الثورة نت:
2025-06-25@11:54:32 GMT

كيان الأعمال القذرة

تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT

 

تعاطف الغرب مع كيان الاحتلال، لأنه يمثل الأداة الأساسية التي يعتمدون عليها في تدمير الأمة العربية والإسلامية، وهو أمر لا يخفيه الغرب، لكن تخفيه الزعامات والأنظمة العربية لمساعدة الغرب على إنجاح مخططاته الإجرامية في استباحة الأمة إلى ما لا نهاية.

أمريكا لا تخفي دعمها لهذا الكيان المجرم، فدعمها له بلا حدود في كل جرائمه حتى وإن حاول البعض إنكار جرائمه في بعض المواقف إرضاء للرأي العام؛ المستشار الألماني (ميرتس) اعترف أخيراً أن إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابة عن الغرب ومع ذلك فقد تحامل على النظام الإيراني واتهمه بالإرهاب.

سياسة الغرب عامة تقوم على المصالح واستخدام الإيديولوجيات الدينية من أجل حماية كياناته من الانحدار إلى مستنقعات الحروب الأثنية والطائفية التي عانى منها سابقا وفي ذات الوقت يعمل على استنساخ مصادرها في الأمة العربية والإسلامية من خلال الخونة والعملاء الذين جندهم لهذه المهمة القذرة.

يشيد بالإجرام الصهيوني ويدافع عنه ويحارب روسيا ويشجب جرائمها في أوكرانيا، فما هو مسموح للإجرام الصهيوني الصليبي في الوطن العربي وخاصة في فلسطين وغزة، مُحرم على روسيا في أوكرانيا.

المقاومة الأوكرانية للغزو الروسي حق مشروع وتستوجب كل الدعم في نظرهم لكن المقاومة الفلسطينية إرهاب يجب القضاء عليها؛ من حق إسرائيل الاعتداء على من تريد، لكن ليس من حق المعتدى عليه (إيران) أن ترد عليها -كما صرح (ستارمر) رئيس وزراء بريطانيا- ومن حق إسرائيل أن ترتكب جميع الأعمال القذرة، لكن ليس من حق إيران الرد عليها، كما صرح (المستشار الألماني).

المبرارات التي يقولها (ميرتس) بسعي إيران لامتلاك السلاح النووي عذر كاذب، نفاه مدير عام الوكالة الذرية الدولية-رافييل غروسي بقوله (ليس لدينا دليل على جهود ممنهجة لصنع سلاح نووي إيراني)؛ الأسلحة الذرية حكر على النادي المسيحي والتحالف الصهيوني الصليبي، وكما دمر العراق بمزاعم كاذبة لم يتبق سوى إيران وبعدها باكستان؛ وأما الإجرام الصهيوني فمسموح له أن يمتلك كل الأسلحة المحرمة وغيرها ومصانع الغرب هي مصانعه.

التحالف الصهيوني الصليبي أوجد الكيان المحتل ومكنه من الاستيلاء على فلسطين وصهاينة العرب والغرب يعتبرونه كرأس حربة متقدمة لتدمير الأمتين العربية والإسلامية ومعهم جيوش من الخونة والعملاء تمت زراعتهم في معظم الأنظمة وسلمت لهم مقاليد السلطة والحكم لحماية الإجرام الصهيوني والحفاظ عليه وتجذير التخلف والانحطاط والفرقة والشتات.

قد يظن البعض أن دعم ألمانيا والغرب عموما- لليهود بسبب ما قيل إنها (الهلوكست) والتي يشير إليها البعض على أنها حُجة لإمداد اليهود بالمال من خلال التعويضات وأيضاً لإيجاد مبرر لإرسالهم إلى فلسطين للقيام بالمهام القذرة نيابة عن الغرب؛ وتطويرا للحروب الصليبية الإجرامية، لكن في إطار مدمج، يجمع تحالف الصهيونية واليهودية معا حتى يحظى بالدعم والتأييد من اليهود والنصارى معا ويحقق ما عجزت عنه تلك الحملات الإجرامية والتي فتكت باليهود والنصارى العرب الذين لم يتعاونوا معهم وأبادت المسلمين من خلال ارتكاب المجازر التي تتماثل مع ما يمارسه الإجرام الصهيوني اليوم على الدول العربية والإسلامية وخاصة في فلسطين.

