دبي في 27 سبتمبر /وام / أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، أن دولة الامارات لعبت دوراً ريادياً في تطوير سلاسل التوريد المستدامة، وذلك بالتركيز على استثماراتها بمليارات الدولارات في إزالة الكربون من سلاسل القيمة.. منوها إلى أن الدولة رسخت مكانتها الريادية على أجندة الطاقة النظيفة بالمنطقة، وذلك بعد التحول الكبير التي شهدته خلال السنوات العشر الماضية مقارنة بدول أخرى وأشار ًفي هذا الصدد إلى محطات براكة للطاقة النووية السلمية في أبوظبي التي أسهمت في الحد من الانبعاثات بواقع خمسة ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بعنوان "مستقبل التجارة العالمية المستدامة" ضمن فعاليات اليوم الثاني من "أسبوع مستقبل المناخ" في "متحف المستقبل التي تستمر حتى يوم السبت المقبل وتنعقد تزامناً مع عام الاستدامة واستعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في دبي أواخر نوفمبر المقبل.

وسلط معاليه الضوء في كلمته على أهمية التجارة في استمرار الحركة الاقتصادية العالمية، والتي تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي، وتوفير فرص العمل العادلة، فضلاً عن تحسين مستويات المعيشة وتعزيز المعرفة.

وأشار معاليه إلى ضرورة مواصلة العمل على الحد من الأثر البيئي، وأهمية رفع التقارير حول مستويات التقدم في هذا المجال بشكل متواصل لضمان تحقيق الاستدامة لسلاسل التوريد.

وتضمنت فعاليات اليوم من "أسبوع مستقبل المناخ" في "متحف المستقبل"، الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع مؤسسة "فكر"، جلسة حول علاقة الهندسة المعمارية بالاقتصاد الدائري استضافت آرثر هوانغ الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "ميني ويز" والذي أشار إلى الدور التي تلعبه دولة الامارات في تطوير الهندسة المعمارية من خلال مشاريع ريادية لإعادة التدوير المبتكرة لتحويل إدارة النفايات في جميع أنحاء الحياة اليومية.

وسلط الضوء على عدد من الأساليب الرائدة لتقليل المواد وإعادة استخدامها، موضحاً خلال عرض تقديمي تفاعلي كيفية تحقيق البلدان للأهداف الطموحة لتغير المناخ من خلال تعزيز الاقتصاد الدائري.

وقالت الدكتورة عائشة عبد الله الخوري، الباحثة الإماراتية في هندسة المواد، خلال جلسة "تحويل ثاني أكسيد الكربون من أجل مستقبل أخضر": "البشرية مسؤولة عن إطلاق 40 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام، وهو ما يؤدي إلى تغير المناخ بوتيرة غير مسبوقة.. وتعتبر قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة والنفايات من أكثر القطاعات التي تنبعث منها أكبر كمية من غازات الدفيئة في الوقت الذي يتوفر فيه عدد من الحلول التي يمكن تطويرها بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة مثل تخزين الكربون وتحويل المواد الكيميائية واستخدامها".

وفي جلسة أخرى، تحدث المؤلف والباحث أندرو هدسون عن موضوع إعادة تشكيل قصص المناخ والخيال العلمي، وقال: "يعد تغير المناخ جزءاً من مستقبلنا وهو مرتبط بمجالات مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية، وستسهم العلوم والتكنولوجيا بدور كبير في مكافحة تغير المناخ والذي من المتوقع أن يبقى الموضوع الأهم خلال العقود القادمة".

وتحدث وائل الأعور، مهندس معماري وشريك مؤسس لاستديو واي واي في دبي وطوكيو، عن التصاميم المعمارية الصديقة للبيئة والمسؤولية الإبداعية و أشار إلى أن "البشرية بحاجة لبناء مدينة بحجم نيويورك سنوياً لتلبية النمو السكاني المتزايد، إلا أن السؤال الأبرز كيف يمكن القيام بذلك بشكل مستدام لأن الإسمنت مسؤول عن 8% من الانبعاثات العالمية، ويعد ثاني أكثر الموارد استهلاكاً في العالم بعد الماء، فيما تعد صناعة البناء مسؤولة عن 40% من استهلاك الموارد على مستوى العالم، و14% فقط من هذه المصادر هي مصادر متجددة".

