مما حصلت عليه أمريكا منذ أول رئيس وحتى “ترامبها”..
ربما من يقرأ هذه السطور قد يرى أو يقول إنني أتحامل على هذه الأنظمة أو الدول مع أن ما ذكرته هو عبارة عن حقائق معروفة ومكشوفة وما ظل يخفى والذي ما زال إلى مخفي هو أعظم من عظمة أمريكا المفقودة وأعظمه من الدول العظمى غابراً وحاضراً..
بعد كل هذا أؤكد وأقسم بالخالق عز وجل أنني لا أحمل أي ضغينة أو حقد أو نحو ذلك، وما أتمناه من كل قلبي أن يعيدوا التفكير وترتيب أوضاعهم وكل أوراقهم ليكونوا أنظمة ودولاً تنتزع احترامها بدون أن تبتزها أمريكا أو إسرائيل وبدون الحاجة إلى بورصة خساسة وبخاسة ونحاسة لبيع وشراء مواقف، لأن هذه هي البوابة للابتزاز الأمريكي الصهيوني بما لا يقبل..
في واقع ما يجري ربطاً بالعدوان الأمريكي الصهيوني على إيران، سئل محلل عن الموقف الحقيقي للدول الخليجية؟.. فرد:
هذه الدول كرغبة تريد انهزاماً ولكنها باتت تدرك أو تعي أن مصلحتها الأقرب والأبعد هي في انتصار إيران، وبالتالي فهل موقفها الحقيقي سيأتي من أرضية الرغبة لأمركة وصهينة أم أرضية المصلحة الوطنية العليا، وبغض النظر عن الاعتبارات الأخرى بالرغم من أهميتها..
لقد أعجبت بهكذا طرح لأنه يفتح أفقاً للتفاؤل، لأنه إذا هذه الأنظمة بدأت تدرك وتعي أن مصلحتها هي في انتصار إيران فإنني شخصياً أقدر المتراكم المرتبط بالأمر الواقع ويكفي أن تبدأ بإعادة تأسيس وفق ظروفها وما تسمح به الظروف، ومن أرضية المصلحة الوطنية بمحدداتها وبأضيق فهم أو مفهوم حتى لا يصبح التحول التدريجي دافعاً لاستهدافها من داخلها أو من الخارج وفوق كل قدراتها ومقدراتها وهي كبيرة..
وأعتقد أن هذا الطرح بوضوحه وواقعيته يؤكد أنني لست متحاملاً ولا أحمل أي ضغينة أو حقداً بل أني أتمنى لهؤلاء ما أتمناه لنفسي ولأوطانهم ما أتمناه لوطني ونحن في الأرزاق لا نطمع ولا نحسد ولا نريد حلباً ولا حليباً كما لا نبتز الثراء ولا نذبح بعد فقر، وإذا إسرائيل تستبق الأحداث في فرض رسوم عالية للتطبيع معها كما «ترامب»، فنحن نطالب بتطبيع للتآخي والتعايش لا يقاس ولا يقدر بأثمان، فهل هذا هو المنطق الأفضل لهؤلاء والمنطقة في القائم والقادم أم منطق الذبح الأمريكي والإملاءات الصهيونية المخطط لها؟..
لقد وجدت نفسي بنقاء وتلقائية اللحظة وما يربطها بالأحداث أطرح هذا، ولا يعنيني من يعجب ومن لا يعجب بما طرحت كونه ببساطة لا يدفع إلى قرار ولا يؤثر على قرار، وليس فيه ما قد يستحق ندماً في أي وضع أو ظرف أو جديد أو مستجد!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هشام عبد العزيز: إدراك العصر لا يعني معرفة سطحية بل فهماً عميقاً
قال الدكتور هشام عبد العزيز، من علماء وزارة الأوقاف، إن إدراك العصر لا يعني مجرد الاطلاع السطحي على الأحداث أو مظاهر الحياة من حولنا، بل يتطلب وعياً عميقاً وفهماً راسخاً لمقاصد الشريعة، ولرسالة الإنسان في هذا الكون.
وأوضح عبد العزيز، خلال تصريح تليفزيوني، أن النبي ﷺ ضرب أعظم الأمثلة في كيفية الوعي المجتمعي عندما قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يلخص رؤية الإسلام في ضرورة أن يكون الإنسان جزءًا حيًا من مجتمعه، يشعر بغيره ويتفاعل مع ما يدور حوله.
وأضاف أن فهم الواقع لا ينفصل عن الغاية الكبرى التي خلق الله الإنسان من أجلها، وهي العبادة وعمارة الأرض، قائلاً: "ربنا قال وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، وقال أيضًا هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، فالعبادة هنا ليست فقط في الشعائر، بل أيضًا في إعمار الحياة، وبناء الحضارة، وخدمة الإنسان".
وأكد الدكتور هشام عبد العزيز أن القرآن الكريم والسنة النبوية يمثلان "فن صناعة الحياة"، لا مجرد أحكام وشرائع، مبينًا أن آيات الأحكام في القرآن لا تتجاوز الألف، بينما الآيات المتعلقة بالأخلاق والآداب والمعاملات تمثل الغالبية العظمى، ما يعكس أهمية الجانب الإنساني في فهم الدين.
كما شدد على ضرورة التفريق بين حب الدنيا المذموم، وبين حب الحياة الذي دعا إليه الإسلام، موضحًا أن قوله تعالى "ولا تنس نصيبك من الدنيا" يبين أن الإسلام لا يعادي الدنيا، بل يدعو إلى العمل والإعمار والتوازن بين متطلبات الدنيا والآخرة.
وتابع: "الإنسان الذي يدرك عصره بحق هو من يعيش بروح القرآن والسنة، إنسان صانع للأمل، محب للخير، فاعل في مجتمعه، لا يقف عند الظواهر، بل ينفذ إلى لب الحقيقة ويعمل على إصلاح واقعه".