رئيس الجمهورية عن حريق الحمدانية: قلوبنا تعتصر ويجب فتح تحقيق بالحادث
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
ممتنة لك
ريم الحامدية
ربما تتشابه الأيام ونحن نعيشها كلٌّ في مجاله ومسؤولياته، لا ندرك قيمتها فنمضي وتمضي بنا الأوقات دون أن ننتبه للنِّعَم التي تحتضننا بصمت، ولا نلتفت للتفاصيل التي تجعل الحياة أكثر جمالًا ورونقًا.
لكننا، في لحظة صافية، حين يهدأ الضجيج في الخارج ونُصغي لما بداخلنا، ندرك أننا ممتنون.. فالامتنان شعور نبيل وهو امتدادٌ للشكر لكنه أعمق من كلمة وأرقى من ردّ جميل.
الامتنان صفةُ الكرماء الذين لا ينسون فضل الآخرين، وهو تقدير صادق لكل من أسدى لنا معروفًا ولو بكلمة أو نظرة أو حتى بصمت حضوره في وقت الحاجة.. لكننا اليوم نختار أن نتوقف معًا ونُغمض أعيننا للحظة ونفتح قلوبنا لشعور قد يغيب في زحمة الحياة: "الامتنان".
نحن لا نكتب لنعلم بل لنُذكّر أنفسنا وأنت معنا بأن الامتنان هو البحر الهادئ الذي يعانق شواطئ قلوبنا فيُهدئ عواصفها.
ممتنون لله، الذي يُحيطنا بعنايته حتى حين لا نطلب، ممتنون للحياة رغم كل تناقضاتها، وممتنون للصباحات التي تحمل بدايةً جميلة رغم ما تُخلّفه الليالي الصاخبة وللمساءات التي تحتوينا بعد التعب، ممتنون لأننا ما زلنا نحاول؛ نحاول أن نعيش بلطف وأن نمضي ونسامح ونحب رغم كل الخيبات، ونحلم رغم كل التعب ونؤمن رغم كل ما لا يُرى.
ممتنون للصُّدف الجميلة، وللطرق التي لم نخطّط لها، لكنها أوصلتنا لما كنا نرغب فيه ونحتاجه، ممتنون للقلوب التي أحبّتنا دون أن تطلب مقابلًا،
وللعثرات التي جعلتنا أكثر نضجًا، وأعمق فهمًا، وأقوى مما كنا نظن.
نحن ممتنون للأمهات، لأنهن الضوء في العتمة، والملاذ حين تضيق الدنيا، واليد التي ربتت على أرواحنا قبل أن تفهم كلماتنا، وممتنون للآباء، لوجودهم القوي حين لا يقولون شيئًا، ولخوفهم علينا الذي لا يُقال، لكنه يُشعر في كل تصرف.
ممتنون للأصدقاء الذين بقوا، للذين فهموا قبل أن نشرح، وساندونا دون أن نطلب، ولكل كلمة طيبة قيلت في وقت انكسار، فجملت يومنا، وربما أنقذتنا من أنفسنا.
نحن ممتنون للحب، لأنه اختارنا يومًا، دون ترتيب، ودون موعد،
ممتنون لتلك القلوب التي رأتنا وسط الزحام، وقررت البقاء، رغم كل ما فينا من تناقض وفوضى وخوف.
وكما قال الفيلسوف اليوناني أفلاطون: "الامتنان هو علامة الأرواح النبيلة."
نحن نمتن، لأن الامتنان يُربّينا على اللين، ويُعلّمنا الرضى، ويُذكّرنا دومًا أن في الحياة ما يستحق الحمد، مهما ثقلت الأيام، وهو الضوء الذي يسبق الشكر، والماء الذي يروي جذورنا حين تجف الأرواح.
وحين نمتن، لا نُغيّر العالم من حولنا، بل نُغيّر قلوبنا.
وفي آخر السطر: الامتنان ليس لحظةً عابرة، بل أسلوبُ حياة.
نحن لا نملك عمرًا أطول، ولا ضماناتٍ أكبر، لكننا نملك قلوبًا تعرف كيف تُضيء حين تشكر، وكيف تزهر رغم المواسم اليابسة، نملك هذا الإحساس العميق أن كل ما مرَّ بنا شكّلنا، رقّقنا، وساقنا لما نحن عليه الآن،
وبين العادي والمألوف تختبئ النِّعَم، ونحن بالامتنان نراها.