وأضاف : "يمكن لمتر مربع واحد من السبخات أن يمتص الكمية نفسها من ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الغابات المطيرة، ويجب على دول العالم حماية هذا المورد الطبيعي".

وتطرق عبد اللطيف البنا، رائد الأعمال الإماراتي إلى المرونة الزراعية في المناخات القاسية، وأشار إلى أن “الزراعة المبتكرة قد تسهم في الحفاظ على جودة المناخ وتحسينه ” ولفت إلى أن المنطقة العربية تتمتع بمناخ وتربة صالحين للزراعة، إذ يمكن زراعة العديد من المحاصيل الزراعية على مدى عدة أشهر من العام خاصة في الفترة الممتدة بين بداية نوفمبر وحتى نهاية شهر مايو، ومع استصلاح الأراضي القاحلة أصبح بالإمكان زراعة أعلاف الحيوانات والشعير وغيرها من المحاصيل الغذائية".

وفي جلسة حملت عنوان "تناغم الهندسة المعمارية مع البيئة" تحدث المعماريان تاكاشيجي ياماشيتا، ويونغاه كانغ، عن الممارسات المعمارية المبتكرة، والتي تقدم ممارسات مستدامة من أجل مستقبل أفضل للمناخ، وتحدثا عن قصص النجاح في مشاريع عالمية تواجه تحديات اليوم بشكل مستدام وقدما تحليلاً للتصميمات المعمارية العالمية التي أحدثت فرقاً إيجابياً.

وأختتمت جلسات اليوم بجلسة نقاشية بعنوان "المسؤولية المناخية للصناعات الإبداعية" أدارتها بريندان ماكجيتريك وأماني العيدروس من "متحف المستقبل"، والمؤلف والباحث أندرو د هدسون، والفنانة والشاعرة الإماراتية شما البستكي.

وناقش المشاركون في الجلسة كيفية مساهمة المبدعين بشكل إيجابي في مناقشات الاستدامة ودور وسائل الإعلام في التأثير على المدى الطويل للحفاظ على البيئة.

ويشهد يوم السبت القادم جلسة حوارية خاصة تستضيف معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف (COP28)، لتسليط الضوء على آخر الاستعدادات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أواخر نوفمبر المقبل في مدينة دبي.

وتشارك في هذه الجلسة أيضاً سعادة رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف (COP28) رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وتديرها دبي أبو الهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة فكر.

- جورج إبراهيم

عاصم الخولي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون تغیر المناخ إلى أن

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «الإمارات للألمنيوم» و«صنستون» لتصنيع أقطاب الكربون في أبوظبي