أمريكا اليوم تقود العالم وتدافع عن الإجرام الصهيوني، تدافع عن أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري وجرائم الإبادة للمدنيين العُزّل، وكل الأنظمة المتصهينة (الغربية والعربية) أيضاً، ويقولون إن ذلك دفاع شرعي يتناوبون الأدوار فيما بينهم ويمدون الاحتلال بكل ما يحتاجه ولو كان مخالفا للقيم والمبادئ والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، فحماية مصالح الإجرام في استمرار هيمنته ونفوذه والاستيلاء على ثروات ومقدرات الأمم والشعوب يستوجب ذلك.

قد يتساءل البعض: لماذا يحظى هذا الكيان الإجرامي بملء هذا الدعم؟ الجواب واضح أن الغرب أوكل له القيام بالأعمال القذرة نيابة عنه والتي لا يستطيع تنفيذها أو التي قد تؤثر على ما يدعيه أنه يمثل قيم الحرية والعدالة والإنسانية وحقوق الإنسان.

في الحروب التي شنها الغرب أو الشرق على الأمم الأخرى، مورست فيها كل الأساليب القذرة ولكن العجب والغرابة أن ساسة صهاينة (الغرب والعرب) يدعمونها ويؤصلون لها دينا وعقيدة وسلوكا وأخلاقا ضد الآخرين.

فمثلا ألمانيا في الحرب العالمية الثانية استولى الحلفاء عليها ودمروها ثم اعتبروا نساءها غنائم حرب واغتصبوا أكثر من مليوني امرأة، ماتت منهن مائتا ألف بسبب الاغتصاب المتكرر من قبل جنود روسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا، معظم العرب والمسلمين كانوا يساندون ألمانيا ويؤيدونها.

أمريكا قتلت أكثر من مائتي الف ياباني بالقنابل الذرية وهناك اكثر من مليون مشوّه؛ وفي عدوانها على فيتنام وبحسب التحقيق الذي أجراه الكونجرس، فقد تم قتل ما لا يقل عن مليون وخمسمائة ألف مدني وتم تدمير مدن وقرى بكاملها؛ وقدم الجزائر في حرب التحرير فقط مليوناً وخمسمائة ألف شهيد؛ وتم ارتكاب جرائم الاغتصاب أثناء احتلال أمريكا وحلفائها للعراق، بعد تسويق المزاعم الكاذبة بامتلاكه أسلحة دمار شامل .وفي إسقاط برجي نيويورك واحتلال أفغانستان وتدميرها الغاز كثيرة لم يستطع مؤلف كتاب الخدعة الكبرى (تيري ميسان) فك رموزها ولكنه أثبت أن المخابرات الأمريكية والصهيونية نفذت الهجوم كأساس لفرض نظام عالمي جديد تهيمن فيه أمريكا كقطب أوحد، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي؛ وتأمين سيطرتها ونفوذها واستكمال الاستيلاء على بقية أقطار الأمتين العربية والإسلامية .

تم اختيار الإسلام كدين والمسلمين ساحة للصراع لإحراز نصر سهل لا كلفة فيه، لكن العائدات كثيرة لا حصر لها؛ الإجرام والأعمال القذرة يقوم بها المجرمون شرقا وغربا ومن كل الأديان والملل والإسلام هو المتهم والمطلوب القضاء عليه فكرا وسلوكا، عقيدة وشريعة، سواء بواسطة اليهود الذين لديهم الاستعداد والرغبة والقابلية للقيام بكل الأعمال القذرة أو بواسطة غيرهم، فكل من سيقوم بالأعمال القذرة يحظى بالدعم المادي والمعنوي.