أبوظبي (الاتحاد)
وقّعت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وشركة صنستون الصينية، أكبر منتج مستقل للأقطاب الجاهزة في العالم، اتفاقية على هامش منتدى «اصنع في الإمارات 2025» بهدف تطوير منشأة لتصنيع أقطاب الكربون في أبوظبي.
وقّع الاتفاقية عبد الناصر بن كلبان الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ولانغ جوانغهو رئيس مجلس إدارة شركة صنستون.
وتقوم الإمارات العالمية للألمنيوم بإنتاج حوالي 1.35 مليون طن من أقطاب الكربون المستخدمة في صهر الألمنيوم سنوياً في مصانعها في جبل علي والطويلة وتستورد باقي متطلباتها حالياً.
ومن المقرر بناء منشأة تصنيع الأقطاب الجديدة في منطقة خليفة الاقتصادية بأبوظبي بسعة إنتاجية تبلغ 300 ألف طن من الأقطاب سنوياً، لتحل محل معظم واردات شركة الإمارات العالمية للألمنيوم. ومن المتوقع أن تساهم هذه المنشأة في ترسيخ دولة الإمارات كثاني أكبر دولة مصدرة لأقطاب الكربون في العالم بعد الصين.
ويقوم مكتب أبوظبي للاستثمار بدور مهم في تمكين شركة صنستون من دخول سوق أبوظبي، وفي إطار سعيه لجذب وتمكين الاستثمارات عالية القيمة في أبوظبي، بما في ذلك استفادة صنستون من عدة مبادرات رئيسية ضمن الاستراتيجية الصناعية لأبوظبي، منها برامج دعم الطاقة والأراضي التي ينفذها المكتب.
وقال عبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم: سيساهم المشروع في تمكين شركة الإمارات العالمية للألمنيوم من تعزيز مساهمتها في مبادرة «اصنع في الإمارات»، من خلال توطين صناعة واحدة من المواد الخام الأساسية لعملياتنا المحلية، إضافة إلى إمكانية تصديرها لمصاهر الألمنيوم الأخرى في المنطقة وخارجها، وتنفق شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أكثر من 8 مليارات درهم سنوياً على السلع والخدمات في الدولة، ما يُمثل حوالي 40% من إجمالي إنفاقنا العالمي، ونسعى إلى زيادة هذه النسبة تدريجياً دعماً لنمو القطاع الصناعي في الإمارات.
من جانبه، قال لانغ جوانغهو، رئيس مجلس إدارة شركة صنستون: ساهمت مبادرة «اصنع في الإمارات» التي أطلقتها دولة الإمارات، والدعم الذي قدمه شركاؤنا في حكومة أبوظبي، في تهيئة بيئة مثالية للنمو الصناعي، ويمثل إنشاء أول مصنع لشركة صنستون خارج الصين بالشراكة مع الإمارات العالمية للألمنيوم إنجازاً كبيراً ضمن خطط توسعنا العالمي، ونتوقع أن يدفع هذا التعاون معايير التميز في قطاع صناعة أقطاب الكربون، وسنعمل من خلال شراكتنا مع الإمارات العالمية للألمنيوم على تقديم قيمة طويلة الأمد للمنظومة الصناعية في دولة الإمارات وقطاع صناعة الألمنيوم على مستوى العالم.
وقال محمد الكمالي، الرئيس التنفيذي للتجارة والصناعة في مكتب أبوظبي للاستثمار: يعكس تطوير مشروع صنستون الجديد في أبوظبي، والذي يمثل أول توسع للشركة خارج الصين، قوة منظومتنا الصناعية وقدرة الإمارة على استقطاب رواد عالميين في سلاسل الإمداد الرئيسية، ونعمل على تمكين شراكات جديدة في الدولة وتطوير القدرات المحلية ودفع عجلة الابتكار وتعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتميز الصناعي.
وأكملت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم وشركة «صنستون» دراسة الجدوى للمشروع المشترك الذي ستبلغ فيه حصة صنستون 55% فيما تبلغ حصة الإمارات العالمية للألمنيوم 45%.
ومن المتوقع أن يبدأ بناء المنشأة الجديدة خلال عام 2026، مع بدء الإنتاج في أوائل عام 2028.

أخبار ذات صلة «أدنوك» توقّع اتفاقية مع «توباسكس» لتوطين تكنولوجيا متقدمة «اصنع في الإمارات» يكشف عن النموذج التقني لمركبة دوريات الشرطة «ماغنوس»

مقالات مشابهة

  • سرور بن محمد يزور فعاليات «اصنع في الإمارات»
  • فرص الكوادر الإماراتية وأثر برنامج المحتوى الوطني محور فعاليات ثاني أيام «اصنع في الإمارات» ​
  • الرقابة المالية: نبحث تطوير منتجات تأمينية متخصصة لتقليل المخاطر المرتبطة بإصدار وتداول شهادات الكربون
  • «سند» و«الاتحاد للطيران» تعزّزان سلاسل التوريد في قطاع الطيران
  • ثاني الزيودي: اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تواصل المساهمة في نمو القطاع الصناعي
  • تعزيز الاستدامة وجذب الاستثمارات الخضراء وتأهيل التمويل المناخي.. رسالة وزيرة البيئة من المعرض العربي
  • وزيرة البيئة: جلسات المعرض العربي تعكس إدراكا شاملاً لتحديات التنمية المستدامة
  • تعاون بين «الإمارات للألمنيوم» و«صنستون» لتصنيع أقطاب الكربون في أبوظبي
  • وزيرة البيئة تشارك في الجلسة الافتتاحية لفعاليات المعرض العربي للاستدامة
  • نقص المعادن الأرضية النادرة الصينية يهدد سلاسل التوريد العالمية