كشفت الأحداث والمآسي أنه لا فرق بين شركاء التحالف الصهيوني الصليبي وأن إسرائيل هي الوجه الأشد قذارة وإجراما لتدمير كل مشاريع النهوض والتكامل العربي والإسلامي، وهو ما تحدث به –جورج بوش 2005م (إن تركنا المسلمين يسيطرون على دولة واحدة فسيستقطبون جموع المسلمين مما سيترتب عليه الإطاحة بجميع الأنظمة التابعة لنا في المنطقة وسيتبع ذلك إقامة إمبراطوريه إسلامية أصولية من إندونيسيا إلى إسبانيا).

الإجرام الصهيوني ارتكب أبشع جرائم الإبادة في غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها والآن يسعى لتدمير إيران؛ دمر المستشفيات ومراكز اللجوء الإنساني وأباد الأطفال والنساء وأراد الآن صرف الأنظار عنها، ولأن الرد الإيراني اقترب من مستشفى مجاور للمراكز المستهدفة في الأراضي المحتلة، صاحت حكومة الإجرام الصهيونية واستنكرت وادعت كذبا أن إيران تستهدف المرضى والأطفال في المستشفيات.

كيف استطاع هؤلاء المجرمون والكيان الإجرامي أن يقتنعوا أنهم ضحية وقد دمروا مستشفيات غزة بكاملها وقتلوا الأطفال بأسلحة القناصة والصواريخ، وكيف يستجدون دعم من كلفهم بالمهمات القذرة؛ ومع ذلك فقد استجاب لهم المجرمون وذهبوا لتأييدهم ودعمهم في استكمال جرائم الإبادة والتهجير القسري وجرائم الحرب التي ستظل وصمة عار في سجل التاريخ والإنسانية، وصدق الله العظيم القائل ((ودّوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بيّنا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)) آل عمران-118

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟

هل ما تحقق كان نصرًا استراتيجيًا يعيد رسم قواعد اللعبة؟ أم مجرد إنجاز آني قد تتجاوزه المواجهة المقبلة؟ اعلان

منذ اللحظة الأولى لانطلاق الهجوم الإسرائيلي المباغت على أهداف داخل العمق الإيراني، بدا أن تل أبيب تسعى لتغيير قواعد الاشتباك في الصراع مع طهران، مستندة إلى دعم سياسي وعسكري ضمني من الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية. ومع اتساع رقعة الضربات وتطورها لاحقًا إلى تدخل أميركي مباشر استهدف منشآت نووية بالغة التحصين، أثير تساؤل جوهري في الأوساط السياسية والعسكرية: هل حققت إسرائيل نصرًا حقيقيًا؟ وإن كان كذلك، فهل هو نصر آني تكتيكي أم تحول استراتيجي في المواجهة الطويلة مع إيران؟

الهجوم الإسرائيلي

بدأت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل إيران بضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت عسكرية ومراكز قيادة وسيطرة، فضلًا عن مواقع لصناعة وتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة. وتميزت هذه الضربات بسرعتها واعتمادها على معلومات استخباراتية عالية الدقة، مما أربك الدفاعات الإيرانية وشكّل صدمة أولى للنظام في طهران.

الرسالة الإسرائيلية كانت واضحة: لم تعد الجغرافيا تحمي الجمهورية الإسلامية من الضربات، والمواجهة لم تعد مقتصرة على ساحات الوكلاء، سواء في سوريا أو لبنان أو العراق. ومع ذلك، فإن هذه الضربات لم تسفر بعد عن انهيار عسكري أو أمني داخل إيران.

يتصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في متحف إسرائيل بالقدس، 23 مايو/أيار 2017. AP Photoالتدخل الأميركي

التحول الأكبر جاء عندما تدخلت الولايات المتحدة بضربات نوعية استهدفت منشآت نووية رئيسية في فوردو وأصفهان ونطنز، مستخدمة طائرات B-2 الشبحية وصواريخ خارقة للتحصينات من طراز GBU-57. هذه الضربات شكّلت ذروة التصعيد ضد البرنامج النووي الإيراني.

وبحسب تقرير قدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أمام مجلس الأمن، فإن الأضرار التي لحقت بهذه المنشآت كانت كبيرة، إلا أن الوكالة لم تتمكن من تقييم مدى الدمار داخل المرافق تحت الأرض.

Related"تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب".. غروسي في دائرة الاتهامات الإيرانيةضربة واشنطن النوعية: هل نجحت "مطرقة منتصف الليل" في شل البرنامج النووي الإيراني؟كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد إيران؟إيران: لا تراجع

رغم الضربات القاسية، لم تُبدِ إيران مؤشرات على التراجع، بل كثّفت من خطابها التعبوي وهددت بالرد على الولايات المتحدة الأميركية، فيما واصلت قصفها لإسرائيل.

تقييم المكاسب: آنية أم استراتيجية؟

استطاعت إسرائيل، بلا شك، تسجيل نقاط مهمة في المدى القصير، سواء عبر إظهار قدرتها على اختراق العمق الإيراني، أو من خلال توجيه ضربات مباشرة. كما نجحت في إعادة تسليط الضوء الدولي على البرنامج النووي الإيراني، وحشد دعم ضمني لاحتواء طموحات طهران.

لكن في المقابل، لم تنجح الضربات حتى الآن في تغيير المسار الاستراتيجي للسياسة الإيرانية، إذ لم تُجبر طهران الى الآن على العودة إلى طاولة التفاوض بشروط جديدة. بل يبدو أن الصراع دخل مرحلة أخرى من التوترات المستمرة والضربات المتبادلة التي قد تطول.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت قد أطلق أمس تصريحات غاية في الأهمية. إذ رأى أن الغارات الأمريكية تحيّد البرنامج النووي الإيراني محذرا من تداعيات أكبر حجما. حيث قال إنه النظام لن ينهار رغم قوة الضربات ودعا للأخذ في عين الاعتبار ترسانة طهران الصاروخية. وقد أخذ أولمرت مسافة من التهليل الإسرائيلي بما جرى. فقال من الغطرسة ومن غير الواقعي اعتبار أن الغارات الاستباقية ستركّع دولة تعداد سكانها 90 مليونا وذات تراث عمره آلاف السنين.

وبناء على ما تقدم، يرى مراقبون أن ما حققته إسرائيل حتى الآن يمكن وصفه بنصر آني محدود التأثير من الناحية الاستراتيجية. فقد وجهت ضربة قوية للهيبة الإيرانية، لكنها لم تُنهِ المشروع النووي، بحسب ما صرّح به مسؤولون إيرانيون. ومع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، ارتفعت الكلفة، لكن أيضاً ارتفعت معها المخاطر. فهل ستتمكن إسرائيل من ترجمة هذا التقدم التكتيكي إلى تغيير دائم في المعادلة الإقليمية، أم أنها فتحت أبواب صراع طويل قد يتجاوز قدرتها على التحكم بمساره؟

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • لن نستسلم .. إيران توجّه رسالة حاسمة إلى الغرب
  • لأول مرة في تاريخها .. معلومات تكشف كيف قلبت إيران الطاولة على كيان العدو الصهيوني إقليميًا ودوليًا
  • إيران تنفي إطلاق صواريخ بعد وقف إطلاق النار على الكيان الصهيوني
  • وزير الدفاع الباكستاني: ليس لدينا تعاون عسكري مع إيران لكن ندين العدوان عليها
  • الفيتو الأبدي للغرب على الطاقة النووية العربية والإسلامية
  • ترامب يعلن وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني
  • خواجه: مشكلة الغرب مع إيران تتجاوز الملف النووي
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • د. هشام فريد يكتب: هل اتفقت أمريكا مع إيران على نتنياهو بعد أن أصبح عبئًا عليها !؟